بحضور أسقف ميت غمر، نقل جسد الأنبا إبرام في بداية الاحتفال بتنيحه    رئيس النواب يهنئ مصطفى مدبولي بتشكيل الحكومة الجديدة    رأس المال البشري في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي    الداخلية تواصل بيع السلع المخفضة للمواطنين بمبادرة كلنا واحد    رئيس الوزراء يلتقي أعضاء المجلس التصديري وغرف الصناعات الكيماوية    أبرز الملفات التي ستواجه الحكومة الجديدة.. فيديو    إلقاء قنبلة حارقة على السفارة الإسرائيلية في رومانيا    انطلاق تدريبات جوية لقوات الناتو فوق شمال ألمانيا    وزير الشباب والرياضة 6 سنوات.. 20 معلومة لا تفوتك عن أشرف صبحي بعد استقالته من الحكومة (بروفايل)    صدمة كبرى.. المنتخب الإيطالي يستبعد نجم الفريق من المشاركة في يورو 2024 بسبب الإصابة    كوفاسيتش يقود تشكيل منتخب كرواتيا ضد مقدونيا الشمالية في إطار ودي    قرار عاجل من منتخب مصر باستبعاد فتوح بعد إصابته    من هنا.. رابط نتيجة الصف الثالث الإعدادي محافظة أسوان الترم الثاني 2024    بمشاركة حسين فهمي.. الاحتفال ببدء تصوير فيلم "قصر الباشا" (صور)    ثقافة الإسكندرية تقدم عرض قميص السعادة ضمن عروض مسرح الطفل    جمال التهامي يوضح أهم الملفات الواجب على الحكومة الجديدة مناقشتها    دور العرض ترفع أحدث أفلام بيومي فؤاد من شاشاتها قبل موسم عيد الأضحى    بالفيديو.. عضو "الفتوى الإلكترونية" : لا يشترط الطهارة للوقوف على عرفات    حياة كريمة.. الكشف والعلاج مجانا فى قافلة طبية بمركز شباب الهيش بالإسماعيلية    وزير الصحة يزور جناح هيئة الرعاية الصحية بالمعرض الطبي الإفريقي الثالث    وظائف متاحة للمعلمين في المدارس المصرية اليابانية.. رابط التقديم    تعديل تركيب بعض القطارات بخط «القاهرة- الإسماعيلية».. السبت    البابا تواضروس يستقبل السفير التركي    شركة الريف المصرى الجديد تنفذ 66 مشروعًا رئيسيا و 66 فرعيًا فى 6 سنوات    إضافة «الطب البشري» لجامعة حلوان الأهلية    جولة لرئيس جامعة القاهرة للاطمئنان على سير الامتحانات وأعمال الكنترولات    قوات الاحتلال تمنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى الإصابات فى نابلس ومخيم بلاطة    بعد عقد قرانهم.. اعمال جمعت بين جميلة عوض والمونتير أحمد حافظ    آخرهن جميلة عوض.. جميلات الفن في قفص الزوجية والخطوبة - صور    سلوت لا يمانع بيع صلاح    وزير الأوقاف يوصي حجاج بيت الله بكثرة الدعاء لمصر    كوريا الجنوبية تستضيف قمة إفريقية لتعزيز أطر التعاون مع القارة    إصابة 4 أشخاص في حادث بطريق "نجع حمادي - قنا" الغربي    8 وجبات تساعد الطلاب علي التركيز في امتحانات الثانوية العامة    متى تذهب لإجراء فحوصات تشخيص مرض السكر؟.. «الصحة» تُجيب    الرئاسة الأوكرانية: 107 دول ومنظمات دولية تشارك في قمة السلام المرتقبة بسويسرا    محافظ مطروح يتابع خفض منسوب المياه الجوفية بمشروع الإسكان الاجتماعي والشباب بمنطقة حفر الباطن    نائل نصار أمل الفروسية المصرية في أولمبياد باريس    مثلها الأعلى مجدي يعقوب.. «نورهان» الأولى على الإعدادية ببني سويف: «نفسي أدخل الطب»    موسكو تهدد واشنطن بعواقب الأضرار التي لحقت بنظام الإنذار المبكر    "التابعى.. أمير الصحافة".. على شاشة "الوثائقية" قريبًا    سُنن صلاة عيد الأضحى.. «الإفتاء» توضح    «بلاش نعمل هيصة ونزودها».. شوبير يحذر قبل مباراة مصر وبوركينا فاسو    أسامة قابيل يوضح حكم تفويض شخص آخر فى ذبح الأضحية؟    