سعر الذهب عيار 21 الآن في بداية تعاملات اليوم الإثنين 29 أبريل 2024    أسعار الأسماك واللحوم اليوم 29 أبريل    انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا    مسؤولون إسرائيليون: نعتقد أن الجنائية الدولية تجهز مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وقادة إسرائيل    كاف يحسم منافس الزمالك بنهائي الكونفدرالية بعد انسحاب اتحاد العاصمة    أخبار مصر: حواس يكشف ألاعيب إسرائيل لسرقة تاريخ الحضارة، وفد حماس في القاهرة لحسم الهدنة، حقيقة رفض شيكابالا لعب مباراة دريمز، السديس يطلب وجبة إندومي    صحيفة بريطانية تكشف تطورات جديدة في أزمة محمد صلاح وكلوب    صحة قنا: خروج 9 مصابين بعد تلقيهم العلاج في واقعة تسرب غاز الكلور    سامي مغاوري: جيلنا اتظلم ومكنش عندنا الميديا الحالية    عم باسم خندقجي يكشف أصعب محطات في حياته: توفي والده دون توديعه (خاص)    عمر عبد الحليم ل«بين السطور»: فيلم «السرب» أثر في وجداني ولن أنساه طيلة حياتي    أدعية للحفظ من الحسد وفك الكرب والهم.. رددها لتحصين نفسك    السعودية تصدر بيانا بشأن حادث مطار الملك خالد الدولي    الأعاصير تتسبب في مقتل أربعة أشخاص بولاية أوكلاهوما الأمريكية    اسقاط 5 طائرات جوية بدون طيار فوق البحر الأحمر    شبانة: الزمالك يحتاج للتتويج ببطولة تشعر لاعبيه بجماهيرية النادي وحجم الانتصارات    المؤتمر الدولي للنشر العربي يناقش تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على البشرية    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 29 إبريل 2024 بالمصانع بعد التحديث الأخير    ما المحظورات التي وضعتها "التعليم" لطلاب الثانوية خلال الامتحانات؟    تكلف 3 ملايين دولار.. تفاصيل حفل زفاف الملياردير الهندي في الأهرامات    أسماء.. الأوقاف تفتتح 19 مسجدًا الجمعة المقبل    صحف السعودية| مطار الملك خالد الدولي يعلن تعطل طائرة وخروجها عن مسارها.. وبن فرحان يترأس اجتماع اللجنة الوزارية العربية بشأن غزة    أمير هشام: تصرف مصطفى شلبي أمام دريمز الغاني ساذج وحركته سيئة    مواعيد مباريات اي سي ميلان المتبقية في الدوري الإيطالي 2023-2024    ميدو: هذا المهاجم أكثر لاعب تعرض للظلم في الزمالك    مصرع شخص وإصابة 16 آخرين في حادث تصادم بالمنيا    علييف يبلغ بلينكن ببدء عملية ترسيم الحدود بين أذربيجان وأرمينيا    عمره 3 أعوام.. أمن قنا ينجح في تحرير طفل خطفه جاره لطلب فدية    ختام فعاليات مبادرة «دوّي» بكفر الشيخ    سامي مغاوري يكشف سبب استمراره في الفن 50 عامًا    خالد الغندور يوجه انتقادات حادة ل محمد عبد المنعم ومصطفى شلبي (فيديو)    سامي مغاوري عن صلاح السعدني: «فنان موسوعي واستفدت من أفكاره»    شاهد صور زواج مصطفى شعبان وهدى الناظر تثير السوشيال ميديا    تموين الإسكندرية: توريد نحو 5427 طن قمح إلى الصوامع والشون    برلمانية: افتتاح مركز البيانات والحوسبة يؤكد اهتمام الدولة بمواكبة التقدم التكنولوجي    التهديد الإرهابي العالمي 2024.. داعش يتراجع.. واليمين المتطرف يهدد أمريكا وأوروبا    بعد طرح برومو الحلقة القادمة.. صاحبة السعادة تتصدر ترند مواقع التواصل الاجتماعي    بعد عامين من انطلاقه.. برلماني: الحوار الوطني خلق حالة من التلاحم    "السكر والكلى".. من هم المرضى الأكثر عرضة للإصابة بالجلطات؟    