تبدأ 24 يوليو، محافظ الدقهلية يعتمد جدول امتحانات الدور الثاني 2024    معهد بحوث الإلكترونيات يوقع عقد اتفاق مع شركة "إي سبيس" لإدارة وتشغيل المقر المؤقت    سياسيون كبار يهددون المدعي العام للجنائية الدولية: المحكمة لقادة أفريقيا وبوتين فقط    الجامعة العربية والحصاد المر!    رونالدو يتصدر قائمة البرتغال في يورو 2024    من 3 ل 4 درجات، انخفاض درجات الحرارة بدءا من هذا الموعد    أمن الأقصر يضبط عاطلا بحوزته 156 طربة حشيش وسلاح ناري    أعضاء مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية يشيدون بدور مصر لإنهاء الحرب في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية    هيئة الدواء المصرية: مشروع تصنيع مشتقات البلازما تأمين للأدوية الحيوية    فوائد البنجر، يخفض مستوى السكر بالدم ويحمى من تشوهات الأجنة    السيسي: مكتبة الإسكندرية تكمل رسالة مصر في بناء الجسور بين الثقافات وإرساء السلام والتنمية    «غرفة الإسكندرية» تستقبل وفد سعودي لبحث سبل التعاون المشترك    مبادرات التخفيض "فشنك" ..الأسعار تواصل الارتفاع والمواطن لا يستطيع الحصول على احتياجاته الأساسية    وزير التنمية المحلية: إنشاء 332 مجمعًا خدميًا في قرى «حياة كريمة»    موعد تجديد عقد لوكاس فاسكيز مع ريال مدريد    جاهزية بديل معلول.. الأهلي يتلقى بشرى سارة قبل مواجهة الترجي بنهائي إفريقيا    ختام فعاليات المرحلة الثانية من الدورة التدريبية لخطوات اختبارات الجودة    تحقيق جديد في اتهام سائق بالتحرش.. وتوصيات برلمانية بمراقبة تطبيقات النقل الذكي    ضبط طرفى مشاجرة بالقاهرة نتج عنها وفاة طفلة وإصابة آخر    أجازة 9 أيام .. تعرف على موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2024    بتهم القتل والبلطجة.. إحالة أوراق عاطل بالقليوبية لفضيلة المفتي (تفاصيل)    تأجيل 12 متهما ب «رشوة وزارة الرى» ل 25 يونيو    تفاصيل حجز أراضي الإسكان المتميز في 5 مدن جديدة (رابط مباشر)    يوسف زيدان يرد على أسامة الأزهري.. هل وافق على إجراء المناظرة؟ (تفاصيل)    نقيب القراء: لجنة الإجازة بالإذاعة حريصة على اختيار من هم أهل للقرآن من الكفاءات    كيت بلانشيت بفستان مستوحى من علم فلسطين.. واحتفاء بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي العرب (صور)    دعاء النبي في الحر الشديد: كيفية الدعاء أثناء موجة الطقس الحار    تعاون مصري سعودي لتعزيز حقوق العمال.. برنامج تأميني جديد وندوات تثقيفية    150 هزة ارتدادية تضرب غرب نابولي.. وزلزال الأمس هو الأقوى خلال العشرين عامًا الماضية    إجراء 74 ألف عملية جراحية لمواطني المنيا ضمن مبادرة «القضاء على قوائم الانتظار»    «الشراء الموحد»: الشراكة مع «أكياس الدم اليابانية» تشمل التصدير الحصري للشرق الأوسط    لمواليد برج السرطان.. توقعات الأسبوع الأخير من مايو 2024 (التفاصيل)    للتوعية بحقوقهن وواجباتهن.. «الهجرة» تناقش ضوابط سفر الفتيات المصريات بالدول العربية    وزير الري: أكثر من 400 مليون أفريقي يفتقرون إلى إمكانية الوصول إلى مياه الشرب    الخارجية الأردنية: الوضع في قطاع غزة كارثي    «القاهرة الإخبارية»: حماس تنتقد جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنين    محافظ جنوب سيناء ومنسق المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء يتفقدان مبنى الرصد الأمني بشرم الشيخ    هالاند.. رقم قياسي جديد مع السيتي    لهذا السبب.. عباس أبو الحسن يتصدر تريند "جوجل" بالسعودية    «التضامن»: مغادرة أول أفواج حج الجمعيات الأهلية إلى الأراضي المقدسة 29 مايو    وزير التعليم: مدارس IPS الدولية حازت على ثقة المجتمع المصري    الموعد والقناة الناقلة لقمة اليد بين الأهلي والزمالك بدوري كرة اليد    هل يصبح "خليفة صلاح" أول صفقات أرني سلوت مع ليفربول؟    حفل تأبين الدكتور أحمد فتحي سرور بحضور أسرته.. 21 صورة تكشف التفاصيل    أحمد الفيشاوي يحتفل بالعرض الأول لفيلمه «بنقدر ظروفك»    طلب تحريات حول انتحار فتاة سودانية صماء بعين شمس    «القومي للمرأة» يوضح حق المرأة في «الكد والسعاية»: تعويض عادل وتقدير شرعي    دونجا: ياسين لبحيري حماني من إصابة خطيرة.. وشكرته بعد المباراة    خبيرة تغذية توجه نصائح للتعامل مع الطقس الحار الذي تشهده البلاد (فيديو)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-5-2024    لجان البرلمان تواصل مناقشة مشروع الموازنة.. التموين والطيران والهجرة وهيئة سلامة الغذاء الأبرز    داعية إسلامي: الحقد والحسد أمراض حذرنا منها الإسلام    حسام المندوه: الكونفدرالية جاءت للزمالك في وقت صعب.. وهذا ما سيحقق المزيد من الإنجازات    مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات إلى غزة لتجويع القطاع    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    بوتين: مجمع الوقود والطاقة الروسي يتطور ويلبي احتياجات البلاد رغم العقوبات    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء أحمد الفولي ضابط الحرس الرئاسي السابق ل »الأخبار« : حملت السادات »حياً« بعد إطلاق النار عليه في المنصة


اللواء احمد الفولي أثناء حواره مع محررى »الأخبار«
تمر التشكيلات العسكرية واحدة تلو الاخري ..كل الأمور تبدو طبيعية..الرئيس السادات يتوسط المنصة وحوله يمينا ويساراً كبار رجال الدولة..فاليوم ذكري النصر العظيم..
علي بعد خطوات يقف ضابط شرطة الحرس الرئاسي احمد الفولي..لايشغل باله كالعادة في تلك اللحظات سوي تأمين حياة الرئيس وان يمر العرض بسلام ..
تلفت انتباهه سيارات الحراسة السوداء الجديدة..يشعر نحوها بحالة انقباض فهي اشبه بسيارات نقل الموتي..
لكن كل ذلك لا يهم..
دقائق وتتعطل سيارة من سيارات العرض العسكري امام المنصة ويستبعد الفولي وزملاؤه ان تحمل تلك السيارة عناصر المؤامرة الكبري علي الرئيس السادات وان تكون نهاية الفصل الاخير من حياة واحد من اعظم رؤساء مصرباتت وشيكة جدا..يطلق الارهابيون النار علي المنصة..
تحدث حالة من الارتباك والفوضي وتتوالي احداث اشهر واقعة اغتيال لرئيس مصري.. بين المنصة والمشرحة تدور شهادة اللواء احمد الفولي ضابط الحرس الرئاسي وأحد شهود العيان علي حادث اغتيال الرئيس السادات..
والذي يكشف في هذا الحوار الخاص العديد من الأسرار سواء خلال الاغتيال أو بعده.
