دوري المحترفين مشروع عملاق ولد من رحم اجتماعات 27 وزيرا يمثلون دول الاتحاد الأوروبي في عام 2007 قد تبنته دولة الفيفا بتاريخ 28-12-2007 وأقرت تطبيقه علي جميع قارات العالم وقامت بتوزيع شروطه، بل حصلت الاتحادات القارية علي مبالغ طائلة من الفيفا ومنها الاتحاد الأفريقي الذي حصل علي 70 مليون دولار لتوفيق أوضاع 52 دولة منذ عام 2007 لمساعدة الأندية في تأهيل كوادرها وتوفيق أوضاعها تمهيدا لإقامة دوري المحترفين ولا يعرف أحد عنها شيئا. في المقابل تدخل الأندية المصرية العام الجديد 2011 منقسمة ما بين أندية شعبية تكابر وتصر علي قدرتها علي توفيق أوضاعها دون وجود ما يبرهن علي ذلك بسبب الأزمات المالية التي تطاردها وما بين أندية مؤسسات تصر علي عدم جدوي المادة 18 التي تفرض وجود ناد واحد يتبع كل هيئة وأن موقفهم سليم. اتحاد الكرة بين هذا الانقسام «مغيب» لم يخاطب بعد الأندية ولم يطلب منها توفيق أوضاعها بالرغم من انتهاء مهلة الفيفا ووجوب تطبيق دوري المحترفين بدءا من موسم 2011-2012 القادم ولا أحد يملك إجابات واضحة وخطة محددة لتطبيق «دوري المحترفين». ماجد حلمي رئيس نادي وادي دجلة يتحدث عن تجربتهم كأول ناد مصري محترف بقوله: النادي مملوك لشركة وادي دجلة للاستثمار ورجل الأعمال ماجد سامي رئيس الشركة حرص منذ البداية علي إنشاء النادي وفقا لقوانين الاحتراف التي يقرها الفيفا كنموذج محاك لأكبر الأندية العالمية مكررا تجربته مع نادي ليرس البلجيكي الذي يملكه فيما عدا بعض البنود التي تتعارض مع القانون المصري مثل بند الهدف للربح الذي يحظره القانون المصري علي الأندية وهو ما يعوق الاستثمارات. وأضاف: نحن في انتظار تعديلا جذريا في القانون المصري في الدورة الحالية لمجلس الشعب ليصبح نادي وادي دجلة مكتمل الاحتراف أسوة بشقيقه في الدوري البلجيكي. أما اللواء محمد عبد السلام رئيس نادي المقاصة فقد تحدث عن تجربة النادي في تأسيس شركة متخصصة لكرة القدم قائلا: شركة مصر المقاصة المتخصصة في تداول الأوراق المالية والتابعة لهيئة الاستثمار بعد أن قامت بشراء نادي هويدي بالفيوم وحولته لنادي مصر المقاصة إلي الدوري وبعد صعوده الممتاز قررت فصل النشاط الرياضي عن الشركة تماما من خلال تأسيس شركة مساهمة باسم المقاصة سبورت برأس مال 18 مليون جنيه شارك فيها مجموعة من المؤسسات المالية والأفراد للإشراف علي النادي من أجل التوسع في الاستثمار في كرة القدم التي أصبحت مجالا خصبا لجني المزيد من الأرباح. وعن دوري المحترفين فجر رئيس المقاصة مفاجأة غير متوقعة بقوله أنه لا يعلم شيئا عنه وأن تجربة النادي الحالية كان الهدف منها المزيد من الاستثمار «بعكس ما روجت له كل وسائل الإعلام التي احتفت بالمقاصة كأول ناد مصري يوفق أوضاعه تمهيدا للانضمام لدوري المحترفين . في المقابل يري علاء عبد الصادق مدير الكرة في نادي إنبي أن الحديث عن تطبيق دوري المحترفين في مصر نوع من الهزل لأن التجربة غير مطبقة في دول أكثر تقدما منا ولم يطبقها سوي إيطاليا وإنجلترا. وعن المادة 18 التي تلزم أندية الهيئات بعدم وجود أكثر من ناد تابع لها في الدوري قال عبد الصادق: إن إنبي وبتروجيت ليسا طرفا في هذه الأزمة التي اختلقها الإعلام وبعض المستفيدين، لأن نادي إنبي مستقل تماما عن بتروجيت، وبالتالي ليست هناك مشكلة وهو ما أكدته الفتوي التي حصل عليها الاتحاد المصري من الفيفا. -- الواقع يؤكد أن الأندية الشعبية تمر بأزمات مالية مستمرة والسؤال المطروح هنا هل ستكون تلك الأزمات عقبة في طريق تلك الأندية لتطبيق دوري المحترفين ؟ يجيب العامري فاروق عضو مجلس إدارة النادي الأهلي بقوله: إن مسألة دوري المحترفين لم تطرح بعد علي طاولة مجلس الإدارة، ولن تطرح في الفترة الحالية حتي ينتهي المستشار محمود فهمي رئيس اللجنة القانونية بالنادي من إعداد الدراسة الخاصة بذلك وعرضها علي مجلس الإدارة، لاختيار الأسلوب المناسب للأهلي ككيان كبير. وأضاف أن الأهلي لم يقم بعد بعملية تدريب الكوادر الإدارية لعدم وجود آلية في مصر لذلك وإن كان له السبق في الاطلاع علي تجارب الأندية الأوروبية في هيكلة شركاتها والاستفادة منها عن طريق إيفاد كوادره وأبنائه لتلك الأندية التي كان لها السبق في تطبيق التجربة. أما النائب محمد مصيلحي رئيس نادي الاتحاد السكندري فقال إنه لا يعلم شيئا عن دوري المحترفين!! وتساءل مستنكرا هل سيلغون الأندية الشعبية الاتحاد والمصري وغيرهما؟! ثم أضاف لم نتلق أية مخاطبات من اتحاد الكرة فيما يخص هذا الشأن، نادي الاتحاد عموما - الكلام لمصيلحي - مستعد لتطبيق التجربة حال وصول ما يفيد ذلك من اتحاد الكرة بعد الاطلاع الكامل علي القواعد المنظمة لذلك. في حين قال المهندس طارق غنيم عضو مجلس إدارة الزمالك أن الزمالك كان من أوائل الأندية التي طالبت بذلك نظرا للفائدة التي ستعود علي الأندية الشعبية من خلال شركة مساهمة تدخل فيها جماهير النادي. وعن آلية تطبيق الاحتراف الكامل أضاف: إن الأزمة المالية الطاحنة التي يمر بها الزمالك والتي دفعت مجلس الإدارة لإطلاق حملة «ناديك يناديك» للتبرع لن تكون عقبة في طريق توفيق أوضاع النادي وفصل الكرة عن الرياضة. أما نصر أبو الحسن رئيس النادي الإسماعيلي فقال إنه يفكر في إنشاء شركة لإدارة الفريق الأول لكرة القدم منفصلة عن النادي وأن هناك دراسة أعدها مصطفي شلة مراقب الحسابات بالنادي بتصور كامل لتلك الشركة بناء علي تكليف مجلس الإدارة، ولكن الإسماعيلي ينتظر الجلوس مع الأندية واتحاد الكرة للتنسيق وللتعرف علي المزيد من التفاصيل والاتفاق علي نظام موحد يتم تطبيقه علي الجميع خشية من وجود أخطاء بالإجراءات في حالة تطبيق الإسماعيلي للتجربة منفردا، وأضاف أبو الحسن أن الحوار مستمر مع أندية الأهلي والزمالك والمصري والاتحاد لإنشاء رابطة لأندية المحترفة من خلال لجان تضم قانونيين ومحاسبين. ويري رئيس الإسماعيلي أن تطبيق دوري المحترفين بمصر سيعود بالنفع علي الأندية الشعبية ويحررها من قيود قانون الهيئات الرياضية، حيث سيتم التعامل مع فريق الكرة بالإسماعيلي مثلا كشركة تراجعها هيئة سوق المال، بدلا من معاملته كناد يراجعه الجهاز المركزي للمحاسبات، وهو ما يسمح للأندية الشعبية بالاستثمار والخروج من أزمتها المالية المتكررة. -- «روزاليوسف» توجهت إلي محمد عبيد خبير اللوائح في الفيفا، والذي من جانبه فجر العديد من المفاجآت بقوله: إن إنشاء شركة لقطاع كرة القدم ليس من بين شروط دوري