السفيه يواصل الهذيان :بلاش كليات تجارة وآداب وحقوق.. ومغردون : ترهات السيسي كلام مصاطب لا تصدر عن رئيس    إخلاء سبيل سائق سيارة الزفاف المتسبب في مصرع عروسين ومصور ب قنا    من أرشيفنا | ذهبت لزيارة أمها دون إذنه.. فعاقبها بالطلاق    فراس ياغى: ضغوط تمارس على الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية للوصول لهدنة في غزة    فهم حساسية العين وخطوات الوقاية الفعّالة    العناية بصحة الرموش.. وصفات طبيعية ونصائح فعّالة لتعزيز النمو والحفاظ على جمالها    «حياة كريمة».. جامعة كفر الشيخ تكرم الفريق الطبي المشارك بالقوافل الطبية    مصرع شاب في انقلاب سيارة نقل بالوادي الجديد    ضربة للمحتكرين.. ضبط 135 ألف عبوة سجائر مخبأة لرفع الأسعار    هل يؤثر تراجع الطلب على الأسماك في سعر الدواجن.. مسئول بالاتحاد العام للدواجن يجيب    وزير الاتصالات: 170 خدمة رقمية على بوابة مصر الرقمية    الإفتاء توضح حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين وخدمة المجتمع    دعاء في جوف الليل: اللهم جُد علينا بكرمك وأنعم علينا بغفرانك    3 حالات لا يجوز فيها الإرث شرعًا.. يوضحها أمين الفتوى    البابا ثيودروس الثاني يحتفل بأحد الشعانين في الإسكندرية    الاستعداد للعريس السماوي أبرز احتفالات الرهبان    بالصور.. الوادي الجديد تستقبل 120 طالبًا وطالبة من كلية آداب جامعة حلوان    ربان الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في مصر يحتفل بعيد الشعانين ورتبة الناهيرة    طريقة تحضير بودينج الشوكولاتة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المتظاهرون يوم 30 يونيو رفضوا العودة إلي منازلهم قبل رحيل مرسي
الجيش أعطي مرسي مهلة 48 ساعة للاستجابة لمطالب الشعب
نشر في أخبار السيارات يوم 29 - 06 - 2018

الفريق السيسي لرئيس الجمهورية : لن يقبل الجيش أية اعتداءات علي المتظاهرين السلميين
عصام الحداد أجري اتصالات مع الأمريكان للضغط علي الجيش وإبعاده عن المشهد السياسي
مكتب الإرشاد طالب مرسي برفض المهلة والتمسك بالحكم
وفي اليوم التالي الأول من يوليو، كان رجال القيادة العامة للقوات المسلحة برئاسة الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام ووزير الدفاع والإنتاج الحربي يعقدون اجتماعًا جديدًا لتدارس الموقف في ضوء أعداد المتظاهرين التي قُدِّرت بنحو33 مليونًا في الليلة السابقة.
كانت الشئون المعنوية للقوات المسلحة قد أعدت طائرة للمخرج خالد يوسف لتصوير التظاهرات من الجو، حتي تكون وثيقة مهمة للتاريخ ترصد مجري الأحداث في هذا اليوم.
وكان قرار القيادة العامة للقوات المسلحة هو مواجهة أي محاولات لإثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، وكانت رسالة الجيش في هذا اليوم موجهة إلي جماعة الإخوان بأنه هوالذي سيتصدي لأي محاولة تستهدف المتظاهرين السلميين.
لقد ظل اجتماع القيادة العامة للقوات المسلحة في حالة انعقاد مستمر هذا اليوم، لمناقشة كافة التطورات أولًا بأول، واتخاذ الإجراءات المناسبة لمواجهة الأحداث المتوقعة وآليات التعامل معها.
