وافق مجلس النواب علي إحاله كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام القمة العربية في دورتها العادية الأخيرة، إلي لجنة الشئون العربية بالمجلس لدراستها وإعداد تقرير حولها، تمهيدا لعرضه علي الجلسة العامة. وأوضح د. علي عبد العال رئيس المجلس خلال الجلسة، أن إحالة الكلمة إلي اللجنة ينبع من أنه يتضمن عددا من الرسائل المهمة للجميع، وتابع: »نعتبره خطابا تاريخيا موجها للأمة العربية، يصف حالة الوطن العربي الراهنة، وهو بمثابة دليل للعمل العربي في المرحلة الراهنة«.وأشاد اللواء يونس الجاحر، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، بكلمة الرئيس وأكد أنها كانت موفقة إلي حد كبير، وأشار إلي أن تأكيد الرئيس علي حل أزمات الدول العربية في فلسطين وسوريا وليبيا واليمن يعبر عن تأكيد مصر علي ضرورة حماية الأمن القومي العربي من التدخلات الإقليمية التي أثرت بالسلب علي كافة الدول العربية. وأضاف في تصريحات صحفية أن الحفاظ علي سلامة وصيانة مقدرات الدول يعد مسئولية كبيرة حملتها مصر علي عاتقها لحماية عمقها الاستراتيجي، بدءًا من دعم القوات المسلحة الليبية، مرورًا بمحاولة حل الأزمة الفلسطينية، إلي دعم الشرعية في اليمن وسوريا.وأشار الجاحر، إلي أن كلمة السيسي عبرت عن مدي المسئولية التي تحلت بها مصر في مجابهة الإرهاب الخارجي الذي تعاني منه الدول العربية وتصديها لكافة التنظيمات المسلحة من خلال العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة. وأكد اللواء أحمد العوضي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي أن الرئيس السيسي حريص كل الحرص علي تعزيز أبعاد الأمن القومي لدول منطقة الشرق الأوسط، وتعزيز أمن واستقرار شعوبها ، وأشار إلي ان السيسي يبذل قصاري جهده بجميع المحافل الدولية، لإيجاد مخارج وحلول سلمية لكافة الأزمات العربية العالقة، وأضاف أنه لم ولن يتخلي للحظة واحدة عن العروبة، بل كانت هذه القضايا علي رأس كل حديث يتحدثه علي المستويين الإقليمي والدولي. وأوضح أن كلمة الرئيس بالقمة العربية جاءت في إطار حرصه علي تعزيز التعاون بين الدول العربية، وعمل وحدة مشتركة تكون قادرة علي حل المشكلات التي تواجه دول المنطقة سلميًأ دون التدخل الدولي المتحيز والسافر.وأشار إلي أن الكلمة تكشف زيف ادعاءات المعسكر البريطاني الأمريكي الفرنسي بضرب النظام السوري شعبه بالأسلحة الكيماوية، رغم عدم وجود دليل قاطع علي ذلك، وهو ما يمثل جرمًا دوليًا وخرقًا للقانون العام. ويري النائب طارق رضوان، رئيس لجنة العلاقات الخارجية أن كلمة الرئيس جاءت علي قدر عالٍ من القوة والمصارحة. وأضاف أن الرئيس السيسي وضع الجميع أمام أنفسهم والدور المنوط بهم، ووضع كل الدول العربية في مواجهة ما يتعرض له الأمن القومي العربي من تحديات ومخاطر، وتابع: «لم يكتف الرئيس بالحديث صراحة عن الأطراف الإقليمية التي تسببت في حالة عدم استقرار بالمنطقة، وإنما أشار لتورط بعض الأشقاء في التآمر مع هذه الأطراف، ودعم وتمويل الإرهاب».واعتبر أن كلمة مصر كانت بمثابة دعوة للجميع لمراجعة مواقفهم تجاه ما يحدث في المنطقة العربية، وأكدت أن الهدف الوحيد الذي يجب أن تجتمع عليه كل الدول العربية هو محاربة الإرهاب وتنظيماته، التي سعت علي مدار السنوات الماضية للتخريب والقتل والهدم، وأن مواجهة الإرهاب هي فقط ما يجب أن ينتبه له كل قادة العرب إذا أرادوا الاستقرار الحقيقي للمنطقة. وأشار إلي أن الرئيس جدد تأكيد موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وحقوقه، وهي أولوية دائمة لدي القيادة المصرية علي مدار السنوات، مهما حاول البعض إنكار ذلك، وشدد علي أن موقف مصر تجاه الأزمة السورية، وما دعا له الرئيس السيسي بشأنها أيضا، هو ما يجب أن تجتمع عليه كل الدول العربية، مع تحييد أي خلافات أو مصالح، لتحقيق مصلحة الشعب السوري الشقيق.