محافظ الشرقية: إزالة 372 إعلانا مخالفا وغير مرخص خلال شهر    ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات والانهيارات الأرضية في سريلانكا إلى 12 شخصًا    مجموعة "إي اف جي" القابضة تعتزم شراء 4.5 مليون سهم خزينة    التحفظ على مدير حملة أحمد طنطاوي لتنفيذ حكم حبسه في تزوير توكيلات انتخابات الرئاسة    الحكومة تتقدم باستقالتها.. والرئيس السيسي يكلف مدبولي بتشكيل جديد    تحرير 94 محضر إنتاج خبز غير مطابق للمواصفات بالمنوفية    رئيس بعثة الحج الرسمية: الحالة الصحية العامة للحجاج المصريين جيدة.. ولا أمراض وبائية    دعاء لأمي المتوفية في عيد الأضحى.. «اللهم انزلها منزلا مباركا»    الكشف وتوفير العلاج ل 1600 حالة في قافلة للصحة بقرية النويرة ببني سويف    بعد انسحاب قوات الاحتلال.. فلسطينيون يرون كيف أصبح حال مخيم جباليا    شكري: مصر تستضيف المؤتمر الاقتصادي المصري الأوروبي نهاية الشهر الجاري    حالات وإجراءات تأجيل امتحانات الثانوية العامة 2024 للدور الثانى بالدرجة الفعلية    تحرك من الزمالك للمطالبة بحق رعاية إمام عاشور من الأهلي    35 جنيها للمادة.. ما رسوم التظلم على نتيجة الشهادة الإعدادية بالجيزة؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جمال عبد الناصر رحل ولم يعد

مرت قبل أيام ذكري مرور 40 عاما علي رحيل الرئيس جمال عبد الناصر، وهي مرحلة زمنية كافية، لكي يغدو هذا الرجل في رحاب المؤرخين، بعد أن تنازعت الدنيا كلها، وفي مقدمتهم العرب حول عبد الناصر.. فمنهم من يسمو به نحو الذري ليغدو مقدسا عندهم، ومنهم من يحمل إزاءه حقدا وكراهية لا توصف.. وكلها جراء عوامل سياسية مستمرة منذ عهد عبد الناصر حتي اليوم. إن الرجل الذي لم اسمه ورسمه وموضوعه ومواقفه في عهده مثار انقسام سياسي، لكي يتعصب هذا له، أو يحمل ذاك ضده.. سيدخل عليه اليوم، وما سيلينا من الأيام في قابل وبعد أربعة عقود علي رحيله إلي رحاب المؤرخين فهم الذين سيقولون كلمتهم من خلال معرفة سيرته بدقة. واستجلاء حقائق تخصه لم تزل مخفية.. فضلا عن أن مؤيديه أو خصومه الذين عايشوا زمنه في كل من الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين في طريقهم للرحيل.. ولم يبق إلا معالجات المؤرخين، ونصوص الوقائق وتحليل الأبعاد في سيرة الرجل.. مع تشخيص إيجابياته وسلبياته، وخصوصا، عند نظر المؤرخ إلي حصيلة عهد سياسي كامل، فالأمانة العلمية مطلوبة في قراءة سيرة جمال عبد الناصر، وهي سيرة لم تزل بحاجة إلي فهم المؤرخين المستقلين واستخدام مناهجهم التحليلية والمقارنة.
