وصل الرئيس السوداني عمر البشير إلى ليبيا في أول زيارة له منذ سقوط العقيد معمر القذافي. ويصحب البشير وفد رفيع خلال الزيارة التي تستمر يومين، حسبما اعلنت مصادر ملاحية. يذكر أن البشير مطلوب للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكرة اعتقال بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وإبادة جماعية في اقليم دارفور غرب السودان. وقد انتقدت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الزيارة، وقالت إنها تثير اسئلة بشأن مدى التزام القيادة الليبية الجديدة بحقوق الإنسان وحكم القانون. وكانت العديد من المنظمات العاملة في مجال حقوق الانسان قد انتقدت الدول التي استقبلت البشير منذ صدور مذكرة الاعتقال بحقه في 4 مارس/ آذار 2009. وكان في استقبال البشير في مطار طرابلس مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي، حسبما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول رفض الكشف عن هويته. "رئيس فار" وكانت العلاقات السودانية الليبية شهدت توترا كبيرا خلال حكم العقيد القذافي، الذي اتهمته الخرطوم بدعم حركات التمرد المسلحة في اقليم دارفور المجاور لليبيا. وبالمقابل، ساند البشير علنا الثورة التي أطاحت بحكم القذافي في اكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وأكد عبد الجليل، الذي زار الخرطوم في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أن البشير مد الثوار الليبيين السابقين بالذخيرة والسلاح. لكن الترحيب الذي تلقاه البشير في ليبيا كان مثارا لانتقاد مسؤول رفيع في منظمة هيومان رايتس ووتش. وقال ريتشارد ديكر في بيان "إن الترحيب بالبشير يثير تساؤلات بشأن الالتزام المعلن من قبل المجلس الوطني الانتقالي بحقوق الانسان وحكم القانون". وتابع البيان "بعد عقود من الحكم القمعي في ليبيا، فسيكون من المقلق إذا استضافت طرابلس رئيس دولة فار من مذكرات اعتقال دولية صادرة على خلفية انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان".