»عِشرة عمر».. بعد كل هذه العقود أصبح ما بيني وبين محيط »أخبار اليوم» ينطبق عليه وصف »العِشرة» بأكثر من أي وصف آخر. وسط المدينة، شوارعه وميادينه، ومثلث ماسبيرو.. و.. وآه مما حدث للأخير الذي صار أقرب إلي عزيز قوم دار عليه الزمان! دون مبالغة أحاول أن اتحاشي النظر إلي المباني المهدمة، والركام، والانقاض،.. جزء جميل من العمر بات أطلالاً! لكن ماذا عساي أفعل، والمرور أحياناً يكون إجبارياً لأري ما يوجعني؟! لا أعرف من وضع التطوير مقابل الهدم؟ من أعلي شأن قرار إداري علي قانون يحمي التراث الحضاري من الازالة؟ من أغفل الدفاع عن الهوية من أجل مصالح تجارية؟ ثم أليس ثمة تناقض صارخ بين إحياء مجد القاهرة الخديوية، والتجرؤ علي مدخلها الغربي الذي يعد جزءاً من تاريخها؟! ولماذا يأخذون العاطل بالباطل ليتساوي عقار مسجل كتراث بمبان يمكن إزالتها من أجل التطوير؟ لاحظت أن عدداً من العقارات الجميلة التي تنضح حضارة وتاريخاً مازالت قائمة، لكني علمت أن التهديد قائم حتي الآن، أي أن إزالتها أمر وارد جداً في »هوجة» التطوير، حتي أنني فكرت للحظة في التوقف أمامها والتقاط صورة سلفي مع تراث عزيز لم يجد من يدافع عنه بقدر قيمته. وربما تكون نظرتي تلك هي الأخيرة قبل أن تنهال عليه معاول الهدم. هل يتدخل د.مصطفي مدبولي ليوقف البلدوزرات قبل أن تمحو تلك البيوت للابقاء عليها باعتبارها ممرا ثقافياً وتاريخياً للقاهرة الخديوية؟