محيي عبدالرحمن • كنت أعتقد أن الفساد جذوره هشة وأن الفاسد الصغير يعمل بفرده لكنها لا بد أن تكون شبكة. وقد شاهدت أمرا لا يمكن تصور حدوثه، إذ وقع تصادم بعد مصانع توشيبا وتوقفت حركة المرور تماما حتي جاءت الشرطة وحاول ونش المرور ازاحة حجر مما وضعه رجل سد به الطريق. أزعجني المشهد فقررت اخطار رئيسة المدينة وكلما سألت جاء الرد غير موجودة ومازال الرجل يحتل مساحة 25 مترا منزوعة الملكية دفعت الدولة تعويضات لأصحابها.. والسؤال: إلي متي سيظل هذا الوضع السيئ ولماذا لا يتم ازالة التعدي علي استراحات الركاب أصحاب الحق الأصليين. إلي متي تظل أملاك الدولة سداحا مداحا للطامعين؟ مات جلال أمين، غاب قلم كان قادراً علي سبر أغوار الأمة المصرية وتشريح كل ما اعتري نفوس ابنائها علي مدي اكثر من ستة عقود، مات أستاذ الاقتصاد الذي لم يجلس في برجه العاجي وإنما التحم بالناس وقضاياهم وحدد مواطن الخلل وأسبابه ووضع روشتة العلاج في كتابه الصادر عام 1998 »ماذا جري للمصريين». عالم جليل ليس غريبا عليه أن يكون من هؤلاء الكتاب الذين نطلق عليهم »ضمير أمة» يحملون علي كاهلهم الاعباء التي يزخر بها بلدهم ويضعون بين اناملهم شعاع الحقيقة التي تنير الدرب لكل مخلص وصاحب إرادة في العمل من أجل هذا الوطن. قد نكون فقدنا الجسد ولكننا لم نفقد الفكر الذي تركه والسطور التي كتبها من اجل تحقيق ما كان يصبو إليه من ازدهار لهذا الوطن. رحمة الله عليه بقدر ما أعطي وبقدر ما أوفي لهذا البلد وناسه.