تصوير: محمود شعبان استمرت الاشتباكات لليوم الرابع على التوالى فى شارع محمد محمود بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزى فى ظل غياب كامل للدولة عما يحدث .. الغضب يهدأ قليلا ثم يتجدد فى انتظار مليونية الغد التى تحشد لها القوى الثورية للمشاركة من خلال مسيرات حاشدة تتجه للتحرير عقب صلاة الجمعة للتنديد بتعامل الشرطة مع المتظاهرين وللمطالبة باسترداد الثورة. .. وكانت قوات الأمن قد ألقت القبض على أكثر من 200 متظاهر وأغلبهم أحداث وصبية صغار فى السن وطلاب مدارس ممن تسببوا فى اشتعال أحداث العنف كما أصيب عدد من قوات الأمن المركزى بإصابات تترواح ما بين كسور وكدمات نتيجة التراشق بالحجارة فيما أصيب جندى بطلقة خرطوش عشوائية. .. واستنكرت القوى الثورية والسياسية ضعف دور الدولة فى أحداث محمد محمود حتى الآن خاصة مع دخول الأحداث لليوم الرابع على التوالى وما كان له من تأثير سلبى على الاقتصاد والأوضاع الأمنية وطالبت القوى السياسية الرئيس مرسى بالتدخل لإنهاء وتيرة العنف. .. ومن المقرر أن تنطلق مسيرات من شبرا وإمبابة ومسجد الاستقامة ومسيرات للألتراس واتحاد شباب الثورة و6 إبريل بعد تخليها عن تأييد الإخوان هذا إلى جانب الآلاف من المستقلين الغاضبين. .. وعلمت بوابة الشباب أن إحدى القوى الثورية تسعى للانتقام لوفاة الشباب جابر الشهير بجيكا بالتخطيط لاختطاف أحد أفراد الشرطة وحدوث مساومات .. وهناك تحذيرات من ازدياد وتيرة العنف غدا خاصة مع إعلان جميع القوى الثورية عن نزولها إلى الميدان. .. وكانت أحداث العنف قد استمرت اليوم حيث احتلت قوات الأمن أسطح مدرسة الليسيه الفرنسية وتقوم من وقت لآخر بإلقاء الطوب والحجارة على المتظاهرين ثم يقوم المتظاهرون بالرد مما أدى لوقوع إصابات كثيرة. وتعرضت مبانى هذه المدرسة للتخريب بالكامل والأحداث تزداد سخونة مع استمرار قيام عساكر الأمن باستفزاز المتظاهرين بإشارات بالأيدى. وكانت قوات الأمن قد طاردت المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع واستطاعت تفريقهم وإبعادهم من شارع محمد محمود لكن المتظاهرون عادوا مجددا للاشتباك معهم. .. واليوم امتلأ شارع محمد محمود بتلاميذ المدارس والصبية حتى أصبحت الكلمة لهم اليوم فى هذه الأحداث التى لم تتوقف بعد. .. يقول الدكتور محمد مصطفى عضو المجلس التنسيقى لاتحاد شباب الثورة وحركة كلنا مصريون ووكيل مؤسسى حزب الشباب الثورى الحر : نحن أولا وصلنا لدرجة اللاعودة فما أشبه اليوم بالبارحة .. تعامل وزارة الداخلية وتصريحاتها هى نفس تصريحات العادلى ورجال مبارك لأن اللواء أحمد جمال الدين هو من مدرسة العادلى وهو الذى قام بموقعة محمد محمود فى العام الماضى ضد الثوار والتى سقط فيها الشهداء وحينما كان عضوا بلجنة تقصى الحقائق التى شكلها مجلس الشعب السابق قام بتمييع القضية وإتلاف أدلة الاتهام وسوف نفاجأ فى هذه القضية بخروج كل المتهمين براءة ويمكن إلصاق التهم بهؤلاء الشهداء كما حدث فى القضايا السابق .. أما عن تصريحات السياسيين فى الوزارة فهى طبق الأصل لتصريحات أمانة السياسات حول مبارك قبل 25 يناير .. ونحن لم نرى أى تحسن فى الأوضاع وهو ما يساهم فى اشتعال الأحداث. .. ويضيف الدكتور محمد مصطفى : حدث أمس اجتماع ما بين ممثلى 33 حركة ثورية فى دار أخبار اليوم وأعلنا أننا نريد التهدئة وقلنا أن الداخلية لو توقفت عن إطلاق الغازات وأفرجت عن الأطفال والأحداث والشباب الذين قبضت عليهم لانتهى الأمر ولكن الداخلية تصر على المواجهة بالغازات السامة وهذا نفس تعامل النظام السابق ولم تقم مؤسسة الرئاسة بأى مباردة كما كان يحدث فى وزارة عصام شرف بل تم تجاهل الأحداث تماما وشن حرب إعلامية على شباب مصر أيا كانوا ولاحظنا أن رئيس الوزراء هشام قنديل لم يذكر شباب الثورة وإنما قال العنف بين الشرطة وغيرهم وتجاهل وقوف شباب الثورة ومطالبهم. واتفقنا على النزل غدا بلا اشتباكات مع أحد فسوف يخرج شباب الثورة معلنين مطالبهم تجاه ما يحدث وهذه المطالب هى: - إقالة الحكومة الفاشلة وعلى رأسها وزير الداخلية وإعادة هيكلة الوزراة بإحلال الضباط الشبان محل القيادات العقيمة التى تتعامل بنفس الآليات من الاستبداد وحماية رأس النظام أيا كان. - إلغاء الجمعية التأسيسية على الفور ومطالبة الرئيس بإصدار قانون بتشكيلها من القانونيين الدستوريين الذين يمثلون فقهاء القانون من مجلس القضاء الأعلى وأساتذة الجامعات ولا يدخل فيها أى طائفة أو أى ممثلين لأى طوائف بحيث نضمن إخراج دستور يتوافق عليه الشعب ولا يكون لأحد سلطان على هذه الجمعية لا من الإخوان ولا الرئيس ولا النخبة. - القصاص العادل لدماء الشهداء. - إلغاء الأتفاق مع صندوق النقد الدولى حول القرض. وحول الصبية والمراهقين الذين يتواجدون فى محيط الأحداث بكثافة الآن يكمل الدكتور محمد مصطفى حديثه قائلا : هناك من يدفع فى وسط المتظاهرين بالأجراء ومن لهم أهداف خاصة ويمكن أن يكونوا مدفوعين بقوى من أى نوع .. لكن فى الإطار العام نجد أن هؤلاء المتظاهرين عندهم إحباط ولكنهم فتيان وطلاب سواء فى الثانوى أو الجامعات أصابهم الإحباط الشديد حيث لا أمل فى أى شىء ووعود كاذبة من المسئولين يحيطها شتائم لكل شباب الثورة من مشائخ الفضائيات وأعضاء جماعة الإخوان سواء باللجان الإلكترونية أو بالحديث عبر الفضائيات تصف الثوار بالخيانة والعمالة مع أنهم يعلمون أنهم سبب جلوسهم على الكرسى، وكانوا يتوقعون أن تتحسن حياتهم المعيشية وهم يرون غلاء الأسعار وتدنى الخدمات التعليمية فى مدارسهم والدروس الخصوصية ثم أنهم آمنوا بالحرية بعد الثورة .. هذا وتقوم قوات الأمن بإلتقاط صور فوتوغرافية من أعلى مدرسة الليسيه لرصد المتظاهرين وتحديد هوياتهم وذلك تأكيدا لما ذكره اللواء احمد جمال الدين وزير الداخلية فى مؤتمر صحفى أمس.