شاركت الفنانة الكبيرة رجاء الجداوي والكاتبة الصحفية منى رجب في المؤتمر الصحفي الخاص بمصمم الأزياء العالمي هاني البحيري، والذي يكشف خلاله تفاصيل عرض أزيائه العاشر، الذي يضم أحدث السوريهات وفساتين الزفاف “شتاء وخريف 2019”، والتي سبق أن قدمها مؤخرا بأسبوع الموضة الأورينتال بباريس، بالإضافة إلى بعض القطع التي يقدمها لأول مرة عن صيف وربيع نفس العام.. “النجوم ستايل” حضرت المؤتمر ورصدت أهم ما سردته الفنانة رجاء الجداوي عن الفن والموضة، علاوة على حضور رجال الصناعة تعليقا على الفن وصناعة الموضة ومصفف الشعر الشهير محمد الصغير وغيرهم.. في البداية، صرحت رجاء الجداوي: “بحب كل تجعيدة ظهرت في وشي لأنها جاءت متوازية مع كل نجاح، وأيضا كل تجعيدة تأثرت وظهرت نتيجة الحزن الذي جعلني أكثر قوة.. ولازلت اعشق الموضة منذ أن بدأت كعارضة أزياء عام 1958، استطيع أن أقولها، أنني رجاء الجداوي أكبر عارضة أزياء في العالم بعد أن قضيت في هذا المجال حوالي 24 عامًا، فقد كانت حياة عروض الأزياء جزء مهم في حياتي ووضعت فيه روحي كلها، فكانت عروض الأزياء هي البداية للدخول إلى عالم الفن”. واضافت: “كنا نمثل مصر بالخارج مرتين في السنة، وهذا التمثيل جاء بالتعاون والدمج بين وزارة السياحة والقطن المصري وكل ما هو مصري للظهور في عرض أزياء كان يحدث ضجة آنذان على المستوى العالمي.. فقد كانت مؤسسة الغزل والخزانة على صلة، وبالتالي كانت هناك ميزانية مخصصة من تلك الجهات للصرف على هذه العروض بالخارج، وكان في وقتها العرض الفرعوني الذي كان ينفذ السرد التاريخي له كمال الملاخ”. وعن مفهوم الأناقة لدى رجاء الجداوي قالت: “الأناقة ليست بالميزانية الكبيرة، بل هي الصدق مع المرايا، ومع شهادة ميلادك، ومع عيوبك، والأناقة هي جزء من الإطار الذي تحرك فيه المرأة في محيطها ومجتمعها وبيئتها، وأن تعرف المرأة المزج بين الألوان وكل لون ما يتوافق مع الآخر، وفي النهاية المرأة تترك الفستان وتجمل الجوهر”. مؤكدة أن عارضات الأزياء في مصر لا توجد الكثير منهن من تفرض شخصيتها مثل الماضي، فقد كانت هناك منى حسن وبثينة سالم وغيرهن، علاوة على أنه لايزال حتى الآن لا يوجد وعي كامل بفن “الأتيكيت”، فلابد أن تعرف المرأة أصول “الأتيكيت” في السلام والجلوس وغيرها من أساسيات تعطي للمرأة جمالا من نوع آخر. وأكدت الجداوي أن البنطلون الجينز افقد الفتاة المصرية أنوثتها، وضيع معالم خصرها. وحول ظهور النجمات على السجادة الحمراء في المهرجانات، قالت رجاء: “الملابس جزء من الحرية الشخصية، وعندما اتحدث عن نفسي كفنانة لابد أن اخرج بالصورة التي تليق بالفنانة المصرية”. من جانبه أكد مصمم الأزياء هاني البحيري أنه لا يمكن فصل الفن عن الموضة، فهو المرآة التي يرى فيها المشاهد الرؤية المزدوجة للشخصية، وما يتوافر معها من أزياء، فكل فرد يرى في شخصية ما في الفن نفسه، فيبدأ يراقب ما ترتديه هذه الشخصية، وخارج التمثيل يعد الفنان نموذج لتصدير الموضة للمجتمع