أخبار الأهلي : سيد عبد الحفيظ يختار تشكيل الأهلي الأمثل في مباراة الترجي التونسي    426 مليون جنيه إجمالي مبيعات مبادرة "سند الخير" منذ انطلاقها    رئيس اتحاد الجاليات الفلسطينية: إسرائيل لن تلتزم بقرارات العدل الدولية    فتح: نخشى أن يكون الميناء الأمريكي على شاطئ غزة منفذا لتهجير الفلسطينيين    روسيا: مستعدون لتوسيع تقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة    الخارجية الروسية: لا نخطط للتدخل في الانتخابات الأمريكية    بعد افتتاحه رسميا.. نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد السيدة زينب رضي الله عنها    بحوزته 166 قطعة.. ضبط عاطل يدير ورشة تصنيع أسلحة بيضاء في بنها    إعدام 6 أطنان أسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي بكفر الشيخ    "القاهرة الإخبارية" تحتفي بعيد ميلاد عادل إمام: حارب الفكر المتطرف بالفن    أحمد السقا عن أصعب مشهد بفيلم «السرب»: قنبلة انفجرت حولي وخرجت سليم    وزيرة التخطيط تشارك بافتتاح النسخة الحادية عشر لقمة رايز أب    مصر تشارك بأكبر معرض في العالم متخصص بتكنولوجيا المياه والصرف الصحي بألمانيا "IFAT 2024" (صور)    تضامن الدقهلية تنظم ورشة عمل للتعريف بقانون حقوق كبار السن    الحبس والغرامة.. تعرف على عقوبات تسريب أسئلة الامتحانات وأجوبتها    سعر الدولار فى البنوك المصرية صباح الجمعة 17 مايو 2024    الجزار: انتهاء القرعة العلنية لحاجزي وحدات المرحلة التكميلية ب4 مدن جديدة    مواعيد مباريات الجمعة 17 مايو.. القمة في كرة اليد ودربي الرياض    تأهل هانيا الحمامي لنصف نهائي بطولة العالم للإسكواش    بعد 3 أسابيع من إعلان استمراره.. برشلونة يرغب في إقالة تشافي    ليفربول يُعلن رحيل جويل ماتيب    مصر تفوز بحق تنظيم الاجتماعات السنوية للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في 2027    17 مايو 2024.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية اليوم    مصرع ربة منزل ونجليها في حادث دهس أسفل سيارة بعين شمس    دون إصابات.. تفاصيل نشوب حريق بقطعة أرض فضاء في العمرانية    تجديد تكليف مي فريد مديرًا تنفيذيًا للتأمين الصحى الشامل    الخشت يستعرض دور جامعة القاهرة في نشر فكر ريادة الأعمال    برنامج للأنشطة الصيفية في متحف الطفل    وفاة أحمد نوير مراسل قنوات بين سبورت.. موعد ومكان الجنازة    طارق الشناوي ل «معكم منى الشاذلي»: جدي شيخ الأزهر الأسبق    الإثنين.. المركز القومي للسينما يقيم فعاليات نادي سينما المرأة    دعاء يوم الجمعة المستجاب.. «اللهمَّ اجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أعمارنا أواخرها» ردده الآن    انطلاق قافلة جامعة المنصورة المتكاملة "جسور الخير-21" المتجهة لحلايب وشلاتين وأبو رماد    في 5 دقائق.. طريقة تحضير ساندويتش الجبنة الرومي    مرور مفاجئ لفريق التفتيش الصيدلي على الوحدات الصحية ببني سويف    طريقة عمل الهريسة، مذاقها مميز وأحلى من الجاهزة    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    خبير سياسات دولية: نتنياهو يتصرف بجنون لجر المنطقة لعدم استقرار    «الأوقاف» تعلن افتتاح 12 مسجدا منها 7 إحلالا وتجديدا و5 صيانة وتطويرا    أين وصلت جلسات محكمة العدل الدولية للنظر في دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل؟    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 17 مايو 2024 والقنوات الناقلة    احذر.. قلق الامتحانات الشديد يؤدي إلى حالة نفسية تؤثر على التركيز والتحصيل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17-5-2024 في المنيا    سيولة مرورية وسط كثافات محدودة بشوارع القاهرة والجيزة    الاغتسال والتطيب الأبرز.. ما هي سنن يوم «الجمعة»؟    انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني لطلاب الشهادة الإعدادية بالجيزة.. غدا    جيش الاحتلال: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان وانفجار أخرى في الجليل الغربي    يوسف زيدان: «تكوين» امتداد لمسيرة الطهطاوي ومحفوظ في مواجهة «حراس التناحة»    النواب الأمريكي يقر مشروع قانون يجبر بايدن على إمداد إسرائيل بالأسلحة دون انقطاع    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    "كاميرا ترصد الجريمة".. تفاصيل تعدي شخص على آخرين بسلاح أبيض في الإسماعيلية    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



احذر فخ التطبيع الإلكتروني.. نصبته إسرائيل على الإنترنت لتضليل الشباب
نشر في بوابة الشباب يوم 27 - 10 - 2012

22 مليون عربى يستخدمون موقع التواصل الاجتماعى " الفيس بوك " منهم 6 ملايين مصرى ، الأرقام السابقة مرت عليها معظم الحكومات العربية مرور الكرام ..
