نجا وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم من محاولة اغتيال إثر انفجار سيارة مفخخة قرب موكبه، وأكد مسؤول أمني أن الشرطة المصرية قتلت اثنين من المهاجمين. ووقع الهجوم على موكب الوزير في شارع مصطفى النحاس بحي مدينة نصر أثناء انتقال الوزير إلى مقر عمله في وزارة الداخلية بوسط القاهرة. وبث التلفزيون المصري أول لقطات حية لوزير الداخلية عقب نجاته، ووصوله إلى مقر الوزارة. وقال إبراهيم، وزير الداخلية، في تصريحات صحفية عقب نجاته، إن مجهولين استهدفوه بعبوة ناسفة شديدة التقنية تم تفجيرها عن بعد. وأضاف أن الهجوم على موكبه بداية لموجة إرهاب مثلما حدث في الثمانينيات والتسعينيات، وأنه لا يستبعد تورط جهات خارجية بالتنسيق مع عناصر داخلية لإحداث حالة من الإرهاب. وأضاف "إبراهيم" أن المعمل الجنائى أثبت أنها عبوة ناسفة كبيرة الحجم متفجرة عن بعد، وقام المجهولون باستهداف وقت مرور سيارته. .. وأشار إلى أن الانفجار أسفر عن تدمير أربع سيارات للحراسة وإتلاف محلات تجارية، بالإضافة إلى عربات بعض الأهالى، وبتر لقدم أحد أفراد الشرطة المكلفين بحراسته. وذكر أن الحادث أسفر عن عدد من الإصابات في صفوف الحراسة الخاصة به، فضلا عن بتر مشط قدم طفل وكذلك القدم اليمنى لأمين شرطة. قال مصدر أمنى بوزارة الداخلية إن محاولة الاغتيال الفاشلة أسفرت عن إصابة 75 بينهم 10 من حرس الوزير، وأفراد شرطة، وسائحة بريطانية، وطفل، إلى جانب احتراق 8 سيارات. وأكدت مصادر أمنية أن اللواء إبراهيم خرج كعادته من منزله صباح الخميس، وأثناء تواجده في تقاطع شارع مصطفى النحاس مع شارع الشعراوي، فوجئ طاقم حراسته بدويّ انفجار شديد بالقرب من موكب الوزير مباشرة، وعلى الفور أسرعت سيارات الموكب بالخروج من المنطقة. وأشارت المصادر إلى أن التحريات كشفت عن وجود سيارة مفخخة كانت متوقفة على جانب الطريق، وانفجرت فور اقتراب الموكب. وقالت مصادر أمنية إن سيارة ماركة "هيونداى" تسببت فى الانفجار وكانت تقف على أول شارع مصطفى النحاس بمدينة نصر، وأخرى ماركة "بيجو" كانت تسير خلف الموكب وبها مسلحان اثنان، إحكاماً لعملية السيطرة، وإنه فى حال ما إذا فشلت عملية الانفجار يبدأ الهجوم من أسفل بإطلاق الرصاص الحى، وهو ما حدث، واشتبك معها حرس وزير الداخلية، فلقى المسلحان مصرعهما على الفور. .. وأضاف المصدر أن ذلك تزامن مع إلقاء عبوة ناسفة من أعلى إحدى البنايات، إلا أن الانفجار كان متوسطا، إلا أن الكثافة السكانية والحركة تسببت فى وقوع كثير من الضحايا، وأكد المصدر أن الحادث يشير إلى محاولة إرسال رسالة محددة بأنه لا أحد بعيد عن العنف، ويمكن استهداف أكثر الشخصيات المؤمنة، خاصة أن وزير الداخلية لديه عربة مصفحة لم تكن ضمن موكبه من قبل، وإنما حصل عليها بعد التهديدات التى تلقاها عقب 30 يونيه وفض اعتصامى رابعة والنهضة. .. ولم يستبعد المصدر قوله إن الحادث كان يهدف تشتيت الانتباه، ويؤكد وجود خطة ممنهجة وليس عملا بدائيا، لافتاً إلى أنه جار عمل المعاينات اللازمة من المعمل الجنائى وخبراء المفرقعات، بالإضافة إلى تحليل الحامض النووى الDNA لمعرفة هوية المسلحين منفذى الهجوم، وأن قوات الأمن بدأت فى تمشيط المنطقة بالكامل، واعتلاء أسطح العمارات فى المنطقة خوفاً من اختباء عناصر إرهابية، وأوضح المصدر أن هذه الطريقة يستخدمها عناصر مسلحة فى عمليات مشابهة بسيناء والشيخ زويد، خاصة طريقة "الكماشة". وأمر النائب العام المستشار هشام بركات بفتح تحقيق عاجل في محاولة اغتيال اللواء إبراهيم، وكلف فريق من نيابة شرق القاهرة الكلية بالانتقال إلى مكان الواقعة لإجراء المعاينة المبدئية وحصر التلفيات التي لحقت بالممتلكات، والاستماع لأقوال شهود العيان من السكان الذين شاهدوا الواقعة وقت حدوثها. .. وجاء في بيان أولي لوزارة الداخلية أنه "حوالي الساعة 10.30 صباحاً انفجرت عبوة ناسفة حال مرور ركاب وزير