بالتأكيد الفشل مؤلم.. الأكثر إيلامًا أنك لم تبذل قصاري جهدك لتدرك لماذا فشلت.. أنت بذلت كل جهدك مصدقك.. لكنك نسيت الأهم أي بذل الجهد بعد الجهد دون ملل أو هرب وتحمل محاولات الفشل المرحلية.. أي نسيت المثابرة وهي طريقك لتفادي الفشل.. وتكرر دائمًا »بذلت جل جهدي لكني فشلت»..! اسمع معي سر النجاح وهو ما باح به أحد عباقرة الفن التشكيلي والنحت الفنان »مايكل انجلو»: لو عرف الناس كم ما بذلته من جهد وعمل لكي أصبح بارعًا وأتمكن من فني هذا لما بدا لهم الأمر رائعًا علي الإطلاق».. أما »أديسون» مخترع آلاف الأشياء منها المصباح الكهربائي والفونوغراف والتلغراف وكلنا نحسده علي موهبته ونبوغه وعبقريته بينما نغفل مثابرته وإصراره الشديد والتزامه بالعمل.. فقد اعترف أديسون قائلا: إن الإلهام يمثل واحدًا بالمائة فقط من النبوغ.. أما التسعة وتسعون الباقية كد وعرق.. إن نجاحي واختراعاتي لم تكن وليدة المصادفة بل كانت نتاج عمل متواصل ومثابرة. كل الدلائل تشير أننا لا نملك غير المثابرة للبعد عن الفشل.. حتي العلم بلا مثابرة لا ينتج والموهبة المتفجرة لا يمكن أن تحل محل المثابرة.. فدنيانا مليئة بالفاشلين أصحاب المواهب الفذة والنابغين الذين لم ينالوا حظهم لأنهم لم يعرفوا قيمة المثابرة.. فالعالم يعج بالمتعلمين المنبوذين من دنيا النجاح وحتي التعليم الجيد لا يغني عن المثابرة وتحمل الفشل بعد الفشل.. فالإصرار والمثابرة وحدهما لهما قدرة غير محدودة فلا يوجد شعار يستحق أن نرفعه أمامنا مثل »استمر في عملك بإصرار» فهو الحل النموذجي حتي الآن لمشاكلنا.. انظر حولك تجد العديد من الفاشلين لأنهم استسلموا من أول الطريق ولم يتحلوا بالإصرار.. وكلنا صادفنا من بدأوا في تعلم شيء وحين وجدوا أن تقدمهم بطيء تركوا ما بدأوه.. فما أكثر من بدأ في تعلم الرسم بالزيت أو العزف علي البيانو أو العود أو خبايا الكمبيوتر وبعد فترة يشعرون بأن تقدمهم بطيء وهنا يتركون ما بدأوا فيه ليبحثوا عن شيء آخر أسهل.. فشلوا هنا لأنهم لم يتعلموا أو يعرفوا قيمة المثابرة.. وأغفلوا أن تعلم أي جديد يبدأ بطيئا بطيئا..! تذكر دائما اللحظات التي يهرب فيها أشخاص وينسحبون مما يقومون به علي أرض الواقع من عمل أو حتي لعب مباراة أو حتي قصة حب نتيجة بعض العراقيل في الغالب ستشعر ببعض الأسي مما تراه في انسحابهم وقلة مثابرتهم وربما كانوا علي وشك النجاح.. لكن قلة الصبر والرغبة في النجاح السريع.. مع أن كل شيء في الحياة يتم علي مهل وبلا تسرع فالطفل لا يصير شابًا أو كهلًا إلا بعد مرور سنين والزرع لا ينضج بسهولة وحتي الليل لا ينقشع إلا بعد مجاهدة النهار وذهاب الشمس. المشكلة الحقيقية أن عدم المثابرة والانسحاب صار عادة بالنسبة للعددين لدرجة أنهم أصبحوا يصرون عليه... الإصرار والمثابرة هما العاملان الأساسيان لأي نجاح وليس العند والمكابرة.. المثابرة هي سر النجاح.