وكان محمد مرسي قد استقبل عددًا من الوزراء وكبار المسئولين في هذا اليوم حتي يعطي رسالة للجميع بأنه لا يزال متماسكًا وقويًا..
وفي الرابعة من بعد عصر هذا اليوم الأول من يوليو2013، كانت القيادة العامة للقوات المسلحة قد قررت إعطاء محمد مرسي مهلة جديدة قوامها 48 ساعة للاستجابة لمطالب الشعب المصري، عله بذلك يستجيب ويحمي البلاد من الخطر الذي يحدق بها.
وكان البيان الذي قرأه العقيد ياسر وهبة قد تضمن القول:
- إن القوات المسلحة كطرف رئيسي في معادلة المستقبل وانطلاقًا من مسئوليتها الوطنية والتاريخية في حماية أمن وسلامة الوطن، تؤكد الآتي:
- إنها لن تكون طرفًا في دائرة السياسة أوالحكم ولا ترضي أن تخرج عن دورها المرسوم لها في الفكر الديمقراطي الأصيل النابع من إرادة الشعب.
- أن الأمن القومي للدولة تعرض لخطر شديد جراء التطورات التي تشهدها البلاد، وهويلقي علينا بمسئوليات كل حسب موقعه للتعامل بما يليق من أجل درء هذه المخاطر.
- أن القوات المسلحة استشعرت مبكرًا خطورة الظرف الراهن، وما تحمله طياته من مطالب للشعب المصري العظيم، ولذلك فقد سبق أن حددت مهلة أسبوعًا لجميع القوي السياسية بالبلاد للتوافق والخروج من الأزمة، إلا أن هذا الأسبوع مضي دون ظهور أي بادرة أوفعل، وهوما أدي إلي خروج الشعب بتصميم وإصرار وبكامل حريته علي هذا النحو الباهر الذي أثار الإعجاب والتقدير والاهتمام علي كل من المستوي الداخلي والإقليمي والدولي.
- إن ضياع مزيد من الوقت لن يحقق إلا مزيدًا من الانقسام والتصارع الذي حذرنا ومازلنا نحذر منه، خصوصًا أن هذا الشعب الكريم قد عاني، ولم يجد من يرفق به أويحنو عليه، وهوما يلقي بعبء أخلاقي ونفسي علي القوات المسلحة التي تجد لزامًا أن يتوقف الجميع عن أي شيء، بخلاف احتضان هذا الشعب الأبي الذي برهن علي استعداده لتحقيق المستحيل إذا شعر بالإخلاص والتفاني من أجله.
الجيش ومطالب الشعب
- أن القوات المسلحة تعيد وتكرر الدعوة لتلبية مطالب الشعب وتمهل الجميع 48 ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخي الذي يمر به الوطن، والذي لن يتسامح أويغفر لأي قوي تقصِّر في تحمُّل مسئوليتها.
- تهيب القوات المسلحة بالجميع، أنه إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة، فسوف يكون لزامًا عليها استنادًا لمسئوليتها الوطنية والتاريخية، واحترامًا لمطالب الشعب المصري العظيم أن تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف علي تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية المخلصة بمن فيهم الشباب الذي كان ولايزال مفجِّرًا لثورته المجيدة، ودون إقصاء أواستبعاد لأحد.
كان هذا هو نص البيان الذي أحدث صدمة لدي جماعة الإخوان والرئيس محمد مرسي، لقد أربك البيان المشهد مجددًا، وراح قادة الإخوان يجتمعون لبحث الأمر.
كان من رأي خيرت الشاطر، ضرورة صدور قرار بعزل السيسي ووزير الداخلية فورًا، إلا أن البعض رأي أن هذه مغامرة، خاصة أن السيسي قد دفع بالقوات المسلحة إلي الشارع منذ فجر السادس والعشرين من يونيو، لتأخذ مواقعها استعدادًا لأي طارئ، دون التشاور مع أحد، ولم يكن أمام مرسي والإخوان سوي الاستسلام؛ لذلك استقر الرأي في النهاية علي الاستعداد للمواجهة، وتم تحديد يوم الخميس 4 يوليو، كموعد نهائي للقبض علي الجميع وإصدار القرارات المهمة.
