أجمل ما في مبادرة »حياة كريمة»، ليست الإعانات العاجلة التي ستقدم لأهالي أفقر مائة قرية، ولا توفير السكن أو بناء الأسقف، أو مد وصلات المياه والصرف الصحي، ولا حتي توفير الخدمات الصحية وتجهيز العرائس، بل الأهم والأجمل هو الجانب الآخر من المبادرة.. الخاص بتنمية القرية، وتشجيع أهلها علي العمل وتأهيل الأسر للمشروعات الصغيرة والمتوسطة. فالهدف من المبادرة ليس تقديم مساعدة مؤقتة أو حل أزمة طارئة أو الإنقاذ من كارثة مفاجئة، الهدف الحقيقي هو الارتقاء بالمستوي الاقتصادي والاجتماعي والبيئي للأسر في القري الفقيرة، ودعم قدرتها علي القيام بأعمال منتجة تساهم في تحقيق »الحياة الكريمة»، الهدف الحقيقي هو بناء الإنسان والاستثمار في البشر، لأن التنمية الحقيقية ليست في تقديم إعانات ومعاشات للبطالة مهما زادت قيمتها، بل التنمية في اعتماد المجتمع علي نفسه، وقدرته علي توفير احتياجاته دون الاعتماد علي الحكومة، وهذا هو الهدف الحقيقي، فالحياة الكريمة التي تنادي بها المبادرة لن تتحقق بعصا الحكومة السحرية، بل بتخطيط الحكومة وسواعد المستفيدين من أبناء المجتمع. ننتظر من الحكومة رؤية واضحة في التخطيط للمبادرة من حيث اختيار المستفيدين واقتراح المشروعات ووضع برامج التدريب وتحديد الأطار الزمني وننتظر من ال 50 ألف جمعية أهلية تقديم كافة الدعم سواء بالتبرعات أو باستغلال خبراتها في الوصول للمستهدفين وتوعيتهم ودعمهم، وأخيرا ننتظر من الأهالي ألا ينظروا للمبادرة علي أنها منحة و»طبطبة» من الحكومة علي الفقراء، بل هي فرصة يجب استغلالها، ويد ممدودة تحتاج من يجتهد ليتشبث بها ويستفيد منها. فقد انتهي من زمان عصر العصا السحرية.