حجازي يشارك في فعاليات المُنتدى العالمي للتعليم 2024 بلندن    رئيس جامعة المنصورة يتفقد سير امتحانات الفصل الدراسي الثاني بالكليات    وزير العمل يُعلن عدم إدراج مصر على قائمة الملاحظات الدولية لعام 2024    رئيس النواب: القطاع الخاص لن يؤثر على تقديم الخدمة للمواطن أو سعرها    وزيرة التضامن تلتقي بنظيرها البحريني لبحث موضوعات ريادة الأعمال الاجتماعية    باسل رحمي: جهاز تنمية المشروعات يحرص على دعم للمشروعات الابتكارية    نواب يوافقون على مشروع قانون المنشآت الصحية: صحة المواطن أولوية    رئيس جهاز السويس الجديدة تستقبل ممثلي القرى السياحية غرب سوميد    شون وصوامع المنيا تواصل استقبال القمح وتوريد 244 ألف طن منذ بدء الموسم    زياده 11%.. موانئ البحر الأحمر تحقق تداول 704 آلاف طن بضائع عامة خلال أبريل الماضي    وزارة التجارة والصناعة تستضيف اجتماع لجنة المنطقة الصناعية بأبو زنيمة    الشرطة الإسرائيلية تقتل فلسطينيا بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن    الوقوف فى طابور وحفر المراحيض وصنع الخيام..اقتصاد الحرب يظهر فى غزة    ولي العهد السعودى يبحث مع مستشار الأمن القومى الأمريكى الأوضاع فى غزة    أوكرانيا: القوات الجوية تسقط 37 طائرة روسية دون طيار    المصرين الأحرار عن غزة: الأطراف المتصارعة جميعها خاسرة ولن يخرج منها فائز في هذه الحرب    أخبار الأهلي: تفاصيل إصابة علي معلول    مدينة مصر توقع عقد رعاية أبطال فريق الماسترز لكرة اليد    نصائح لأولياء أمور طلاب الثانوية العامة.. كيف نواجه قلق الامتحانات؟    الأرصاد: استمرار الموجة شديدة الحارة حتى هذا الموعد    ضبط 100 مخالفة متنوعة خلال حملات رقابية على المخابز والأسواق فى المنيا    إصابة 4 مواطنين فى مشاجرة بين عائلتين بالفيوم    إحالة أوراق عامل للمفتى قتل جدته المسنة لسرقة مشغولاتها الذهبية في البحيرة    الحب لا يعرف المستحيل.. قصة زواج صابرين من حبيبها الأول بعد 30 سنة    عماد الدين حسين: تعطيل دخول المساعدات الإنسانية لغزة فضح الرواية الإسرائيلية    وزيرة التضامن الاجتماعي تشهد إطلاق الدورة الثانية لملتقى تمكين المرأة بالفن    توقعات الأبراج 2024.. «الثور والجوزاء والسرطان» فرص لتكوين العلاقات العاطفية الناجحة    رئيس النواب يذكر الأعضاء بالضوابط: ارفض القانون أو جزءا منه دون مخالفة القواعد    إزاي تحمى أطفالك من أضرار الموجة الحارة    تعرف على شروط مسابقة «التأليف» في الدورة ال 17 لمهرجان المسرح المصري    صور| باسم سمرة ينشر كواليس فيلمه الجديد «اللعب مع العيال»    في ذكرى وفاته.. محطات بارزة في تاريخ حسن مصطفى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 19-5-2024    ترامب ينتقد بايدن مجددًا: «لا يستطيع أن يجمع جملتين معًا»    حنورة: يمكن للشركات المصرية التقدم لعطاءات الطرح العالمي للجهات الدولية بالخارج    وزير الصحة: التأمين الصحي الشامل "مشروع الدولة المصرية"    طريقة عمل الكمونية المصرية.. وصفة مناسبة للعزومات    رضا عبد العال: الأهلي حقق المطلوب أمام الترجي    افتتاح دورة تدريبية عن تطبيقات تقنيات تشتت النيوترونات    القومي لحقوق الإنسان يستقبل