منذ سنوات طويلة وتحرص الأهرام على تطوير المحتوى الرقمي الخاص بها من حيث كيفية تخزينه واستعراضه للجمهور.. حيث أن على مدار سنوات طويلة وكانت مؤسسة الأهرام تقدم المواد الصحفية الخاصة بإصداراتها بشكل إلكتروني عبر مجموعة من مواقع الإنترنت، حتى أصبحت الطريقة أكثر تطورا من خلال بوابات الأهرام الإلكترونية المختلفة، إلا أنه مؤخرا أصبح للأهرام مجموعة من التطبيقات الأكثر تطورا وقابلة للعمل على أنظمة تشغيل مختلفة تحمل أسم "الأهرام ريدر" الذي أحتل المركز الأول بين جميع المؤسسات الصحفية العالمية من حيث التقنية والمحتوى، نرصد تفاصيل المشروع من خلال القائمين عليه في السطور التالية... إيمان الجوهري-محللة نظم معلومات ومدير قواعد بيانات بمشروع المحتوى الرقمي بالأهرام-تقول: تطبيق "الأهرام ريدر" يحتوي على أرشيف جريدة الأهرام كاملا منذ عام 1876 وحتى اليوم ويتم تحديثه يوميا بالأعداد الجديدة، ويتمتع التطبيق بعرض الأعداد بدرجة نقاء عالية جدا للصورة والتي لكي نصل لها استخدمنا تكنيك يحمل اسم "سيلفر لايت" والذي يعتمد على تخزين الصور التي يتم استعراضها بمساحات مختلفة والتي تطلبت أن يكون لدينا مساحات تخزينية كبيرة جدا تصل إلى 3 تيرابايت، وهو ما جعلنا الموقع رقم واحد في العالم من حيث المحتوى الذي يتم استعراضه بهذا النوع من التكنولوجيا وهو سبق لصالح الأهرام على كل المؤسسات الصحفية على مستوى العالم كله، ويأتي هذا الإنجاز بعد مجهود كبير قام به زملائنا بالأهرام في قسم المايكروفيلم الذين بذلوه على سنوات طويلة حيث احتفظوا بتراث الأهرام كله على مايكروفيلم حيث جمعوا الأعداد الكاملة لجريدة الأهرام منذ صدورها، ولذلك كان الهدف الأساسي من المشروع هو المحافظة على هذا التراث واستغلاله بشكل جيد وجذاب في نفس الوقت، فبدأنا العمل على تحويل هذه الأعداد من مصادرها المختلفة إلى صورة رقمية ويتم معالجتها حتى يتم استعراضها بطريقة خفيفة التحميل وجذابة للمستخدم، فبدأنا عمل موقع إلكتروني يحمل أسم الأهرام الرقمي والذي يحتوي على الأرشيف الكامل لجريدة الأهرام وبعض إصدارات المؤسسة وباقي الإصدارات يتم العمل عليها حاليا، وبعد إتمام هذه المرحلة كان علينا أن نكون أكثر مواكبة للتطور التكنولوجي ولذلك كان علينا أن نهتم بشريحة مستخدمي الأجهزة اللوحية المتصلة بالإنترنت ومستخدمي الإنترنت موبايل ولذلك عملنا على تصميم تطبيق "الأهرام ريدر" ولكي نوفر هذه الخدمة كان لابد من تقسيمها على أكثر من مرحلة نظرا لتعدد نظم التشغيل الموجودة بالأسواق فعملنا في البداية على تطبيق مناسب لنظام تشغيل الأي باد وبالفعل تم توفير التطبيق في شهر مارس من العام الماضي على الأي باد ستور وتصدرنا قائما الأعلى تحميلا في السوق المصري ومن ثم تم عمل إصدار ثان من التطبيق تم إتاحته على النيوز ستاند واحتل أيضا المرتبة الأولى من حيث عدد مرات التحميل، بخلاف أنه حصل على تقييم مكتمل من قبل المستخدمين، ومن ثم تم العمل على التطبيق الخاص بالإصدار الثامن من نظام تشغيل ويندوز حيث تم إتاحته على المتجر الإلكتروني الخاص به، ونعمل على توفير تطبيق يعمل على نظام تشغيل الأندرويد قريبا. وتضيف هبة نبيل-مطورة برامج بالأهرام-قائلة: من ضمن مميزات التطبيق إنه يوفر تصفح كل أعدد