بصفة عامة، لكن ما ينقصنا الآن من هم خبراء الموضة الذين يعتمد عليهم الفنان تصدير الموضة الصحيحة بعيدا عن فكرة “الترند” و”الفرقعة” التي يريد العديد الآن تصديرها في مشهد الموضة، من أجل النجاح الذي أراه مزيفا، وسرعان ما يخفت نجمهم لأن ما يعتمدون عليه بعيد عن روح الإبداع. من جهته أكد محمد عبد السلام - رئيس غرفة الملابس الجاهزة باتحاد الصناعات المصرية - خلال مشاركته فعاليات المؤتمر أنه لا يمكن أن يكون لدينا في مصر مصمم أزياء بقيمة وتاريخ البحيري، ولم يكن لديهم شعبة خاصة لمصممي الأزياء في غرفة الملابس الجاهزة باتحاد الصناعات المصرية، مؤكدا أن هذا المؤتمر سوف يكون الخطوة الأولى لتأسيس شعبة خاصة لمصممي الأزياء المصريين داخل الغرفة.. وأنه بالفعل قبل المؤتمر اتخذ كل الخطوات اللازمة لانشاء الشعبة وهناك موفقة بالفعل على هذا الأمر من داخل غرفة الملابس، على أن يتم وضع الشروط الخاصة بالالتحاق لهذه الشعبة بالتعاون مع البحيري الذي سوف يقوم بقيادة الشعبة لتطوير مفهوم الصناعة ومعايير مصمم الأزياء في مصر، علاوة على وضع معايير لصغار مصممي الأزياء الذين سيتم إلحاقهم بتلك الشعبة. وأكد عبد السلام أنه للاسف الشديد مصر تواجه أزمة في التواصل مع الآخر فالأواصل مقطوعة ولا يوجد ترابط ما بيننا، فلا يوجد من يحتضن شباب المصممين على الرغم من وجود الأدوات التي تؤهلنا بالخروج بقرارات نبني من خلالها جيل جديد من مصممي الأزياء، علاوة على أنه يوجد لدينا مركز للتدريب شباب المصممين ممكن من خلاله تقديم برامج تأهيلية لجيل جديد مثقف يفيد الصناعة المصرية ويعلي من شأنها فكريا وثقافيا. مضيفا أن البحيري حرم الطبقة المتوسطة من فنه في تصميم الأزياء.. وأنه بالتعاون مع اتحاد الصناعات لابد من اطلاق خط جديد للطبقة المتوسطة متوازية مع الخياطة الراقية التي يتميز بها البحيري لخلق سوق تنافسية جديدة تعلي من ثقافة الموضة والأناقة في مصر، وترفع الذوق العام، وفي الوقت نفسه صناعة مصرية بفكر وتنفيذ مصري 100%، وتغير من ثقافة العامل المصري أيضا. مؤكدا أن في وجود رجاء الجداوي اكتملت الكثير من أركان صناعة الموضة، خاصة أن الفن هو أحد المصادر الرئيسية المصدرة للموضة، وهو ما يعني الارتقاء بمخيلة المشاهد عبر الأزياء التي يرتديها الفنان، سواء في الأعمال الفنية، أو في الإطلالة اليومية، وأصبحت السوشيال ميديا جزء من التأثير على مجتماعتنا، وهي البوابة التي يتواصل فيها الفنان مع جمهوره، وأول ما يتم التركيز عليه الأزياء وما يرتديه، ليبدأ الشباب في تقليدها.. مؤكدا أن الفن له دور رئيسي وفعال في تغيير ثقافة اقتناء الملابس والارتقاء بالذوق العام. وأكد خبير التجميل محمد الصغير أنه لابد من الابتعاد عن الصراعات الفكرية للارتقاء بصناعة الموضة في مصر، وترك المصالح الشخصية جانبا لبناء قاعدة ذات أسس سليمة تساهم في الاقتصاد المصري وترتقي بالذوق العام من خلال إطلاق بعض المعايير التي تهدف وتصب في الصالح العام المصري.