السفير الفرنسي بالقاهرة لمناقشة التعاون المشترك    ضبط 34 قضية فى حملة أمنية تستهدف حائزي المخدرات بالقناطر الخيرية    موعد عيد الأضحى 2024 وجدول الإجازات الرسمية في مصر    الأمور تشتعل.. التفاصيل الكاملة للخلافات داخل مجلس الحرب الإسرائيلي    بيت الأمة.. متحف يوثق كفاح وتضحيات المصريين من أجل استقلال وتحرير بلادهم    رفع اسم محمد أبو تريكة من قوائم الإرهاب    منها «تناول الفلفل الحار والبطيخ».. نصائح لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة    «البحوث الإسلامية» يوضح أعمال المتمتع بالعمرة إلى الحج.. «لبيك اللهم لبيك»    استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري في أول أيام عمل البنوك    إقبال الأطفال على النشاط الصيفي بمساجد الإسكندرية لحفظ القرآن (صور)    حقيقة فيديو حركات إستعراضية بموكب زفاف بطريق إسماعيلية الصحراوى    إصابات مباشرة.. حزب الله ينشر تفاصيل عملياته ضد القوات الإسرائيلية عند الحدود اللبنانية    بعثة الأهلي تغادر تونس في رحلة العودة للقاهرة بعد التعادل مع الترجي    مدرب نهضة بركان: نستطيع التسجيل في القاهرة مثلما فعل الزمالك بالمغرب    الحكم الشرعي لتوريث شقق الإيجار القديم.. دار الإفتاء حسمت الأمر    تعليق غريب من مدرب الأهلي السابق بعد التعادل مع الترجي التونسي    محمود أبو الدهب: الأهلي حقق نتيجة جيدة أمام الترجي    عماد النحاس: وسام أبو علي قدم مجهود متميز.. ولم نشعر بغياب علي معلول    الأزهر يوضح أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



25سؤالاً تكشف عقول نساء في الانتخابات

أن يكون لدينا تمثيل نسائي كبير في البرلمان فهذا أمر جيد ومشرف، وأن تتصارع النساء لخوض الانتخابات فذلك لأمر مبشر.. لكن التخوف الرئيسي الذي عبر عنه المثقفون والمثقفات مرارا وتكرارا هو «أن يدخل البرلمان غير المستحقات وغير المشرفات وغير المبشرات».. فتتحول النعمة إلي نقمة لأن هؤلاء النساء من المفترض أن يقدمن نموذجا يحتذي به للمرأة المصرية فإذا أفسدن هذا النموذج ستفسد معه عقليات كثيرة.
أجرينا استطلاعا في صورة حوارات مع 12 مرشحة علي مقاعد الكوتة.. وجهنا إليهن 25 سؤالا معظمها يدور حول مناطق شائكة لم نرد بها التسخين لكن أردنا التقليب في عقول هؤلاء النساء لاختبار مدي صلاحيتهن وتحررهن.. سألنا في الحجاب وطاعة الزوج وتعدد الزوجات.. وكانت هذه هي الأسئلة ال 25:
لماذا ترشحت للبرلمان؟
ماذا ستفعلين لو رفض زوجك دخولك البرلمان؟
ما مؤهلاتك لتمثيل دائرتك؟
ما الذي تحتاج إليه المرأة المصرية من وجهة نظرك؟
ما الذي ينقصك أنت شخصيا من حقوق كامرأة؟
عرفي معني «الحجاب» من وجهة نظرك؟
إلي أي مدي ترين الحجاب ضروريا للفوز في الانتخابات؟
لماذا ترتدين (أو لا ترتدين) الحجاب؟
ما المصادر الأساسية التي تستقين منها معلوماتك وآراءك الدينية؟
هل ترين أنك لو أصبحت نائبة بالبرلمان من حقك أن يشاركك زوجك؟
أعمال المنزل؟
ماذا ستفعلين إذا لم تفوزي؟
ما الذي فعلته علي مدار حياتك لانتزاع حق من حقوقك المهدرة كامرأة؟
هل ترين تعارضا بين مراعاة أنوثتك والاحتفاظ بها وإبرازها وبين دخول البرلمان؟
ما الذي تراعينه في مظهرك أثناء حملتك الانتخابية؟