لاشك أن عبد الناصر كان يتمتع بشخصية كاريزما مؤثرة لها ريادتها السحرية التي استقطبت عواطف الناس، فكان أن غدا عبد الناصر رجل المرحلة الذي لا ينازع أبدا.. وبات الناس في عموم الأرض العربية يتلهفون لسماع خطب عبد الناصر، وكان قد حباه الله نبرة موسيقية جذبت إليه الملايين.. وفي الوقت الذي كان عبد الناصر قد وصل ذروة قوته وتصفيق الملايين له، بل ووصل بعض المتعصبين له أن يجعله قديسا أو ملاكا.. فعد مبعوثا إلهيا نزل من السماء ليقوم بتحقيق الأهداف المتمثلة في الحرية والاشتراكية والوحدة، وينادي بالقومية العربية التي كانت قد وجدت نفسها من قبله، ولكنه استحوذ عليها، فغدت أيديولوجية كل القوميين بمختلف تياراتهم وأحزابهم.. وبالرغم من أفولها اليوم، ولكن لم يزل كل القوميين الناصريين والبعثيين والحركيين يؤمنون إيمانا راسخا بانتصار القومية العربية في يوم من الأيام.. ولكن السؤال : هل بقي العالم الذي نعاصره اليوم بنفس مقاييس الأمس ؟ بل ويفترض بعض الكتاب القوميين سؤالا يقول : ماذا لو بقي عبد الناصر يحكم حتي يومنا هذا.. لما أصابتنا كل هذه الأهوال !! وهذه مجرد رؤية غير واقعية لمتغيرات التاريخ التي كانت ستجبر عبد الناصر علي أن يغير مواقفه السياسية لا المبدئية، ولوجدناه اليوم يتعامل مع الظروف الجديدة للمرحلة الأخري التي غدت بيد أجيال تختلف تماما عن جيل الأمس.
إن عبد الناصر لا يمكنه أن يحكم مصر ويغدو له كل هذه الهالة الكبيرة، إن لم يكن له تأثيره الكبير في حياة العرب والعالم أولا، ولكن ما كان ذلك يمر، ويبقي عبد الناصر له إيجابياته حسب، ولم تكن له أية سلبيات. ثانيا: فهو بشر يخطئ ويصيب، خصوصا، وهو الذي تمتع بأحلامه ومثالياته، وتوهم الخيال حقيقة ليتعامل معها.. صحيح أن الأهداف التي نادي بها رائعة ويرتاح لها الجميع كون الأمة العربية ستتوحد من خلاله، وأن الاشتراكية ستطبق من قبله، وأن الحرية ستتحقق لا محالة، وسواء اقتنع هو نفسه بذلك أم لم يقتنع، فإن الملايين من الناس، قد توهمت ذلك وهما شديدا، وعبثا ذهبت محاولات زعماء عرب معه، كانوا أكثر واقعية منه، وقد ناصبهم عبد الناصر كل العداء !
إن عبد الناصر رجل مرحلة أيضا، لم يشغل اسمه فضاءنا العربي فقط، بل تخطاه إلي العالم الثالث باسم حركات التحرر التي كان أحد أبطالها وقت ذاك، وساهم في تطورها، كونها تسعي لخلاص الشعوب المضطهدة من التبعية والاستعمار.. ونجح الرجل برفقة زعماء متميزين في العالم الثالث في تأسيس حركة عدم الانحياز من خلال الحياد الإيجابي. وعليه، فإن عبد الناصر وصحبه المؤسسين كان لهم موقفهم من الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي لتفرز تلك «الحركة» التي رحلت مع رحيل مؤسسيها وفي مقدمتهم عبد الناصر.. ولم تكن النتائج التاريخية لذلك، إلا إخفاقا بدليل انحسار عدم الانحياز ورحيلها مع رحيل الاتحاد السوفيتي ! ولم يقتصر الأمر عليها فقط، فقد رحلت ظواهر عديدة وأحداث مريرة مع نهايات القرن العشرين.
