هناك أكثر من دليل علي أن سفينة "تايتانك" غرقت مرتين ، مرة في عام 1912 وتوفي فيها 1517 شخصا وتحل بعد أسبوعين 100 عام على كارثتها الحقيقية، وواحدة "غرقت" في قصة قصيرة لكاتب أميركي مغمور وكانت على رفوف المكتبات قبل 14 سنة من رحلة "تايتانك" التي انتهت بما كان وما يزال أكبر كارثة مدنية عرفتها بحار القرن العشرين. ولم تصدق "العربية.نت" هذا الخبر طبعا، وهو قديم تكرر عبر عشرات السنين، الا بعد أن بذلت جهدا لتتأكد من صحته وبأن القصة وتفاصيلها وتاريخ صدورها لم تكن من باب التلفيق بهدف التسويق، بل حقيقة معززة بوثائق، أهمها أن صحفا كتبت عنها حين صدرت من 16 فصلا في 33 صفحة عام 1898 بنيويورك ، كما أن نسخا أصلية منها موجودة للآن وعليها تاريخ صدورها، وهو ما طرح تساؤلات تم طرحها على الدكتور أحمد عكاشة، مؤسس "مركز عكاشة للطب النفسي" بجامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية للطب النفسي، وأهم التساؤلات : هل كان الكاتب الأميركي، مورجان روبرتسون، يعيش حين كتبها في حالة نفسية نادرة سمحت له، من حيث لا يدري، بالتنقل بين الحاضر والمستقبل ليكتب قصة خيالية عن كارثة تحولت بعد 14 سنة الى حقيقية مع "تايتانك" المنكوبة ؟ القصة التي كتبها مورغان هي The Wreck of the Titan أو"حطام تيتان" التي تتحدث عن باخرة عملاقة وصفها منذ الصفحة الأولى بأنها "غير قابلة للغرق" لضخامتها واصطدمت بجبل جليدي في شمال المحيط الأطلسي، فغرقت بمعظم من كان عليها من ركاب، وهو ما حدث مع "تايتانك" تماما منذ 100 عام ، وللتلخيص، فان "العربية.نت" قامت بمقارنة لما حدث حقيقة وما حدث خيالا بين سفينة مورغان التي أبحرت في القصة من نيويورك الى مدينة ليفربول بانجلترا، وكانت الرحلة هي الثالثة لها منذ تدشينها، وبين "تايتانك" التي أبحرت بالعكس، أي من مرفأ "ثاوثهامبتون" بجنوب انجلترا الى نيويورك، وكانت رحلتها الأولى والأخيرة ، كانت "تيتان" بطول 245 مترا وتزن 45 ألف طن، وكانت "تايتانك" بطول 269 مترا ووزنها 46 ألفا من الأطنان. وكانت "تيتان" بقوة 40 ألف حصان وتحتوي على 15 مانع للتسرب المائي، بينما كانت هناك 9 موانع في "تايتانك" البالغة قوتها 46 ألف حصانا. أما السرعة فكانت 25 عقدة لتيتان التي كان فيها صاريتان و3 مراوح و24 لتايتانك التي كان فيها الشيء نفسه أيضا. وشمل الشبه بين السفينتين أيضا حالات الذعر التي دبّت بين الركاب وهم يواجهون حتفهم، الى جانب أن الشهر الذي غرقت فيه "تيتان" الشبيه اسمها باسم "تايتانك" الى حد ما، هو أبريل/نيسان، وهو الشهر الذي غرقت فيه "تايتانك" أيضا، كما أن سبب الارتطام بالجبل الجليدي كان السرعة الزائدة للسفينتين اللتين فقدتا العدد الكبير من الركاب لعدم وجود قوارب كافية للنجاة. يقول الدكتور أحمد عكاشة انه لا يوجد تفسير لما سماه "قدرة بعض الأشخاص على وعي المستقبل" وهي قوة موجودة لديهم لكن من الصعب تقديم الدليل عليها. وذكر أن هناك مختبرات لعلم النفس في روسيا والولايات المتحدة تجري أبحاثا على أشخاص لهم قدرات خاصة في استشراف المستقبل "لكنه يصعب عليهم تعليمها للآخرين" ، وتحدث الدكتور عكاشة عما سماه "الوعي الكوني" الموجود لدى بعض الأشخاص "وهو عالم لا حاضر فيه ولا مستقبل" وان مؤلف قصة "حطام تيتان" ربما كان منهم، وحين كتب عن كارثة خيالية في قصته أورد تفاصيل استمدها من ذلك الوعي وتحققت تلقائيا في غيرها بعد سنوات "وهذه قدرات يقر علم النفس بوجودها" كما قال. ويبدو أن الكاتب مورغان روبرتسون كان يعاني من مرض الصرع، وهو شائع أيضا بين الكثير من المشاهير عبر التاريخ، لأنه كان يتناول جرعات من محلول Paraldehyde المستخدم في علاج المرض. ويكتبون أنه بسبب تناوله لجرعة كبيرة منه مات في غرفته بفندق كان يقيم فيه بنيوجيرسي، فتوفي في 1915 بعمر 53 سنة، أي بعد 3 أعوام من الغرق الحقيقي لأضخم سفينة بناها الانسان، فهل كان كاتب "حطام تيتان" يشعر بذنب ما مع كارثة "تايتانك" فتخلص من عذابه النفسي وانتحر ؟