كانت أولي رحلاتي وأنا طفل صغير إلي القاهرة، في إجازة نصف العام الدراسي لكي أزور معرض القاهرة الدولي للكتاب عندما كان في مكانه القديم الذي أقيمت مكانه دار الأوبرا المصرية.. وإذا بحث كل منا في ذكرياته سيجد لمعرض القاهرة للكتاب مساحة لايستهان بها.. في 23 يناير المقبل يحتفل المعرض بيوبيله الذهبي، بمعني 50 سنة من الإبداع والتأثير ليس في المحيط المصري أو حتي العربي، بل الدولي، نحن أمام معرض هو الأقدم عربياً، ومن المعارض »الميجا» الكبري علي مستوي العالم. وأنا هنا أطالب ألا يكون الاحتفال باليوبيل الذهبي مجرد احتفال والسلام، أو أن تتصدي له وزارة الثقافة منفردة مع كامل احترامي لامكاناتها، ولكني أطالب بأن يرعي السيد الرئيس اليوبيل وأن يتحول الأمر إلي حدث تشارك فيه كل أجهزة الدولة، لأننا أمام أحد أهم أدوات قوة مصر الناعمة، وليس من المنطقي أن نقوم بعمل احتفالية تقليدية تقتصر علي أيام المعرض.. بل أن الأمر يحتاج الي فترة أطول، وفعاليات داخل وخارج المعرض، علي أن تكون ذات صبغة فنية وثقافية يشعر بها طلبة المدارس، والجامعات، ورجل الشارع العادي. عندما أرادت مصر أيام عبدالناصر، وتحديداً عام 1969 الاحتفال بألفية القاهرة، اختاروا الثقافة باعتبارها درة التاج المصري، فقرر وزير الثقافة المصري العبقري ثروت عكاشة أن يكلف الكاتبة الراحلة سهير القلماوي بتنظيم أول معرض في وقت كانت فيه بعض الدول العربية مازالت تحت الاحتلال أو لم تنشأ أصلا. هذه الدورة فيها تحديات جسام لابد من دراستها ووضعها تحت مشرط الجراح أهمها انتقال المعرض بعيداً إلي التجمع الخامس، في قصر المنارة، وهو ما يعني ارتفاع تكاليف المشاركة وان كان يعني اختفاء العشوائية وباعة الكشري والحلبسة، ولكنه قد يعني للأسف ارتفاع تذكرة الدخول.. وأنا هنا أطالب قولاً واحداً بأن يكون الدخول مجاناً، علي أن يكون هناك رعاة لتغطية تكلفة المعرض، وأنا متأكد أن أية شركة سيشرفها رعاية معرض زواره بالملايين. وللحديث بقية.