علي مدار الأسابيع الماضية تابعنا العواصف السياسية التي تضرب الدول الكبري، في الولاياتالمتحدة أزمة بسبب فرض حالة الطوارئ لتمويل بناء السور الحدودي مع جارتها المكسيك والاتجاه العام للانسحاب من التجارة الحرة وتطبيق سياسات حمائية وفرض رسوم جمركية باهظة علي الواردات وفي القارة الأوروبية نجد تصاعد اصوات الانعزال وإغلاق الحدود ولعل أبرزها المأزق السياسي الحرج لبريطانيا حول خطة خروجها من الاتحاد الأوروبي. أما في مصر شهدنا علي مدار اليومين الماضيين فعلي النقيض من انغلاق القارة الأوروبية العجوز علي ذاتها وتمترس الولاياتالمتحدة بسورها رأينا نموذجاً لمد جسور مع الجيران والعودة للمحيط القاري والإقليمي بكل ثقل مصر الحضاري والتاريخي والسياسي. علي مدار يومين احتضنت مدينة أسوان ملتقي الشباب العربي والإفريقي الذي كان بعنوان »حان وقت أفريقيا».. يومان من الحوار المكثف بين الشباب حول التنمية والتكامل وريادة الأعمال والابتكار، شهدت مد جسور التعاون والتحاور والنقاش حول فرص التكامل وتحديات المستقبل. وتبادل الخبرات والمعرفة. يأتي هذا في إطار إدراك القيادة السياسية أن مصر لا تملك رفاهية الانغلاق والانكفاء علي الذات في وسط عالم ملئ بالتحديات والتهديدات علي كافة الاصعدة.وان ما يجمعنا من قيم العيش المشترك والسلام والتعاون هو الضامن الأساسي لتحقيق التنمية والرخاء. وعليه فقد حان الوقت لتتكامل مصر مع محيطها القاري فقارتنا الام الفتية عانت لعقود طويلة من التهميش والتنميط وحان الوقت لنمد جسور التعاون والتكامل لإطلاق الطاقات الكامنة وتعظيم الاستفادة من ثروات القارة وأهمها الثروة البشرية. وقد ترجم هذا التوجه في توصيات الملتقي فبداية من نقل التجارب المصرية الرائدة في المجالات المختلفة واتاحتها للدول الافريقية.. فنجد في المجال الصحي القضاء علي فيروس سي ومساندة الدول الأفريقية في القضاء عليه ومد الحملة في مصر لتشمل الضيوف وليس اللاجئين المقيمين. بالإضافة لفتح بنك المعرفة المصري وهو أيضا من أنجح التجارب وأبرزها علي الصعيد المعرفي والعلمي ليكون لكل الباحثين العرب والافارقة.. بالاضافة لتمكين الشباب باعتبارهم ملاك المستقبل وصانعي الحاضر فكانت التوصية بتشكيل لجنة مشتركة من الشباب العربي والافريقي لبحث تحقيق التكامل في مختلف المجالات وتقديم النتيجة للمسئولين بالإضافة إلي فريق مشترك من الشباب العربي والافريقي لوضع رؤية شبابية للتعامل مع قضايا التطرف والقضاء علي الإرهاب.. أما علي جانب التكامل والتعاون فنجد الإعلان عن تجهيز ملتقي مصر والسودان لتعزيز التكامل بين البلدين .بالاضافة لإعداد ورقة عمل مصرية تضمن إنشاء سوق عربية أفريقية مشتركة والتواصل بين دول القارة.