لكن إسرائيل توقفت كثيراً أمامها ثم خططت ونفذت بالفعل ، فقد أصبح الفيس بوك بالنسبة للدولة الصهيونية أسهل طريقة مجانية للتواصل مع ملايين الشباب العربي للتطبيع والترويج وطرح الأكاذيب متجاوزين حاجز اللغة .
فقد قامت إسرائيل بتدشين عدد كبير من الصفحات الموجهة على الفيس بوك يقولون إن هدفها هو أن تكون مصدرا للمعلومات عن دولة إسرائيل وإطلاع الجمهور العربى على نشاطاتها وما يحدث بالفعل هناك بعيداً عما تعرضه شاشات المحطات الفضائية العربية وهم يحرصون على تجميل وجه الكيان الصهيوني وإبراز وجه إنساني متسامح متقدم علمياً واقتصادياً .. ولذلك لا تندهشوا مما ستقرأونه عن محتوى هذه الصفحات .. لكننا نحذركم أنه طوفان من الأكاذيب الإسرائيلية التى لم ولن تنتهي .
إسرائيل بدون رقابة
هذه الصفحة يشترك فيها مليون شخص وتنشر موضوعات صحفية كلها تبرز الجانب الجيد لإسرائيل ، منها مثلاً تحقيق عن دورات لتعليم اللغة العربية فى إسرائيل استفاد منها 70 ألف يهودى خلال عام واحد من أجل تحقيق الدمج والمساواة بين اليهود والعرب, كما تعرض الصفحة أغاني عبرية موسيقاها مسروقة من التراث المصرى وكل كلماتها تفيض بمعانى السلام والمحبة وعقدة الاضطهاد التى يعانى منها اليهود ، وبمناسبة الأغاني .. اتضح من الصفحة أن لقب " الملك " ليس مقصوراً على محمد منير لكن – حسب كلام الإسرائيليين – فهو لقب لمطرب اسمه زوهر أرجوف قام بتغيير مفاهيم الموسيقى في إسرائيل رغم أنه تعرض للسجن كثيراً وكان مدمناً ومات منتحراً سنة 1987 ، وأغنياته تعتبر المادة الأساسية لمهرجان موسيقى سنوى يقام فى تل أبيب يعرف ب " مهرجان الليل الأبيض " فى تل أبيب يشبه حفلات عبدة الشيطان ، والسرقة الإسرائيلية على الصفحة لم تتوقف عند الموسيقى فقط .. بل كل المدن الفلسطينية فجأة أصبحت إسرائيلية منذ آلاف السنين .. وهذا ما يؤكدونه خلال عدة موضوعات تشجع الشباب العربي على زيارة إسرائيل للسياحة فى مدنها الساحرة ، وكتب يجيل هنكين الصحفى فى جريدة معاريف تقريراً بعنوان " أفضل طرق التجوال العالمية " عن صحراء النقب وسرد فيه مميزاتها وقال " هناك الإحساس الغامر بالتاريخ والجمال الطبيعي الخارق للحياة البرية في الشرق الأوسط ، فيمكنك الصعود الهائل إلى قمة جبل طابور على ارتفاع 1929 قدما ، ومرتفعات جبل الكرمل المقدسة لليهود والمسيحيين وأتباع الطريقة البهائية" ، حتى فى الموضوعات الخاصة بالطهو والتى تحررها أليس شومان تقدم وصفات من مطعم " الحاج كحيل" في يافا باعتبارها أكلات يهودية تقليدية مثل الشاورما والقرنبيط وطواجن لحم الضأن المحشو بالأرز والكنافة والقطائف ، وكذلك الفيديوهات المعروضة على الصفحة توحى وكأن إسرائيل فى المنطقة مثل أى دولة عربية وتتجاهل عقودا من الصراع والحروب معتمدة على أن الشباب صغير السن لم يعاصر هذه الأحداث .. مثلاً هناك فيديو بعنوان " المهاجم الإسرائيلي تومر حيمد يدهش مذيع الجزيرة " وهو يوضح انفعال مذيع بقناة الجزيرة الرياضية بعد تسجيل المهاجم الإسرائيلي تومر حميد المحترف في صفوف فريق مايوركا الإسباني هدفين ، لكن الفيديو تجاهل أن المذيع لم يذكر جنسية اللاعب تماماً بل وكان يتجاهله طوال المباراة ، كما توجد مقابلة بالفيديو كل اسبوعين مع رئيس إسرائيل شيمون بيريز