وفي هذا اليوم، بدأ رئيس المخابرات العامة اللواء رأفت شحاتة في إجراء اتصالات بالعديد من رؤساء الأجهزة الاستخباراتية في العالم لإطلاعهم عل تطورات الأمور في البلاد.
وفي البداية تلقي اللواء شحاتة اتصالًا من رئيس الاستخبارات الأمريكية أبلغه فيه أن الرئيس أوباما يتابع المشهد في مصر بدقة شديدة، وأنه يري المظاهرات سلمية حتي الآن، وإن كان يشعر بالقلق من احتمالية الانزلاق إلي العنف.
وأبلغه أن الرئيس أوباما اتصل خلال جولته في إفريقيا بالرئيس مرسي، وحثه علي تقديم تنازلات ترضي جموع المتظاهرين، إلا أن الرئيس مرسي لايزال يرفض ذلك ويحمِّل المعارضين مسئولية تردي الأوضاع في البلاد.
وطلب رئيس الاستخبارات الأمريكية من نظيره المصري إبلاغ قادة القوات المسلحة بعدم التدخل في المشهد السياسي، ذلك لأنه ليس من مصلحة مصر عودة الجيش إلي الحكم، لأن ذلك سيؤدي إلي ردود فعل عنيفة من قِبَل أنصار الرئيس، وقال له: «أرجو منك أن تبلغ الفريق السيسي نقلًا عن الرئيس أوباما أن أي عمل عسكري لإزاحة الرئيس مرسي، ستكون له نتائج سلبية».
وقد كان رد اللواء رأفت شحاتة علي رئيس الاستخبارات الأمريكية حادًا عندما قال له: «إن أي إجراءات أومبادرات سيقدمها الرئيس في هذا الوقت لن تقبل من الشعب، خصوصًا أن المطلب الوحيد الآن للشعب المصري يقضي بضرورة رحيل الرئيس»، وقال: «وأؤكد أيضًا، أنه لن يكون هناك إجبار للرئيس علي ترك منصبه، إذا استجاب في اللحظة الأخيرة لمطالب الشعب المصري وأنقذ البلاد من مخاطر فتنة كبري قد تؤدي إلي إراقة دماء كثيرة في الشارع المصري».
• • •
ظل قادة الجيش في يقظة كاملة، كانت القاهرة والمحافظات تموج بالمظاهرات وأعمال العنف، تزايدت الحشود في الميادين العامة، والمدن والقري والكفور والمناطق الشعبية ترفع شعارًا واحدًا فقط «ارحل».
وكان الإخوان وحلفاؤهم في المقابل يحتشدون في ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر، وميدان النهضة بالجيزة، وكانت شعاراتهم وهتافاتهم وتطاولهم علي الجيش تتواصل بلا توقف.
كان صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام الإخواني قد بعث بسيارتين تابعتين للهندسة الإذاعية لنقل أحداث الاعتصام المسلح للإخوان وهجومهم في رابعة علي الدولة المصرية، والمطالبة بالحشد الشعبي لدعم شرعية مرسي، وكانت قناة «الجزيرة» تقف جنبًا إلي جنب مع جماعة الإخوان في مؤامرتها ضد البلاد وضد الجيش.
وفي هذا اليوم طلب محمد مرسي مقابلة الفريق أول عبدالفتاح السيسي وبحضور رئيس الوزراء هشام قنديل، وعندما شاهد الناس القائد العام جنبًا إلي جنب مع محمد مرسي ثارت حالة شديدة من الإحباط وظن البعض أن تفاهمًا قد حدث بين قائد الجيش والرئيس مرسي وجماعته.
كان الفريق أول عبدالفتاح السيسي قد اجتمع بالقيادة العامة للقوات المسلحة ليأخذ رأيهم في هذا اللقاء، ولم يعترض أحد علي ذهابه، إلا أن هناك مخاوف ثارت لديهم من حدوث أي شيء للقائد العام.
