150 يوما مرت علي تطبيق »زيرو جمارك».. أو تخفيض التعريفة الجمركية بشكل كامل علي السيارات المصنعة في أوروبا إلي »صفر» ضمن اتفاقية الشراكة بين مصر والاتحاد الاوربي.. وعلي الرغم من تطبيق هذه الاتفاقية إلا أن التجار واصحاب معارض السيارات لم يخفضوا الأسعار مما دفع بعض المواطنين لإطلاق حملة بعنوان »خليها تصدي» للتوقف عن شراء السيارات الجديدة بهدف الضغط علي التجار وكبح جماح الأسعار المرتفعة في تراجع المبيعات وهي الحملة التي لاقت إقبالا كبيرا من المواطنين أدي إلي انخفاض الأسعار.. فهل تغير حال السوق؟!.. »محمد راضي.. مؤسس حملة خليها تصدي» يري أن هذا الانخفاض الذي شهدته سوق السيارات ليس كافيا مما يتطلب حدوث تخفيض أكبر..خاصة وأن التجار والوكلاء قاموا برفع الأسعار بشكل مبالغ فيه منذ تحرير سعر الصرف منذ ثلاث سنوات.. كما أن التخفيضات التي حدثت بعد اطلاق الحملة غير مرضية للمواطن وبالتالي فالحملة مستمرة حتي يتم الوصول سعر عادل وهامش ربح معقول علي السيارات المستورة من دول الاتحاد الأوربي.. »راضي» تحدث معنا بثقة شديدة عن حدوث تخفيضات أكبر مستندا علي التراجع الذي حدث في أسعار السيارات الأكثر شعبية في مصر والتي عادة ما يكون سعرها ما بين »200- 350 ألف جنيه».. فهناك ماركات لسيارات تراجعت أسعارها من »10-80 ألف جنيه وهو ما دفع الكثير من المواطنين لشراء السيارات الأرخص في السعر. ووفقا لتجار سيارات أن اسعار سيارات الركاب غيرالفارهة تراجعت اسعارها بما تراوح بين »15-40 ألف جنيه للسيارة بعد الغاء الجمارك.. بينما انخفضت اسعار السيارات الفارهة بما يتراوح ما بين »90- 165 ألف جنيه».. لكن »محمد سعيد.. مدير المبيعات بأحد معارض السيارات بالقاهرة » يري: أن الحملة كانت مؤثرة بالفعل في السوق.. لكن يجب أن يعلم الجميع أن المشتري المصري دائما ما يعتمد علي »الانطباع» في عملية شراء السيارة بمعني أن المواطن يقبل علي شراء السيارة إذا وجد عليها إقبالاً من قبل مواطنين آخرين.. لقد حدث تراجع في شراء السيارات بداية من شهر أكتوبر من العام الماضي وحتي منتصف شهر إبريل الماضي مما أدي إلي انخفاض في أسعار السيارات وصلت لنحو50% في بعض الموديلات.. لكن حالياً بدأ السوق في التعافي وهناك إقبال علي شراء السيارات في تزايد ملحوظ حيث وصلت نسبة إقبال المواطنين علي شراء السيارات إلي نحو70%، لافتا إلي أن السيارات التي يقبل المواطنون علي شرائها حاليا السيارات الشعبية كالفيرنا »vernna» وال»byd» موضحا أن هناك سيارات عليها عروض في السعر وليس انخفاضاً حقيقيا فمثلا سيارة byd كان عليها عرض وصل لنحو10 آلاف جنيه من سعرها بينما السيارة سكودا »skoda» وصل العرض إلي نحو 65 ألف من سعرها حيث وصل السعر إلي 385 ألف جنيه بدلا من 450 ألفا وأن السياره »لادا lada»» وصل سعرها إلي 148 ألفاً بدلا من 160 ألف جنيه ويري حسام عبد اللطيف مديرمعرض للسيارات أن حركة بيع السيارات شهدت انخفاضا ملحوظا وأن إقبال المواطنين علي شراء السيارات تراجع فنحن في المعرض كنا نبيع ما بين 5 إلي 7 سيارات في الشهر انخفضت حالياً من سيارتين إلي ثلاث سيارات شهريا.. بينما يري ماجد أمير المدير العام لسلسلة واحد من أكبر معارض السيارات في مصر أن المبيعات بالمعارض سجلت انخفاضا طفيفا خلال الفترة الماضية .. وحالة السمعة التي تتمتع بها معارضنا كان لها الفضل في الحد من الخسائر موضحا أن سوق السيارات لم يتأثر بشكل كبير بحملة »خليها تصدي» وأن الفئات التي تقبل علي شراء السيارات لم تتأثر بهذه الحملة. اللافت أن معظم السيارات المستوردة استفادت خلال شهر مارس الماضي من مزايا اتفاقيات الشراكة المصرية الاوربية والتركية أغادير والتي تتضمن اعفاءات وتخفيضات جمركية علي واردات مصر من السيارات السيارات.. ووفقا لبيانات مصلحة الجمارك أن قيمة السيارات الخاصة والملاكي