ما المهنة التي تمنيتِ العمل بها ولم تعملي بها؟
لو أصبحت نظرة المجتمع للمرأة متساوية تماما مع الرجل.. ما الذي سوف تفعلينه وكنت لا تفعلينه؟
إلي أي مدي يجب أن يكفل القانون الحريات الدينية في مصر من وجهة نظرك؟
ما رأيك في إلغاء خانة الديانة من البطاقة؟
لو كنت رجلا.. ما الذي كان سيتغير في أسلوب حملتك وتعاملاتك مع الجماهير؟
ما أكثر ردود الأفعال التي أزعجتك علي ترشحك؟
إذا لم تكن المرأة متحققة عاطفيا تتحول إلي امرأة صعبة وكريهة.. ما رأيك في هذا الرأي؟
ما تحفظاتك علي أداء البرلمانيات السابقات؟
لو عرض علي البرلمان مشروع قانون يحدد زواج الرجل بامرأة واحدة هل ستعطينه صوتك؟ رأيك في النقاب؟
رأيك في قوامة الرجل؟
د. بثينة السعيد: السلفيون منعوا دعايتي الانتخابية لأنني غير محجبة
أجبرت التيارات السلفية المنتشرة في مركز «القوصية» بأسيوط الدكتورة بثينة السعيد مرشحة حزب التجمع «المسلمة» علي الاكتفاء بدعايتها الانتخابية وسط الأقباط لأنها غير محجبة.. تقول: «أجبروني علي الاكتفاء بالدعاية وسط الأقباط والآباء الكهنة وقد عبرت للأنبا توماس أسقف الكنيسة هناك عن شعوري بالألم والاغتراب..»، وتستكمل في شرح حجم المأساة: «القوصية مركز كبير به كتلة سكنية كبيرة و200 لجنة انتخابية.. لكنني شعرت بالارتياح وسط الأقباط والارتياح الفكري معهم أكثر من أبناء ديني لأنهم رفضوني». سألتها: «لماذا لا ترتدين الحجاب؟».. أجابت: «الزي الذي ترتديه النساء في وطننا ليس زيا دينيا لكنه زي سياسي لأن أمهاتنا وجداتنا عندما كن يرتدين فساتينهن العادية التي تبرز أرجلهن ويرتدين قمصانا ربع كم ويضعن طرحا شفافة علي رؤوسهن تتدلي من تحتها الضفائر لم يكن فاجرات إنما أري أن الفجور والسفور هو في الزي السلفي».
«ألا تخافين من أن تخسري بسبب آرائك هذه؟».. أجابت: «أنا لا أساوم وغير قابلة للبيع..».
علي الرغم من أن ابناء الدكتورة «بثينة السعيد» طالب بالجامعة الأمريكية والآخر يعمل مستشارا علميا لمحافظ إحدي مقاطعات جنوب روسيا وابنها الثالث معيد بكلية الطب فإنها تقول عن نفسها «أنا فلاحة وأعيش مع المواشي وإذا سمعت بقرة تصرخ ولا يوجد من يحلبها أدخل وأحلبها بيدي..»، وتقول إن المرأة الصعيدية هي امرأة قوية العزيمة والشكيمة، وعلي الرغم من طلاقها إلا أنها لا تعتبر أن قوة شخصيتها كانت عائقا أبدا في حياتها .. تقول: «أستمد قوة شخصيتي من والدي «السعيد جمال الدين» مؤسس التجمع في أسيوط .. وقوة شخصيتي كانت أجمل عون وأكبر صديق ونصير لي». وعلي المستوي الشخصي تقول: «حصلت علي كل حقوقي علي المستوي الشخصي، حصلت علي كل حقوقي كفتاة. لم أكن قد أكملت سن ال20 حتي أرسلني والدي في أولي بعثات حزب التجمع إلي الاتحاد السوفييتي وكنت أول بنت تقتحم الصحراء وتعمل مزرعة في وسط الصحراء». وعلي الرغم من الرفض الذي لاقته الدكتورة بثينة السعيد من بعض المناطق وعلي الرغم من الانتقادات التي كان يلاقيها والدها في كل خطوة تمرد يشجعها عليها فإنها تقول: «أنا قدرت أن أفرض ثقافتي وأسلوبي وشخصيتي وتفردي علي كل الشباب والفتيات».
تتمني الدكتورة بثينة أن يمنع القانون تعدد الزوجات، لكنها تعود وتقول: «تعلمت من الدكتور رفعت أن علينا أن نسبق الواقع بخطوة واحدة.. فعلينا أن نتأني».
