بعد أن انضمت القرم إلى روسيا يسعى سكان ولاية ألاسكاالأمريكية للانفصال عن الولاياتالمتحدة.. والتحضير لاستفتاء شعبي للانفصال على الحكومة الفدرالية الأمريكية، والانضمام إلى الإتحاد الروسي.. وتفيد المعلومات المتداولة، والتي تحظى بتعميم واضح، أن مواطنو ولاية ألاسكاالأمريكية بدأوا تدشين حملة توقيعات للانضمام إلى روسيا، عقب نجاح استفتاء جزيرة القرم الأوكرانية وانضمامها إلى الحكومة الاتحادية بموسكو. ونشرت على الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض عريضة انضمام ألاسكا إلى روسيا التي وقع عليها أكثر من 11500 شخصا خلال يومين. ويشترط الحصول على 92500 توقيع حتى 20 أبريل لتقدم السلطات الأمريكية جواباً رسمياً على العريضة، للاستفتاء على انضمام ألاسكا إلى روسيا. وجاء في العريضة "صوتوا لانفصال ألاسكا عن الولاياتالمتحدة وضمها إلى روسيا"، وأفادت أن مجموعة من سكان سيبيريا الروسية عبرت مضيق بيرينج قديماً، وأقامت على ساحل القطب الشمالي وجزر ألوشيان. وذكرت في العريضة أن أول أوروبيين زاروا ألاسكا يوم 21 أغسطس من عام 1732 كانوا من أعضاء فريق بوت “سانت جبرائيل” بملاحة غفوزديوف وفيودوروف خلال حملية شيستاكوف وبافلوتسكي في الفترة ما بين 1729-1735. وكان في نوفمبر من عام 2012 قد ظهرت عريضة على الموقع الإلكتروني للولايات المتحدة حول انفصال ولاية تكساس وحصلت على 125 ألف توقيع. وكان رد السلطات الأمريكية مختصر مفاده أن الآباء المؤسسين للولايات المتحدة لم يفترضوا حق الانسحاب من الولاياتالمتحدة ولاية آلاسكا لا تربطها حدود مباشرة مع بقية الولاياتالأمريكية، وكان سكانها الأوائل من سيبيريا الروسية، وعبروا مضيق البيرنج، واستقروا بها منذ أكثر من 15 ألف سنة. وتفصل بين سواحل غرب آلاسكا والأراضى الروسية عشرات الأمتار من مياه مضيق البيرنج، وكانت الولاية خاضعة لحكم الروس لنحو 200 عام قبل أن تنتقل لأمريكا، بعد أن اشترتها الولاياتالمتحدة من الإمبراطور الروسى، ألكسندر الثانى، عام 1867 ب7 ملايين و200 ألف دولار، لتنضم بذلك إلى الولاياتالمتحدة. ورغم انتماء آلاسكا تاريخيا إلى روسيا، فلا تتعدى نسبة السكان من أصول سيبيرية أو روسية بها 1%، مقابل 15% من أصول ألمانية، و11% من أصول أيرلندية. وهناك عدة محاور تجعل الولاياتالمتحدة تتمسك بآلاسكا، نظرا لأهميتها الكبيرة، فهى أكبر ولاية من حيث المساحة، التى تعادل خمس بقية الولايات، لكن حجمها الكبير يقابله تعداد سكانى ضئيل نسبيا مقارنة بالولايات الأخرى، حيث بلغ 731،449 فى 2012. وبلغ الناتج الإجمالى للولاية عام 2007 نحو 44.9 مليار دولار، وبلغ نصيب الفرد 40042 دولار، وتهيمن قطاعات النفط والغاز على اقتصاد الولاية، وتمثل من 80% من مواردها. وتعتبر آلاسكا فى المرتبة الثانية فى البلاد فى إنتاج النفط الخام، وبها حقل «بر ودو»، الأعلى إنتاجا، حيث ينتج 40000 برميل يوميا، وبالتالى خسارة الولاياتالمتحدة مماثلة، فى ظل الأزمة الاقتصادية أمر مستبعد. يذكر أنه عالت الأصوات الأمريكية بالمطالبة بانفصال بعض الولاياتالأمريكية عن الولاياتالمتحدة منذ فوز الرئيس الأمريكي باراك أوباما لفترة رئاسية ثانية كرئيس للبلاد. وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية في أكتوبر الماضي إلى أن أكثر من 100 ألف أمريكي قدم طلبات التماس للبيت الأبيض للسماح لولاياتهم بالانفصال عن البلاد، وقدمت الطلبات على موقع "نحن الشعب" الإلكتروني التابع للبيت الأبيض. وأوضحت الإذاعة أن معظم الطلبات اقتبست السطور الأولى من وثيقة استقلال