تورط مبارك في الحادث »كلام فارغ»‬ ..وتواطؤه يعني انتحاره لأنه كان بجوار الرئيس
لو أطلقنا الرصاص علي خالد الإسلامبولي »‬كان السادات شنقنا»
حضرت تشريح جثمان الرئيس الراحل مع جيهان وجمال وكبير الأطباء الشرعيين أنقذ مصر من فتنة كبري
موسي صبري نصحني بعدم ذكر ماقالته جيهان لمبارك في المستشفي بعد وفاة السادات
السيسي والسادات تجمعهما الشجاعة ووضوح الرؤية والفهم الحقيقي لصحيح الدين
خروج طارق وعبود الزمر من السجن جريمة ودعمهما للارهاب لن يتوقف
الأداء الأمني حاليا شديد الاحترافية رغم التحديات الكبيرة
بداية كيف التحقت بالعمل في شرطة الحرس الرئاسي؟
في بداية حياتي العملية عملت ضابطا في محافظة البحيرة وبشهادة رؤسائي كان ادائي مميزاً لذلك تم ترشيحي لثلاث جهات وهي جهاز الامن القومي وامن الدولة والرئاسة وكانت رغبتي ورغبة والدي تميل إلي الالتحاق بشرطة رئاسة الجمهورية وبالفعل التحقت بها قبل حرب اكتوبر بشهور..
والقوات المسئولة عن الرئاسة هي الحرس الجمهوري وشرطة رئاسة الجمهورية وقد استمرت خدمتي في شرطة الرئاسة من عام 1973 وحتي عام 1985
نبدأ بذكريات الشهور الاولي لالتحاقك بالحرس الرئاسي والتي تتواكب ايضا مع قيام حرب اكتوبرب المجيدة..ما الذي تتذكره من هذه الايام خاصة مايتعلق منها بالرئيس الراحل انور السادات؟
هذه الايام تحديدا ايام لاتنسي وقتها اتخذ الرئيس السادات قصر الطاهرة مقرا له وكنا نؤمن قصر الرئاسة وكانت هناك غرفة عمليات مصغرة اسفل القصروالحقيقة كان الرئيس في منتهي القوة والثبات كان بطلاً بالفعل في هذه المعركة..
كان علي قدر هذه الحرب ويدرك جيدا ماذا يفعل..
وبشكل عام السادات لم يكن مجرد رئيس لكنه زعيم سياسي محنك وداهية لين جدا وطيب جدا وبسيط جدا ورقيق الحال..
متواضع..
فشخصيته كانت متفردة بالفعل.. كان عندما يلتقي رئيس دولة تشعر بقوته وكنا نقف ونشاهده ونفتخر بأن السادات رئيسنا..ومن شدة ذكائه كان لديه قدرة في تغيير المواقف لصالح مصر وكان ذلك يتضح جيدا لنا عندما نشاهده في مقابلاته مع رؤساء الدول.
غضب السادات
بشكل عام ما الذي كان يغضب الرئيس السادات؟
كنا نري الرئيس الراحل انور السادات في قمة غضبه وانزعاجه اذا اساء احد من الحراسة إلي اي مواطن ..علي الفور ينهره..كان يحب الحديث مع المواطنين ولا يريد ان نمنع عنه اي مواطن واذكر اننا كنا مع الرئيس السادات في القناطر وكان من عادته ان يدخل اي مسجد للصلاة ولم نكن نعرف اين سيذهب كنا نجري خلفه دون ان نعرف اين يستقر وفي هذا اليوم دخل الرئيس فجأة احد المساجد للصلاة في القناطر الخيرية والتف حوله المواطنون وحاولت منع احد المواطنين من الوصول له والحقيقة انني دفعت هذا الرجل فشاهدني السادات ونظر لي بغضب وطلب مني ترك المواطن فورا وذهب ليسلم عليه ويستمع اليه.
بحكم وظيفتك كضابط في شرطة حرس الرئاسة كنت شاهداً علي واقعة اغتيال الرئيس السادات ماالذي تتذكره؟
بداية اؤكد ان اكثر مايؤلمني في هذا الموضوع هو وجود روايات غير صحيحة بالمرة انا كنت موجود وشاهد علي كل ماجري يوم الاغتيال وحرصت ان اسجل شهادتي بكل امانة ودقة وهي متوافقة تماما مع ماروته السيدة جيهان السادات والسيد جمال السادات وغيرهما.
هذا اليوم كان يوما غريبا ويوم شؤم انا شخصيا كنت اشعر بحالة انقباض غير معتادة..يومها وصل الرئيس السادات إلي المنصة..