الجريدة بكامل الطبعات حيث يعطي اختيار للمستخدم ما بين الطبعة الأولى والثانية والثالثة بالإضافة إلى إمكانية استعراض الملاحق كاملة، ويتم عرض الأعداد يوميا بعد الساعة الثانية عشر ظهرا، كما أن المستخدم يمكنه تحميل العدد وإضافته إلى مكتبته ليعود له في أي وقت كما يستطيع التحكم في ألوان الخلفيات وحجم الخط، ونعمل حاليا أيضا على توفير إصدار جديد من التطبيق يتم في استخدام وسائل المالتيميديا بشكل أكبر حيث يمكننا إضافة مقاطع فيديو لصفحة الجريدة بخلاف روابط الإعلانات التي سيتم تصميمها بطريقة الفلاش في الإصدار الجديد. أما نورا زكي-مصممة مواقع بالأهرام-فتقول: استطعنا من خلال هذه التطبيق الحصول على المركز الأول من مؤتمر مطوري مايكروسوفت وهذا بعدما استطعنا التواجد بالتطبيق على المتجر الإلكتروني قبل الموعد الرسمي لطرح الإصدار الجديد من ويندوز بالأسواق بعد ثلاثة شهور متواصلة من العمل أجتاز بعدها التطبيق كافة الاختبارات التي تشترط وجود عدة معايير في أي تطبيق يتواجد على المتجر الخاص به، والجدير بالذكر أننا المؤسسة الصحفية الوحيدة التي لديها فريق عمل إلكتروني يعمل على التطبيقات والمواقع الخاصة بإصدارات المؤسسة حيث أن بقية الصحف والمؤسسات الأخرى تعتمد على شركات خارجية تصمم لهم مواقعهم وتطبيقاتهم. ويقول محمد مجدي علي-مصمم مواقع بالأهرام-: مايكروسوفت كان لها شروط أساسية لابد من توافرها في التطبيق لكي يتم إجازته من حيث الشكل، وهي الأشياء التي في تخصصي من حيث تصميم التطبيق لها علاقة بشكل خطوط الكتابة والظلال والتي لو لم تكن متوافقة مع الشروط التي وضعوها لن يتم إجازة التطبيق وإتاحته على المتجر الخاص بإصدار الويندوز الجديد الذي يعمل بنظام جديد يحمل أسم "مترو ستايل" وهنا كانت صعوبة المهمة حيث أننا كنا نعمل على نظام تشغيل جديد يحتوي على تكنولوجيا جديدة غير متاحة من قبل وعلينا أن نوفر التطبيق الخاص بنا قبل صدور الويندوز إلى الأسواق، فطريقة عرض التطبيقات في "المترو ستايل" يعتمد على فكرة السهل الممتنع أي أن إبهار التصميم يكمن في بساطة تكوينه، فتجد أن كل الخطوط الموجودة بكافة التطبيقات كلها بنفس الشكل وكذلك القوائم تحمل نفس الشكل ولذلك فالصعوبة كانت في عدم خروجنا عن هذه الإطارات، وهو ما تطلب أن نرتقي إلى البرامج الجديدة التي نعمل من خلالها على تصميم التطبيق في وقت قصير جدا. أحمد مجدي عبد الناصر-مهندس شبكات بالأهرام-يقول: طبيعة تخصصي في هذا العمل يتلخص في التحكم في السيرفرات التي تقوم عليها كل هذه المنتجات التي تقدم محتوى الأهرام الرقمي سواء من مواقع إلكترونية أو تطبيقات بإصدارتها المختلفة، وكان لابد لتحقيق ذلك توفير حواسب خادمة قوية لتتحمل المستخدم الذي يدخل حتى يتمكن التطبيق من أن يوفر له استجابة سريعة، ومن جانب آخر كان لابد من أن يتم توفي مساحة تخزينية ضخمة الكافية لتخزين المحتوى الذي يتم استعراضه، وهو ما يمكن المستخدم من استعراض أي عدد للأهرام في أي وقت بشكل عشوائي، وهو الأمر الذي يفيد قطاعات ضخمة جدا من المستخدمين وعلى رأسهم الباحثين الذين يبحثون بشكل دائم عن المعلومات التاريخية الموثقة. يختتم الحديث حاتم هزاع-مدير إدارة التطوير الرقمي ومدير مشروع المحتوى الرقمي بالأهرام-قائلا: