جلست أمام التليفزيون لأتابع الاحتفال بذكري الإسراء والمعراج، ففوجئت علي إحدي الفضائيات بإصرار الشيخ المتحدث في البرنامج علي الخروج عن موضوع الحلقة للحديث حول سلوكيات النساء في مصر في السنوات الأخيرة وخاصة فيما يتصل بذوات الملابس غير المحتشمة، وهالني ما قاله من أن المرأة أو الفتاة التي تخرج من بيتها متبرجة وغير محتشمة فعليها ألا تلوم إلا نفسها إذا تعرضت للتحرش.. نظرت إلي المذيع فوجدته »سكتم بكتم»، انتظرت أن يفتح فمه للرد علي الشيخ بأن خروج المرأة من بيتها متبرجة ليس مبررا للتحرش بها مع اعترافي مسبقا بأن التبرج مرفوض بل محرم بنص القرآن »ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي».. انتظرت أن يقول له إن الأمر الإلهي لكافة المؤمنين بغض البصر لم يكن مقصورا علي المحتشمات وغير السافرات وإنما كان في المطلق »وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم».. بل إننا إذا أمعنّا التفكر في الأمر بغض البصر فسنجد أن غير المحتشمات أي السافرات هن الأولي والأحق به وإلّا عن ماذا يغض المؤمنون أبصارهم.. انتظرت أن يسأله المذيع بالقياس هل مجرد رؤية المال مع شخص في الشارع مبررا لسرقته.. هل ظهور أي شيء ثمين مع أي شخص في مكان عام يبيح للآخرين مد الأيدي لاقتناصه بغير حق.. انتظرت من المذيع أن يعقب علي ما يسمعه من الشيخ المتحدث فلم يفعل ولم يقل شيئا وإنما ترك حبل الكلام علي الغارب للضيف ليظل يهبد في الموضوع واللي يقوله يعيده.. ونبقي نسلم لبعض كلنا إن شاء الله علي تجديد الخطاب الديني.. القصاص في السجون الفندقية كلمتين وكان نفسي أقولهم في أعقاب مذبحة نيوزيلندا ولكن حالت ظروف رفع صفحة الرأي في أعداد الخميس الماضية دون نشرهم في حينهم.. دلوقتي الست جاسيندا أرديرن رئيسة وزراء نيوزيلندا عملت اللي عليها وزيادة مشكورة غاية الشكر، ويتم الآن بالفعل محاكمة المجرم بكل حزم كما قالت، ولكن إذا علمنا أن نيوزيلندا من الدول التي ألغت تطبيق عقوبة الإعدام منذ عشرات السنين فالسؤال البريء جدا هل القصاص للقتلي الأبرياء الذين سقطوا من دون ذنب أو جريرة سيكون في السجون الفندقية ذات الخمس أو السبع نجوم وربما نال المجرم العفو بعد عدة سنوات لحسن السير والسلوك.. وهل هذه المسخرة تعد عقوبة.. أليس هذا هو قمة الظلم؟.. السؤال أوجهه للمنظمات الحقوقية التي تطالب مصر هي الأخري بإلغاء عقوبة الإعدام.. وللذكر مثل حظ الأنثيين مرت امرأة شديدة الجمال برجل فقير فأعجب بها وكاد قلبه أن ينفطر بحبها فاقترب منها وقال لها »وزيناها للناظرين»، قالت »وحفظناها من كل شيطان رجيم»، قال »بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون»، قالت »واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب»، قال »نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا»، قالت »لن تنالوا البر حتي تنفقوا مما تحبون»، قال »وإن كان ذو عسرة»، قالت »حتي يغنيهم الله من فضله»، قال »والذين لا يجدون ما ينفقون»، قالت »أولئك عنها مبعدون»، عند ذلك غضب الرجل غضبا شديدا واحمرت عيناه وانتفخت أوداجه وقال لها لعنة الله علي النساء أجمعين، فقالت »وللذكر مثل حظ الأنثيين».. ما قل ودل: عزيزي الصامت دوما.. طمنّا عليك ولو بعطسة..