يجيب خلالها عن اسئلة الشباب العربي فى الشرق الأوسط ، وأيضاً قام بيريز من خلال الصفحة بإطلاق مبادرة شعارها " كُن صديقي من أجل السلام " يدعو من خلالها سكان العالم الى الانضمام إليه لتوسيع حلقة السلام ، الصفحة ذكرت أن بيريز حاصل على جائزة نوبل للسلام .. لكنها طبعاً لم تذكر أنه كان عضوأً فى عصابات الهاجناه خلال حرب 1948 ويرجع إليه الفضل فى بناء المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونة وشارك فى كل الحروب الإسرائيلية – العربية ، وبعيداً عن شيمون بيريز .. كانت هناك العشرات من الموضوعات الدعائية التى توحى لمن يتابعها وكأن إسرائيل "جنة الله فى الأرض "، لكن الغريب فعلاً هو الأسلوب الجديد الذى تقدم به إسرائيل نفسها للشباب العربي .. وهو وجه التسامح الذى يصل لدرجة أن مونيكا ريناجيل وهى اخصائية تغذية كتبت مقالاً عنوانه مستوحى من حديث نبوى شريف عنوانه " صوموا تصحوا "، ونشرت الصفحة كذلك حواراً مع مطربة من أصل عربي اسمها نسرين قدري فازت في مسابقة الاغاني على القناة الاسرائيلية الثانية "إيال جولان يناديك"، وكانت نسرين فخورة بأن جمهورها في معظم الحفلات التي تحييها هو من اليهود وليس العرب ، واللافت عموماً فى هذه الصفحة أنها توهم نحو مليون شخص يشتركون فيها ويتابعون كل لحظة موضوعاتها أن إسرائيل لها وجه آخر بعيد عن مشاهد الحروب والدماء والاحتلال .. فهناك صور للمقاهي والاندية والجامعات وجولات سياحية في مدن أصلها عربية قبل أن يغتصبها الاسرائيليون مثل الناصرة وحيفا .. بل حتى القدس القديمة نشروا صوراً لها بينما العلم الاسرائيلي موجود في كل مكان ،إلى جانب متابعات إخبارية مثل تحقيق عن شارع اسمه شينكين فى تل أبيب يقولون إنه " يشكل رمزا للحضارة والحرية خاصة أمام الطبقة الشابة " وفيه تسكن فتنة جابر وهى عربية اشتهرت بعد مشاركتها في برنامج "الأخ الأكبر" بنسخته الإسرائيلية ..ومتابعة لمظاهرات – وصفوها بالضخمة – اندلعت فى تل أبيب للتنديد بالنظام السورى القاسي ودعوة أمريكا لوضع حد لمعاناة المدنيين الأبرياء .. نعم إسرائيليون حسب الصفحة يبكون ممن أجل المدنيين الأبرياء ! ولكي تكتمل المهزلة جاء فى التقرير رأى لمواطنة إسرائيلية اسمها اينجبر كوهين تسأل : أين الشعب العربي ليصرخ ضد سفك دماء إخوانهم وأخواتهم في سوريا؟ إلى جانب نشر قصص كثيرة عن التآلف بين اليهود والعرب داخل إسرائيل مثل البعثة الطبية التى توجهت من مستشفى شيبا الإسرائيلي إلى نابلس لتقديم العلاج إلى فلسطينيين يعانون من إعتام عدسة العين .. ولذلك-حسب الصفحة- قال والد أحد المرضى الفلسطينيين " سنوضّح لأحفادنا أن اليهود ليسوا جميعاً أشرار" ، وهناك أيضاً صور لمهرجان عيد الاعياد حيث يحتفلون فى بداية يناير بعيد الاضحى أو الفطر أيهما أقرب ، وعيد الحانوكا اليهودي، وعيد الميلاد في وقت واحد ، لكن كل ما سبق لا يهم بقدر الكم الضخم من الصور التى تعبر عن إسرائيل والتى تم انتقاؤها بعناية شديدة .. فقد وضعوا ضمن المعالم البارزة لدولة إسرائيل " مسجد حسن بيك ، برج الساعة في مدينة يافا ، كنيسة سانت اندروز ، المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة ، كنيسة مريم المجدلية ، ضريح النبي شعيب ، حدائق البهائيين في حيفا ".