واذكر أنني يومها شاهدت سيارات مرسيدس سوداء للحراسة وكانت اول مرة يتم استخدامها وكان شكلها كئيب كانت اشبه بعربات نقل الموتي..صعد الرئيس إلي المنصة وابتدي العرض العسكري وبدأت الارتال والاسلحة المختلفة تمرأمام الرئيس وكان من العرف ان يقوم سائق الدبابة باداء التحية للرئيس من خلال تحريك مدفعها يمينا باتجاه المنصة لكن ذلك لم يحدث في هذا اليوم ومرت الدبابات وغيرها من الاسلحة ثم سيارات الكراز وهي سيارات روسي وكانت تجر مدفع ومن المعتاد ان يكون بها ضابط في المقدمة بجوار السائق وثلاثه آخرون في صندوق السيارة وفجاءة اثناء العرض بدأت احدي السيارات تسير بشكل غريب امام المنصة كانها »‬بتقطع بنزين» ظننا وقتها ان بها عطل وهذا امر وارد وهناك ونش طوارئ مخصص لمثل هذه الحوادث..
قلت في نفسي »‬ياساتر متجيش الا هنا وتعطل امام المنصة» وعرفنا بعد ذلك ان السائق لم يكن ضمن المجموعة التي قامت بعملية الاغتيال كان خالد الاسلامبولي يجلس بجواره وعندما طلب منه التوقف عند المنصة رفض.فرفع خالد فرامل السيارة حتي تتوقف.
فاعادها السائق مرة اخري فهدده خالد الاسلامبولي بالقتل ففر السائق وترك السيارة ونزل الاسلامبولي من السيارة يشيح بيده ويصرخ ولم يكن يحمل سلاحا..اعتقدنا انه نزل يقدم شكوي للرئيس ولو كنا تعاملنا معه واطلقنا عليه الرصاص كان الرئيس شنقنا وقطعنا .
السادات كان مطمئن ويقول انا مع اولادي..وقف الرئيس السادات وقال »‬فيه ايه ياولد شوفوه عايز ايه..
في نفس اللحظة وضع خالد يده في صدره واخرج قنابل والقاها علي المنصة وبدء زملاؤه الثلاث عطا طايل وحسين عباس وعبدالحميد عبدالسلام» في اطلاق النار من الاسلحة الآلية من السيارة وعاد خالد الاسلامبولي ليأخذ رشاشا آليا ويبدأ مهاجمة المنصة من المنتصف.
ثم حدثت حالة من الارتباك والفوضي وبدأ الحرس يلقي بالكراسي باتجاه الرئيس لحمايته اما زميله عطا طايل والذي كان بطلا في الرماية قال انه كان يقوم بالتصويب تجاه النظارة المعظمة الموجودة علي المنصة لانه توقع ان يكون الرئيس خلفها بعد ان حدثت الفوضي..
اما الارهابي الاخر عبدالحميد عبدالسلام كان هناك مشكلة في سلاحه»‬بيحدف شمال» لذلك عندما حاول التصويب في الرئيس السادات اصابت الرصاصات الفريق حسن علام كبير اليوران وتوفي مندوب السلطان قابوس ومندوب البابا واصيب الرئيس السادات بشظايا في انحاء مختلفه من الجانب الايمن ثم اخترقت رصاصة الجانب الايمن بعد ان اصطدمت برخام المنصة واخترقت جسده واستقرت في الكتف لانها كانت رصاصات خارقة حارقة.
حادث الاغتيال
هناك سؤال يثار دائما.. كيف حدث ذلك وسط الحراسة الكبيرة الموجودة؟
حدثت حالة كبيرة من الارتباك والرئيس كان يستبعد تماما فكرة اغتياله وسط جنوده حتي انه أمر بعدم جلوس ضابط الحراسة يونس برعي علي الكرسي المخصص امام المنصة كجزء من التأمين ..
حتي ان الارهابي عبدالحميد حاول الطلوع عليه لكن الضابط عصام شحاته اطلق عليه الرصاصة واصابه برصاصة في البطن.
وماذا بعد أن أصيب الرئيس السادات؟
كان كل هدفنا حماية الرئيس..
