قال مسؤول في وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية، إن رجل الأعمال والملياردير المصري نجيب ساويرس قرر ضخ استثمارات ضخمة في مجال التنقيب عن الذهب في مصر. واشترت مؤسسة ويذر للاستثمارات، التي يمتلكها ساويرس في يوليو 2012، شركةَ التعدين الكندية لا مانتشا من مجموعة الطاقة النووية الفرنسية آريفا مقابل 317 مليون دولار. وتمتلك شركة لا مانتشا 40 بالمئة من شركة أرباب للتعدين العاملة في السودان، وتعتبر بذلك الشريك الأول للحكومة السودانية. وكشف المسؤول بالوزارة الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن قطاع الثروة المعدنية عرض على ساويرس ضخ استثمارات في مجالات تعدينية أخرى مثل الرمال البيضاء والفوسفات. وأكد أن “رجل الاعمال متحمس للغاية للدخول في قطاع الثروة المعدنية.” وتعمل في مصر 6 شركات في مجال التنقيب عن الذهب، فيما يقتصر إنتاجه على شركة السكري للذهب التي تعمل في منطقة مرسى علم (جنوب شرق مصر) وتملكها شركة سنتامين العالمية. وتعمل شركة سنتامين للتنقيب عن الذهب في مصر منذ عام 1995، وقد حصلت الشركة في عام 2005 على تصريح للعمل في منطقة جبل السكري في الصحراء الشرقية المصرية لإقامة مشروع استخراج الذهب من تلك المنطقة. وتشير التقديرات الصادرة في عام 2008 إلى أن حجم احتياطي الذهب في تلك منطقة جبل السكري تقدر بأكثر من 10 ملايين أوقية. «100 ألف وظيفة توفرها مجموعات أوراسكوم في مصر حاليا وهي مرشحة لارتفاع كبير في الفترة المقبلة» وقال رئيس هيئة الثروة المعدنية عمر طعيمة يوم الجمعة الماضي، إن الحكومة المصرية ستطرح خلال المرحلة المقبلة الكثير من المزايدات للتنقيب عن المعادن في مصر خاصة الذهب والفوسفات. وتواجه مصر عمليات تنقيب عشوائية غير رسمية عن الذهب. وذكر طعيمة في حديث خلال الأسبوع الماضي، إن السلطات المصرية ضبطت 12 جهاز تنقيب وشاحنة نقل واعتقلت مجموعة من الأشخاص كانوا ينقبن عن الذهب بطرق غير قانونية. وكان نجيب ساويرس، الذي تمتلك أسرته شركات أوراسكوم التي تعمل في مجال الاتصالات والأسمدة والمقاولات والسياحة، قد أكد في نوفمبر الماضي، إنه يعتزم استثمار مليار دولار في مصر في العام الحالي. ولم يتضح حجم الاستثمارات التي ضخها فعلا، لكن محللين يقولون إنه قد ينتظر رسوخ الاستقرار بعد الانتخابات الرئاسية المقررة نهاية الشهر المقبل. مخاطر الإفلاس ويردد ساويرس بشكل متكرر التحذير من أن مصر مهددة بالإفلاس بدون انتعاش اقتصادي سريع، وأن عليها ألا تستمر في طلب المساعدة من دول الخليج. وبدا ساويرس مهموما أكثر بالاقتصاد وقال “أسوأ مخاوفي هو ألا ينمو الاقتصاد. سيكون هناك كل هؤلاء الفقراء الذي يمثلون 50 بالمئة من السكان وستكون هناك انتفاضة اخرى ليست ضد أحد بعينه وإنما ضد كل شيء.” ويقول إن “وضع الاقتصاد سيء… هل سنتوجه كل عام للإمارات والسعودية والكويت لطلب المساعدة؟ هل هكذا نشعر بالفخر تجاه بلدنا؟” ويؤكد أنه “ليس هناك حد لما ينوي استثماره في مصر لكنه أكد أن “لدي ميزانية مليار دولار سأستثمرها شخصيا في مصر في قطاعات متنوعة صناعية وزراعية ومالية وفي قطاع الاتصالات والانترنت خلال العام الحالي.” وذكر أن شقيقيه رجلي الأعمال ناصف وسميح ساويرس يعتزمان أيضا ضخ استثمارات. وقال “لديهما نفس النية… نحن مستقلون تماما في عملنا ولذا لا أعرف خططهما ولكني أعرف أن شهيتهمها للاستثمار في مصر الآن كبيرة.” ويرى ساويرس أن “مصر على شفا الانهيار. نحن مفلسون وننفق 1.5 مليار دولار شهريا على الدعم كل شهر. من الذي سيعطيك هذا المال؟” فرص كبيرة وشدد على جاذبية الفرص الاستثمارية في مصر الآن. وان بإمكان المستثمرين اغتنام الفرصة في قطاع مساكن محدودي الدخل والطاقة والزراعة. وقال إنه يرى أن مصر جاذبة للمستثمرين “لأن القطاع العقاري رخيص وآخذ في التراجع منذ ثلاث سنوات. وهناك الكثير من الفرص الجيدة لشراء مصانع توقفت عن العمل أو لا تنتج بطاقتها القصوى.” ويرأس ساويرس حاليا شركة اوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا وهي واحدة من امبراطورية شركات اوراسكوم التي تملكها عائلته. ووفقا لساويرس فان مجموعات اوراسكوم توفر أكثر من 100 ألف فرصة عمل للمصريين. وقال ساويرس إنه مثل كثير من رجال الأعمال الليبراليين يدعم ترشح وزير الدفاع السابق عبدالفتاح السيسي للرئاسة. وأضاف “الناس يرونه منقذا.” وعلى مدى سنوات شيد ساويرس امبراطورية اتصالات في الأسواق الناشئة امتدت ذات يوم من كوريا الشمالية إلى الجزائر.