إسرائيل تتكلم بالعربية
هي صفحة الفيس بوك الرسمية لإسرائيل باللغة العربية ، وقد أنشأتها وزارة الخارجية الإسرائيلية لتجميل وجه السياسات الإسرائيلية أمام الشباب العربي المشترك فى الصفحة والذى يتابع أخبارها – يتابع فقط وليس بالضرورة أن يصدق - ومن الموضوعات المنشورة مؤخراً على هذه الصفحة تقرير عن فتاة عمرها 8 سنوات اسمها رونيت ليفيتان فازت بالميدالية البرونزية في بطولة أوروبا للناشئين فى الشطرنج ، التقرير المنقول عن جريدة "يديعوت أحرونوت" يوحى لمن يقرأه أن رونيت ورثت الذكاء الخارق من أجدادها اليهود ، لكن من أغرب المشاركات المنشورة على هذه الصفحة مقال بعنوان " الإرهاب سلاحٌ ذو حدين " كتبه محلل سياسي اسمه شاؤول منشه ، وبعيداً عن المهاترات التى كتبها بخصوص رعاية كل الدول العربية للإرهاب الفلسطينى – حسب وصفه - والذى اصبحت هى نفسها تعانى منه .. اللافت أن الكاتب اليهودى اختتم مقاله بالآية القرآنية "أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً " صدق الله العظيم ، كما احتفلت الصفحة باستضافة الجامعة العبرية في القدس لأكبر وأهم لقاء علمي حول العالم وهو "مخيم العلوم الآسيوي" والهادف لدعم العلماء الشباب من مختلف دول آسيا والمحيط الهادئ بمبادرة مجموعة من العلماء الحاصلين على جوائز نوبل في مختلف المجالات العلمية ، وحسب تقرير للصفحة فإن أبرز المشاركين في هذا المؤتمر الطالبة روان محاجنة ( 19سنة) من مدينة أم الفحم وهى من أصل عربي وتمثل أمل إسرائيل البحثى في مجالي الكيمياء والبيولوجيا ! ومثل كل الصفحات الإسرائيلية .. قامت الصفحة بتزوير التاريخ عندما عرضت تحقيقاً عن رحلة قام بها شباب إسرائيليون إلى هضبة الجولان السورية المحتلة ، حيث عرضت صورة قال إنها لأنقاض القرية اليهودية في كتسرين بمرتفعات الجولان والتي يعود تاريخها إلى حقبة التلمود .. أى أن الجولان – حسب كلامهم – ليست محتلة لأنها منذ آلاف السنين يهودية ! والملاحظ فى كل الصفحات الإسرائليية التى تتابع أخبار المجتمع هناك إنه لا يوجد نهائياً مجرمون يهود .. كل اللصوص والإرهابيين والقتلة من أصول عربية ، والخبر الوحيد الذى وجدناه على مدى شهر كامل يتحدث عن مجرم إسرائيلي كان عن مشتبه به في حادث اعتداء على شاب فلسطيني .. وقد شجب كل المسئولين هناك هذا الاعتداء لأنه يبرز عنصرية يدعون أنها غير موجودة فى الدولة الصهيونية .. وقد أكدوا على ذلك بخبر آخر يتحدث عن خضوع زوج شقيقة القيادى فى حركة حماس إسماعيل هنية للعلاج لفترة أسبوع كامل في مستشفى بيلينسون في مدينة "بيتاح تكفا" الإسرائيلية ، بل إن صحفية عربية اسمها هيام البغدادي تعيش فى إسرائيل كتبت خبراً عنوانه " العناية الطبية الاسرائيلية تغير حياة طفل غزاوي " قالت فيه : في الوقت الذي تطلق فيه غزة الصواريخ على المناطق الجنوبية في اسرائيل، تطورت في أروقة في المستشفى الإسرائيلي تل هشومير في جناح صفرا قصة حب متداخلة النسيج بين الدكتور راز سومي الطبيب الاخصائي في الأمراض الوراثية وبين محمد الفرا الذي وصل برفقة جده في حالة