الداخلية بشارع مصطفى النحاس بمدينة نصر، وأسفر ذلك عن وقوع عدد من الإصابات بطاقم الحراسة وبعض المواطنين الذين تصادف تواجدهم بمكان الحادث، وانتقلت الأجهزة الأمنية المعنية لمكان الواقعة للوقوف على ملابساتها". ووقع الهجوم على الوزير في حي مدينة نصر، الذي شهد مؤخراً قيام الشرطة بعملية فضّ لاعتصام ضخم لأنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم. وسقط في فضّ الاعتصام المذكور، وآخر في ميدان النهضة بمحافظة الجيزة، قتلى ومصابون من المعتصمين والشرطة على السواء. وجاءت عملية الفضّ عقب إنذارات مسبقة من جانب سلطات الأمن رفضت جماعة الإخوان الاستجابة لها، وحثت أنصارها على مواصلة الاعتصام. وقال المحلل الأمني إيهاب يوسف ل"العربية" إن مثل هذا الحادث كان متوقعاً في ظل الحملة التي تقودها وزارة الداخلية ضد العناصر المسلحة في الشارع المصري. ودعا وزارة الداخلية إلى تطوير خططها وتسليحها، محذراً من أن العمليات الأمنية ضد الإرهابيين في شمال سيناء قد تدفعهم للتحرك داخل المدن الكبرى. ومن جانبه، قال اللواء حسام سويلم، المحلل العسكري والاستراتيجي، إن جماعة الإخوان تحاول اغتيال شخصيات قيادية في أجهزة الدولة السيادية بهدف إحداث الفوضى. وذكر أن الضربات التي استهدفت الجماعات التكفيرية والإرهابية في سيناء، دفعت عناصر منهم لمحاولة توجيه ضربات للداخل. وقال إن جماعة الإخوان تعاني من حالة هستيرية بعد عزلها من الحكم واعتقال قياداتها. .. وفي تعليقه على محاولة اغتيال وزير الداخلية، قال الداعية الإسلامي ناجح إبراهيم لقناة "العربية" إن المجتمع المصري شهد اتساع فكر التكفير منذ ثورة يناير، كما أن الخطاب على منصة اعتصام رابعة العدوية كان حربيا واستعلائيا. وأكد أن اختيار الحركة الإسلامية لعودة الشرعية لم يحقن الدماء، ولم يطبق الشريعة، ولم يحافظ على ما تبقى منها، وثبت أنه كان اختيارا خاطئا. وذكر أن من بين أسباب وقوع الجريمة استخدام القوة المفرطة من جانب الشرطة في فض اعتصام رابعة بطريقة تبتعد عن الحكمة، ودون اللجوء إلى الأساليب المتدرجة والسلمية، على حد تعبيره. وأشار إلى انتشار السلاح في مصر، وخاصة المتفجرات، وإلى سهولة استخدام السيارات المفخخة في تنفيذ هجمات. وناشد رجال الأمن عدم استخدام سياسة توسيع الاشتباه مثلما حدث في التعسينيات، موضحا أن العناصر المشتبهة معروفة ويجب بذل جهد للتعامل معها. وفي سياق ردود الأفعال، أدان محمود عبدالعزيز، عضو الحملة المركزية لحركة "تمرد"، محاولة الاغتيال، موضحاً أن مصر لن تكون مثل العراق أو لبنان، وذلك في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". .. وأدان الدكتور حازم الببلاوى، رئيس مجلس الوزراء، الحادث الإرهابى والاعتداء الآثم على موكب اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بمنطقة مدينة نصر، والذى أدى إلى إصابة عدد من المواطنين ورجال الشرطة. وأكد رئيس مجلس الوزراء، أن هذا الحادث الإجرامى لن يثنى الحكومة عن مواجهة الإرهاب بكل قوة وحسم، والضرب بيد من حديد على كل يد تعبث بأمن الوطن، وذلك حتى يعود الاستقرار إلى ربوع مصر الحبيبة. وفى سياق متصل، يتابع رئيس مجلس الوزراء تطورات الحادث، والجهود الجارية لضبط الجناة وتقديمهم للعدالة، كما قام بالاطمئنان على حالات المصابين من المواطنين ورجال الشرطة. كما أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى اليوم الخميس بشدة محاولة استهداف وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم ، وقال العربى، بحسب مصدر مسئول فى الأمانة العامة للجامعة العربية، أن هذا الحادث الإجرامى يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار فى مصر. وأهاب الأمين العام لجامعة الدول العربية بالجهات الأمنية باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للكشف عن ملابسات الحادث وهوية مرتكبيه. .. .. ..