شيء جميل أن تكون متميزا في حياتك، لأن سبب ذلك التميز ليس وليد لحظة بل هو ثمار جهد وعرق، لايستطيع أن يوصف الإنسان به نفسه بل يراه الآخرون ويقدرونه في هذا الشخص الذي وصفوه به. وقد يحاول الآخرون وصف أنفسهم به عن طريق الفهلوة والذكاء الاصطناعي بادعاء أشياء تثبت تميزهم ليلقي قبولا لدي رؤسائه لكن سرعان ماينكشف أمره ويكون السقوط حليفه. أما النبوغ الفعلي فنراه جليا فيما يفعله »كامل الوزير» وزير النقل الذي تتتبع خطواته وسائل الإعلام المختلفة بينما هو يعمل في صمت دون أن يلتفت إليها. وعن التميز الاصطناعي، فإننا نراه فيما أطلق من مبادرات في الجيزة ونالت رعاية ودعم محافظها أولها »متميزة ياجيزة» حيث يراها الداعمون لها أنها تساهم في تنمية قدرات الطلاب وتم تفعيلها من خلال المنظومة التربوية.. أما الثانية »متميزة ياجيزة» بالمشاركة الوطنية حيث تتبني التوعية واقامة الندوات والمؤتمرات والمشاركة الفعلية للشباب من خلالها. وهنا كنت اتمني انا والتلاميذ أن تكتمل فرحتنا بالتجربتين وألا نشعر بالإحباط لعدم تطابق اسم المبادرة مع الواقع، فأين التميز الذي تتميز به شوارعها حتي أحياؤها تفتقر للنظافة، ومياهها متواصلة الانقطاع وشوارعها غارقة في مياه الصرف وتسيطر عليها عشوائية الأسواق والمحلات التي تعرضهم للخطر والسرقة. أما عن المبادرة الثانية فلا يوجد فيها اختلاف بيننا وبين المحافظات الأخري لأننا جميعا نقف علي قدم وساق من حيث المشاركة الوطنية. كم كنت اتمني أراها متميزة ومصر تستضيف كأس الأمم الأفريقية. هنا يظهر الفرق جليا بين التميز الحقيقي والاصطناعي فالأول لا يسعي إلي الإعلام لإظهار إنجازاته لأنه يراه واجبا وليس شو إعلاميا.. والآخر يسعي إليه ليضع نفسه في الصورة بمبادرات لا تسمن ولا تغني من جوع.