خطرة بعد تلقيه جرعة كبيرة من العلاج اخضعت جهاز المناعة في هذا الجسم الصغير قدمها له الاطباء الاخصائيون في غزة ، ونجح الطبيب فى إنقاذ حياة الطفل الفلسطينى ، كذلك كان هناك خبر بالصور عن سماحة إسرائيل الدينية وكيف أنها سمحت لحوالي 250 ألف شخص بأداء صلاة الجمعة فى القدس تحت حماية المفتش العام للشرطة الميجور جنرال يوحنان دنينو ونخبة من الضباط والمسئولين الكبار !! والملاحظ وجود اسفل كل موضوع آلاف التعليقات كانت كلها تتخذ شكل الجدال والسباب المتبادل بين الشباب العرب والاسرائيليين الذين يتكلمون العربية .
عربيل .. صوت اسرائيل
صفحة تابعة لراديو وتليفزيون إسرائيل ، وتعرض عشرات البرامج الإذاعية والتليفزيونية باللغة العربية بشكل ظاهرها الموضوعية لكنها فى الواقع برامج موجهة ومبالغ فيها أيضاً ، فمثلاً كان هناك برنامج سياسي يناقش حادثة اعتبروها خطيرة وهي أن قوة من جيش الدفاع ضبطت سكينا بحوزة فلسطيني على حاجز بقاعوت شمالي مدينة اريحا ، وكان موضوع الحلقة عن " الإرهاب الفلسطينى ".. مجرد سكين للدفاع عن النفس اعتبروه ارهاباً بينما القصف بالصواريخ وهدم البيوت وقتل أطفال فلسطين لا ذكر له نهائياً ، لكن اللافت هنا أن برامج الإذاعة على الصفحة تعتمد على لغة شبابية ولهجة مصرية .. مثل برامج " صحصح مع شادي ، واحد إكس اتنين ، يوم جديد ، كلام من دهب ، جيل المستقبل " بل ويوجد برنامج دينى يحظي بمتابعة كبيرة اسمه " نور علي نور " وحسب وصف الصفحة – اليهودية - فإنه "وقفة اسبوعية مع الكلمة الطيبة والموعظة الحسنة نناقش من خلالها قضية اجتماعية مع احد المشايخ الافاضل لحث الناس على الالتزام والتقرب الى المولى عز وجل بما يعود عليهم بالنفع في دينهم ودنياهم ".
المصدر !
هذه الصفحة يشترك بها نحو 75 ألف عربي وهى حسب وصفها لنفسها "تتبع منظمة غير ربحية ملتزمة بتوفير معلومات للصحافة وللجمهور العام حول إسرائيل، وفي الوقت نفسه تعزيز الحوار والسلام "، ولذلك طبيعي أن نرى فيها أخباراً عن مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في مباراة كرة القدم لعب فيها شبان يهود وعرب في القدس ، وفى اليوم نفسه كان الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز في جولة ميدانية لمدينة رهط البدوية العربية ليفتتح منطقة صناعية حديثة ، وفى الوقت نفسه قامت قوة من شرطة تل ابيب باحباط اعتداء كان " مخرب فلسطيني " يخطط لارتكابه في أحد النوادي الليلية .. وهذا التناقض يوحي بما تريد أن ترسخه هذه الصفحة فى أذهان الشباب العربي ، ورغم أن الصفحة تدعى أنها وكالة أنباء لكن انتقائية الأخبار واضحة .. فمثلاً الخبر الوحيد الذى نشروه عن تونس كان بعنوان " وزير خارجبة تونس رفيق عبد السلام يرفض تخصيص بند في الدستور الجديد يُجرم التطبيع مع إسرائيل " ، وبينما كانت المروحيات الإسرائيلية تهاجم قطاع غزة وتقتل 11 فلسطينياً .. نشرت الصفحة خبراً عن اتصال شيمون بيريز برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ليعزيه في مقتل 6 اطفال فلسطينيين ومعلماً خلال حادث سير .
