اختتم زميلي ياسر عبد الحافظ مقالته التي حملت عنوان »ذاكرة وزارة الثقافة المثقوبة تمنح جائزة ملتقي الرواية لصنع الله إبراهيم»، المنشورة في العدد السابق من »أخبار الأدب» بهذه العبارة: »وفي الدورات التالية من يدري ربما نجد صورة لصنع الله إبراهيم يرفع الجائزة عاليا أمام الجمهور فرحا بها». ياسر في هذا المقال كان يتعرض لبيان صدر من المجلس الأعلي للثقافة، يتضمن معلومات عن مؤتمر الرواية –قبل افتتاحه- المنعقد في الفترة من 20 إلي 24 إبريل بالقاهرة، وفي هذا البيان سرد لمن فازوا بالجائزة في دوراتها السابقة، ومن بينهم صنع الله إبراهيم، دون إشارة إلي رفضه العلني الحصول عليها، وذلك عندما ترك علنا شهادة منحه الجائزة، وكذلك الشيك الخاص بها أمام جميع الحضور، بعد أن تسلمهما بالفعل، ليلقي بيانه الرافض لها، أي أنه لا يريد أن يرتبط بها بأي شكل من الأشكال، وهذا لا يعني التقليل من المؤتمر أو الفائزين بالجائزة، إنما هو موقف يخص صنع الله إبراهيم، بدليل أن قامة مؤثرة في مسيرة فن الرواية، الروائي الكبير الراحل الطيب صالح قبلها في الدورة التالية. لكن الغريب أن ما ذكره ياسر عبد الحافظ، وهو واحد من الروائيين المتميزين، وصاغه في نهاية المقال علي أساس أنه خيال، وجدته أمامي علي باب مسرح الهناجر، حيث تم وضع لوحة كبيرة بها صور وأسماء الفائزين، ومن بينهم صنع الله إبراهيم، اندهشت.. لماذا هذا الإصرار علي أنه فاز بالجائزة، رغم رفضه العلني لها. دخلت قاعة مسرح الهناجر لأشاهد حفل الافتتاح، وأنا غاضب من الصورة السابقة، إلي أن تحدث د. جابر عصفور بصفته رئيسا للجنة العلمية المنظمة للملتقي، فذكر من ضمن كلمته أسماء الفائزين، وسرد باستفاضة واقعة صنع الله إبراهيم، واصفا إياه بالروائي الكبير، متذكرا أنه وافق علي الجائزة، وجاء بالفعل للاحتفالية وتسلمها، إلا أنه رفضها في كلمته العلنية. ما ذكره د. جابر عصفور وكان وقتها أمين عام المجلس الأعلي للثقافة، هو الحقيقة بعينها، هذه الحقيقة لا تهم صنع الله إبراهيم فقط، بل تخص الذاكرة الوطنية، فموقف صنع الله في هذا التوقيت 2003، كان موقفا سياسيا واضحا، ومن أجله قبل الجائزة ليسجل علنا ما يريده، هذا التسجيل مختصره أنه لا يقبل أن تنسب له هذه الجائزة، فلماذا الإصرار علي نسبتها له من الجهة المنظمة. في النهاية الشكر واجب للدكتور جابر عصفور الذي أعلي »الضمير» علي أي حساب آخر.