رامي شحاتة الطفل المصري الذي لايتعدي عمره 13 سنة.. أصبح حديث العالم كله بعد أن تمكن بذكائه من انقاذ عشرات الأطفال من موت مؤكد داخل اتوبيس مدرسة في ايطاليا.. لم يخف.. لم يفكر كثيرا في نفسه كان كله اصرار وتحد في ان يبعد شبح الموت حرقا عن نفسه وعن زملائه بالمدرسة بعد ان تحول اليوم الجميل الذي مارسوا فيه نشاطهم الرياضي إلي يوم كارثي بعد ان قيد السائق المدربين وبعض الطلبة واخذ هواتف الجميع وألقي بنزينا في انحاء الاتوبيس مهددا بحرقهم جميعا لكن ذكاء رامي جعله يشك في السائق من اول لحظة فقد وجد شواكيش الطوارئ التي يتم استخدامها لكسر زجاج الشباك في حالة الخطر قد اختفت جميعها فما كان منه الا ان خبأ تلفونه بين كراسي الاتوبيس وبدأ يصلي باللغة العربية وهو يظهر الخوف والجزع وما كانت صلاته هذه الا محاولات للاتصال بالشرطة وهي كأي شرطة في العالم لم تأخذ الاتصال محمل الجد ظنته عبث أطفال ولم يعيروه انتباها فلم ييأس رامي اتصل بوالده وابلغه بما يحدث واعطاه علامات الطريق لتسهيل وصول الشرطة التي استجابت لبلاغ الاب وسارعت لانقاذ الاطفال.. قصه رامي عادة لا نشاهد مثلها سوي في الافلام التي تحث علي البطولة والشجاعة لكنها تجسدت هذه المرة علي ارض الواقع مؤكدة علي ذكاء المصريين وبطولاتهم وحسهم الانساني الرائع ولهذا استق احتفاء وسائل الإعلام الإيطالية والعالمية.. أعجبتني شجاعة الطفل وذكائه والاكثر من ذلك حديثه البسيط بلغة عربية سليمة الذي يؤكد انسانيته العالية ووفائه لبلده الام مصر ولاسرته ولقريته الصغيرة بالدقهلية وهو الذي ولد في ايطاليا ودرس في احدي مدارسها وتأكيده أنه كان حريصا علي أن ينزل جميع زملائه من الأتوبيس أولًا كي يطمئن عليهم ثم قام هو بالنزول، وتفاجأ بوجود حشد كبير من المواطنين والصحافة ووسائل الاعلام في انتظاره لم يكن يفعل ذلك من اجل البطولة او الاعلام او اي شيء اخر انها الانسانية والشجاعة والاقدام. ومع اعجابي برامي وذكائه وسرعة بديهته واستحقاقه كل التكريم سواء في مصر او ايطاليا الا أنه مصري وهذا هو الذكاء المصري وهذا هو ما يفعله المصريون فهناك الكثير من المواقف التي اثبت فيها المصريون شجاعتهم وجرأتهم سواء داخل مصر، أو خارجها. ذكاء رامي وثباته لايختلف عن ذكاء وثبات محمود السيد الصياد المصري الذي أنقذ 73 يونانيا العام الماضي عندما اشتعلت النيران علي شاطئ مدينة ساحلية يونانية وقضت علي 90% من منازل وسيارات المدينة وهددت سكانها حتي ظهر البطل المصري الذي دخل في وسط النيران واستطاع إنقاذ 73 شخصا و4 كلاب، وينضم اليهم محمود عبد الهادي، المصري الذي يعمل بالأردن، إعلاميًا بطل فيديو السطو المسلح علي سوبر ماركت بالأردن، الذي واجه الرصاص بالشومة عندما هجم اللصوص المسلحون علي المحل الذي يعمل به.. لم يخف من الرصاص فضرب أحد اللصوص علي كتفه بالشومة فهربوا جميعا. ومن ينسي الصيدلي المصري، مايكل حداد، الذي دفع مبلغ 250 ألف دولار من رصيده الخاص لشراء كنيسة "هيورن كونتي والتي يصل عمرها ل131 عامًا، لانقاذها من الإغلاق بسبب الإفلاس ونقص الموارد، قصص الشجاعة والبطولة تتوالي في كل مكان فالمصري في مواقف الشدة يفكر في الاخرين قبل ان يفكر في نفسه. رامي ومحمود ومايكل وصلت قصصهم الينا لكن هناك آلاف من المصريين الذين لايترددون في التضحية بحياتهم في سبيل انقاذ الاخرين ومساعدتهم وقد شاهدنا ذلك في حريق محطة مصر وفي حريق مستشفي الحسين حينما شاهدنا الاطباء يدخلون وسط النيران ويخرجون بالاطفال رافضين اي ظهور اعلامي بعد ان انقذوا العديد من الاطفال. والسؤال من هي الجهة المسئولة عن ابراز المصريين علي حقيقتهم واظهار أصولهم وذكائهم وشجاعتهم التي تجري في جيناتهم المتوارثة والتي تظهر مع كل موقف سواء داخل بلدهم أم خارجها هل هو دور وزارة الهجرة ام الخارجية ام الاعلام.. أعتقد انها مسؤوليتنا جميعا أن نعمل علي اظهار هذه الحقيقة وابراز هذه النماذج امام العالم كله