مع دخول شهر رمضان الكريم وروعة الصيام والأجواء الروحانية الجميلة خلال الشهر وتأثيرها الإيجابي علي الصحة النفسية عليك أن تعي وتفهمي جيدا المراد من صيام رمضان وهو تطهير النفس والمال والمجتمع لأنها عبادة تدربنا علي الصبر والجهاد والتضحية والمشقة، وليس رمضان شهرا لإقامة الولائم والتنافس والإسراف في الملذات والترفيهات ومشاهدة المسلسلات وتجنبي الجلوس علي الموبايل لساعات والرغي مع صديقاتك وأقاربك المبذرات، ببساطة حتي تحصلي علي اكبر مكسب في الشهر الكريم اعتبري الصيام امتناعا عن الأكل والشرب وكل الأشياء التي تهدر الوقت وتنقص من ثوابه العظيم. وفي هذا الخصوص يقول الرسول الكريم: الرجل علي دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. وتحدثنا دكتورة نهلة أمين استشاري الصحة النفسية عن كيفية الاستفادة العظمي من الشهر وكبح جماح النفس البشرية وفطمها عن شهواتها ومطالبها وتقليل الإسراف في كل ما يضيع وقت الشهر الكريم ،تقول: علينا جميعا محاسبة ومراقبة ذاتية لأنفسنا منذ اليوم الأول من الشهر الكريم وذلك قبل وأثناء الإنفاق والاستهلاك والتفكير والتدبر في النتائج المترتبة علي ذلك للاستفادة من الوقت، والصيام عن الجلوس لساعات علي شبكات التواصل الاجتماعي والرد علي الرسائل وعمل الكومينتات علي الفاضي والمليان، لأن من شق عليه الحساب في الدنيا سهل عليه الحساب في الآخرة. وفي هذا الشأن يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: حاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا اعمالكم قبل ان توزن عليكم وتهيأوا للعرض الأكبر؛ففي السابق قبل الموبايلات والانترنت نحن جميعنا عشنا هذه الأجواء الجميلة في الشهر الكريم عاما وراء عام، وهناك عدة آثار وجدت مصاحبة للصيام واتفقت عليها اغلب الدراسات وأهمها يساعد الصوم علي تحسين الحالة المزاجية وقدرة الإنسان علي التعامل مع الضغوط. ومن الآثار الإيجابية للصيام علي الحالة النفسية غالبا ما تعتمد علي خوض الإنسان للصيام كتجربة روحانية كاملة وليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب. والصيام له دور كنشاط روحاني وجزء كبير من تحليل الآثار الإيجابية للصيام علي الصحة النفسية يرجع إلي تخطي الصائم الامتناع المجرد عن الطعام والشراب إلي مرحلة الارتفاء الروحاني في الصيام كنشاط ديني وأهم جوانب الارتقاء الروحاني في الصيام التي لها دور في أثره الإيجابي علي الحالة النفسية تشمل زيادة الترابط والتواصل الاجتماعي في رمضان القدرة علي ضبط النفس وعدم الاستسلام لاندفاع الغضب والسعي للالتزام بالنصائح الأخلاقية للدين للحصول علي اكبر ثواب من الصيام، وأيضا يساعدنا الصيام علي زيادة قدرة الشخص علي التحكم بالذات والتحكم بشهواته ورغباته حيث انه عندما يمتنع لفترة ليست بالقصيرة عن تناول ما يشتهي من الأطعمة والمشروبات مثل القهوة والشاي فإنه بذلك يبدأ يسيطر علي كبح نفسه في مختلف الأوقات، وهذه الفائدة تجعل الشخص أكثر قدرة علي السير في الحياة فعندما تكون لديه ارادة قوية فإنه لايسمح بأي شيئ أن يجذبه إلي ما لايريده ولذلك يوصي النبي الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم بالصوم فيقول عليك بالصوم فإنه لامثيل له، فالصيام متعدد المنافع والفوائد الدنيوية والأخروية فهو لامثيل له في الفائدة الجسمية والبدنية ولامثيل له من الناحية النفسية والأخلاقية ولامثيل له من الناحية الاجتماعية.