المحترفين، بدليل أن ناديي ريال مدريد وبرشلونة ليسا شركات مساهمة إن العبرة بفصل قطاع كرة القدم ماديا وإداريا وفنيا وقانونيا عن النادي. وأضاف عبيد: إن الاتحاد الدولي لكرة القدم في شهر ديسمبر عام 2007 أقر العمل بدوري المحترفين وتم توزيع الشروط والقواعد المنظمة له علي الأندية ومنح قارات العالم مهلة حتي الموسم القادم 2011-2012 للتطبيق، وبالفعل بدأت آسيا في تطبيقه بمشاركة ثماني دول من إجمالي 44 دولة هي قوام أندية آسيا ووصلوا حاليا إلي 14 دولة أما إفريقيا فقد حصلت علي 70 مليون دولار من الفيفا لتأهيل الكوادر لتطبيق دوري المحترفين طبقت 15 دولة من إجمالي 52 دولة دوري المحترفين أبرزها كوت ديفوار والكاميرون والمغرب التي طبقته بمرسوم ملكي وتونس التي حصل اتحادها من الحكومة علي قرض ب 80 مليون دولار لتوفيق أوضاع الأندية التونسية، وكان آخر الدول الجزائر التي طبقت الدوري حتي أن ناديا مثل وفاق سطيف تغير اسمه حاليا بعد أن التحق بدوري المحترفين إلي الكناري.. وهو ما يكشف تأخرا كبيرا للكرة المصرية. ويلخص عبيد الصعوبات التي تواجه الأندية المصرية لتطبيق البنود «التسعة عشر» التي أقرها الفيفا لاحترام الأندية ودخولها لدوري المحترفين بقوله : الأندية الجماهيرية ستواجه أزمات طاحنة من حيث التمويل، حيث إن الفيفا يشترط عدم وجود ديون علي النادي مع الاكتفاء الذاتي وهو ما مثل تحديا كبيرا. أندية المؤسسات ستصدم بالمادة ,18 لأن لوائح الاتحاد الدولي لم ولن تسمح إلا لناد واحد لكل هيئة للمشاركة في كل قسم من أقسام الدوري مهما حاولت إدارات الأندية الالتفاف بتغيير مسميات تلك الأندية أو بأي طرق أخري، فعلي سبيل المثال فإن قطاع البترول الذي يمتلك ناديين في الدوري الممتاز «إنبي وبتروجيت وناديين في القسم الأول جاسكو وبترول أسيوط» عند تطبيق دوري المحترفين سيتم الاكتفاء بناد واحد في الممتاز. عدم وجود كوادر مدربة ومؤهلة في الأندية خاصة الشعبية. وأضاف عبيد: إن الدعوات التي يطلقها الإعلام بالمطالبة بخصخصة الأندية لدخول عالم الاحتراف تكشف وجود جهل واضح وعدم فهم. ويوضح هنا أكثر بقوله: إن الخصخصة الكلية للأندية مستحيلة، ولن تعود بفائدة علي الأندية المصرية، لأنها تتطلب تغييرا جذريا في القوانين إلي جانب أن تجارب خصخصة الأندية في العالم نادرة وقاسية، حيث لم تطبقها في دول العالم كله سوي إنجلترا وإيطاليا وكانت النتيجة تراكم الديون علي الأندية، حيث بلغت في إنجلترا 6 مليارات يورو. إن تطبيق دوري المحترفين كما يقول عبيد ليس ملزما للدول، ولكن الفيفا وضع عقابا لمن لا يطبقه وهو الحرمان من المشاركة في البطولات القارية للأندية، وحدث ذلك مع فريق الكرامة السوري الذي حرم من المشاركة في بطولة آسيا للأندية رغم فوزه بالدوري السوري.. وهو ما ينذر بعواقب وخيمة علي الأندية المصرية إذا تقاعست عن توفيق أوضاعها، وأضاف عبيد أخيراً: من المؤسف أن يخرج علينا أحد أعضاء اتحاد الكرة بين الحين والآخر ليعلن للرأي العام أن مصر حصلت علي مهلة من الاتحاد الدولي لتوفيق الأوضاع، وهو ما يعد خداعا للرأي العام، فقد سبق أن خرج سمير زاهر وادعي أنه حصل علي فتوي من الفيفا بخصوص المادة 18 وثبت أن كلامه ليس صحيحا.
