" البيعة في الجماعات مسألة دخيلة على الفقه الإسلامي ولم تعرفها جماعة الإخوان المسلمين، إلا في التنظيم الخاص الذي أنشأه الشيخ حسن البنا من أجل محاربة الإنجليز والاحتلال الصهيوني لفلسطين.. كان القسم للحفاظ على الأسرار الخاصة للتنظيم، ولكن البنا ندم على هذا الأمر لاحقا بسبب ممارسات التنظيم والتي خرجت عن أهدافها، ووصلت إلى حد اغتيال كل من يعارض الجماعة"... هذا ما قاله الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أمس عندما تحدث عن جماعة الإخوان المسلمين مؤكدا أنه لم يطلب منه البيعة وهو داخل الجماعة، وأكد أن جماعة الإخوان المسلمين هي جمعية من أراد أن يدخلها فهذا ليس إثباتا لدينه وإسلامه، ولو خرج منها فلا إسقاط عن دينه أو تقواه، بجانب أن القسم الذي يردده الإخوان يشبه قسم الأطباء كأنه اتفاق وليس بيعة لشخص كخليفة المؤمنين، وأضاف أن ما تردد عن بيعة الإخوان هو إساءة لتاريخ حركة نضالية وطنية هي جماعة الإخوان المسلمين. ولكن هذا الكلام قوبل بحالة من الغضب الشديدة وخصوصا في صفوف الإخوان وشبابها، مما جعل بعض شباب الإخوان ينشرون مذكرات أبو الفتوح والتي ذكر فيها " الأستاذ عمر التلمساني أكثر الذين أثروا فىّ وعلمونى وكانوا سببا فى اقتناعي بدخول جماعة الإخوان المسلمين والبيعة لهم، وهى البيعة التي تلتها بيعة معظم قادة الجماعة الإسلامية فى جامعة القاهرة وجامعات مصر"، واتهموا أبو الفتوح بالكذب، وأنه بذلك خسر أصوات الإخوان المترديين. وفي تصريح خاص لبوابة الشباب يقول د. عبد الرحيم علي- المتخصص في شئون الحركات الإسلامية-: ما قاله د. عبد المنعم أبو الفتوح كلام كاذب، فهناك بيعة داخل الجماعة منذ عام 1928 عندما بايع البنا خمسة من رفاقه في الإسماعيلية، وظلت البيعة موجودة في عهد الهضيبي، وعمر التلمساني الذي بايعوه على السمع والطاعة، وإلي د. محمد بديع هناك بيعة داخل الجماعة، وإذا كان أبو الفتوح يؤكد أنه لا يبايع التلمساني، فقد بايع مصطفي مشهور الذي بويع بيعة عامة في المقابر، وكان أبو الفتوح في السجن وعندما خرج ذهب إليه في مكتبه ليبايعه، فهناك بيعة في رقبة أبو الفتوح. ويضيف قائلا: عبد المنعم أبو الفتوح ارتكب مجموعة من الأكاذيب منذ أن أعلن عن ترشحه، وأولها عندما قال أنه استقال من الجماعة ليكون للمصريين جميعا، وهذا خطأ لأنه أقيل وفصل، فقد حاول الإخوان اثناءه عن الترشح ولكنه رفض، وطالبوه بالاستقالة ورفض أيضا إلي أن أقيل، وأدعي أنه استقال، بجانب أكاذيب أخرى عن حالته الصحية ومطالبته للمرشحين بإقرار للذمة الصحية وأنه سليم تماما، ولكني أؤكد وعلى مسئوليتي أن هناك إقرار صحي لأبو الفتوح أقرها لجنة من الأطباء في يناير 2010 عندما كان مقبوضاً عليه، ليؤكد هذا الإقرار أن أبو الفتوح يمشي بجهاز تنفس صناعي، وتم تحويله للعناية المركزة وفقا لهذا التقرير للجنة التي تم انتدابها من القصر العيني، واليوم يقول أنه كامل الهيئة، فإما أنه كاذب اليوم أو كان كاذبا من قبل، هذا بجانب حديثه الكاذب عن عدم مبايعته للإخوان. ويقول د. جمال نصار- القيادي بجماعة الإخوان-: يبدو أن عبد المنعم أبو الفتوح يتحدث عن الإخوان بعد أن شاهد مسلسل الجماعة، فكل ما قاله عن البيعة غير صحيح، وحسن البنا لم يندم عليها مثلما قال، ولكنه كله كلام انتخابات، ويريد أن يوضح لليبراليين أنه رجل ينتقد الجماعة حتى يكسب أصواتهم، ولكنه يقول كلاماً غريباً وغير صحيح تماما.