شهدت قاعة شورى القوانين فى يوم 21 ديسمبر عام 1908 مولد الجامعة المصرية الجديدة بعد جهود وطنية مخلصة, قام بها نفر قليل من زعماء الأمة وأعبائها بدءا من مصطفى كامل, ومحمد فريد, والشيخ محمد عبده, ومرورا بأحمد المنشاوى, ومصطفى الغمراوى, ونهاية بسعد زعلول, وقاسم أمين, وحفنى ناصف. وقد بدأت الدراسة فى الجامعة الوليدة فى قصر الخواجة نستور جناكليس (الجامعة الأمريكية حاليا) وذلك فى موضوعات الجغرافيا والتاريخ والآداب العربية والإنجليزية, ثم توسعت فيما بعد لتشمل دراسات علوم الطبيعيات والرياضة, وبدأت العواصم الأوروبية تشهد وصول أول مبعوثين للجامعة الجديدة للدراسة فى مختلف فروع العلوم لتكون نواة لهيئة التدريس بالجامعة المصرية, وكان على رأس هولاء المبعوثين الدكتور طه حسين عميد الأدب العربى, وأول عميد مصرى لكلية الآداب بجامعة القاهرة. وفى عام 1923 تم ضم مدرستى الحقوق والطب للجامعة, وفى عام 1925 صدر المرسوم الملكى بإنشاء الجامعة المصرية وضمها لوزارة المعارف, وقد تكونت الجامعة فى ذلك الوقت من كليات الآداب, العلوم, الحقوق, الطب وفى العام نفسه تم ضم مدرسة الصيدلة العليا لكلية الطب. وبدأت الجامعة فى عام 1928 فى إنشاء مقر دائم لإدارة الجامعة وكلياتها, وذلك فى الأرض التى حصلت عليها الجامعة من الحكومة تعويضا عن الأرض التى تبرعت بها الأميرة فاطمة بنت الخديوى إسماعيل للجامعة, وتم وضع حجر الأساس لمبانى الجامعة الجديدة بمنطقة الأورومان بالجيزة, وفى عام 1935 تم ضم مدارس الهندسة الملكية, والزراعة العليا, والتجارة العليا, ومدرسة الطب البيطرى للجامعة. وصدر مرسوم ملكى فى عام 1936 بتغير اسم "الجامعة المصرية" ليصبح اسمها"جامعة فؤاد الأول" 1938, انفصلت مدرسة الطب البيطرى عن كلية الطب لتصبح كلية مستقلة, وفى عام 1946 , ضمت مدرسة دار العلوم للجامعة, وبعد قيام ثورة 1952 أصدر مجلس الوزراء مرسوما بتعديل اسم الجامعة ليصبح اسمها "جامعة القاهرة", ثم انفصلت مدرستا الصيدلة وطب الأسنان عن كلية الطب لتصبح كل منهما كلية مستقلة, وفى العام نفسه أنشئ فرع لجامعة القاهرة بالخرطوم وهو يضم الآن كليات الآداب, والحقوق, والتجارة, والعلوم. وتوالى إنشاء الكليات بعد ذلك, ففى العام الجامعى 1961 بدأت الدراسة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية , وفى السنة التى تليها تم إنشاء معهد الدراسات والبحوث الإحصائية, كما أنشئ المعهد القومى للأورام, وفى عام 1970 أنشئت كلية الإعلام وكلية الأثار ومعهد الدراسات والبحوث الأفريقية, وفى عام 1975 ضم المعهد العالى للعلاج الطبيعى لكلية الطب وتم إنشاء كلية التربية بالفيوم, ثم أنشئ معهد التخطيط الإقليمى والعمرانى عام 1979 , وفى عام 1995 صدر قرار جمهورى بإنشاء كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة القاهرة. وقد حوى الحرم جامعة القاهرة مرافق ميزته عن باقى الجامعات الأخرى وتمثلت هذه المرافق فى قاعة أحمد لطفى التى افتتحت عام 1935 و التى تعقد بيها جلسات مجلس الجامعة والمجلس الأعلى للجامعات وأسست أيضا فى نفس العام قاعة الاحتفالات الكبرى التى تتسع لعدد 4 آلاف فرد, ومزوده بالترجمة الفورية لخمس لغات, بالإضافة إلى مطبعة جامعة القاهرة التى تأسست سنة 1945 حيث تقوم بطبع الكتب الجامعية ومطبوعات الجامعة والمجلات العلمية, ومن المرافق المميزة أيضا ساعة جامعة القاهرة التى تأسست عام 1937 بإرتفاع 40 مترا, ومتحف الجامعة الذى افتتح عام 1989 لإبراز التاريخ العلمى والتطور الهندسى لمبانى الجامعة منذ إنشائها فى عام 1908. والجدير بالذكر يمثل شعار جامعة القاهرة صورة إله من أقدم الألهة المصرية القديمة هو الإله (جيحوتى) أو " توت" ولقد كان المصريون القدماء ينظرون إليه كإله للعلم والمعرفة, والشعار يمثل الإله فى هيئة رجل جالس برأس طائر الأبيس (أبو منجل) ويمسك بيده قلما وقرطاسا كأنه يتأهب للكتابة, ويرجع الفضل إلى جامعة القاهرة فى الكشف عن آثار مهمة لهذا الإله فى منطقتى الأشمونين وتونا.