السعي وراء مثالية الأبناء يمكن أن يدفعهم إلي الانتحار، فلا تحاولي أن تكوني مثاليةفي تربية طفلك طوال الوقت، بل كوني طبيعية ومنفتحة لكي يرتاح الطفل ويتقرب إليك أكثر، فهناك شعرة رفيعة بين التربية السليمة والتربية الخاطئة التي تدفع الصغار في بعض الأحيان إلي الانتحار، وبالرغم من صعوبة كلمة الانتحار إلا أنها ليست بعيدة عن الحقيقة، حيث تقول أستاذة علم نفس وتربية الأطفال في جامعة عين شمس الدكتورة هالة حماد، ل"هي": يحاول الأبوان الوصول بابنهما أو بنتهما إلي أقصي درجات المثالية في التصرفات ويجتهدان ليكون طفلهما خاليا من العيوب، لكن الأفضل هو أن يكون الطفل خاليا من مشاعر اليأس والتعب النفسي، وهناك آباء وأمهات يسعون دائما لمنع أبنائهم من الخطأ ويركزون في كل تصرفاتهم ولا يقبلون إلا بكل شيء جيد وصحيح تماما، وإلا كان هذا الطفل فاشلا . تتابع: يؤدي سعي الآباء والأمهات إلي تمتع أبنائهم بالمثالية إلي مشاكل كبيرة، حيث يشعر الطفل أنه محاصر دائما وأن عليه أن يثبت أنه قادر مهما حدث أي تقصير من أي نوع سيصيبه باهتزاز ثقته بنفسه. وفي السطور التالية توضيح للأثر السلبي الناتج عن الأسلوب الخاطئ في التربية: نقص الثقة بالنفس: يؤدي السعي وراء الكمال في الأبناء بالضرورة إلي فقدان الطفل الثقة بنفسه إذا أخفق في شيء، حيث إن الآباء والأمهات يحرمونه من التشجيع لكنهم يعلقون علي كل تصرفاته إذا حدث منه أي خطأ أو تهاون. اليأس من الحياة: بسبب هذا الأمر لا يشعر الطفل بأي سعادة في حياته، فهو تربي منذ ولادته علي أنه في عمل شاق لتحقيق أحلام ذويه، ولا يستطيع التمتع بيومه أبدا، فيشعر باليأس من حياته، وأنها بلا جدوي. الشعور بالذنب: تنمو لدي الطفل عقدة الشعور بالذنب نتيجة أي موقف يخفق فيه، وتستمر هذه المشاعر السلبية معه إلي أن يكبر، حتي أنه يبدأ في الشعور بالذنب تجاه ذويه إذا لم يحقق الكمال المطلوب منه. الانتحار: في كثير من الأحيان يؤدي مطالبة الطفل بالكمال في التصرفات إلي الشعور بالدونية، والتي تتطور إلي مرحلة الشعور برغبة في التخلص من هذه الحياة وهو ما قد يدفع الطفل إلي الانتحار.
