تذكرت هذه الآية الكريمة “عَسَي رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا “ سورة “التحريم”، والتى تضمنت وصفاً مفصلاً للزوجات الصالحات أنزله رب العزة ليخيِّر سيدنا محمد -صلي الله عليه وسلم- بين تطليق زوجاته أو الزواج بغيرهن. عندما حكى زميل لى عن موقف لقريب له بأن أهل العروس فى الجنوب وضعوا شروطاً مُجحفة لبدء الموافقة على الارتباط، أى قبل البدء فى الإجراءات الرسمية لتجهيزات عش الزوجية، فقال اشترطوا بأن يُقدَّم لهم “العلبة”30 ألف جنيه، فقلت له تقصد “الشبكة”، فقال “لا”، بل “العلبة”، وهى عبارة عن فتح كلام فى موضوع الزواج نفسه، تُحدد بعدها قيمة الشبكة التى غالباً تكون أضعاف قيمة “العلبة”، ثم المهر الذى لا تقل قيمته عن مائتى ألف جنيه!! فقلت له ساخرة : ليه؟! هل سيتجوز “......” ؟!! وطلبت منه بأن ينصح قريبه بترك هذه الفتاة التى تربت فى بيت لا مانع عنده من المتاجرة ببناته باعتبارهن سلعة تُعطى لمن يدفع أكتر، لا لمن يراعى الله فى معاملتها.. أى ميزة تتمتع بها مثل هذه الفتاة التى نشأت فى بيت لا يُقدِّر عائلها بأن لديه كنزًا يجب أن تُعامل عند زواجها بما يُرضى الله وليس بما يُرضي التاجر الرابح من قيمة بيع “سلعة” ظنها بيعة رابحة، وهى فى الحقيقة خاسرة؛ لأنها بُنيت على أساس هش بمبدأ المكسب والخسارة، وهذا لا علاقة له ببناء اجتماعى سليم.. فهل تربت هذه الفتاة على أسس دينية فأصبحت تتمتع بالمواصفات التى ذكرها رب العزة للرسول صلى الله عليه وسلم؟ لا أعتقد، وإن كانت كذلك لن يرضى أهلها إلا بما يُرضى الله ورسوله فى مثل هذه الأمور، ولدينا أمثلة كثيرة تُوضح موقف ورد فعل سيدنا رسول الله فى زواج بناته وبنات المسلمين. أعتقد أنه من حق أهل العروس أن يشترطوا شرطًا وحيدًا؛ ألا وهو تخصيص منزل منفرد؛ لتبدأ ابنتهم حياة زوجية سليمة دون تدخل من أحد.. ذلك بعد التحرى عن العريس، ومدى التزامة وانتماءاته السياسية، خاصة بعد ما حدث للبلاد جراء الجماعات المتطرفة, ويكون ذلك من خلال معرفة علاقاته بأهله وجيرانه وزملائه بالعمل.. لأن من يتعامل بما يُرضى الله مع الآخرين لا يُخشى منه.. وهذا يكون بمثابة جواز المرور للموافقة على اقتران هذا الشاب بابنتهم, وذلك بعد عمل فحص طبى شامل ودقيق.. أما قصة التباهى بقيمة وعدد الأثاث وأنواعه والمفروشات فلا علاقة لهذا أو هذه بالدين أو حتى بالسعادة.. لكنها قد تكون سببًا فى هدم عش الزوجية وحدوث الطلاق السريع.