الأهرام من أول المؤسسات في مصر التي دخلت في شراكة مع شركة مايكروسوفت العالمية بعد طلب الأخيرة في إقامة هذا النوع من الشراكة منذ أن كان تواجدها في مصر من خلال مكتب تمثيل مكون من 6 أفراد فقط لم يتبقى منهم سوى شريف عباس المسئول عن شركات تطوير البرمجيات في مصر مع فريق عمل ضخم جدا، وفي عام 1997 كان هناك كلام حول التعاون بين الأهرام ومايكروسوفت وو ما تطلب أن يكون بالأهرام فريق عمل تقني من المؤسسة حاصل على شهادات تجيز العمل بتكنولوجيا مايكروسوفت، وتحقق ذلك عام 1999، وفي عام 2000 اختارت مايكروسوفت من الأهرام أثنين من فريقها كأفضل تقنيين على مستوى مصر، وأستمر التعاون سنوات طويلة حققت خلالها الأهرام العديد من الإنجازات على المستوى التقني وحصلت على مراكز متقدمة جدا، وكان أخرها عن تطبيق الأهرام الذي نتحدث عنه اليوم الذي عملنا عليه وانتهينا منه قبل حتى صدور نظام التشغيل إلى الأسواق، والأهرام اكتشفت منذ وقت مبكر جدا أن المستقبل للتكنولوجيا بكافة وسائلها التي منها الأجهزة اللوحية والموبايل وغيرها، ولذلك كانت من أوائل الصحف في الوطن العربي التي لديها موقع إلكتروني منذ عام 98 ولذلك أدركت أن عدد المعتمدين على القراءة من مطبوعة ورقية يقل مقابل زيادة في نسبة المتلقين على الإنترنت ولذلك اهتمت الأهرام بأن يكون فريق عملها يعلم جيدا ما هو الجديد بشكل دائم من خلال المشاركة في العديد من المعارض الدولية والتي من خلالها أيضا نعرض منتجاتنا حيث نقدم خبراتنا للآخرين، ولذلك كان من باب أولى أن نوفر لمستخدم الأهرام أحدث وسائل التكنولوجيا لاستعراض المحتوى الصحفي الذي تقدمه وهو ما تم العمل عليه منذ عام 95 ليصل إلى شكله النهائي اليوم بهذه التقنية الرقمية بعد سلسلة من العمل في حلقات توصل إلى بعضها لما نحن عليه اليوم، فالصحفيين الآن على مستوى العالم يعتمدون على سرعة الوصول إلى المعلومة وسرعة بثها وهو ما جعل المطبوعة الورقية المتمثلة في الصحيفة اليومية هناك 24 ساعة لصدورها كل يوم وهو وقت كبير تحدث فيه أحداث كثيرة جدا، ولذلك انتهت فكرة السبق الصحفي بالنسبة للإصدارات المطبوعة لأن الوسائل التكنولوجية المختلفة دائما ما تسبقها، وهو ما يجعل من تطبيق الأهرام ريدر لديه فرصة كبيرة في أن ينتشر بين مستخدمي الأجهزة اللوحية حيث أننا نستهدف 2 مليون مستخدم "لويندوز 8"، والجدير بالذكر أننا نقد التطبيق وكل محتوى الأهرام بشكل مجاني للمستخدم وكان التوجه منذ البداية أنه سوف يعمل مجانا لفترة ما ثم يتحول ليكون تصفحه بمقابل مادي، ولكن بعد ثورة 25 يناير رأينا أن على الأهرام مسئولية إعلام كل شباب 25 يناير الذي لا يعلم شئ عن تاريخ مصر، ولذلك قررنا أن نقر دور الأهرام في تثقيف هذا الشباب من خلال أرشيف جريدة الأهرام الذي يعد مرآة حقيقية لتاريخ العالم وليس تاريخ مصر والعالم العربي فقط، ولذلك تجد أنعاس ذلك مثلا في أشهر الصفحات التي عليها تجمعات ضخمة من الشباب على "الفيس بوك" مثل صفحة "كلنا خالد سعيد" التي في الكثير من الأحيان تعود إلى أرشيف الأهرام من خلال محتواه الرقمي لتتحدث حول مواقف معينه وكيف كان التصرف فيها وقتها، فهذا هو تاريخ مصر والمنطقة العربية بل والعالم كله، ولذلك ستظل المعلومة التي يوفرها الأهرام مجانية.