4 ساعات كاملة قضيناها فى القطار المتجه من محطة مصر إلى المنوفية .. كان الهدف منها معايشة المعاناه اليومية للركاب وسط الزحام الشديد الذى يشهده القطار حيث لا يوجد موضع لقدم بداخله . عمال وموظفون وطلاب وناس جاءوا لقضاء مصالحهم ولم يجدوا سوى سطح القطار للعودة إلى قراهم وبلادهم إما رغبة منهم فى الركوب "سفلقة " من غير تذاكر أو لعدم وجود مكان بالفعل لهم ، القطار يمر على نحو 15 محطة .. وفى كل محطة ينزل ناس وتطلع ناس . فى البداية قمت باستغلال توقف القطار فى إحدى المحطات حيث تسلقت إلى أعلى حتى أعايش عالم ملوك الشعبطة واستمعت لقصص كثيرة منهم ، يقول أحمد على (44 سنة ) عامل وهو أحد ركاب سطح القطار : مفيش فلوس ، هانعمل إيه يا بيه لازم نسطح علشان نروح بلدنا وإحنا تعودنا على كدة أهم حاجة تمسك كويس و"تتبت " بإيدك وأسنانك وتكلبش فى الحديد علشان توصل بسلام .ومش أى حد عنده الجرأة يعمل كدة لإن الطريق طويل ومحتاج واحد مصحصح ويا وقعة سودا لو نعست أو نمت ! ويحكى رمضان الشرقاوى ، أحد الركاب عن خناقة بالأسلحة البيضاء قامت فوق سطح القطار فى إحدى المرات حيث يقول : قامت خناقة بالمطاوى والسكاكين بين إتنين وكانت ستحدث جريمة لدرجة أن واحد منهم شد خرطوم الفرامل وعطل القطر فترة . ويقول أحمد محمود (27 سنة ) عامل معمارى : القطر ده بيعدى على بلدنا ودايما مليان كل يوم ، وحتى لو فاضى فيه ناس تستسهل الحكاية ويركبوا بين العربيات أو فوق السطح علشان يهربوا من الكمسرى ، وهناك ناس محترفين فى الشعبطة يعنى يركب بعد ما يتحرك القطر مباشرة أو يركب من جوه وبعدين يطلع من الشباك علشان يزوغ من بتاع التذاكر . وبعد ذلك قعدت مع راكب محترم داخل القطر إسمه محمد عابد ( 45 سنة ) موظف حيث حكى لى عن معاناة الركاب المحترمين من ظاهرة التسطيح بقوله : ياراجل ده فيه مهازل تحدث فوق سطح القطر خذ عندك مثلا أكل وشرب وأحيانا خناقات و" قضاء حاجة " كمان ! والمشكلة أن هناك غياب أمنى شديد عن هذه المشكلة رغم أن هناك مخاطر بشعة ممكن يتعرض لها من يقوم بهذا السلوك فهناك بعض الكبارى المنخفضة التى يمر من أسفلها القطار وممكن يتعرضوا للموت وخطر السقوط فى أى لحظة والمسألة مش مسألة شقاوة وإنما مسألة خروج على القانون ، والمشكلة الأخرى أن أغلب الناس يتكدسون بالقرب من الأبواب وعلى الجرار أو القاطرة مما يتسبب فى حجب الرؤية عن السائق .