نبذة طيبة .. ونتنياهو .. وتعلم العبرية
" نحن مجموعة من المواطنين الإسرائيليين الذين يكتبون مقالات ويترجمونها إلى اللغة العربية ، انضم معنا " هكذا قدم أصحاب صفحة "نبذة طيبة عن إسرائيل أنفسهم "، وهم لا يكتبون شيئاً نهائياً عن السياسة.. فقط موضوعات تبرز الجانب الإجتماعي لدى الإسرائيليين والتى لا تخلو أيضاً من أكاذيب ومبالغات مثل الأدعاء بأن فن الفسيفساء ظهر لأول مرة في أرض اسرائيل منذ القرن الثاني قبل الميلاد ، ولذلك اليهود مهرة جداً في زخرفة البيوت والقصور والحمامات ، كما توجد كتابات تاريخية تدعى القدس عند المسلمين اسمها بيت المقدس ، وهو مصطلح – حسب كلامهم - يؤكد أنها مدينة يهودية لأنه مأخوذ من الكلمة العبرية " بيت همقداش" أى الهيكل المقدس الذي بناه الملك سليمان قبل 3000 عام ، والغريب أن الإسرائيليين يحاولون من خلال " النبذة الطيبة " أن يؤكدوا براءتهم من المذابح التى يتهمهم العالم بارتكابها فى فلسطين ، حيث يقولون " اعتمد العرب الفلسطينيون منذ بدء الصراع مع شعب اسرائيل، على تزوير وتشويه الحقائق، حتى باتت صناعة يعتمدونها باحتراف، إن في اخراج الافلام المشوهة للحقيقة، او في تركيب الصور بواسطة الفوتوشوب " !! وبشكل غير مباشر تقدم هذه الصفحة معلومات كثيرة عن الديانة اليهودية من خلال عرض لأبرز رموزها مثل الشمعدان (او ما يعرف بالمينوراه) ومحرقة الهولوكوست وسبب ألوان العلم الإسرائيلي ونشر مقتطفات مترجمة من التوراة كلها تتحدث عن مصر .
وهناك أيضاً صفحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باللغة العربية وهى تعرض يومياً انشطة الحكومة هناك ، منها مثلاً كلمة نتنياهو للدفعة الجديدة من المهاجرين الجدد إلى اسرائيل وقال فيها " أهلا وسهلا بكم في اسرائيل, أهلا وسهلا بكم في بيتكم. هذه الأرض منها أتينا جميها, هذه هي أرض آبائنا وفي هذا المكان تبلورت هويتنا الوطنية كشعب وفي هذا المكان يبني الشعب اليهودي مستقبله ، وخلال 2000 عام لم يستطع الشعب اليهودي أن يدافع عن نفسه ولكن اليوم نحن مسئولون عن قدرنا ونستطيع أن ندافع عن انفسنا وأنتم شركاء بذلك" .
ومن أكثر الصفحات اليهودية باللغة العربية تحديثاً على الفيس بوك صفحة " تعلم العبرية " وهى تتيح دروساً مجانية لأى عربي لكى يتعلم العبرية ، واللافت هنا أنهم لا يهتمون بتعليم القواعد اللغوية .. المهم بالنسبة لهم أن تصبح الكلمات العبرية دارجة علي ألسنة الشباب العربي ، ولذلك يختارون كل يوم كلمة عبرية تشبه نظيرتها بالعربية لتكون اسهل فى التعلم مثل : "الملاك جبريل" بالعبرية تصبح "ها-مالأخ جبريئيل " ، بالعربية تقول "كوكب" وبالعبرية تقول: " كوخاف " Ko5av" ، بالعربية تقول "عالم" بالعبرية تقول " عولام " ، بالعربية تقول "مملكة" بالعبرية تقول "مملخة " ، بالعربية تقول "شمس" بالعبرية تقول "شيميش " .
أيضاً هناك صفحة بعنوان " الصداقة اليهودية " وهي تعرض صوراً وقصصاً تعكس إمكانية التعاون بين العرب واليهود ، ومن الصور اللافتة هنا مشهد الحاخام اليهودي مناحيم فرومان وهو يصلي مع المسلمين في الضفة الغربية من أجل المطر ، لكن الغريب أن هذه الصفحة تستخدم مصطلحات مصرية وأكاذيب في استطلاعات الرأى .. فمثلاً طرحت سؤالاً فى استطلاع رأى يقول : ما رأيك في رفع متظاهرين في بورسعيد علم إسرائيل اعتراضاً على ألتراس الأهلى ؟!