كما تؤيد بل تطالب بإلغاء خانة الديانة من البطاقة فالدين لله والوطن للجميع.
هالة اللباد: لو لم أكن محجبة لاعتقدواأنني مسيحية
توفيت ابنة «هالة اللباد» الوسطي قبل الانتخابات بشهرين، لكنها قررت أن تتغلب علي أحزانها بخوضها الانتخابات علي مقعد المرأة بالفيوم كمرشحة للتجمع، وليس أدل علي ذلك من أن عاطفة المرأة لا تحول دون خوضها السياسة.. تقول: «عندما شاهدت مشاكل الناس.. عاد إلي حماسي وتغلبت علي ألم الصدمة». وعلي الرغم من قوة «هالة» البادية في نبرة صوتها فإنها تؤكد: «لو زوجي رفض دخولي الانتخابات لم أكن لأدخلها».
تعمل «هالة» مدرسة أحياء في مدرسة الزراعة، ويزعجها جدا نصائح المدرسات المنقبات اللاتي يأمرن بالمعروف وينهين عن المنكر طوال الوقت.
عن حجابها تقول: «أنا لا أرتدي الخمار إنما مجرد حجاب»، وتعتقد «هالة» أن عدم ارتدائها للحجاب كان سيؤثر سلبا علي حملتها الانتخابية لأن الناس سيعتقدون أنها مسيحية وستكون في حاجة إلي أن تتحدث في أمر ديني لتعرفهم من خلاله أنها مسلمة.. تقول: «تعلمنا منذ طفولتنا أن الحجاب هو زي المرأة المسلمة».
ولو أصبحت نظرة المجتمع للمرأة متساوية مع الرجل كانت ستصبح أكثر تحررا في التعبير عن آرائها.. وتضيف: «المرأة تظلم حتي قبل الزواج.. أخي الكبير مثلا كان مسيطرا علي وبعد الزواج ينتقل حق السيطرة إلي الزوج».
مني الديب:لو طلب مني زوجي الجلوس بالمنزل لأطعته
توفي زوج «مني الديب» مرشحة الوفد بالإسماعيلية منذ عدة سنوات لكنها تقول: «لو كان زوجي قد رفض خوضي في الحياة السياسية لرضخت.. فيجب أن أسير حسب رغبة زوجي». لكن الواقع هو أن زوج «مني» كان يشجعها في مجال العمل العام علي مدار سنوات طويلة.. كان أداؤها فيها أقوي من أي رجل.. تعتبر «مني الديب» أن عملها كربة منزل هو أعظم عمل في جمهورية مصر العربية، حيث تعتبر نفسها «رئيسة جمهورية منزلها».
ترفض إجبار الناس علي أداء العبادات بالقانون، لكنها في الوقت نفسه ترفض مبدأ الحرية المطلقة للأديان، وتقول: «لا أعرف إلا 3 أديان في العالم وكان لي أصدقاء مسيحيون ويهود.. لكنني لا أعترف بأي دين آخر وأرفض بشدة حرية التحول من دين إلي آخر».
تري «مني» أن المرأة المصرية اكتسبت حقوقها منذ دخول الإسلام وأيضا المسيحية وأنها لا تحتاج إلي مزيد من الحقوق.
لا توافق علي أن حجاب المرشحة من عدم حجابها يؤثر علي شعبيتها فتقول: «يمكن أن تكون امرأة بدون حجاب وتستطيع أن تقنع الناس وتجتذب حبهم وتكون أكثر احتراما من المحجبة أو المنقبة».. وتدلل علي ذلك بأنها هي نفسها لم تكن محجبة وكانت ترتدي زيا عصريا عاديا ولم يؤثر ذلك علي حب الناس لها.. لكنها تعود وتقول: «المرأة يجب سترها في المسيحية والإسلام لكن حجاب الجوهر أهم».
عائشة أبو صمادة: كيف تستطيع المرأة إقناع المجتمع وهي غير قادرة علي إقناع زوجها؟!
