«مارى» هى زميلتى فى روزاليوسف فى القسم الفنى كانت صحفية رقيقة وكنت لابد أن أمر عليها فى مكتبها.. يوميا أتجاذب معها الأحاديث المختلفة.. وفى أحد الأيام من الثمانينيات.. قالت أنا سوف أهاجر إلى استراليا أنا وزوجى وأولادى. هجرة مارى صديقتى المسيحية الجميلة أوجعتنى فهى أختى وزميلتى وستختفى وتغيب بعيدا عن وطننا.. سأخسر نفساً طيبة.. وكم بكيت عندما جاءت لتودعنا. بعد هجرة مارى عوضنى الله بصديقة شديدة الرقة أيضا هى «مشيرة».. وأصبحت الأقرب إلى نفسى من الصديقات.. وهى دائما تشاركنى الحزن والفرح.. فى عيدها أطلب منها الكعك والحلوى.. وفى شهر رمضان تطلب منى صينية الكنافة التى أجيد صنعها.. وفى كل مرحلة من حياتى كانت لى صديقة قريبة إلى قلبى مصرية ثم مسيحية. وأنا صديقتها مصرية ثم مسلمة.. نأكل معا، ونجلس معاً وأسعد اللحظات نقضيها نتحدث فى كل أحوالنا.. وآخذ رأيها فى قضايا وأحوال منها العام ومنها الشخصى والعائلى.. فماذا يريدون منا.. يؤرق منامهم أن يجدونا نضحك معا ونأكل معا ونتشارك فى الهموم كما نتشارك فى الأعياد. يا مارى.. يا مشيرة.. كلنا فى المحنة معاً.. والمصيبة مصيبتنا.. والضحايا أهلنا وعشيرتنا.. ولنحبط كيد الخبثاء..؟