لم تكن أحداث شارع محمد محمود العام الماضى مجرد أحداث عابرة مرت بها مسيرة الثورة المصرية فى شهورها الأولى . وإنما كانت حلقة فى سلسلة حماس شباب الثورة فى الوقت الذى كانت لاتزال الثورة فيه قابعة فى الميدان تنتظر من يرث تركتها .. إنها تلك الأحداث التى خلفت نحو 40 شهيدا على يد قوات الأمن المركزى وسط ملابسات ووقائع غامضة واتهامات تتصل باللهو الخفى الذى عاث فسادا فى هذه الأوقات لكن سيظل الثابت فى هذه الفترة ان الثورة وقتها كانت حية قبل أن تنطفىء وتتشرذم .. وفى هذه الأيام تقترب ذكرى هذه الأحداث حيث تستعد القوى الثورية والحركات الشبابية والأحزاب لإحياء فعاليات ومسيرات للمطالبة بالقصاص لشهداء محمد محمود الذى ذهبت دماؤهم هدرا ويشهد حزب غد الثورة لقاءات مكثفة استعدادا لهذا اليوم الذى يوافق الإثنين 19 نوفمبر القادم. وتأتى فعاليات هذا اليوم فى شكل مسيرات جنائزية تنطلق من عدة مناطق وتتجمع فى ميدان التحرير رافعة الأعلام واللافتات وصور الشهداء إلى جانب التأكيد على أهداف ومطالب الثورة التى لم تتحقق وانحرفت عن مسارها حسب ما يتردد فى أروقة الحركات الثورية. ومن جانبه قام حزب الشباب الثورى الحر تحت التأسيس بالتعاون والتنسيق مع العديد من الحركات الثورية بإصدار بيان حول هذا اليوم جاء فيه " نعاهدكم نحن ثوار مصر الذين جاهرو منذ بداية ظهور الوريث وحتى 25 يناير أن نستمر فى ثورتنا ونعيدها إلى مسارها الطبيعى لتحقيق أهدافها " عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة إنسانية" رغم أن النظام لم يتغير حتى الآن ورغم أن قوى الاستبداد تتشكل فى صورة أخرى وتلبس عباءة جديدة تستند إلى ظاهرة التدين ولا تعرف جوهره ورغم أن العدالة الاجتماعية التى خرجنا من أجلها مازلت بعيدة حتى اليوم .. إننا نحن الشباب المصرى الذى لن نهدأ أبدا حتى تتحقق مبادىء العدال والحرية والكرامة الإنسانية، ونطالب بالآتى: - القصاص العادل للشهداء من شباب الوطن وثواره الذين انتقلوا إلى جنة الخلد ودار البقاء والنعيم بإذن الله تعالى بالاستجابة لإعادة التحقيق لوجود أدلة جديدة تحت أيدينا وهى عبارة عن فيديوهات ومشاهد للضباط ومعاونيهم وشهادات حية لشهود مازالوا يرغبون فى إعلان شهادتهم. - ندعو المشير ورئيس الأركان السابق إلى الإدلاء بالشهادة فى كل أحداث الثورة وخاصة أحداث محمد محمود وذلك لاستجلاء الحقيقة فيمن أمر بقتل الشباب . - مطالبة الرئيس محمد مرسى بإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور من كافة أطياف الشعب والاستفادة من مسودة الدستور التى خرجت عن الجمعية الحالية. - وضع جدول زمنى لما يستطيعون أن يقومون به فى صالح هذا الشعب وإلى التقشف المفروض أن يكون وإغلاق منافذ وأبواب الفساد التى تقوم به الوزارات بأفرادها وسلطاتها والمتمثل فى إهدار المال العام. -الإفراج عن باقى المعتقلين من شباب الثورة والذين هم فى السجون حتى اليوم والبحث عن المفقودين. ووقع على هذا البيان من الحركات كل من : اتحاد الثوار المستقلين، كلنا مصريون، اتحاد شباب الثورة، حركة ثوار، حركة كفاية الجديدة، حركة بناء، وحركات أخرى. ويقول الدكتور محمد مصطفى منسق حركة كلنا مصريون ووكيل مؤسسى حزب الشباب الثورى تحت التأسيس أن الثورة لم تحقق أهدافها والإسلاميون سرقوها وسيطروا على الحكم ونسوا دماء الشهداء وتأتى الذكرى الأولى هذا العام بهدف للتأكيد على استمرار الثورة ومحاربة الفاسدين والمطالبة بتقديم القتلة للعدالة وللأسف هؤلاء القتلة يتم ترقيتهم وتعيينهم فى مناصب عليا وقد نسى الجميع شهداء الثورة الذين ضحوا بأنفسهم فى هذا السبيل. ويحذر الدكتور محمد مصطفى من احتمالية نشوب مصادمات بين الحركات الثورية والإخوان الذين يقومون بالاندساس فى كل ذكرى أحداث الثورة رغم أنهم تسببوا فى إهدارها. هذا وقد قامت الصفحات التابعة للحركات الثورية على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك لحشد أنصارها للنزول فى مسيرات جنائزية تحمل الطبول والأعلام وتمر بمنازل الشهداء للمطالبة بالقصاص.