ما أن اندلعت الاحتجاجات في مدينة تقسيم التركية حتى انتشر كم كبير من الصور تنقل الغضب العام وطرق تعامل رجال الأمن مع ما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي بين فيسبوك وتويتر. وما زاد في الاعتماد على فيسبوك وتويتر التعتيم على أخبار التظاهرات المستعرة في البلاد، حيث تباطأت الصحف الرئيسية في نقل أنباء الاحتجاجات ولم تعرها اهتماما كبيرا واكتفت بذكرها في أخبار مقتضبة دون أن تفرد لها مساحات واسعة إلا بعد أن تناولها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان نفسه في تصريحات تدين المتظاهرين. ولعل من أكثر الصور تداولا تلك التي تظهر شابة ترتدي فستانا أحمر تقف بوجه رذاذ الفلفل الأحمر من جانب قوى حفظ النظام في هذا البلد الذي يعد من بين الدول العشر الأوائل في استخدام فيسبوك وتويتر على مستوى العالم. وتحظى مواقع التواصل الاجتماعي رواجا كبيرا بين الأتراك حيث يوجد ما يقارب 32 مليون مستخدم على فيسبوك، كما ذكرت مصادر إعلامية أن نسبة زيادة استخدام هذه المواقع ازداد في العامين الماضيين بمعدل 300%، حسب صحيفة حريات التركية. وأطلق محتجون وناشطون صفحات على فيسبوك وعددا من ال"هاشتاق" من بينها "احتلوا غيزي"، و"احتلوا تقسيم" و"احتلوا اسطنبول" لنشر الصور التي توثق حركة الاحتجاجات غير المسبوقة التي قوبلت بالغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل الأحمر ومدافع المياه. وما أن سقط جرحى بين المتظاهرين حتى تحول النشاط على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر ونقل المعلومات عن أماكن تواجد الشرطة، وأماكن وجود المستوصفات المؤقتة، وطرق علاج آثار الفلفل الأحمر بالإضافة إلى نشر الحقوق القانونية والدستورية لزيادة الوعي العام. وكشفت دراسة أعدتها جامعة نيويورك أن مليوني شخص على الأقل أطلقوا تغريدة احتجاجية بلغات مختلفة مع هاشتاق خلال 8 ساعات فقط يوم 31 مايو. واندلعت الاحتجاجات في تركيا ضد مشروع حكومي لإزالة حديقة "غيزي" التاريخية في ميدان تقسيم بإسطنبول، وما لبست أن تحولت الاحتجاجات إلى غضب عام لم يسبق له مثيل ضد ما يصفه المحتجون ب"تسلط أردوغان وحزب العدالة والتنمية". وكان أردوغان طالب في وقت سابق بوقف الاحتجاجات فورا ووصف المتظاهرين بأنهم لصوص وقال إن جماعات "إرهابية وأجنبية" تحرك هذه الاحتجاجات.