في مساء الثلاثاء الحادي والثلاثين من أغسطس ظهر الممثل الأمريكي «مايكل دوجلاس» والبالغ من العمر 65 عاما مع الإعلامي الشهير «ديفيد ليترمان» في لقاء تليفزيوني تحدث فيه «مايكل» عن خبر أزعج ملايين من جمهوره الذي طالما أدهشه أداؤه في العديد من الأفلام الهامة التي قدمها. «مايكل» تحدث عن إصابته بسرطان الحنجرة ولكنه في الوقت ذاته أبدي تفاؤله الشديد واطمئنانه إلي تحسن حالته الصحية بفضل العلاج. «مايكل» أوضح أيضا في لقائه مع «ديفيد» أن السرطان الذي أصيب به هو من الفئة الرابعة ولكنه لم ينتشر بعد إلي منطقة ما خلف الرأس والرقبة وإن كان قد تطور بشكل كبير خلف لسانه. أسبوعان قد مضيا حتي الآن علي مشوار «مايكل» مع العلاج الكيميائي والعلاج بالإشعاع حيث من المفترض أن تستمر تلك المرحلة من العلاج لمدة 8 أسابيع. أطباؤه يؤكدون أن العلاج منهك ومرهق. فمثلا د. «روبرت حداد» المسئول عن برنامج علاج سرطان الرقبة والرأس بمعهد «دانا- فاربر» في بوسطن قال لجريدة «يو إس إيه توداي» إن بعض المرضي يصل بهم الأمر أحيانا إلي المعاناة من آلام في الفم والتي تتطلب مخلصات للألم بمثل قوة الموروفين. حقيقة أخري مؤلمة وهي أن العلاج بالإشعاع قد يتسبب في حروق بالحلق وهو الأمر الذي ينتج عنه صعوبة في البلع وألم رهيب. «د. حداد» والذي تحدث بشكل عام نظرا لأنه لا يعرف حالة «دوجلاس» الصحية أوضح أيضا للصحيفة أن ما يقرب من نصف المصابين بهذا النوع من السرطان يكونون في احتياج للتغذية بواسطة أنابيب. وعلي الرغم من كل هذه الأعراض الجانبية إلا أن «حداد» كان مصرا علي أن إيمان «دوجلاس» بقيمة الحياة علي مدي سنوات طويلة كفيل بتحدي كل هذه الآلام. د. «حداد» أوضح حقيقة أخري ينبغي أخذها في الاعتبار عندما ننظر إلي حالة «دوجلاس» وهي أن العلاج برغم صعوبته إلا أنه قادر علي علاج ما يقرب من 50 إلي 80 بالمائة من المرضي وإن كان ذلك يتوقف في الأساس علي موقع الورم وتفاصيل أخري خاصة به. الملفت للنظر أن د. «حداد» أوضح أن المرحلة الرابعة من سرطان الحنجرة مختلفة إلي حد بعيد عن الأنواع الأخري من السرطان. ببساطة لأنه غالبا ما تتضمن تلك المرحلة من السرطان انتشار الورم إلي أعضاء أخري حيوية وفي تلك الحالة يصبح علاجه شبه مستحيل. ولكن ما يجعل تلك المرحلة مختلفة في حالة سرطان الحلق ينتشر الورم فقط إلي العقد الليمفاوية قبل أن يتطور وينتشر إلي أعضاء أخري وإذا وصلنا إلي تلك النقطة يكون العلاج أيضا شبه مستحيل. وفي تلك الحالة يرفض الأطباء تعريض المرضي إلي الإشعاع أو العلاج الكيميائي لأن العلاج لن يغير شيئا. عودة مرة أخري إلي «مايكل دوجلاس» والذي أخبر «ديفيد» أنه كان قد شعر بآلام في الحلق ببداية الصيف وذهب إلي العديد من الأطباء وأجري اختبارات كثيرة قبل أن يكتشف أنه مريض بالسرطان. «د.حداد» يري أن هذا بالضبط هو ما يحدث مع العديد من المرضي حيث يكون العرض الشائع في البداية هو التهاب في الحلق وغالباً ما ينتج هذا الالتهاب عن الإصابة ببكتيريا وفي الغالب أيضا يتناول المرضي عددا من المضادات الحيوية وإذا لم يختف الألم خلال ثلاثة أسابيع يتم عرضهم علي طبيب متخصص في الأنف والأذن والحنجرة والذي سيلجأ إلي استكشاف نهاية اللسان عن طريق كاميرا متخصصة موصلة عبر أنبوب رفيع يتم مده عبر أنف المريض وحينها يستطيع الطبيب أن يعرف أن ذلك المريض مصاب بالسرطان. د. حداد ألقي بمفاجأة في وجه قراء الصحيفة حين قال إن الأطباء الذين يعالجون المدخنين الحاليين أو السابقين معرضون للإصابة بذلك النوع من السرطان. في نهاية الحلقة سأل «ديفيد» «مايكل» عما إذا كان قد دخن من قبل فقال له الأخير إنه كان مدخناً وكان يشرب الكحوليات بصفة شبه دائمة.. ثم ختم حديثه بقوله وهذا النوع بالتحديد من السرطان يكون السبب وراءه هو شرب الخمور.