الآنسة «عائشة أبو صمادة» عاملة بشركة الدخان والمعسل مرشحة التجمع في البحيرة، عمرها 44 سنة.. مؤهلها كما تقول: «ساقطة ثانوية عامة».. وتضيف: «فضلت العمل العام وخدمة زملائي والعمال علي الزواج..». علي الرغم من أنها غير متزوجة كما أنها نقابية نشطة ومقاتلة فإنها تري أن موافقة الزوج ضرورية لدخول المرأة في العمل السياسي.. وفلسفتها البسيطة هنا هي: «إذا ماكنتيش جادرة تجنعي راجلك يبجي إزاي تجنعي المجتمع»؟
لم يكن خوض «عائشة» في العمل العام أمرا مقبولا من المحيطين بها.. تقول: «كانت الناس تتكلم وتقول أن بيتي متسيب لكن الحقيقة أنني أكن بالفضل لوالدي لأنهما أعطياني مطلق الحرية».
كما تعرضت لعدد من الانتقادات أثناء حملتها الانتخابية البسيطة.. «أحدهم قال لي نحن سنقعد والحريم سيقودوا الشعب».
«عائشة» ترتدي الخمار منذ أن كانت في الصف الثالث الإعدادي .. سألتها: «ألم تتمني خلعه في يوم من الأيام»؟.. قالت: «لا، بالعكس، فقد أشعرني أثناء حملتي الانتخابية مثلا أنني لا أرتدي شيئا.. تعودت عليه».. وعلي الرغم من بساطة هذه السيدة فإن لديها قبولا فطريا للآخر، وتقول: «الحجاب والخمار ليسا معيارا أخلاقيا والمرأة تستطيع أن تصون نفسها حتي لو كانت ترتدي ملابس كاشفة».. سألتها عن رأيها في رجال الدين السلفيين الذين يؤثرون علي معظم النساء في الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها، فأجابت: «الدين يسر وليس عسرا.. ونحن فلاحون نصلي الفرض ونشوف مصلحتنا وخلاص».
أحلام القاضي.. المتمردة علي أنوثتها وعلي ذكورية عائلتها
لم تكن هناك امرأة من قبيلة الأشراف بقنا تجرؤ علي نزول الانتخابات في مواجهة أبناء عمومتها، إلا أن «أحلام القاضي» قررت أن تخوض الانتخابات في الدورة البرلمانية السابقة حتي إنه كان يقال لها: «هي الرجالة ماتت ؟!».. نزلت الانتخابات دون موافقة كل ذكور العائلة.. إيمانا بحقها في حرية التجربة.. ومساواتها مع الرجال.
لم تنجح في التجربة السابقة لأن حرب الرجال من حولها كانت شرسة كما تقول إلا أنها استفادت من التجربة وأخذت تمهد للانتخابات اللاحقة وحظيت بمساندة ودعم من المناطق المجاورة.
لم يكن نزول «بنت قبيلة الأشراف» الانتخابات أمام أولاد عمومتها هو أول تحدٍ أنثوي تقوم به «أحلام»، لكنها كانت أول فتاة في قبيلتها تستكمل دراستها إلي الدراسات العليا.. الكل انتقدها وعارضها لكن اليوم كل بنات قبيلتها يقتدين بها.
تقول: «أنا ست متمردة علي كل عادات وتقاليد عائلتي لكنهم ينتقدونني وبعد سنوات يقلدونني».
لكن فيما يبدو فإن تمرد «أحلام القاضي» علي عادات وتقاليد قبيلتها محصور في منطقة واحدة وهي العمل العام.. مما حولها إلي امرأة تريد أن تثبت طوال الوقت أنها أرجل من أي رجل في قبيلة الأشراف.. وهذا يبدو جليا في كل حوارها.. فقالت إجابة عن سؤال الأنوثة والبرلمان: «أنا أقدم برنامجا جادا، لكن شغل الدلع والتمايل هذا شغل ناس تانية!
نحن داخلون معركة ننال فيها احترامنا مع الرجال»!
أحلام ترتدي الحجاب منذ طفولتها وتقول: «ارتديته بقناعة شخصية ولم يجبرني أحد عليه فأختي ظلت غير محجبة حتي زواجها»، لكن أهم ما في حجاب «أحلام» أنه حجاب عملي لا يعوقها عن أنشطتها العامة فقد وصفت حجابها بال«حجاب الصغير» نافية أن يكون «حجابا كبيرا».. وعندما سألتها: «هل تعتقدين أن عدم ارتداء الحجاب يمكن أن يؤثر عليك سلبا في الانتخابات؟».. أجابت: «بالعكس، فالأستاذة «هدي نعيم مقار» المرشحة علي نفس المقعد تحظي بإعجاب الكثيرين حتي إنني سمعت أناسا في نجع حمادي أمس يقولون: «سنعطيها صوتنا لأن شكلها حلو».
