جاء حادث قطار دهشور، فجر أمس الاثنين، والذي أسفر عن مصرع 27 شخصاً وإصابة 29 غيرهم، ليفتح مجدداً ملف حوادث القطارات الكارثية التي تتسبب فيها الحالة المتردية للمزلقانات بمصر. وقد عقد الدكتور إبراهيم الدميري، وزير النقل والمواصلات المصري، مؤتمراً صحافياً عصر الاثنين بمقر مجلس الوزراء، ألقى فيه باللائمة والمسؤولية عن الحادث على سائقي الأتوبيس وسيارة النقل، لعبورهما المزلقان وعدم التزامهما بتعليمات المرور، مستبقاً بذلك تحقيقات النيابة العامة، ومؤكداً أن المزلقان كان منتظماً في تشغيله بأجراس الإنذار والأنوار. إلى ذلك اعترف الدكتور حازم الببلاوي، رئيس الوزراء، خلال مداخلة هاتفية مع إحدى الفضائيات، مساء الاثنين، بأن السكك الحديدية في وضع حرج، بسبب الإهمال الذي عانت منه عقوداً طويلة، وهي الآن تحتاج إلى إعادة تأهيل سيكلف الدولة عشرات المليارات من الدولارات. وقال الببلاوي إن الحكومة بصدد تنفيذ مشروع لتطوير المزلقانات، بدعم من دولة الإمارات، وسيتم الانتهاء منه خلال ال10 أشهر المقبلة. وأرجع سبب حادث دهشور إلى ممارسات السائقين، وعدم الانصياع للإشارات، مشدداً على سرعة التحقيقات حتى نتوصل للحقيقة. يأتي حادث دهشور مع حلول الذكرى السنوية الأولى لحادث قطار أسيوط الذي تمزقت تحت عجلاته الأجساد الصغيرة ل52 زهرة بريئة من تلاميذ إحدى المدارس بأسيوط، كانوا في طريقهم للمدرسة في الصباح عندما دهس القطار بقسوة شديدة الحافلة التي كانت تقلهم أثناء عبورها المزلقان الذي كان مفتوحاً لها، وغالباً يكون المزلقان وراء كوارث القطارات وبحسب تصريحات الدميري، فإن إجمالي عدد المزلقانات هو نحو 4500 مزلقان عشوائي، و750 مزلقاناً مقنناً، وتم تطوير نحو 2000 منها، ومن المقرر تطوير باقي المزلقانات تباعاً. وقبل أيام، وتحديداً يوم الاثنين الماضي، أصدر الدميري بياناً صحافياً قال فيه: "إن الوزارة تتابع بجدية الخطة العاجلة لتطوير المزلقانات، وتتضمن قيام وزارة الإنتاج الحربي بالتطوير الكامل لعدد 295 مزلقاناً، وقيام شركات أخرى بتنفيذ الأعمال المدنية ل297 مزلقاناً أخرى، وذلك بتكلفة إجمالية 710 ملايين جنيه مصري. ومن المقرر الانتهاء من هذه الأعمال بنهاية شهر يونيو 2014". وأشار البيان إلى أنه يتم حالياً إنشاء 26 كوبري علوي ونفق واحد عند المزلقانات التي توجد صعوبة في تطويرها، بتكلفة إجمالية ملياري جنيه، ومن المقرر الانتهاء من هذه الكباري والنفق بنهاية سبتمبر 2014. من جانبه، أوضح المهندس هاني حجاب، رئيس هيئة السكة الحديدية الأسبق ل"العربية.نت" أن مصر بها 1332 مزلقاناً لم تمتد لها يد التطوير منذ إنشائها عام 1851، وهذه ليست المشكلة، بل المشكلة في الرقابة الدائمة على العاملين بهذه المزلقانات. أضاف حجاب: "بدأت خلال فترة رئاستي للهيئة في استبدال هذه المزلقانات بأخرى إلكترونية للتقليل من الاعتماد على العامل البشري، وما يلازمه من أخطاء وإهمال وسهو، مما يؤدي لوقوع العديد من الحوادث بالسكك الحديدية". واستدرك بأن التطوير لا يغني عن الرقابة الصارمة والمستمرة بالتفتيش على الجنازير والأنوار وتدريب العمال على المزلقانات الإلكترونية، وضبط سلوك سائقي المركبات العابرة والمارة. الدكتور خالد عبدالعظيم، الخبير الدولي للتخطيط وهندسة المرور ومدير المعهد القومي للتخطيط, أكد أنه سبق إجراء دراسة بحثية على عدد كبير جداً من المزلقانات، وتبين منها أن 25% من المشاة يعبرون أثناء غلق المزلقانات، وأن حوالي 15% من السيارات بأنواعها المختلفة تتحايل وتعبر المزلقان. وشدد حجاب على أهمية أن يكون لدينا خطة استراتيجية في كل قطاعات النقل، يتوافر لها التمويل والتنفيذ والكوادر التي تستطيع تنفيذ هذه الخطة المأمولة. ولفت إلى أن ضخامة عدد "المزلقانات العشوائية" المسماة ب"مزلقانات الأهالي" والتي تفتقد للتخطيط والرقابة.