هوليس مجرد بائع فول عادي , ولكنه يري نفسه مناضلا وأحد أهم علامات وسط البلد , يقول إن من لم يمر عليه ويحصل علي تأشيرته فهو لا يعرف شيئا عن أسرار وسط البلد , هذا باختصار هو حال سعد الحرامي الذي وصلت أهميته لدرجة أن أصبح له جروب خاص به علي ال face book .. تصوير : اميرةعبدالمنعم * أولا : ما هي حكاية اسم سعد الحرامي؟ قصدك يعني علي كلمة الحرامي , ده مجرد لقب أطلقه علي أصحابي من زمان لأني كنت كل ما ألعب معهم كوتشينة أو دومينو أغلبهم فتصوروا أني بأسرقهم ومن وقتها والناس بتناديني بسعد الحرامي ! * ومتي بدأت حكايتك مع وسط البلد؟ يااااااه من زمان يمكن من يوم ما وعيت علي الدنيا لدرجة أني أصبحت أحد معالم وسط البلد ولا أظن أن أي شخص يعرف وسط البلد دون أن يمر علي سعد الحرامي , فأنا بياع فول هنا من 30 سنة تقريبا , لكني انتقلت بين أكثر من مكان فأول محل فتحته كان في شارع عدلي سنة 1980 وبعدين فتحت واحد تاني في ممر السياحة وأخيرا استقر بي الحال هنا في شارع محمود بسيوني والشيء الغريب أني كنت أتخيل أنني مشهور بين رواد وسط البلد فقط لكني فوجئت أن فيه ناس بتيجي من المعادي ومصر الجديدة والمهندسين وحلوان تسأل عني , والأغرب أن هناك أجانب أيضا يأتون إلي وسط البلد ليسألوا عن محل سعد الحرامي وكلهم سمعوا عني أو عرفوني عن طريق الفيس بوك . * وما هي علاقة الفيس بوك بالموضوع؟ ! ما أنا عندي جروب علي الفيس بوك بس مش أنا اللي عملته لنفسي إنما الشباب الذين يترددون علي المحل , فجأة قرروا يعملوا لي جروب علي الفيس بوك ومن أول يوم اشترك فيه عدد كبير جدا من الزبائن وكمان ناس تانية يمكن عمرهم ما سمعوا عني لكنهم أول ما شاهدوا الجروب اشتركوا فيه وبدأوا يبحثون عني خاصة أن الجروب اسمه جروب المناضل سعد الحرامي . * مش غريبة شوية حكاية المناضل دي؟ لا أبدا مش غريبة ولا حاجة بالعكس ده أنا شايفها أكثر كلمة مناسبة لي وهو المناضل إيه غير إنسان بيقدر يحل أزمات الناس وده اللي أنا بأعمله بالضبط يعني في عز الظروف الصعبة اللي الناس عايشاها الآن وارتفاع الأسعار وضغوط الحياة اللي بتزيد كل يوم عن التاني الواحد يقدر ييجي عندي يأكل ويشرب شاي وحاجة ساقعة بخمسة جنيه , فأنا الوحيد الذي لم يرفع سعر السندوتش من أكثر من 10 سنوات يبقي أنا كده مناضل ولا لأ , كفاية أني باشارك في حل أزمة الناس . * ولماذا لم تفكر في رفع سعر السندوتش طوال هذه المدة؟ ما أنا شايف حال الناس وظروفهم , ثم أنا أغلب زبائني من الشباب خاصة الكتاب والمثقفين والشعراء الذين يبحثون لأنفسهم عن فرصة في مقاهي وسط البلد التي يجلس عليها كبار الأدباء والصحفيين , ازاي بقي أرفع الأسعار عليهم ده حتي يبقي حرام ثم هي الناس ناقصة يغلي عليها الفول كمان . * واضح من كلامك أنك مهتم بأحوال البلد وعلي دراية بكل ما يحدث بها؟ هو أنا علشان بياع فول أبقي مش فاهم حاجة , لا أنا متعلم كويس لكن حكاية الشهادة دي لا تفرق معي كثيرا وأنا أقرأ كل الجرائد يوميا بالاضافة إلي أن عددا كبيرا جدا من زبائني كتاب ومثقفون وصحفيون وتقريبا لا نتكلم في شيء إلا في أحوال البلد خاصة أنهم جميعا أصحابي وأصدقائي لدرجة أني من أول نظرة للزبون أقدر أعرف إن كان مثقفا أو مدعيا ! * طيب مادام الأمر كذلك لماذا لم تفكر في أن تطور من شكل المحل؟ لعدة أسباب أهمها منين؟ ده يدوب اللي جاي علي قد اللي رايح ثم إن الحكاية ليست في شكل المحل ولا الترابيزات المتهالكة ولا حتي في رخص سعر الساندوتشات إنما في اللمة نفسها هي دي الأهم ربنا يديمها علينا , طيب أنا عندي زباين ما شاء الله عليها مستريحة يعني تقدر تأكل في أغلي مطاعم وسط البلد إلا أنهم يفضلون أن يأتوا إلي سعد الحرامي والصحبة , ما هي دي الحاجات التي لا تقدر بمال . * بما أن معظم زبائنك من الشباب فما رأيك في حالهم وكيف تقرأ أفكارهم من واقع جلساتك معهم؟ فيه شباب هايل وطموح بجد وبيحلم يعمل حاجة لنفسه وللبلد دي بس دول نسبة نادرة جدا , أما النسبة الأكبر فللأسف مستهتر لا يهمه سوي الموبايل واللاب توب والمنظرة أمام البنات ومشكلتهم الأساسية أن كل واحد فيهم عايز يشتغل مدير يا كده يا يقعد في البيت أحسن حاجة تجنن والله لسه فاكرين نفسهم في زمن الشهادات مع أن الدنيا تغيرت والزمن ده راحت عليه خلاص إحنا النهارده في زمن العمل .