كان محمد مرسي يجلس في مكتبه الملحق بالفيلا الرئاسية وحوله عدد من أنصاره ومستشاريه، انصرفوا جميعًا ليبدأ لقاءه مع السيسي بحضور د.هشام قنديل رئيس الوزراء.
في بداية اللقاء سأل محمد مرسي الفريق أول عبدالفتاح السيسي عن الأوضاع في البلاد.
فرد السيسي بأن الأوضاع تزداد سوءًا، وأن البيان قد جاء لتحذير الجميع وليبعث برسالة تقول إن الأوضاع باتت خطيرة للغاية.
وهنا رد عليه محمد مرسي، بالقول: يبدوأنك تتجاهل الحقيقة يا سيادة الوزير، الأوضاع جيدة والناس متفهمة، ويكفي أن الشعب رفض الاستجابة لمطالب المخربين وقاطع المظاهرات.
أبدي السيسي دهشته، وشعر أن مرسي في عالم آخر، فقال له: كيف ذلك وهناك حشود ضخمة بالملايين تملأ الشوارع؟
قاطعه مرسي علي الفور، وقال: كل ده «فوتوشوب»، لقد جاءتني الصور والتقارير الحقيقية، هؤلاء جميعًا لا يزيد عددهم علي 120 ألف شخص فقط.
معلومات خاطئة
رد عليه القائد العام بالقول: للأسف معلوماتك مغلوطة ونحن لدينا الفيديوهات التي تؤكد أن من خرجوا بالأمس لا يقلون عن 30 مليون مواطن.
صمم مرسي علي كلامه بأن تقديرات القائد العام خاطئة وظل يشرح له كيف يمكن تكبير الصورة وزيادة الأعداد، وكان السيسي يبدو ممتعضًا، وقد أدرك أن رئيس الدولة مغيب عن الواقع، أوجري تغييبه عن عمد.
- تحدث مرسي بإسهاب، وقال للقائد العام: أنا أطلب منك الوقوف مع الشرعية ودعمها بكل ما تملك، ولا تنسي أنني القائد الأعلي للقوات المسلحة.
- رد عليه السيسي بالقول: أي شرعية تتحدث عنها؟! الشرعية هي للشعب أولًا، ولابد من الاستجابة لمطالب الشعب حتي يعود الهدوء والاستقرار إلي البلاد.
- قال مرسي: أي شعب؟! الشعب مع الشرعية كما قلت لك، وهؤلاء قلة حاقدة.
- قال السيسي: ولكن إذا أردت الخروج من المأزق فليس أمامك سوي الاستفتاء علي الانتخابات الرئاسية المبكرة.
- رد مرسي بالقول: أنا أرفض الاستفتاء، أنا رئيس شرعي ومنتخب انتخابًا حرًا مباشرًا، وهؤلاء مدفوعون بأغراض خاصة، ونحن نعرفهم جيدًا.
- قال السيسي: الجيش ليس لديه أي مطامع خاصة، لكنه لن يقف صامتًا وهويري البلاد تنهار أمام عينيه، والبلد تكاد تدخل في حرب أهلية، وأنت لا تريد أن تساعدنا، وأنا أطلب منك التراجع عن موقفك والاستجابة لمطالب الشعب المصري.
هنا هدد مرسي بتدخل شباب الإخوان والمتحالفين معها لإنهاء الوضع وطرد المتظاهرين من الميادين.
رد السيسي بالقول: إن الجيش سيسحق أي محاولة من هذا القبيل، ولن يقبل أبدًا بالاعتداء علي المتظاهرين السلميين، وسنحاسب كل من يتورط في الاعتداء علي المصريين مهما كان منصبه.
أدرك مرسي أن السيسي جاد في تهديداته، بدأ يتراجع، وقال: «انت غضبان ليه، نحن نقدِّرك ونحترمك، وأنا علي ثقة أنك لن تتجاوز الشرعية أبدًا».
