يتوجه الرئيس محمد مرسي إلي الصين في ثالث جولاته الخارجية منذ توليه رئاسة الجمهورية وتأتي هذه الزيارة لبحث أوجه التعاون بين البلدين, وقد سبقه إلي بكين الوفد المصري الذي يضم عدد من الوزراء ورجال الأعمال, والصحفيين والإعلاميين وذلك في مستهل الزيارة التي سيقوم بها الرئيس مرسي إلي الصين والتي تبدأ غدا الثلاثاء . ومن المقرر أن يبدأ الرئيس محمد مرسي برنامج زيارته للصين بلقاء نظيره الصيني جين تاو, والتوقيع على مجموعة من الاتفاقيات لتنشيط التجارة والاستثمار, كما يلتقي الرئيس مرسى فى التاسعة من صباح الأربعاء مع المجلس الصينى للتسويق والتجارة الدولية (سي سي بي أي تي), ثم يعقد لقاءات مع عدد من المسئولين الصينيين, من بينهم نائب الرئيس الصيني شي جين بينج, ورئيس الوزراء ون جيا باو, وكبير المشرعين الصينيين (رئيس البرلمان) وو بانغ قوه, كما يشمل البرنامج زيارة منطقة التكنولوجيا المتقدمة في العاصمة بكين. ومن المقرر أن يغادر مرسي الصين متوجها إلى إيران لحضور الجلسة الافتتاحية لقمة عدم الانحياز والتي تعقد في طهران، وهي الزيارة الأولى لرئيس مصري إلى إيران منذ اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981. ولكن ماذا تعني زيارة الصين وإيران قبل زيارة أمريكا من الناحية السياسية وهل لها مدلول سياسي أو رسالة؟! الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية قال لبوابة الشباب، إن الرئيس مرسي لم يتعمد زيارة إيران في زيارة رسمية أو بشكل رسمي وإنما جاءت زيارته لها في إطار حضور قمة عدم الانحياز ومصر كانت رئيس القمة حتى هذه اللحظة وبالتالي عدم حضوره كان سيكون غير لائق دبلوماسيا ولكن كانت ولاتزال هناك ضغوط مستمرة حتى لا تتقارب مصر مع إيران والبعض يري أنها نوعا من الانفتاح علي العلاقات المصرية الإيرانية. وأضاف، أنا شخصيا أرحب بعودة العلاقات المصرية الإيرانية، كما أن مسألة اختيار الدول وزيارتها وتعزيز العلاقات معها هو أمر يخص السيادة المصرية ولا يوجد أي مبرر يمنع تطبيع هذه العلاقات من أجل رفع مستوي التمثيل مع إيران وبالتالي قد تكون الزيارة فرصة لإذابة الجليد الذي يعترض العلاقات المصرية الإيرانية. ويؤكد، أما بالنسبة لزيارة الرئيس مرسي إلي الصين فهي جاءت برغبة مصر لأنها ستكون القوة الأعظم خلال منتصف هذا القرن وستتقدم تنمويا بمعدل ثلث قرن وستشهد تطورها معدلات غير مسبوقة في تاريخ البشرية والصين بلد مهد لحضارة كبيرة مثل مصر وتجربتها مفيدة جدا للدراسة وعلينا أن نهتم بالجوانب الاقتصادية بين البلدين خاصة في ظل الغزو التجاري الصيني لمصر. وأوصي الدكتور نافعة أنه يجب علي مصر ألا تعير قلق الولاياتالمتحدة أو إسرائيل أي اهتمام طالما أن الزيارة تحقق المصالح الوطنية ويجب أن تكون البوصلة التي تحرك السياسيات الخارجية هي بوصلة المصلحة المصرية وتعمل من أجل مصالحها الوطنية فقط ولا شيء أخر فمصر لا تعمل لحساب أحد ودولة لها سياساتها ومحدداتها وأولوياتها التي ترتبها كيفما تشاء ووقتما تشاء .