فكرة جديدة ابتكرها مجموعة من الشباب المصريين بهدف ترويج السياحة فى مصر وتغيير صورتها فى عيون الغرب وهى القيام بجولات سياحية ما بين القاهرةوالأقصر وأسوان والغردقة وشرم الشيخ بالدراجات ودعوة الشباب الأجانب للمشاركة بها حتى يعودوا الى بلادهم بفكر جديدة عن السياحة والثقافة المصرية كما انهم يقومون بجولات فى القاهرة لنشر ثقافة إستبدال السيارات والمواصلات بالدراجة أملا فى الخلاص من أزمة المرور والحد من التلوث، فكيف بدأت تلك الفكرة وما النتائج التى حققتها هذا ما سنعرفه من مهندس أيمن السيد قائد فريق GBI egept كيف بدأت فكرة تكوين هذا الفريق ؟ القصة بدأت بالصدفة البحته عام 2008عندما علم إثنين من زملاءنا بشركة فودافون عن قيام فودافون ألمانيا بعمل جولة سياحية بالدراجات تبدأ من ألمانيا حتى انجلترا فقررا المشاركة فيها إلا أن تجربتهما لم توفق لأن المسافة كانت كبيرة جدا وهما لم يحصلا على التدريب الكافى لمثل هذه الرحلة الشاقة وبعد عودتهما الى مصر قاما بعمل جروب لتبنى نفس الفكرة بمجموعة شباب مصريين وبالفعل إستطعنا تكوين فريق من 33 مصرى وبدأنا نشارك فى مثل هذه الجولات فى أوروبا وفى عام 2009 قمنا برحلة ما بين ايطاليا والمانيا وسويسرا وتسلقنا جبال " الألب" بالدراجات حتى أصبح الفريق المصرى واحد من أهم الفرق المشاركة فى مثل هذه الجولات لذلك قررنا ان نكون جروب خاص بها فى مصر خاصة بعد ما تعلمناه فى هذه الرحلات. وما الفائدة التى تعلمها الفريق المصرى من أول رحلة ؟ تعلمنا ثلاثة أشياء فى منتهى الأهمية وهى ان كل واحد فينا عايش بداخل صندوق ومتخيل ان هذا أخر ما يستطيع فعله بالرغم من انه يستطيع أن يفعل أكثر مما اعتاد عليه بكثير واننا محتاجين نكسر القواعد الروتنية التى إعتادنا عليها حتى نشعر اننا مازلنا على قيد الحياة ، بالإضافة الى اننا إستطعنا تغيير الصورة التى يتخيلها الناس فى الخارج عن مصر والمصريين من اننا شعوب بدائية فقد أثبتنا لهم أننا نستطيع ان نشاركهم فى تجاربهم بل ونتفوق عليهم واننا شعب لا يقل حضارة وتقدم عنهم ، أما الشىء الأهم فهو اننا أصبحنا نتعامل مع ركوب الدراجة وكأنه لايف استايل أو جزء من تفاصيل حياتنا اليومية فيكفى اننا إستطعنا بها الخلاص من الزحام وأزمة المواصلات والحد من التلوث فضلا عن نشر ثقافة جديدة فى المجتمع وهى ثقافة إستبدال السيارة بالدراجة . ولماذا قررتم تنفيذ الفكرة فى مصر ؟ نحن بدأنا تنفيذ الفكرة فى مصر منذ عام 2009 عندما وجهنا الدعوة لعدد كبير من الأجانب الذين شاركناهم هذه الجولات فى ألمانيا وإيطاليا وهولندا ليقوموا بنفس الجولة معنا فى مصر من القاهرة حتى الأقصر وأسوان وقد قوبلت الدعوة بحفاوة غير طبيعية وكان هدفنا منها هو تنشيط السياحة فى مصر ومع الوقت بدأنا نضع لأنفسنا هدف أكبر وهو تخصيص عائد تلك الرحلات لأعمال الخير فمثلا فى عام 2010 جمعنا 180 ألف جنيه تم تخصيصهم لبناء حضانات أطفال فى الصعيد وذلك بالمشاركة مع جمعية " عشانك يا بلدى " وأيضا إستطعنا منذ بداية عام 2013 أن نجمع مبلغ 450 ألف جنيه سنخصصهم لعمل مشاريع صغيرة لمن هم تحت خط الفقر فالرحلة التى قمنا بها منذ أيام من القاهرة وحتى الغردقة حققت لنا أكثر من هدف أهمهم ان كل الأجانب الذين شاركوا بها شعروا ان مصر بلد آمنة خاصة اننا تحركنا من بوابات العين السخنة مرورا بسهل حشيش حتى وصلنا الى الغردقة بلا أى مشاكل ، فضلا عن انها حققت لنا مبلغ كبير يساعدنا فى استكمال المشروعات الخيرية التى نقوم بها . آلم تجدوا أى صعوبة فى إقبال الأجانب على المشاركة فى الدعوة هذا العام بسببما يشاع عن مصر فى الخارج من إنفلات أمنى ؟ الحقيقة أن الأمر هذا العام تحديدا لم يكن سهلا خاصة انه تم تغيير مسار الرحلة وتأجيلها أكثر من مرة حيث انه كان مخطط لها من البداية ان تتوجه من القاهرة الى سيناء ولكن نظرا للأحداث التى تتعرض لها سينا فقد إضطررنا الى تغيير المسار الى الغردقة مما أثار قلق البعض وتحفظهم من المشاركة فيها ولكن فى النهاية فقد تمت الرحلة بنجاح وإستطعنا أن نوصل لكل الناس فى الخارج ان السياحة فى مصر مازالت آمنة وان مصر ستبقى دائما بلد الأمن والأمان. وهل الإشتراك فى هذا الجروب يقتصر على مجموعة محددة ؟ إطلاقا فأى إنسان فى مصر يستطيع أن ينضم له بغض النظر عن طبيعة عمله أو مرحلته العمرية أو أى شىء أخر ، فأنا عندما بدأت المشاركة فى هذه الجولات كنت متخيل انها تقتصر على الشباب فقط حتى فوجئت ان هناك مشاركين تجاوزا الخامسة والخمسين وإستطاعوا أن يتفوقوا على شباب لم يتجاوزوا العشرين عاما ونفس الشىء يحدث فى مصر فنحن بدأنا الفكرة بتكوين جروب على الفيس بوك من 300 شخص أصبحوا اليوم 4000 مشارك من جميع المراحل العمرية والثقافية والعلمية . وهل هناك أهداف أخرى لهذه الفكرة فى مصر بخلاف تنشيط السياحة ؟ نعم نحن نسعى لأن نعمم ثقافة إستبدال السيارات بالعجل على الناس كلها لذلك ننزل كل يوم جمعة بعد الصلاة لأحد المناطق المزدحمة فى القاهرة و نقوم بجولات بالدراجات لنجعل ركاب السيارات يشعروا بمدى سهولة أستخدام الدراجة فى الذهاب الى العمل والتخلص من زحام الشوارع وصعوبة الوصول لمكان ركن السيارة وفى نفس الوقت ممارسة رياضة مفيدة فنحن لنا زميلات فى العمل يأتون من مدينة نصر والزمالك حتى بوابات القاهرة الأسكندرية بالدراجات دون أى مشاكل ، فأزمة المرور فى مصر أصبحت تفرض علينا البحث عن حلول بديلة للتغلب عليها والمفاجأة اننا وجدنا إستجابة من ناس كثيرة جدا خاصة بعد أن أصبحنا نضيع نصف يومنا فى الإنتقال من البيت الى العمل أو العكس بسبب أزمة المرور. الإنتقال بدراجة لمسافات طويلة هل يحتاج الى تدريب خاص ودراجات من فئةمحددة ؟ بالتأكيد فالسفر بالدراجة لمسافات تتجاوز 500 وألف كيلو يحتاج الى تدريب لفترة لاتقل عن ثلاثة شهور ونحن فى الفريق نتولى تدريب المشاركين الجدد ، أما بالنسبة لفئة الدراجة فطبيعى انها تكون من نوع جيد فهى مثل السيارة تمام فأنت لاتستطيعى الذهاب الى شرم الشيخ أو الغردقة بسيارة 128ونفس الشىء بالنسبة للعجل ولكن فى العموم فإن أغلى دراجة لاتتجاوز 2500 جنيه . وكيف توجهون الدعوة للناس فى الخارج ؟ نحن لدينا قاعدة بيانات كاملة عن جميع المشاركين معنا فى كل بلاد العالم ونوجه لهم الدعوة عن طريق الإيميل والفيس بوك كما اننا ننشر صور الرحلات التى قمنا بها فى مصر لتشجع مشتركين جدد على السياحة المصرية . وأخيرا بماذا تنصح الشباب الذى يتردد فى استبدال سيارته بالعجلة ؟ أنا أنصح كل الناس وليس الشباب فقط أن يجرب الذهاب الى عمله يوميا بالعجلة ومع الوقت سيجد نفسه لايستطيع أن يركب سيارة أو مواصلات بعدما يشعر بسهولة الحركة مع الدراجة ، والأهم من ذلك هو الخروج من الصناديق المغلقة التى وضعنا أنفسنا وأفكارنا فيها وتصورنا ان تلك هى الحياة فالإنسان عليه أن يجرب كل يوم شيئا جديدا حتى يشعر بقيمة وجوده فى الدنيا ، وعلينا الإقتضاء بالصين وهولندا وشرق أسيا الذى أصبحت الدراجة فيه هى وسيلة المواصلات الرئيسية بسبب زحمة المواصلات وزيادة عدد السكان ونحن مستعدين لقبول أى شخص يريد تطبيق التجربة وتدريبه حتى تصبح العجلة هى وسيلة انتقاله الرئيسية .