لا أكذب .. ولكنى أتجمل !
وبعدما قرأ معنا الدكتور صفوت العالم الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة مضمون الصفحات السابقة .. يعلق قائلاً : هي واحدة من أدوات الدعاية الرسمية الإسرائيلية الموجهة للجمهور في العالم العربي. إسرائيل مهتمة طبعًا بتحسين صورتها أمام العرب وبث دعايتها لهم، وهي تجدد هذه الأدوات على الدوام، فقد أقامت الدولة العبرية منذ تأسيسها إذاعة باللغة العربية ثم محطة تليفزيونية وفضائية باللغة العربية ولديها متحدثون يشاركون في برامج تليفزيونية عربية كجزء من جهازها الدبلوماسي، وهدفها هو التأثير على شريحة الشباب في العالم العربي، الذي يملك فضولًا كبيرًا تجاه إسرائيل ويرغب في معرفة المزيد من التفاصيل عنها، لتجعلهم يقعون في حب إسرائيل باعتبارها دولة ديمقراطية وتعددية ومتقدّمة علميًا وإقناعهم بالرواية التاريخية الصهيونية وبالمواقف السياسية الإسرائيلية في كثير من القضايا ، وهو نوع من الاختراق للعقول، بل هو تهديد واضح ومباشر ، وهذا التطبيع الذى تسعى اليه إسرائيل يمكن أن يؤثر في المستقبل على عقليات البعض ،وهنا أود أن أنبه الشباب إلى خطورة مثل هذا النوع من التواصل وأراهن على وعى الشباب ومواجهتهم للأمر بحزم وأوضح إن بديهيات التعامل مع مثل هذه المحاولات هو تجنبها تماما وإظهار إنه لا مجال للحوار حتى وإن رأينا أمامنا ترويجا لأكاذيب تستفز عروبتنا ، ومحاولات إسرائيل فرض عملية تطبيع العلاقات بين الشعوب والمؤسسات في إسرائيل ونظيراتها بالوطن العربي تعود لسنوات طويلة مضت، وفي مصر خصيصا تعود إلى معاهدة السلام التي وقعت عام 1979 ، وكانت هذه المحاولات في الماضي تبوء بالفشل لأن الكثير من المؤسسات المصرية ترفض التطبيع مع إسرائيل بشكل رسمي، ولذلك اتجهت إسرائيل للتعامل المباشر مع القاعدة الأوسع وهي الشعوب من خلال الأنشطة التي تقوم بها السفارات وبشكل أكبر من خلال الإعلام الموجه والمواقع الإلكترونية والتي من خلالها تلعب على وتر ازدياد معدلات البطالة وأن هناك في إسرائيل فرص كثيرة للعمل وللأسف انساق بعض الشباب وراء هذه الدعوات، وقد استطاعت أن تفعل ذلك نظرا لكونها دولة متقدمة تكنولوجيا ولذلك تستخدم التقنيات الحديثة خاصة وأنها تعلم أن عدد مستخدمي الإنترنت في مصر والعالم العربي في تزايد مستمر وليس هذا فقط بل ان الشباب العرب يعتمد عليه في التعرف على وجهات النظر في القضايا المختلفة ولهذا فقد اختارت هذا المدخل، والمسألة هنا تتجاوز استخدام إسرائيل للغة العربية لتوصيل المضامين التي تلعب على أوتار التطبيع بينما تحاول توظيف المواقع الإلكترونية لتفكيك المجتمعات المصرية والعربية مستخدمين المساحة الأكثر رخاوة وهم الشباب الذين لم يعيشوا في فترة الحروب وخرجوا للدنيا في وجود معاهدات السلام، ولذلك استخدمت لغتهم للوصول إلى عقولهم بل وأحيانا تستخدم إسرائيل عناوين إسلامية للتغلغل داخل الشباب المتدين، فإسرائيل تجتهد على كل المستويات لترسيخ فكرة التطبيع الثقافي رهانا منها أن الثبات على خلفية ثقافية قد يصل إلى التطبيع على المستوى السياسي والاقتصادي والتعليمي فيما بعد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.