دخلت إلي المنصة وجدت زميلي محمد حمص من الحرس الجمهوري يمسك الرئيس وحملناه بسرعة لإخلائه من المنطقة فسقط الرئيس منا بعد خطوات قليلة..فحملناه مرة أخري جرينا خلف المنصة حيث يوجد باب الخروج لكن وجدناه مغلق وكان بابا زجاجيا كسرنا الزجاج ثم وضعنا الرئيس في الطائرة التي انطلقت لمستشفي المعادي واذكر ان الرئيس السادات كان ينزف دماء كثيرة جدا من فمه وكان لا يزال حيا ويتحرك وكأنه يحاول الافلات منا ووقف نائب الرئيس وقتها حسني مبارك يصرخ الرئيس فين..
الرئيس فين وكان معه ممدوح سالم مستشار الرئيس في ذلك الوقت..
ثم عدت إلي المنصة وقابلت السيدة جيهان السادات وكانت قد شاهدتني وانا احمل الرئيس السادات اثناء جلوسها في المكان المخصص للسيدات بالدور الثاني. فسألتني علي الرئيس فلم استطع الا ان اقول لها انه بخير ولم يصب الا اصابات بسيطة ووجدت وجدي مسعد قائد الحراسة مصاباً وملقي علي الارض يصرخ طالبا اسعافه..
حملناه انا وزملائي عادل فريد من شرطة الرئاسة ومصطفي صادق مدير امن الرئاسة بعد انا استوقفنا سيارة خاصة حتي التقينا بركب الرئاسة وركبنا معهم إلي مستشفي المعادي.
عندما وصلنا للمستشفي كان الرئيس في غرفة العمليات وكانت السيدة جيهان السادات والدكتورة زينب السبكي وبنات الرئيس قد وصلن وكانت السيدة جيهان متماسكة وخرج كبير الجراحين من الغرفة وكانت تعرفه لان ابنه كان شهيدا..
وسألته عن الرئيس السادات وقالت »‬لو محتاجين دكاترة نجيبهم من بره مصر» فرد عليها كبير الجراجين »‬لا ياافندم اطباءنا شغالين» فقالت جيهان السادات »‬دكاترتنا شغالين ؟..
اذا كنت انت كبير الجراحين وخرجت يبقي اكيد الرئيس مات» وجاء النائب حسني مبارك فقالت له الرئيس مات..
فرد مبارك محاولا طمأنتها »‬لا إن شاء الله خير»..
فقالت جيهان لمبارك »‬مصر امانه في ايديك» وللحقيقة فان الكاتب الكبير موسي صبري طلب مني الا اذكر هذه الكلمة نهائيا حيث التقيته وهو يكتب كتابه السادات الحقيقة والاسطورة وكان يسجل شهادتي عن الحادث وعندما قلت له ان جيهان قالت لمبارك مصر أمانة في ايديك نصحني ألا اقولها حتي لا ياخذها مبارك بحساسية ويقال ان جيهان هي التي اعطته الرئاسة.
بعد ان تأكدت وفاة الرئيس السادات كان المشهد صعباً للغاية وتم تكليفي بالذهاب لاستلام ملابس الرئيس وذهبت لكبير الاطباء الشرعيين واثناء تواجدي معه دخل ضابط امن المستشفي وقال»‬الاشعة اللي عملناها للريس بتقول ان الطلقة الموجودة طلقة مسدس» تعجبت جدا من الكلام وانفعلت لانه هذا اتهام صريح لحراسة الرئيس بقتله لأن الارهابيين كانو يطلقون الرصاص من رشاشات آلية .. وقلت له المسدسات كانت معانا انت تقصد ايه ؟..
فقام كبير الاطباء وقال »‬انا مش بتاع اشعه انا عشان احدد نوع الرصاصة لازم افتح واشوف ولازم يتم تشريح الجثة..
انا كبير الاطباء الشرعيين وعمري سبعين سنة وده الرئيس السادات.ولايمكن ان اعتمد علي الاشعة فقط».
