1 وأشَاحَتْ وجهها عنِّي وقالت. . إنَّ ما قد كان… كان. .! لا تَسَلني يا حبيبي. . عن تباريحِ الزمان. . لا تسلني عن هوانا. . في فؤادي كيف هان؟ إنَّ في قلبي جراحاً.. لا تُداويها اليدان.. فاقتَرِبْ ما شِئتَ مِنِّي.. ليس في قلبي مكان..! 2 يا قلبُ دَعكَ من التي نَهواها وخُذِ الحياةَ بحُلوها وأسَاها مَزِّقْ بقايا الجُرحِ في أوراقِها ما كان مثلُكَ أنْ يكونَ فتَاها إنْ كانَ جُرحُكَ كامِناً تحت اللظَي فرَنِينُ لحنِكَ يستَثِيرُ لظَاها غدرُ النساءِ حقيقةٌ نشقَي بها فاحذَرْ فُؤَادِي أنْ تُحِبَّ سِوَاها واحذَرْ مِنَ الأيامِ في دَوَرانِها لا يَخْلُبَنَّكَ حُسنُها وبَهَاها لا تخدعنك من حبِيبٍ رِقةٌ تَشدُو الذِئَابُ إذا رَأَتْ أسرَاها 3 وتسأَلُنِي الحبيبةُ باشتياقٍ وترمُقني بأهدابٍ شريدة علامَ القهرُ يُمعَنُ فيكَ طعناً ويقتُلُ فِيّ آمالاً وليدة؟ ولِمْ أشعارُكَ الخضراءُ تخبو وفي عينيكَ أحلامٌ وئيده. .؟ ولِمْ دموعكَ أمطارٌ مبعثرةٌ إذا ما غابَ حزنٌ تستعيدَه. .؟ فبِئسَ اللحنُ إن غابَ المُغَني وبئسَ الشعرُ إن أحنيتَ جِيدَه. .! وبئسَ الحبُّ إن لم يِحيِ قلباً ويغرِسُ في ربوعِ النفسِ غِيدَه فقُلتُ العفوَ يا مرسَاةَ روحي ويا تّرياقَ أوجاعي العنيدة فإني قد رضَعتُ الحزنَ طفلا وروحي لم تكن أبداً سعيدة أنا المفتُونُ في عينيكِ دهراْ أسائِلُ عنكِ أزمِنَتي البعيدة أنا المنفِيُّ في سجن القوافي أنا المصلوبُ في ساحِ القصيدة 4 وتسأَلُنِي عن الدنيا عن الأحلامِ. .والذِكرَي وعن أشيائنا الصغري وتَزعُمُ أنَّ لِي قلباً علي الأحزانِ منتصِرا وتُقسِمُ أنَّ أيكتَنا ستُزهِرُ مرةً أخري وأنَّ الأرضَ إنْ جَفَّتْ سَيَغدُو حُبُّنا مطرا دَعِ الأحزانَ يا رجُلي وبَدِّلْ عُسرَنا يُسرا أنا أهواكَ مُبتَسِماً وحينَ تقُولُ لِي شعرا 5 عليكَ جنيتُ يا قلبي. . فلا تغضب. . وحاوِل أن تسِيرَ بلا انتباه. .! فمَن يحيا علي النسيانِ يبقَي سليمَ النفسِ عاليةٌ يداه ومن يحيا علي الأشواقِ يشقَي كمَيْتٍ يرتجِي عبثاً حياه. .! فلا حبٌ هناكَ ولا خيالٌ ولا أملٌ نسيرُ لمنتهاه سرابٌ يخدَعُ الظمآنَ دوماً يضيعُ لأجلَهِ كمداً صِباه يبيعُ لأجلِهِ الدنيا فيغدُو كعُود الوردِ في أرضٍ فلاه صَفيرُ الريحِ قد أعياهُ دهراً ووهجُ الشمسِ قد أفنَي شذاه 6 سُبحانَ مَن خلقَ الوجودَ فأبدعا أحيا وأردَي واستبَانَ وجمَّعَا فَطَرَ القلوبَ علي المحبَّةِ والتُقي وأذَلَّ قلبَ الجاحِدِينَ وأخضعا فهناك مَن يبكي لِفَقدِ حبيبِهِ وهناك مَن ينوِي اللقاءَ المُزمَعا أسَفي علي الدنيا فُتِنتُ بشرِّهَا فأرَتنِي الضدينِ في وقتِِ معَا بَيْنَاً وقُرباً وانبلاجَ سعادةٍ وسحائبَ الأفراحِ تهمي أدمُعَا 7 قالت السمراءُ حاوِل أن تكون كما الرجال رافعاً في الحُبِّ رأساْ شامِخاً مثلَ الجبال أجملُ الأيامِ يومٌ لَمْ يزَلْ طَيَّ المُحَالْ تِزهِرُ الأحلامُ فيهِ فوق أغصانِ الخيالْ 8 يا قلبها القاسي ترَفَّقْ ربما يوما ستخفِق ربما يأتي صباحٌ شمسُ قلبي فيكَ تُشرِق يا حبيباً ضَلَّ سعياً يقتفِي درب الهناء هل يكونُ القربُ وهماً قد نثرناهُ بماء لا تَلُمْ عينيكَ يوماً حين ترنُو في ذهول فالذي أعياكَ صدّّاً واقِفٌ يبغِي الدخول افتحِ الأبوابَ وارشُفْ من كؤوسٍ لا تغيض رُبّّ يومِِ فيه يُقطَف طلعُ واديكَ النضيد إن أتاكَ الحبُّ طوعاً لا تدَعْ يوماً يمُرّْ واقرعِ الأبوابَ قرعاً فالسعادةُ قد تَفِرّْ.