الأدخنة المتصاعدة في أجواء الاتحاد الافريقي لكرة القدم تشير لوجود نيران مستعرة في الأعماق.. وتعكس هذه وتلك فساداً وإفساداً في الأخلاق.. ولعل التحقيقات الجارية الآن مع القيادات ستظهر الحقيقة وتبين أن الكرة الإفريقية تعاني علي كافة الأصعدة والمستويات.. وإذا فسد الرأس انتقل الفساد بالتدريج إلي أجزاء الجسد.. فلا اللجان نزيهة.. ولا الأجواء شفيفة.. ولا القيادات نظيفة.. وربما هذا هو الذي أدي إلي الارتباك والتخبط الذي صادف أعرق المسابقات الإفريقية وأدي إلي قرار إعادة مباراة الاياب بين الترجي التونسي والوداد المغربي والذي سبق وأن أعلن »الكاف» عن تتويج الأول بكأس البطولة رغم المهزلة التي واكبت اللقاء ولم تشهد لاعدالة في التحكيم ولانزاهة في الإدارة ولا تطبيقاً للتقنية الحديثة.. وربما جاء قرار لجنة الطوارئ بإعادة المباراة في بلد محايد تجسيدا للدفاع المستميت الذي بذله الاتحاد المغربي عن ممثل بلده.. بينما كان الاتحاد المصري ضعيفاً ومستكينا عندما تعرض الأهلي في السابق لمثل هذا العدوان غير أن الاتحاد المصري باع القضية ولم يعبأ بالدفاع عن سفيره لمجرد استقطاب تعاطف القيادات الإفريقية والتي ربما أكدت التحقيقات الجارية معها ارتكابها لجنايات فساد لاتستحق معها البقاء في سدة الحكم لأعرق الرياضات علي الإطلاق.. ولا أري أن ما تتعرض له الكرة الإفريقية في صالح الرياضة المصرية وأن تنظيمنا لكأس الأمم بعد أيام قليلة سيكون في منأي من الضرر وفي مأمن من التأثر.. فالبيانات التي تطلقها الجهات العليا في فرنسا و»الفيفا» تشير إلي أن الأيام بل الساعات القليلة القادمة ستشهد هبوب أعاصير جارفة قد تطيح بالرموز الفاسدة.. وأن الفساد قد ضرب الذمم والضمائر وأن رياح التغيير العاتية قادمة.. غير أننا نأمل أن تتدخل السماء وتحقق المعجزة لتبرأ الساحات وتنقذ النفوس وحتي يفلت تنظيمنا للبطولة من السمعة غير الطيبة التي شملت قيادات كرة القدم الإفريقية وتمر الأمور بسلام ويبتهج الشعب المصري بالجهود الغزيرة التي بذلها الجميع.