ذهبت الي منزل الرئيس وابلغت الحراسة الخاصة بما حدث وكان الدكتور فؤاد محيي الدين رئيس الوزراء يستأذن جيهان السادات في التشريح وقال لها ان ذلك لمصلحة التحقيق فوافقت لكنها اشترطت حضور التشريح وبالفعل عادت السيدة جيهان السادت للمستشفي وعدت إلي هناك وكان معها السيد جمال السادات ورفض الاطباء حضور جيهان وجمال لصعوبة المشهد لكنهما اصرا علي ذلك وطلب جمال السادات من مبارك حضور التشريح وقال له »‬لو سمحت ياسيادة الرئيس دا اول واخر طلب هطلبه منك» اعترض مبارك في البداية لكن مع اصرار اسرة الرئيس السادات وافق علي حضورهم عملية التشريح.
دخلنا إلي المشرحة ودخل عدد كبير من المتواجدين لكن السيدة جيهان السادات طلبت منهم الخروج باستثنائي وطلبت منها بقاء زميلي في الحراسة عصام شحاته وبدأ كبير الاطباء الشرعيين بفتح جزء اعلي الكتف لاستخراج الرصاصة التي ظهرت في الاشعة وعندما استخرج المقذوف أخذته السيدة جيهان وسألتني »‬هل دا مقذوف مسدس»؟ قلت انا ضابط شرطة ولا استطيع تحديد ذلك فاخذه جمال السادات وكان لدية خبرة بالرماية وقال ان هذا لب نحاسي من الطلقة الآلي وليست طلقة مسدس فقالت انا كدة استريحت..
وبعد ذلك تم وضع جثة الرئيس في الثلاجة بالمستشفي وجلسنا انا وزملائي محمد السباعي ومدحت الغرباوي وحسن صدقي لحراسة الجثمان وكل فترة نفتح درج الثلاجة لرؤية الرئيس ولم نكن متخيلين ان الرئيس مات.
تورط مبارك
البعض قال ان مبارك كان متورطاً في اغتيال السادات في رأيك ما مدي صحة ذلك؟
هذا »‬كلام فارغ» لو كان مبارك متورط في الاغتيال لكان من المستحيل أن تتم عملية الاغتيال بهذا الشكل..
مبارك كان بجوار السادات والارهابيون كانوا يلقون القنابل شديدة الانفجار والرصاص علي الجميع دون تفرقة هل مبارك كان عايز ينتحر مثلا..الكلام عن تورط مبارك غير صحيح بالمرة.
البعض قال ان الرئيس السادات كان ينوي اقالة مبارك وتعيين عبدالقادر حاتم هل هذا الكلام صحيح ؟
ليس لدي معلومة بهذا الشأن لكن السادات كان يحب مبارك وهو النائب الوحيد الذي كان يمارس اختصاصات فعليه وكان مجتهد جدا.
السيدة رقية السادات ابنة الرئيس الراحل ايضا اتهمت الرئيس مبارك بالضلوع في اغتيال والدها؟
هي قالت ذلك لكن لايوجد اي دليل علي ذلك وهناك كلام كثير قيل بعد 25يناير لكن لم يثبت صحته.
سيارات المرسيدس السوداء التي ذكرتها التي استخدمت لاول مرة وباب الخروج الزجاجي الذي كان مغلقا اثناء نقلكم الرئيس بعد اصابته..الم يلفتا انتباهك كدليل لوجود مؤامرة ما ؟
كل هذا طبيعي فالباب كان يتم اغلاقه بعد دخول الرئيس والسيارات الجديدة ايضا امر عادي وهي سيارات حراسة فقط.
يقال ان النبوي اسماعيل وزير الداخلية وقتها طلب عدم اقامة العرض العسكري هل هذا صحيح؟
بالفعل هذا الكلام صحيح فقد شاهدته في المستشفي يقول للرئيس مبارك انا قلت »‬بلاش العرض ده»..لكن الرئيس السادات كان شجاعا جدا ولا يخاف أبداً واستحالة ان يستمع لطلب عدم اقامة العرض حتي لو علم ان هناك خطورة علي حياته
وهل كانت هناك معلومات عن محاولات لاغتيال السادات؟
طبعا كان لدي امن الدولة معلومات عن محاولات لاغتيال السادات واعتقد انها كانت عند الرئيس السادات نفسه لكن الرئيس السادات كان عنيدا ولا يخاف مطلقا.