خرج القائد العام من مبني دار الحرس الجمهوري واتجه علي الفور إلي مبني القيادة العامة بوزارة الدفاع، كان أعضاء القيادة العامة يتابعون الموقف، وكان الفريق أول السيسي غاضبًا، لقد أدرك أن محمد مرسي وجماعته لن يستجيبوا لصوت العقل، لكنه لم يفقد الأمل.
كان من رأي العديد من القادة حسم الأمر سريعًا قبل أن تتدهور الأوضاع، إلا أنه رفض ذلك، وقال: فلنعط مزيدًا من الوقت.
كان القائد العام يحاول تفادي أي صدام يمكن أن يحدث، لقد راهن علي اللحظة الأخيرة، وتمني أن يعود محمد مرسي إلي رشده، وأن يتوقف عن عناده وأن يستجيب لمطالب الملايين المحتشدة في الشوارع، والتي عاهدت نفسها ألا تعود إلي بيوتها مرة أخري إلا بعد رحيل محمد مرسي وجماعته عن الحكم.
لقد أثارت التصريحات التي أدلي بها المرشد السابق محمد مهدي عاكف غضب الجميع عندما قال: «إن مهلة الجيش لمرسي كلام لا قيمة له، وإن الرئيس الشرعي سوف يستمر في منصبه».
وفي هذا اليوم احتفت مواقع التواصل الاجتماعي بالمقال الذي نشرته صحيفة «الفايننشيال تايمز» البريطانية والذي أكد أن الجيش المصري هوالمنقذ لمصر.
غير أن الإخوان وحزبهم بدأوا يعلنون التحدي، وقد دعا حزب الحرية والعدالة أنصاره إلي التظاهر لمقاومة أي تحرك للجيش يمكن أن يشكل «انقلابًا» علي حد تعبير المتحدث الرسمي باسم الحزب مراد علي في تصريح أدلي به لوكالة «رويترز».
وقال علي: «إن هذه لحظة حرجة للغاية في تاريخ مصر، وأننا نواجه لحظة مماثلة إلي حد بعيد لما حدث في عام 1952»، وأضاف: «إن المصريين يدركون جيدًا، أن هناك من يحاولون إعادة البلاد إلي الوراء والديكتاتورية».
وأجري د.عصام الحداد مساعد الرئيس للعلاقات الدولية العديد من الاتصالات بالمسئولين الأمريكيين والغربيين، حيث طلب منهم ممارسة الضغط الشديد علي الجيش لإبعاده عن المشهد السياسي وتحذيره من التدخل ضد الرئيس الشرعي».
وفي هذا اليوم، وبعد أن شعر مرسي أن الخناق يضيق من حوله، اتصل تليفونيًا باللواء رأفت شحاتة رئيس المخابرات العامة وأبلغه بأنه توصل إلي مبادرة للحل، وطلب منه إجراء اتصالات بالقوي السياسية للحصول علي موافقتها.
وقال مرسي إن مبادرته تقوم علي إجراء تعديل وزاري، وبعض الإصلاحات الأخري.
وعندما سأله اللواء رأفت شحاتة: ولماذا لا تقول تغييرًا وزاريًا؟ رد عليه بالقول: «خلينا نقول «تعديل» وفي التفاوض نخليها «تغيير»!!».
- قال رئيس المخابرات العامة: الأزمة تتفاقم وليس لدينا وقت.
- رد الرئيس مرسي: سأطلب من مدير مكتبي أن يرسل المبادرة علي الفاكس، وأنت عليك أن تبدأ اتصالاتك فورًا.
- قال اللواء شحاتة: الوقت متأخر جدًا، وأنا أقترح أن تخرج غدًا علي الناس بنفسك وتعلن المبادرة عبر التليفزيون.
- قال مرسي: سأدرس الأمر، وأنا أميل لذلك.
في مساء هذا اليوم اتصل بي الفريق سامي عنان رئيس الأركان السابق والمستشار العسكري للرئيس مرسي، وقال لي: «إنه تقدم باستقالته من منصبه كمستشار عسكري للرئيس، وهوالمنصب الذي ظل شكليًا وبلا فاعلية علي مدي الفترة الماضية.
