في كل عام أتمني، وأحلم، بعض الأمنيات يتحقق، وأخري تتأجل، لكني لا أكف عن الحلم. الأمنيات لا تتحقق وحدها، ولكن بإرادة الفعل، وبالحسابات الصحيحة، والتوازن بين الرغبة والطموح من جانب والإمكانات والموارد علي الجانب الآخر. من حق كل إنسان أن يتمني، ومن واجبه أن يحشد ما يستطيع لإنجاز أمانيه. أتمني مع معظم المصريين الستر والصحة، والبركة في الرزق والعمر. لا يمكن للستر أن يشمل الجميع، وأن ترفرف الصحة علي كل الرؤوس إلا بالعمل الجاد، والانتاج، لأن إدراك الأماني لا يكون بمجرد التمني أو التطلع أو الطموح دون حركة إيجابية. في 2019 أتمني رؤية المسئول الذي يخرج للرأي العام ليوضح ماذا يفعل ولماذا؟ فمن حق الناس أن تعرف وأن تقتنع وأن تناقش. أتمني تفعيل مفهوم أكثر عدالة للمشاركة في تحمل الأعباء لمواجهة تكلفة شاقة لعملية إعادة البناء، لا يجب أن يستمر نأي الأكثر قدرة عن الإسهام في تكاليف الإصلاح، فإن لم يبادروا، فلا بأس من أن تصل إليهم يد الدولة بالقانون. أتمني أداء أكثر إنسانية في التأمين الصحي، وأن يكون ضحايا الأمراض المزمنة محل عناية حقيقية. أتمني تراجع معدلات الجريمة العائلية، بعد أن قفزت إلي حدود بشعة، وأصبح خبر قتل ذوي الأرحام مسألة لا تستوقف أحداً، لأن الأمر بات معتاداً! أتمني اهتماما أوسع، واعتمادات أكبر للانفاق علي التعليم والبحث العلمي والثقافة والرياضة، إذ إنها المربع الذهبي الذي يمثل قاطرة تطور المجتمعات. أتمني، أطمح، وأحلم، وأدرك أيضاً أنه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، ويبقي الأمل في أن يأتي 2019 بأفضل وأحسن مما سبقه، اللهم آمين.