بشار الأسد قال الرئيس السوري بشار الأسد مايلي: «موضوع السلام ليس مسألة سورية إسرائيلية إنما المسألة هي إحلال السلام في كل أرجاء المنطقة، لقد اعترضت سوريا علي مافعله السادات لأنها في السبعينيات كانت تطالب بسلام شامل.. ولو كان السادات يسعي لإيجاد حل شامل لما كنا اليوم نعاني من مسائل وصراعات عديدة، لذا لا نقبل بأي زيارة استعراضية إلي إسرائيل وإننا ننظر إلي النتائج ونهتم بمباحثات فنية». انتهي الاقتباس من كلام الرئيس بشار.. ولي عليه تعليق في نقاط: 1- لست أدري ماهي الأسباب التي يمكن أن تكون قد دفعت الرئيس السوري إلي هذه العودة للوراء.. وهي غير ذات علاقة بمواصفات الواقع.. إلا إذا كان فخامته يريد أن يعود إلي دفاتر قديمة عامرة بكثير من الأسرار والمواقف. خصوصا حين يتجاوز حقائق - ربما لأنه لم يعاصرها - تؤكد أن الرئيس الراحل أنور السادات كان يخطب في قلب الكنيست من أجل سلام شامل لكل العرب وليس لمصر وحدها. والوثائق موجودة. 2- تدهشني بالتأكيد الاستخلاصات التي يصل إليها فخامته، باعتبارها تناقض حقائق الأمور، خصوصا حين يقول إن ماقام به الرئيس الراحل أنور السادات هو الذي نتج عنه - بالمنطق المعاكس- مانحن فيه من مسائل وصراعات عديدة. عفوا هذا كلام ضد المنطق. فالصراعات الحالية لها أسباب مختلفة، من بينها بالطبع الموقف المتجمد بين سوريا وإسرائيل، ومنها التدخلات الإيرانية المدعومة بالتحالف السوري في لبنان، ناهيك عن أسباب أخري للصراعات في العراق وفي السودان وفي الخليج واليمن.. لم يكن - كما لايخفي علي الرئيس بشار - للرئيس السادات أي علاقة بها. 3- لا أعتقد أن الرئيس بشار حين يتكلم عما أسماه (مباحثات فنية) يعني بذلك الحديث عن (سلام شامل) وإنما عن أمر يخص مسعاه السري غير المظفر لاستعادة الجولان المحتل كما نذكر جميعا من 43 عاما. وبهذه المناسبة فإننا نذكِّر الشقيقة سوريا بما كان قد قاله الرئيس بشار حول الجولان في حوار مضت عليه سنوات. إذ سئل كيف سوف تستعيد سوريا الجولان فقال: بالمقاومة. وقيل له: ومن الذي سوف يصدر قرار المقاومة، فقال: إنه الشعب. وحتي الآن فإن الرئيس بشار يعلن دوما أنه يدعم المقاومة العربية ضد الاحتلال ولكن للأسف فإن هذا الدعم لم يصل بعد إلي الجولان.. وحتي المناطق التي وصلها دعم فخامته في فلسطين ولبنان لم تحرز نصرا ولم تزل تقاوم. مع كامل الاحترام والتقدير لنبل أهداف المقاومة. 4- طرح الرئيس الراحل أنور السادات علي أشقائه العرب أن يشاركوه رحلة السلام الشامل، غير أنهم فضلوا أن يعرقلوه ويخونوه بالتصدي الشامل في جبهة الصمود التي كان من بين أقطابها العدوان اللدودان وقتها العراق وسوريا. ولا أعتقد أنه كان مطلوبا من السادات أن ينتظر الآخرين حتي يفي بطلبات شعبه من أجل تحرير أرض بلده. ذلك أن أي عاقل يدرك أنه لايمكن القبول ببقاء الأرض المصرية محتلة حتي يتم تحرير كل الأراضي العربية.. إن الاحتلال الشامل ليس هو بديل السلام الشامل. وحين كانت تتوسط تركيا بين سوريا وإسرائيل قبل أن تجمد إسرائيل تلك الوساطة فإن دمشق وأنقرة لم يكونا يسعيان لسلام شامل وإنما إلي اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل فقط. أليس كذلك يافخامة الرئيس ؟ واقرأ : سوريا .. النظام الذي فقد أمنه