كيف رأيت خروج عبود الزمر وطارق الزمر من السجن بعد 25ينايرو هما من قتلة الرئيس السادات؟
انا لاافهم كيف خرج هؤلاء المفروض كان يتم اعدامهم هؤلاء قتلوا رئيس مصر وعرضوا البلاد لخطر كبير وعادوا بعد ذلك لارهابهم وكلنا نري مايفعله طارق الزمر من دعم وتمويل ورعاية للإرهاب.
جريمة كبري
لكن عبود الزمر قال ان قتل الرئيس السادات كان خطأ ؟
قتل الرئيس جريمة كبيرة وكان يجب اعدامهم.
اين ذهبت بعد اغتيال الرئيس السادات؟
اشتغلت في الرئاسة مع الرئيس مبارك وفي عام 1985 طلبت نقلي من الرئاسة بعدما قضيت 13 سنة وقال لي رئيسي كيف أقول للرئيس ان ضابط بالحراسة يريد نقله لمكان آخر.. هيقول »‬ضابط مش عايز يشتغل معايا»..لكن مع اصراري عرفت من اللواء عبد الوهاب ذكي ان الرئيس مبارك سأل عني فاخبروه بانني ضابط ممتازوملتزم فقال انقلوه في اي مكان يريده..بعد ذلك ذهبت للضرائب ثم المصنفات الفنية ثم الجمارك ثم مدير مباحث السياحة وعندما حدثت محاولة اغتيال حسن الألفي وزير الداخلية الاسبق كلفني بتشكيل ادارة حراسة وأمن في مكتب وزير الداخلية لتأمين الوزير ومقاره وتحركاته وانا اللي شكلتها وكان رئيسي المباشر وزير الداخلية.
كنت شاهدا علي الحادث الإرهابي في معبد الدير البحري وكان الرئيس الاسبق مبارك حاد مع وزير الداخلية حسن الالفي..هل صحيح ان مبارك اساء بشدة للالفي وقتها؟
هذا الكلام غير صحيح ..مبارك كان يقدر الالفي لكن الاجواء كانت متوترة بين الدكتور الجنزوري وطلعت حماد وبين الوزير الالفي..مبارك لم يسء إلي الالفي واتحدي اي شخص يثبت غير ذلك..مبارك كان غاضباً بالفعل وقال: »‬ده تهريج كدا ياحسن ايه اللي بيحصل ده».
ما سبب غضبك من حبيب العادلي رغم ان الاوضاع الامنية كانت مستقرة في عهده ؟
بلهجة سريعة يرد الفولي : مين اللي قال انها كانت مستقرة وهل عملها بيده ؟ الأجهزة هي التي تعمل وماذا فعل العادلي ؟.. وحاليا نعيش فترة اكثر استقرارأمنيا رغم ان المخاطر حاليا أضعاف ما رايناه في التسعينيات.. وبالفعل لدي ملحوظات عليه شخصيا وسأستمر في مهاجمته خاصة أنه استهدفني رغم محاولاتي الدائمة للنجاح وحصلت علي شكر كل رؤسائي منذ بداية عملي كوني من عائلة شرطية في المقام الاول وكانت علاقتنا في البداية طيبة للغاية وكنت أقوم بدور الوسيط بين العادلي والالفي في تلك الفترة بأمانه شديدة ولم يكن لدي اي مصالح وهدفي الوحيد أن أنفذ عملي بكل اخلاص.
هل سعي حبيب العادلي للإيقاع بالوزير حسن الالفي ؟
قيل أنه تعاون مع طلعت حماد في الحملات التي شنتها جريدة الشعب ولم امتلك حينها دليلا ماديا ولكن كل الشواهد كانت تؤكد ذلك خاصة أن حبيب العادلي هو من اوصل للرئيس انه حذر من وقوع عمل ارهابي قبل حادث الدير البحري رغم أنه لم يحدد أي معلومات بل كانت معلوماته مشتته دون تحديد ودائما يكتب في تقاريره »‬يحتمل وقوع عمل ارهابي دون تحديد أي مكان».
