استشهد 10 مجندين صباح اليوم "الأربعاء"، خلال حادث إرهابى استهدف أتوبيسا للإجازات بمنطقة "الشلاق" بين رفح والعريش، من خلال سيارة مفخخة نصف نقل محملة بالمتفجرات، "تى إن تى" كان يقودها إرهابيون يرتدون أحزمة ناسفة. وقال مصدر عسكرى إن أتوبيس الأجازات التابع للجيش الثانى الميدانى، وكان فى طريقه إلى القاهرة، واستهدفته السيارة المفخخة بشكل مفاجئ، حيث كانت تسير بجواره من مسافة قصيرة. ورفعت وحدات الجيش الثانى الميدانى الموجودة فى مناطق العريش والشيخ زويد ورفح درجات الاستعداد القصوى، بعد حادث التفجير الإرهابى، الذى استهدف أتوبيس أجازات، وأسفر عن استشهاد 10 مجندين. وانتشرت دوريات مكثفة للشرطة العسكرية على الطرق الرئيسية والفرعية، لجمع معلومات عن المخططين للحادث الإرهابى، الذى استهدف مجندين أبرياء. وقال مصدر أمنى بالعريش، إنه تم رفع حالة الاستنفار الأمنى عقب وقوع الحادث الإرهابى، والذى أسفر عن استشهاد 10 جنود، وإصابة ما يقرب من 35 جنديًا. نقلت وكالات الأنباء قائمة بأسماء الجنود الذين استشهدوا، صباح اليوم، في التفجير الإرهابي بالعريش. وهم المجند أحمد رمضان علي والمجند محمد إبراهيم عبد العظيم ومجند أحمد محسن عبد السلام والمجند صديق قنديل ومجند خالد عبد السلام ومجند عبد السلام صبيح ومجند عبد الله احمد عبد المولى ومجند إبراهيم أحمد إبراهيم ومجند عبد الحميد حسين إبراهيم وصف ضابط عمر حمدي محمد . وأصيب في هذا الحادث و31 آخرين بينهم ضباط وجنود من أفراد القوات المسلحة. وأضاف المصدر، أن طائرات الأباتشى تحلق فى سماء العريش وعلى مستوى منخفض من موقع الحادث، لملاحقة الجناة والبحث عن مرتكبى الحادث الإرهابى. وأكد شهود عيان، أنه تم قطع الاتصالات عن عدة مناطق فى محافظة شمال سيناء بعد وقوع الحادث الإرهابى، تزامنًا مع الحملات الأمنية التى تشنها قوات الجيش والشرطة لملاحقة العناصر المسلحة والذى استهدفوا حافلة الجنود. وعلى جانب آخر، حلقت مروحيات الهليكوبتر فى سماء مدينة العريش على ارتفاعات متوسطة، للبحث عن الجناة والعناصر المسلحة، خاصة فى منطقة الخروبة على طريق العريش الدولى، موقع الحادث الإرهابى. وتكثف الأجهزة الأمنية بشمال سيناء جهودها لضبط مرتكبى الحادث الانتحارى وتم التوصل إلى 6 أسماء منهم وهم :"إبراهيم محمد إبراهيم، وعبدالرحمن حسين إبراهيم، وعبدالله احمد عبدالمولى، وعمر حمدى بدر، وخالد عيد سلامة، وعبد السلام صبيح" . وأغلقت القوات المسلحة وقوات من الشرطة بشكل تام منطقة الحادث التى تنتصف طريق العريش الشيخ زويد، ومنعت القوات دخول أفراد للمنطقة، كما منعت وصول مندوبى الصحف ووسائل الإعلام المختلفة بشمال سيناء والتصريح والإدلاء بأى بيانات ومعلومات حول الحادث. وقال مصدر أمنى بشمال سيناء، إن مؤشرات التحقيقات الأولية فى حادث تفجير العريش تشير إلى تورط جماعة أنصار بيت المقدس فى هذا الحادث، مؤكدة أن مجرياته تمت بنفس طريقة العمليات الانتحارية السابقة التى شهدتها شمال سيناء . وتابع المصدر، أن الحادث بشع وتشير مشاهدة إلى أن لدى الجماعات الإرهابية عقيدة راسخة بمحاربة الجيش والشرطة المصرية بكل ما يملكون. وبدأ فريق تابع لعدة جهات أمنية، معاينة موقع التفجير الإرهابى، وقال مصدر أمنى إنه تمت معاينة مسرح الجريمة وتصويرها، وسؤال شهود العيان من الجنود المصابين، والناجين من الحادث، كما تم أخذ عينات من أشلاء الشهداء والانتحاريين الذين نفذوا الهجوم، وفحص حطام السيارة المفخخة. فيما كشف خبير أمنى، أن التحقيقات الأولية فى حادث تفجير الشيخ زويد، كشفت أن التفجير تم بواسطة "انتحارى" يستقل سيارة فيرنا، بداخلها 