والنقل إضافة إلي قطع الغيار والتي تم الإفراج عنها خلال الشهر الماضي بجمارك الإسكندرية وحدها بلغت نحو3.5 مليار جنيه وأن إجمالي الضرائب والرسوم الجمركية والضرائب والرسوم الاخري المحصلة عنها بلغت 936 مليون جنبه خلال الشهر الماضي .. وكشفت المصلحة أن جمارك الإسكندرية أفرجت عن نحو6311 سيارة خاصة ملاكي من ماركات متنوعة فضلاً عن 1124 سيارة نقل عام ميكروباصات ودراجات نارية وموتوسيكلات وجرارات زراعية. وكشف مجلس معلومات سوق السيارات »أميك» أن مبيعات سوق السارات ارتفع في إجمالي السوق من ملاكي ونقل وأتوبيس بواقع 10.8% حيث تم بيع قرابة 11467 ألف سيارة في يناير الماضي مقارنة ببيع 10347 ألف سيارة في يناير من العام المنصرم 2018 وأن الزيادة في المبيعات تضمنت ارتفاع مبيعات الملاكي بنسبة 17% حيث بلغت المبيعات 7947 سيارة في ينايرمن العام الحالي مقابل 6778سيارة في يناير2018.. ورصدت »أميك» أنه بسبب إلغاء الجمارك علي السيارات الأوربية المستوردة حدث انخفاض في مبيعات السيارات المجمعة محليا في السوق المحلي خلال يناير الماضي حيث وصلت المبيعات إلي 5348 سيارة بينما زاد حجم المبيعات في يناير من العام الماضي حيث وصل إلي بيع 6113 سيارة وبالنسبة لمبيعات السيارات المستوردة فنلاحظ حدوث ارتفاع حيث ارتفعت من 4234 سيارة في العام الماضي إلي 6119 سيارة في يناير من العام الجاري.. ويوضح »كمال نجم.. رئيس مصلحة الجمارك» الشروط التي يجب أن تتوافر في السيارات المستوردة والمصنعه في أوروبا حتي تحصل علي الإعفاء الجمركي بشكل كامل منها أن تكون السيارة جديدة وليست مستعملة وأن يستخرج لها »شهادة يورو» من الدولة الأوربية المصنعه فيها وأن تكون فاتورة الشحن سليمة مدوناً فيها السعر وطريقة الشحن والفاتورة الخاصة بشراء السيارة علاوة علي ذلك أن يشترط في الشحن أن يكون من ميناء أوربي إلي ميناء مصري بطريقة مباشرة علما بأن سداد الرسوم والضرائب المقررة علي السيارات المستوردة من دول الاتحاد الاوربي يكون بعد شحنها إلي الميناء المصري .. والرسوم تختلف باختلاف سعة المحرك فالسيارات ذات السعة اللترية من 2000 سي سي سيتم فرض ضريبة قيمة مضافة عليها تصل إلي 14% بالإضافة إلي 5% رسم تنمية و15% رسوم جدول والسيارة ذات السعة اللترية من 1300وحتي 1600 سي سي يتم فرض رسوم 14% في صورة ضرائب تكون علي القيمة المضافة اضافة إلي 1% كرسوم جدول ونحو3% كرسم تنمية اما بالنسبة للسيارات ذات السعة اللترية فوق ال2000 سي سي سيفرض عليها 14% ضريبة قيمة مضافة ونحو8.5% رسوم تنمية ونحو30% رسوم جدول ويري »علاء السبع..العضو بشعبة السيارات باتحاد الفرق التجارية» أن نسبة السيارات المستوردة من أوروبا وصلت من 20 إلي 25% ومن المتوقع حدوث انتعاش بالسوق خلال الفترة المقبلة خاصة بعد موسم الامتحانات. ومن وجهة نظره يري »أشرف شرباص.. نائب شعبة السيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية أن هناك إقبالا علي شراء السيارات الفارهة المصنعة في أوروبا حيث توجد طلبات علي سيارات الجاجوار ولاند والبورش والمرسيدس وروفر وقد تأكدت من أن بعض شركات لديها قوائم انتظار علي سيارات البورش حتي شهر سبتمبر المقبل مع ظهور شريحة جديدة من المستهلكين في سوق السيارات تقبل وبشكل شخصي وبعيداً عن الوكلاء أو الشركات علي استيراد السيارات الاوربية.. اما »المهندس خالد سعد..الامين العام لرابطة مصنعي السيارات» فقد أكد أن تراجع سعر صرف الدولار في مقابل الجنيه المصري في الوقت الحالي أدي إلي خفض في أسعار السيارات وهذا الانخفاض سيعمل علي عودة الروح إلي سوق السيارات مره أخري خاصة بعد الركود الذي لحق به خلال الشهور الأخيرة من العام الماضي مع حدوث انخفاض آخر في أسعار معظم الموديلات خلال العام المقبل بنسب تصل إلي 5% مع ثبات سعر صرف الدولار مقابل الجنيه..