وكيف تري الأداء الأمني حاليا ؟
ممتاز للغاية في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها وفعلا اللواء مجدي عبد الغفار »‬شايل شيله صعبة» في ظروف صعبة وربنا أكرمه لاخلاصه في عمله وهو الأفضل حاليا ويؤدي عمله بحرفية كبيرة لخبرته الكبيرة لتوليه امن الوزارة في آخر أيام عمله.
المصالحة مع الأخوان
حاليا البعض يتحدث عن المصالحة مع الأخوان كيف تري ذلك ؟
احنا بينا وبينهم دم.. انا شخصيا فقدت »‬ابن اختي».. وكيف نتصالح معهم ونتسامح فيما فعلوه ؟ ولا يمكن المصالحة معهم ليوم الدين.
بخبرتك في المجال الأمني ما الذي يريد الاخوان الوصول اليه ؟
الإخوان يطلقون سمومهم دون ضرر ولا يستطيعون اي شيء.. وأسلوبهم واحد علي مدار التاريخ من شائعات واستخدام المتفجرات ولن يغيروا من أسلوبهم.. وحينما تفرض القوة عليهم يختفوا وحينما تكون رحيما معهم يظهروا من تحت الأرض.. ولابد من الحزم والقوة في التعامل معهم.
وحينما وصلوا للحكم كيف رأيت ذلك ؟
العام الذي تولوا فيه الحكم كشفهم للشعب أجمع خاصة انهم ظلوا يرددون انهم حينما سيتولون الحكم سنفعل ونفعل ونفعل ولكن كان غرضهم اخونه الدولة.
هل السادات كان قريبا منهم ؟
ابدا.. كان فاهم الاخوان جدا.. وبمناسبة المصالحة تذكرني كلمة جيهان السادات أمام مجلس العموم البريطاني قبل زيارة الرئيس السيسي للندن : »‬دائما تقولوا المصالحة واتكلموا معاهم فانا سأحكي قصة أنا بنت لام انجليزية وأب مصري وأصبحت زوجة رئيس الجمهورية والوحيد الذي تحدث مع الاخوان كان انور السادات والنتيجة قاموا بقتله».. الاخوان لا يريدون سوي الكرسي وأخونه مصر.
هل يوجد تشابه بين الرئيس السيسي والسادات؟
انطباعي كمواطن : “ الرئيس السيسي علي صله قوية بربنا وفيه عمار مع ربنا بشكل كبير جدا “.. والكل يشاهد حاليا ذلك علي أرض الواقع من حيث الأمان الذي يشعر به حاليا.. وبالفعل بلا مبالغة : “ ربنا أكرمنا به وربنا هيكرم مصر به لحبه وصفاء قلبه “ والحقيقة الرئيسان السيسي والسادات تجمعهما الشجاعة والاخلاص للوطن ووضوح الرؤية والايمان بالله.
الرئيس السادات كان ذكيا في التعامل مع اسرائيل كيف رأيت ذلك حينها ؟
تواجدت في زيارة حيفا وتواجدنا في اسرائيل لمدة 5 أيام ومنذ بداية المباحثات الجميع يتحدث عن السادات وكان وزير الدفاع الاسرائيلي حينها يتحدث معنا ويقول : »‬المصريون ليس لهم سوي وجه واحد وغيركم لا».
السادات كان يتعامل مع اسرائيل بمنطق القوة ولم يكن يعرف كلمة الخوف.. وآلاف المواطنين حضروا لفندق اقامته من الاسرائيليين والفلسطينين وظلوا ينتظرونه حتي بعد نومه وبلا مبالغة كل سكان حيفا تواجدوا في موكب تحرك السادات وأصبحت المدينة خالية تماما من أجل رؤية السادات.
وأتذكر موقف في ذهني حتي الآن من شاب فلسطيني يدعي رائد كاد أن يشتبك مع عسكري اسرائيلي أثناء تواجده لرؤية السادات فرد عليه : لا تلمسني اتركني أنور السادات هنا “ وظل يهدد الاسرائيلي بأنور السادات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.