استقالة 5 وزراء
وفي هذا الوقت استقال 5 من وزراء الحكومة تضامنًا مع مطالب المتظاهرين وهم: خالد فهمي وزير البيئة، هشام زعزوع وزير السياحة، عاطف حلمي وزير الاتصالات، د.عبدالقوي خليفة وزير المرافق والمستشار حاتم بجاتووزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية، ثم استقال أيضًا بعد ذلك وزير الخارجية محمد كامل عمرومن منصبه تضامنًا مع المتظاهرين.
ومع تزايد حدة الأزمة، أصدر حزب النور والدعوة السلفية بيانًا طالبا فيه الرئيس محمد مرسي بالموافقة علي إجراء انتخابات رئاسية مبكرة خشية عودة الجيش للحياة العامة، في حين أصدر ما يسمي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية بيانًا أكد فيه الرفض النهائي والمطلق لمحاولات البعض دعوة الجيش للانقضاض والانقلاب علي الشرعية والإرادة الشعبية.
كان التنسيق علي أشده بين القيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الداخلية لحماية البلاد من الانزلاق إلي الفوضي، وبعد صدور بيان الجيش الذي منح مرسي 48 ساعة، أصدرت وزارة الداخلية بدورها بيانًا أعلنت فيه تضامنها مع القوات المسلحة، وأكدت أنها تقف علي مسافة واحدة من جميع التيارات السياسية في البلاد.
وكانت الإدارة الأمريكية لا تتوقف عن إجراء اتصالاتها بالأطراف المعنية في مصر، فبعد اتصاله بمرسي، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما: «إن الرئيس مرسي رئيس منتخب، لكن علي حكومته الآن احترام المعارضة وجماعات الأقليات».
وقد صرح عمر عامر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في مصر علي صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي )الفيس بوك( بأن مرسي تلقي مكالمة هاتفية من الرئيس أوباما أكد فيها أن الإدارة الأمريكية تتعامل مع القيادة المصرية المنتخبة من الشعب المصري وتدعم التحول الديمقراطي السلمي في مصر، وقال: «إن المكالمة تناولت تطور الأحداث الجارية والمساعي الحثيثة لاحتواء المطالب التي عبر عنها المصريون بكافة أطيافهم في الميادين المختلفة».
في هذا اليوم صدر بيان البيت الأبيض الذي يتضمن اتصالات واستقبالات وتحركات الرئيس خاليًا من هذا الاتصال، وقد لاحظ الصحفيون ذلك من خلال البيان اليومي الذي وُزِّع عليهم، إلا أنهم لم يجدوا إجابة شافية علي سؤالهم: لماذا تم تجاهل الاتصال؟!
قلق چون كيري
أما جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، فقد علق علي التطورات خلال جولة له بالشرق الأوسط، بالقول: «نحن نحاول المساعدة مثلما تحاول دول أخري إيجاد مكان للمعارضة السياسية لتنفيذ بعض الإصلاحات الاقتصادية التي تسهم في جذب الأعمال ورأس المال وبدء تحريك الاقتصاد».
أجري «تشاك هاجل» وزير الدفاع الأمريكي العديد من الاتصالات بالفريق أول عبدالفتاح السيسي وحذَّره من تداعيات عزل مرسي علي العلاقات المصرية-الأمريكية، بما في ذلك قدرة واشنطن علي الاستمرار في تقديم المساعدات، غير أن السيسي كان حكيمًا في ردوده، وقال إن الجيش لم يكن يبغي التدخل أوالحديث في الأمور السياسية، لكنهم فعلوا ما يرونه ضروريًا لإعادة النظام إلي الشارع.