150 كيلو متفجرات، انفجرت فور اصطدامها بالأتوبيس الذى يقل الجنود. وقال المصدر، إنه تعذر سحب عينات من الشخص الانتحارى، نظراً لتحوله إلى أشلاء يصعب جمعها، فى حين تم رفع أشلاء من جثامين الجنود الشهداء. وفى نفس السياق قال شهود عيان بشمال سيناء، إن الحركة توقفت على طريق العريش الشيخ زويد، وأغلقت قوات الأمن الطريق بشكل كلى بكافة المواقع، والارتكازات الأمنية، واتخذ المسافرون على هذا الطريق ممرات بديلة عبر مسالك رملية ودروب زراعية. ونعت القوات المسلحة استشهاد الجنود في انفجار العريش ، وأكدت أن «دماء أبنائنا الغالية تزيدنا إصرارًا على تطهير مصر وتأمين شعبها من العنف والإرهاب الغادر». . وقال العقيد أحمد محمد علي، المتحدث باسم القوات المسلحة، في بيان على «فيس بوك»، صباح الأربعاء، إنه «في تمام الساعة 7.45، استهدفت سيارة مفخخة من طراز (هيونداي – فيرنا) يستقلها عناصر إرهابية، حافلة إجازات لأفراد القوات المسلحة أثناء مرورها بمنطقة (الشلاق) الواقعة غرب مدينة الشيخ زويد، وأسفر ذلك عن استشهاد 10 جنود (سائق - 3 أفراد من قوات التأمين - 6 جنود)، وإصابة 35 آخرين بإصابات خطيرة تم نقلهم إلى المستشفيات العسكرية، وجار المتابعة». وأضاف المتحدث العسكري أن «القوات المسلحة تنعي ببالغ الحزن والأسى دماء أبنائها في سبيل الواجب»، مؤكداً: «عزم رجال الجيش على مواصلة حربهم ضد الإرهاب الأسود، والقضاء الكامل على دعاة الظلام والفتنة والتكفير، ونشدد على أن دماء أبنائنا الغالية إنما تزيدنا إصراراً على تطهير مصر وتأمين شعبها من العنف والإرهاب الغادر». وتقدم المتحدث العسكري في بيانه بالعزاء لأسر الشهداء والمصابين. كان مصدر أمني قال في وقت سابق ل«المصري اليوم» إنه «في حوالي الساعة السابعة و45 دقيقة من صباح الأربعاء، وأثناء سير مجموعة حافلات تقل جنودا تابعين لكتيبة مشاة كانوا في طريقهم لقضاء فترة إجازة، وعند منطقة الخروبة بالقرب من العريش انفجرت سيارة مفخخة كانت تقف على جانب الطريق». وأدان الدكتور حازم الببلاوى، رئيس مجلس الوزراء حادث الإرهاب الآثم الذى استهدف حافلة جنود بمدينة العريش، وأكد رئيس الوزراء على أن الحكومة تدرس كافة البدائل للتعامل مع الأحداث الإرهابية المتلاحقة والرد بما يردع قوى الإرهاب والظلام، ويقتص لأرواح شهدائنا الأبرار. وأدان فضيلة الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، العملية الإرهابية الغاشمة، وأكد أن ما يقوم به هؤلاء الغاشمون من قتل للأبرياء وترويع للأمن، أمر حرمه الإسلام، بل والأديان السماوية كلها، مشددًا على أن الإسلام يرفض الإرهاب بجميع أشكاله وصوره؛ لأنه قائم على الإثم والعدوان وترويع الآمنين، وتدمير البلاد، ومقومات الحياة، لذا فهو يحث المسلمين على الابتعاد عن كل ما يفضى إلى الإخلال بأمن البلاد والعباد، أو يسبب العنف والإرهاب واستخدام القوة. وأشار مفتى الجمهورية فى بيانه، إلى أن الشرع الحنيف يحرم كذلك الإقدام على الإرهاب أو المساهمة فيه، بأية وسيلة، سواء بالتخطيط له أو التستر على أربابه وإيوائهم، وتقديم المعونة المادية لهم. ودعا فضيلة المفتى المصريين جميعًا قيادة وشعبًا إلى العمل صفًّا واحدًا لمحاربة الإرهاب والأفكار الهدامة والأعمال الإجرامية التى تستهدف قوات الأمن والمواطنين الأبرياء، وكل ما يهدد استقرار الوطن وسلامة مواطنيه. وفى نهاية بيانه تقدم فضيلة مفتى الجمهورية بخالص العزاء لأسر شهداء الواجب الوطنى الأبرار، كما تمنى الشفاء العاجل لكل المصابين، ودعا فضيلته فى نهاية بيانه بأن يقى الله تعالى مصر وأهلها شر الفتن ما ظهر منها وما وبطن. . . .