أمريكا عن بريطانيا، التي ذكر فيها مؤسسو الولاياتالمتحدة حقهم في "تفكيك الروابط السياسية" وتكوين دولة جديدة، وشكا مقدمو الطلبات من وجود انتهاكات صارخة لحقوق الأمريكيين. ووصل إجمالي عدد طلبات الالتماس إلى أكثر من 20 طلبا، من بينها طلب من ولاية تكساس بلغ عدد الموقعين عليه 25 ألف شخص وهو العدد اللازم للحصول على رد رسمي من البيت الأبيض. والجدير بالذكر أن الدستور الأمريكي لا يتضمن أية بنود تسمح للولايات بالانفصال عن هذا الاتحاد الذي يجمع الولاياتالأمريكية. وأشارت إذاعة صوت روسيا إلى أن الولاياتالأمريكية تطالب بإقامة حكومات منفصلة وكيان مستقل ومن هذه الولايات ولاية لويزيانا وتكساس ومونتانا وداكوتا الشمالية وانديانا وميسيسيبي وكنتاكي وكارولينا الشمالية وألاباما وفلوريدا وجورجيا ونيوجرسي وكولورادو وأريغون ونيويورك. وكانت ولاية لويزيانا أول ولاية تُقدِم على هذه الخطوة وتلتها ولاية تكساس حيث قدمت عريضة تضمنت: لا تزال الولاياتالمتحدة تعاني صعوبات اقتصادية ناجمة عن إهمال الحكومة المركزية لعملية إصلاح هيكلية نظام النفقات المحلية والأجنبية، وإن المواطنين الأمريكيين يعانون انتهاكا صارخا لحقوقهم مثل "قانون تقويض الدفاع الوطني" و"إدارة أمن النقل". وبما أن ولاية تكساس تدعم الميزانية المتوازنة وتحتل المرتبة 15 من بين أكبر اقتصاديات العالم فإنه يمكن للولاية الانفصال عن دول الاتحاد وبذل كل ما لديها من قدرة لحماية حقوق مواطنيها في الحياة وإعادة تعزيز مفهوم الحريات وحقوق الإنسان وفقًا للأفكار والمعتقدات التي جسدها آباؤنا المؤسسون والتي لم يعد لها مكان في مفهوم الحكومة المركزية الفيدرالية. وتم جمع 7358 صوتا في لويزيانا و3771 في تكساس و636 في فلوريدا و475 في جورجيا و834 في ألاباما و792 في كارولينا الشمالية و467 في كنتاكي و475 في ميسيسيبي و449 في اينديانا و162 في داكوتا الشمالية و440 في مونتانا و324 في كالورادو و328 في أريغون و301 في نيوجرسي و169 في نيويورك، وهناك العديد من الولايات الأخرى التي ترغب في أن تحذو حذو هذه الولاياتالأمريكية. وذكرت الوكالة الفرنسية أن الأمريكيين ضاقوا ذرعا من دفع الضرائب التي تمول حربين بعيدتين وخطط إنعاش لا يرون أي انعكاسات إيجابية ملموسة لها، وبدءوا يحثون ولاياتهم على إبطال القوانين الفيدرالية ويطالبون بالانفصال، لأنهم ضاقوا ذرعا بالدولة الفيدرالية. وقال توماس نايلور البرفيسور السابق في الاقتصاد وزعيم الحركة من أجل جمهورية فرمونت الثانية (شمال شرق) لوكالة فرانس برس: "إن الدولة الفيدرالية فقدت سلطتها المعنوية وحكومتنا تخضع لأوامر وول ستريت". وتساءل: "الإمبراطورية تنهار، أتريدون الغرق مع "التايتانيك" أو إيجاد حل آخر طالما أن ذلك ما زال أمرا ممكنا؟" وأوضح كيركباتريك سايل، من معهد ميدلبيري الذي يدرس حركة الانفصال وتقرير المصير، أنه "يجري الحديث اليوم عن إبطال قوانين فيدرالية على مستوى الولايات والانفصال كما جرى الحديث في سنة 1865". وقال ريك بيري حاكم تكساس في اجتماع للمحافظين إنه يؤيد الانفصال.. فيما قال المتحدث باسم الحركة القومية في تكساس ديف موندي: "إن الانفصال هو ردنا الوحيد لأن الدولة الفيدرالية متفتتة ولم يعد ممكنا إصلاحها مع طريقة عمل النظام السياسي الحالي". واعتبر أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قامت في الأصل على أساس كونفيدرالية ولايات مستقلة يربط فيما بينها دفاع مشترك ومصالح تجارية، معربا عن أسفه لأن الدولة الفيدرالية اكتسبت بعد سنوات وسنوات سلطة مفرطة في نظره.