وعن رأيها في الحجاب قالت: «الحجاب في سن معينة يفرض احتراما علي المرأة.. فالمرأة التي تتخطي سن ال45 ولا تتحجب قد ينظر لها بنظرة متدنية.. وعموما أنا أحترم حرية كل شخص».
تحدثت عن الحرية الشخصية فسألتها عن رأيها في حرية الدين وإلغاء خانة الديانة من البطاقة فأجابت:«في الصعيد لا يوجد شيء اسمه حرية دينية الكل يتمسك بعقيدته فوجود خانة الديانة لا يفرق من عدم وجودها..».
عزة زيدان: أجندات الدعاة الجدد غير وطنية
تنتمي «عزة زيدان» المرشحة المستقلة في شمال القاهرة إلي فئة رجال الأعمال ونادي الروتاري فهي صاحبة شركة للاستشارات المالية وتعمل في إدارة مخاطر الاستثمار ودراسات الجدوي.
امرأة غير متزوجة، وعن ذلك تقول: «المرأة الشرقية إما تقلق علي أن يمر بها العمر فتتنازل أو تخاف فلا تتنازل».
وعلي الرغم من أن لعزة زيدان باعا طويلا في العمل العام يصل إلي 10 سنوات فإنها لاقت بعض ردود الأفعال المزعجة أثناء حملتها فكان يقال لها: «يا سلام لو كنت تطولي الجيبة وترتدي طرحة!».. وهنا تقول: «عملي في التسويق ساعدني علي احتواء مثل هذه المواقف».
وعن رأيها في الحجاب تقول: «إن الحجاب المصري الذي ترتديه البنات علي الجينز الضيق هو نتاج تأثرنا بثقافة سلفية ليست ثقافتنا»، وتستكمل: «أومن بأن الدعاة الجدد لديهم قائمة طويلة من المصالح الشخصية غير الوطنية»، وعن مرجعيتها الدينية تقول: «أمام كل صورة للعبادة هناك 67 صورة للمعاملة وأعتقد أن الله سيحاسبنا علي معاملاتنا في المقام الأول».
منال: إلغاء خانة الديانة دعوة متطرفة
تري «منال حافظ» مرشحة الوفد بالإسكندرية التي تعمل فنيا في وزارة الصحة أن إلغاء خانة الديانة من البطاقة هو دعوة متطرفة دخيلة علينا. كما تري أنها لو لم تكن محجبة لفقدت تعاطف الناس معها لأننا شعب متدين بالفطرة - كما تقول.
أول مشروع قانون ستقدمه «منال» إذا دخلت البرلمان هو تقليل سن معاش النساء إلي 55 سنة، ومبررها في ذلك: «حتي تترك الفرص للشباب لأن المرأة تستهلك مجهودها وصحتها في خدمة منزلها وعملها».
وتري «منال» أنه بدون موافقة الزوج كان من الصعب أن تخوض في مجال السياسة. وعن ذكورية المجتمع تقول: «عندما أسير في الشارع يقال لي ماتقعدوا في بيوتكو.. هتاخدوا كل حاجة؟.. فالرجال يحقدون علينا».
نرمين البدراوي:الأنوثة والقدوة لا تجتمعان
علي الرغم من أن «نرمين البدراوي» مرشحة الحزب الوطني في محافظة السادس من أكتوبر لا تحتاج إلي أكثر من 10% من الأصوات حتي تفوز بالتزكية فإنها رفضت الإجابة عن معظم الأسئلة إلا بعبارة واحد: «أنا لا أحب أن أتكلم في هذه الموضوعات». نرمين عضوة في مبادرة تعليم الفتيات بالمحافظة وقد ترشحت في الانتخابات السابقة ولم توفق كما أنها تساعد والدها في أعماله المتعلقة بالزراعة.. وعن عدم زواجها حتي الآن تقول:
«الفتاة عندما تعبر مرحلة معينة يصبح لها مواصفات ومتطلبات معينة ورؤية مختلفة للحياة..».. وإجابة عن السؤال الافتراضي عن رد فعلها في حالة رفض الزوج أجابت: «لا يمكن أن أترك العمل الذي عملته علي مدار 25 سنة لأي سبب».