لقد سبق لوزير الدفاع الأمريكي أن تحدث مع السيسي في نهاية شهر يونيووحذره من مغبة تدخل الجيش، ثم عاد وحذر من الآثار المحتملة علي العلاقات المصرية-الأمريكية في ضوء تدخل الجيش، إلا أن السيسي لم يعلن التزامه بشيء، تاركًا إدارة أوباما في حيرة من أمرها!!
كانت اللحظات التي تمر بها البلاد في منتهي الصعوبة، وكانت كل الخيارات مفتوحة، وقد كانت اتصالاتي بالعقيد أحمد محمد علي لا تتوقف، وكان سؤالي الدائم له: متي يتخذ الجيش الخطوة الضرورية، ويعزل مرسي حمايةً للبلاد من حرب أهلية أراها قادمة بلا جدال، وكان العقيد أحمد محمد علي يقول لي دومًا أن الجيش لن يترك البلاد تصل إلي الحرب الأهلية، وإنه يتباحث مع مرسي، وإذا لم يستجب، فقطعًا سيتدخل بلا تردد حمايةً للدولة وحمايةً للشعب.
بعد انتهاء اجتماعات مكتب الإرشاد الذي عُقد في مكان بعيد عن مقر المقطم، كان الرأي هوإبلاغ مرسي برفض تقديم أي تنازلات جوهرية وإلقاء خطاب إلي الشعب المصري يؤكد فيه استعداده لإجراء بعض التغييرات.
الرد علي بيان الجيش
وطلب مكتب الإرشاد من الرئيس مرسي ضرورة الرد علي بيان الجيش ورفض الاستجابة لمهلة ال48 ساعة.
وبالفعل أصدرت رئاسة الجمهورية بيانًا في الساعات الأولي من صباح الثلاثاء 2 يوليو أشارت فيه إلي أن الرئاسة المصرية تري بعض العبارات الواردة في بيان الجيش تحمل من الدلالات ما يمكن أن يتسبب في إحداث إرباك للمشهد الوطني المركب.
وكان شيخ الأزهر د.أحمد الطيب قد دعا أيضًا في بيان صادر عن المشيخة، كل مصري إلي تحمل مسئوليته أمام الله والتاريخ والعالم، وحذر من الانجراف إلي الحرب الأهلية التي بدت ملامحها في الأفق والتي تنذر بعواقب لا تليق بتاريخ مصر ووحدة المصريين ولن تغفرها الأجيال لأحد، كما دعا البابا تواضروس بابا الكنيسة المرقسية إلي «التفكير والتحاور معًا لإنقاذ البلاد، وطلب من الجميع الصلاة من أجل إنقاذ مصر».. وفي هذا اليوم تجمع مؤيدوومرسي برئاسة حازم صلاح أبوإسماعيل في ميدان النهضة وراحوا يهتفون «إسلامية - إسلامية - رغم أنف العلمانية» كما هتفوا ضد الجيش وضد القائد العام عبدالفتاح السيسي.
وقدم نحو91 دبلوماسيًا مصريًا استقالاتهم في هذا اليوم وأصدروا بيانًا طالبوا فيه برحيل محمد مرسي عن الحكم.
كان الملايين قد خرجوا ليلتحموا بالمتظاهرين المطالبين بعزل مرسي، خاصة بعد صدور بيان القيادة العامة للقوات المسلحة، وأصبحت البلاد علي فوهة بركان، بينما راحت الأنباء تتردد عن سقوط وإصابة العشرات من المصريين في معارك اندلعت في كافة أنحاء البلاد.
لقد اتصل رئيس الأركان الأمريكي في هذا اليوم برئيس الأركان المصري الفريق صدقي صبحي يطلب منه عدم المساس بالرئيس المنتخب وإلا كانت العواقب وخيمة، إلا أن الفريق صدقي أكد له أن الجيش يقف دومًا مع شعبه ويحمي أمنه واستقراره.
أما الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي السابق، الذي كان موجودًا في أبوظبي في هذا الوقت، فقد صرح بأن حكم الإخوان سينتهي خلال ساعات، وأنه سيترشح مرة أخري لمنصب رئيس الجمهورية بعد سقوط حكم الإخوان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.