فى أغسطس الحالى بالعاصمة البريطانية لندن .. يشهد مسرح شكسبير احتفالية فريدة من نوعها بمناسبة إعادة عرض المسرحية التى كانت سببا فى احتراق هذا المسرح منذ حوالى أربعة قرون ! كان المشهد الأول من الفصل الرابع من مسرحية الملك هنرى الثامن " وش نحس " على الكاتب الإنجليزى الأشهر ويليام شكسبير ، فى هذا المشهد تحديدا هناك مدفع يضرب فى الهواء معلنا استقبال الملك ، وفى العرض الأول من هذه المسرحية منذ ما يقرب من 400 سنة على هذا المسرح وأمام مئات المتفرجين لم تكن المسألة " تمثيل فى تمثيل " كما هو معتاد وإنما كان هناك مدفع حقيقى وعندما ضرب تطايرت الشظايا وتسببت فى حريق المسرح تماما ووفاة عدد كبير من الممثلين والجمهور ، كان ذلك عام 1613 .. وبعدها بثلاث سنوات مات شكسبير واختفت معه أطلال مسرحه حتى أواخر القرن العشرين عندما جاء الممثل والمخرج الأمريكى الشهير "سام واناماكر" وأصر على إحياء هذا المسرح من جديد وبالفعل استطاع بعد فترة طويلة من البحث أن يحدد مكانه بدقة ، وفى التسعينيات من القرن الماضى بدأ العمل فى بناء المسرح بنفس هيئته التى أنشىء عليها فى الماضى حتى تم افتتاحه عام 1996 .. ومسرح شكسبير الحالى يعرف بأسم " جلوب " وهو يقع على ضفاف نهر التايمز فى العاصمة البريطانية لندن حيث يشغل موقعا ثقافيا ساحرا وقد روعى عند إعادة بناءه أن يأخذ نفس تصميم المسرح القديم ولذلك يتكون من ساحة مكشوفة يقف فيها المتفرجون أمام خشبة مسرح دائرية بينما تحاط الخشبة ببناء بيضاوى يضم عددا من البنوارات أو البلكونات لمن يرغب فى الجلوس وحجز مقعد لمتابعة الأعمال الفنية المقدمة . ومن الطرائف أنه تم استخدام مواد خام نباتية ونوع معين من القش فى بناء سقف المسرح وهو نفس القش الذى ساهم فى اشتعال النيران بالمسرح القديم ولكن فى هذه المرة تم تأمين هذه السقف بطرق علمية بحيث يكون غير قابل للاشتعال على الإطلاق كما تم اتخاذ كل إجراءات الوقاية والحماية والأمان فى المسرح .. ويهتم ال "جلوب" بتقديم مختلف المسرحيات التى أبدعها شكسبير حيث تؤدى بطريق كلاسيكية تجذب ما لايقل عن 3 ملايين سائح وزائر سنويا يشاهدون مسرحيات ماكبث وهاملت وعطيل وتاجر البندقية وأنطونيو وكليوباترا والملك لير وروميو وجولييت فى نفس المكان الذى تم فيه تقديم العرض الأول من مختلف هذه الأعمال ، هذا إلى جانب الروائع العالمية الأخرى .