إن فلسفة الثورة التي آمن بها جمال عبد الناصر قد جاءت هي الأخري في إطار مرحلة ازدحمت بمصطلحات : الثورة والثوار والعمل الثوري والنضال الجماهيري والاشتراكية.. الخ من المفردات التي ماتت ولم نجد لها أثرا اليوم، ليس في مصر وحدها، بل في كل منظومة العالم الثالث بعد زوال الصراع بين الشرق والغرب وولادة صراع من نوع جديد ليس بين الرأسمالية والاشتراكية، بل بين عالمي الشمال والجنوب، أي بين عالم غني وعالم مسحوق ! فما الذي قادت إليه «الثورات» التي سمعنا ملاحمها سياسيا وإعلاميا في الشوارع ومحطات الإذاعة ؟ وما النتائج التي خلصت إليها تلك «الثورات» العربية «التي هي مجرد انقلابات عسكرية علي أنظمة حكم» باستثناء ثورة الجزائر ؟ وأين هي اليوم ؟ ما فلسفة الثورة في بلدان آمنت بالتحولات والكلام الكبير.. وأين غدت اليوم ؟ ما الذي سيقوله الرئيس جمال عبد الناصر لو صحا اليوم ووجد ما حصل في اليمن والعراق ولبنان والسودان والجزائر.. الخ ؟
لا غرابة أن يبقي العديد من الناس يذكرون عبد الناصر بأطيب الذكر.. ليس لخصاله الشخصية، إذ كان - رحمه الله - نزيها وعفيف النفس وزاهدا ومهموما ونظيف الأخلاق يعتز ببيته وأهله.. كان قنوعا بما له وما عليه، إذ كان باله مشغولا بقضايا الأمة قاطبة.. ولكنه من جانب آخر، وجد أن لا أحد يمكن أن يعارض رأيه، أو يخالف قراره.. عشق الرئاسة والريادة والزعامة وتصفيق الجماهير المدوي.. خلق جيشا من الإعلاميين وأوجد مؤسسة إعلامية هائلة، وجعل كل المطربين والمطربات يغنون له كبارا وصغارا.. وبالرغم من قوة كلمته، وثبات موقفه، وصلابة إرادته.. إلا أنه كان يسهب كثيرا في خطاباته، بل ويطنب بكلام وشعارات لا أساس لها من الواقع، واثارت خطاباته واتهاماته انقسامات واسعة في المحيط العربي، وخلقت أجواء عاصفة ووصف كلامه بالتدخل المباشر والعلني السافر في شؤون الآخرين فضلا عن مباركته للانقلابات العسكرية بهدف التحولات، ولكنها اعتبرت جنايات تاريخية في بعض البلدان.. مع استمرار العلاقات السيئة بكل من إيران وتركيا، ليس بسبب تحالفهما مع إسرائيل، بل بسبب قوتهما المؤثرة في ميزان الشرق الأوسط !
عبد الناصر كان مصريا حقيقيا، أحب مصر وعشقها.. أحب الفقراء والفلاحين، وكره الأعيان والباشوات، حقق الإصلاح الزراعي، ووزع الأرض علي الفلاحين، وأمم الاقتصاد.. قام ببناء السد العالي، وطور الصناعة المصرية، وشهدت مصر في عهده انفجارا سكانيا، وبسبب الحروب والنفقات الإعلامية والسياسية انخفض سعر الجنيه المصري مقارنة بالذي كان عليه سابقا ! طوّر الجيش والقوات المسلحة، وجعل من القاهرة مركزا دوليا سياسيا حافلا بالأنشطة والفعاليات.. اهتم بتعليم المصريين وإدخالهم إلي المدارس، ولكن المستوي العلمي انخفض في عهده، فضلا عن فتحه عدة جامعات، وزاد من حملة الشهادات العليا علي حساب النوع.. استمرت الحركة الفنية قوية علي عهده، وشهدت مصر أنشطة كبري في مختلف الاتجاهات.
