ورددت للصفحة الطبية أسئلة عديدة من بعض القارئات يستفسرن عن سكر الحمل أسبابه وأعراضه وعلاجه .. يجيب عن هذا السؤال الدكتور جلال البطوطى استشاري أمراض النساء والتوليد والعقم .. قائلا الحمل ليس مرضا ولكنه وظيفة فسيولوجية مهيأ لها جسد المرأة ولكن الحمل يلقى بأعباء على أجهزة الجسم المختلفة للحامل فالجهاز الدوري والقلب يزداد نشاطه والعبء عليه حتى يتمكن من ضخ الدم اللازم لنمو الجنين والمشيمة , والجهاز التنفسي يتأثر بالحمل و أيضا الجهاز البولي فتشعر الحامل برغبة في التبول كثيرا وبعض آلام الظهر مع زيادة شهور الحمل . لذلك فالحامل التي لا تشكو من مرض معين يمكن أن تتحمل أعباء الحمل . وشهور الحمل مقسمة إلى ثلاثة أقسام كل قسم ثلاثة شهور : القسم الأول في الثلاث شهور الأولى تشعر الحامل برغبة في القيء مع صعوبة في التنفس وعدم الرغبة في الأكل وعادة ما ينقص وزن الحامل في هذه الفترة والشهور الوسطى يحدث عسر الهضم والحموضة والشعور بالتعب بعد الأكل أما الشهور الأخيرة تتسم بصعوبة الحركة وزيادة الحموضة وآلام المعدة وقد تزداد أعراض الورم بالقدمين وألام الظهر أيضا. وقد تصاب السيدة الحامل بمرض السكر مع الحمل الأول قد يحدث الإصابة بالسكر مع تكرار الحمل فتكون السيدة قد حملت وتم ولادتها ثلاث أو أربع ولادات وفى الخامسة تشكو من أعراض مرض السكر من تعب وإرهاق وعطش وتبول بكثرة ويتم التأكد من ذلك بالتحليل والكشف .. فكيف يحدث هذا ؟ أولا مع الحمل في سن مبكر ومع الحمل المتكرر قد يحدث الإصابة بمرض السكر وقد تكون السيدة قد ولدت ثلاث أو أربع ولادة طبيعية وفى الحمل الخامس تصاب بمرض سكر الحمل مما يؤدى إلى ضرورة اتخاذ قرار الولادة القيصرية قبل نهاية الشهر التاسع بأسبوعين أو أكثر حسب حاله الجنين والأم وذلك حفاظا على الجنين . وسكر الحمل قد يختفي بعد أسابيع قليلة من الولادة وتعود السيدة لحالتها الطبيعية ولكن لابد أن يتم ذلك بتعاون طبيب النساء مع طبيب السكر للحفاظ على نسبة السكر في الدم . ومن المعروف أن المواد السكرية والنشوية في الغذاء هي التي تمد الجسم بالطاقة اللازمة ويلزم لإتمام ذلك وجود هرمون الأنسولين من البنكرياس وفى أثناء الحمل تفرز المشيمة عدة هرمونات لها تأثير معاكس على عمل هرمون الأنسولين بمعنى أنها تقلل من فاعلية الأنسولين على عمله إحراق السكر في الجسم . الأمر الذي يسبب ازدياد نسبة السكر في الدم ويمكن أن تظهر أعراض مرض سكر الحمل ابتداء من الحمل الأول لولا مقدرة غدة البنكرياس على إفراز مزيد من هرمون الأنسولين وذلك من خلاياه الاحتياطية لمواجهة ظروف الحمل ومعادلة هرمونا ته التي تقلل من مفعول الأنسولين . والحامل المريضة بالسكر يجب التعامل معها بحرص شديد واهتمام بالغ فأهم شئ في علاج السكر هو تنظيم الأكل وإجراء بعض التمارين الرياضية الخفيفة وعمل متابعة وتحليل للسكر بانتظام , وذلك للحد من أعراض مرض السكر وأضراره على الجنين والأم الحامل وعادة ما يحدث زيادة في حجم الجنين وتضطر للولادة القيصرية رغم ولادتها من قبل ولادة طبيعية .