ورفضت «نرمين» مسألة احتفاظ المرأة بأنوثتها في العمل السياسي قائلة: «أنا نائبة عن الشعب فيجب أن أكون قدوة».
نجلاء: عاطفة المرأة مهارة خاصة
تقول الدكتورة نجلاء محمد إخصائية النساء ومرشحة الحزب الوطني بالبحر الأحمر أن موافقة زوجها علي دخولها الانتخابات ضرورية لذلك كان عليها أن تقنعه أولا.. ولا تقبل فكرة أن دخولها البرلمان سيتطلب مساندته لها في أعمال المنزل فتقول: «النظام لن يتغير والبيت أولوية».. وتعتبر أن الحجاب هو فرض ديني واجب التنفيذ لكنه في الوقت نفسه ليس معيارا لمدي احترام المرأة.
عانت الدكتورة نجلاء من محاربتها كإخصائية نساء حين لم يكن النساء يوثق فيهن في هذا المجال، وتقول أنها بذلت مجهودا كبيرا لإثبات العكس ونجحت.
وتعتبر «نجلاء» أن عاطفة المرأة هي أحد مصادر قوتها ومهارة خاصة تجعلها قادرة علي الاحتمال والتعامل مع أكثر من أمر في نفس الوقت.
نجوي: معظم المنقبات غير ملتزمات
تقول الدكتورة «نجوي أحمد» الأستاذة الجامعية مرشحة الحزب الوطني في الوادي الجديد إن المرأة الواحاتية مثقفة ومتعلمة لكنها لاتزال تحتاج إلي تعلم مهارات التواصل وكيفية حل المشاكل. وتتحدث د. نجوي عن انتشار النقاب خصوصا بين الوافدات فتقول: «أنا ضد التستر ومن تريد أن تنتقب فلتلزم منزلها، أما إذا قررت أن أنزل من بيتي فيجب أن يكون لي كياني وشخصيتي.. ومع كامل احترامي فإن أكثر هؤلاء المنقبات لا يكن ملتزمات بالفعل»، وتستكمل: «أنا محجبة وأرتدي طرحة صغيرة لكنني لو لم أكن محجبة لاحترمني الناس بنفس القدر، فإن تقييم المرأة حسب ما ترتديه يرسخ النظرة الدونية لها».
تزوجت الدكتورة نجوي بعد دراستها مباشرة، لكن كان زوجها يشجعها في كل خطوة. تقول: «كان في شهر العسل يقول لي قومي ذاكري من أجل الماجستير».
صفاء عبد القوي: لا أحتاج إلي دخول البرلمان حتي يساعدني زوجي في أعمال المنزل
تستبعد «صفاء محمد عبد القوي» مرشحة حزب الوفد في الجيزة أن تكون مسألة حجاب المرشحة أو عدم حجابها عاملا مؤثرا عليها في الانتخابات.. تقول: «لو لم أكن محجبة لن يكون هناك فرق فالناس تستطيع أن تميز بين من سيخدمها ومن لن يخدمه..» هذا .. وعن مرجعيتها الدينية تقول: «أنا أتبع كل ما يقول عليه الأزهر».. قلت لها: «الأزهر قال أن النقاب عادة لا عبادة».. فقالت: «أؤيد هذا الرأي فالنقاب بالفعل عادة بدوية والنساء تنجرف وراءه بسبب المشاكل الموجودة في المجتمع التي تجعل الناس تنجرف وراء أي شيء تعلق عليه مشاكلها».
وتري «صفاء» التي تعمل مديرة لإحدي الشركات أنها لاتحتاج إلي دخول البرلمان حتي يساعدها زوجها في أعمال المنزل فهو يفعل ذلك دائما.. وترفض تماما تقمص النساء لشخصية وهيئة الرجال فتقول: «المرأة متساوية مع الرجل بالتالي لا تحتاج إلي تقمص شخصيته».
وعلي الرغم من مرونة «صفاء» الفكرية فإنها توقفت أمام سؤال إلغاء خانة الديانة من البطاقة وقالت أنها ترفض هذا الأمر وأنها لا تعرف إلا الأديان الثلاثة المعروفة لدينا ولا تقبل الاعتراف بغيرها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.