أصبح جمال عبد الناصر موازيا لاسم مصر، بل ربما أكبر منها، ليس بسبب استحواذه علي السلطة وقمع أي معارضة، بل لأن الرجل أصبح بطلا قوميا منذ قام بتأميم قناة السويس عام ,1956 وواجه العدوان الثلاثي ضد مصر، وغدا اسمه مثار اهتمام العالم بسبب شخصيته المثيرة للجدل أولا، وخلقه للمشكلات إزاء التحديات الاستعمارية ثانيا.. فإذا كان هذا الوجه مثار إعجاب المؤيدين، فإن الوجه الآخر قد أضر بالتطور السياسي في مصر وأغلب الدول العربية، فقد اعتمد علي نفسه وحده في صنع القرارات المصيرية والعادية، قمعه لكل من يخالفه كالأستاذ السنهوري وغيره.. ضربه للدستور عرض الحائط واعتماده علي الميثاق الذي جاء بأوامر منه.. ضربه للأحزاب السياسية وصحافتها ورجالاتها، وخلقه الاتحاد الاشتراكي الذي تزعمه، ناهيكم عن اعتماده علي حاشية ومستشارين أضروا به ضررا بالغا، ويكفي أن يكون المشير عبد الحكيم عامر أحد أصدقائه المخلصين ليسلمه القيادة العامة للقوات المسلحة.. وهذا ما كان عند رجال آخرين في السياسة الداخلية أو الإعلام أو الصحافة أو المخابرات.. الخ لتكون النهاية المريرة في يونيو 1967 التي قبل بعدها مشروع روجرز للسلام مع إسرائيل. من فضائل الرجل أنه اعترف بالهزيمة، بل وكان شجاعا في أن يقول للعالم بأنه المسئول عما حصل، وأعلن استقالته ليكون مواطنا عاديا يمارس حياته بين الجماهير.. لكنه بقي في السلطة لأن الناس نزلت إلي الشوارع تطالبه بالبقاء.. تكاد تكون تلك الهزيمة بمثابة الهزة العميقة والجرح البليغ الذي طعنه، ولكنه بقي مصّرا علي الانتصار.. ومصرا علي الكفاح - كما كان يسميه -.. كانت المشاكل العربية تتفاقم والصراعات تتضخم.. إنني أعتقد أن الرجل بدأ يدرك حجم الأخطاء التي حصلت، كما يدرك عدم الأخذ بما كان يقوله زعماء عرب آخرون.. كان يحث الخطي سريعا نحو محو آثار الهزيمة، ولكنه في الحقيقة، يحث الخطي، نحو نهايته بعد حياة قصيرة مليئة جدا بالأحداث والمواقف والأنشطة والإنجازات.. لقد رحل فجأة إثر سكتة قلبية يوم 28 سبتمبر 1970 ليشكّل ذلك «الحدث» أعظم بكائية في تاريخ مصر، إذ خرج الملايين تودعه الوداع الأخير.. ليبقي تاريخه صفحة مفتوحة أمام كل العالم.. للوقوف عليه ودراسته والاستفادة من تجاربه المعبرة، ومن قبل المؤرخين الحقيقيين لا من قبل المفذلكين المزورين.
وأخيرا، دعوني أقول بأن الرجل مات ميتة طبيعية، ولا يمكن أن يكون قد قضي مسموما، كما أشاع ذلك السيد محمد حسنين هيكل مؤخرا.. والتي اعتبرتها نكتة تأخر ميعادها أكثر من أربعين سنة، لتأتي اليوم مثيرة للقرف والسخرية، وهي تتهم رئيساً بقتل رئيس بواسطة السم. يا لها من تهمة مضحكة، وأين؟ في مصر !
دعونا يا ناس نقرأ تاريخ عبد الناصر بأمانة وحيادية، وكفي تشويها وتزويرا للحقائق التاريخية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.