آخر تحديث.. أسعار العملات مقابل الجنيه اليوم الأحد 5-5-2024    «الإسكان»: تخصيص الأراضي بالمدن الجديدة تنمية شاملة وفرصة للاستثمار    مصدر: مدير الاستخبارات الأمريكية توجه إلى قطر لبحث مفاوضات الهدنة في غزة    أحد الناجين من الهولوكوست: أنا والكثير من اليهود ندعم قضية الشعب الفلسطيني    صور| ملحمة جماهيرية لدعم محمد صلاح.. ولد ليكون أسطورة ليفربول    3 ظواهر تضرب البلاد خلال ساعات.. «الأرصاد» تحذر من نزول البحر    عمرو أديب: «مفيش جزء خامس من مسلسل المداح والسبب الزمالك» (فيديو)    أمين الفتوى: الله شرف مصر أن تكون سكنا وضريحا للسيدة زينب    نافس عمالقة ووصل بالأغنية السعودية للقمة.. تعرف على رحلة «فنان العرب» محمد عبده    قصواء الخلالي: مصر لا تحصل على منح مقابل استقبال اللاجئين    نقابة البيطريين تحذر من تناول رأس وأحشاء الأسماك المملحة لهذا السبب    لدعم صحة القلب والتخلص من الحر.. 5 عصائر منعشة بمكونات متوفرة في مطبخك    إصابة 3 أشخاص في تصادم 4 سيارات أعلى محور 30 يونيو    وزير السياحة يشارك كمتحدث رئيسي بالمؤتمر السنوي ال21 للشرق الأوسط وشمال إفريقيا    وكالات الاستخبارات الأوروبية: روسيا تخطط لأعمال تخريبية في أنحاء القارة    الفيضان الأكثر دمارا بالبرازيل .. شاهد    وزيرة الهجرة: نستهدف تحقيق 5 مليارات دولار قيمة أوامر الدفع بمبادرة المصريين في الخارج    منافسة بين آمال وأنغام وشيرين على أغنية نجاة.. ونبيل الحلفاوي يتدخل (فيديو)    حزب الله: استهدفنا مستوطنة مرغليوت الإسرائيلية بالأسلحة الصاروخية    نجل الطبلاوي: والدي مدرسة فريدة فى تلاوة القرآن الكريم    الهلال يحقق بطولة الوسطى للمصارعة بفئتيها الرومانية والحرة    أفراح واستقبالات عيد القيامة بإيبارشية ميت غمر |صور    فحص 482 حالة خلال قافلة طبية مجانية في الوادي الجديد    أعراضه تصل للوفاة.. الصحة تحذر المواطنين من الأسماك المملحة خاصة الفسيخ| شاهد    نائب سيناء: مدينة السيسي «ستكون صاعدة وواعدة» وستشهد مشاريع ضخمة    .تنسيق الأدوار القذرة .. قوات عباس تقتل المقاوم المطارد أحمد أبو الفول والصهاينة يقتحمون طولكرم وييغتالون 4 مقاومين    «ظلم سموحة».. أحمد الشناوي يقيّم حكم مباراة الزمالك اليوم (خاص)    الوزير الفضلي يتفقّد مشاريع منظومة "البيئة" في الشرقية ويلتقي عددًا من المواطنين بالمنطقة    لوائح صارمة.. عقوبة الغش لطلاب الجامعات    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟ دار الإفتاء تجيب    ظهر على سطح المياه.. انتشال جثمان غريق قرية جاردن بسيدي كرير بعد يومين من البحث    روسيا تسيطر على قرية جديدة في شرق أوكرانيا    لجميع المواد.. أسئلة امتحانات الثانوية العامة 2024    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    أمينة الفتوى: لا مانع شرعيا فى الاعتراف بالحب بين الولد والبنت    «العمل»: جولات تفقدية لمواقع العمل ولجنة للحماية المدنية لتطبيق اشتراطات السلامة والصحة بالإسماعيلية    تامر حبيب يعلن عن تعاون جديد مع منة شلبي    نقل مصابين اثنين من ضحايا حريق سوهاج إلى المستشفى الجامعي ببني سويف    انطلاق مباراة ليفربول وتوتنهام.. محمد صلاح يقود الريدز    فى لفتة إنسانية.. الداخلية تستجيب لالتماس سيدة مسنة باستخراج بطاقة الرقم القومى الخاصة بها وتسليمها لها بمنزلها    وزير الرياضة يتفقد مبنى مجلس مدينة شرم الشيخ الجديد    التخطيط: 6.5 مليار جنيه استثمارات عامة بمحافظة الإسماعيلية خلال العام المالي الجاري    الحكومة الإسرائيلية تقرر وقف عمل شبكة قنوات الجزيرة    ندوتان لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية بمنشآت أسوان    تقرير: ميناء أكتوبر يسهل حركة الواردات والصادرات بين الموانئ البرية والبحرية في مصر    5 مستشفيات حكومية للشراكة مع القطاع الخاص.. لماذا الجدل؟    ميسي وسواريز يكتبان التاريخ مع إنتر ميامي بفوز كاسح    لاعب فاركو يجري جراحة الرباط الصليبي    الإفتاء: كثرة الحلف في البيع والشراء منهي عنها شرعًا    كنائس الإسكندرية تستقبل المهنئين بعيد القيامة المجيد    طوارئ بمستشفيات بنها الجامعية في عيد القيامة وشم النسيم    موعد استطلاع هلال ذي القعدة و إجازة عيد الأضحى 2024    البابا تواضروس: فيلم السرب يسجل صفحة مهمة في تاريخ مصر    "خطة النواب": مصر استعادت ثقة مؤسسات التقييم الأجنبية بعد التحركات الأخيرة لدعم الاقتصاد    اليوم.. انطلاق مؤتمر الواعظات بأكاديمية الأوقاف    عودة المهجرين لشمال غزة .. مصدر رفيع المستوى يكشف تفاصيل جديدة عن المفاوضات    مختار مختار: عودة متولي تمثل إضافة قوية للأهلي    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بديع بديل أسامة بن لادن

الاخوان المسلمون فى مصر يتنازلون عن حصه الاغلبيه فى التنظيم الدولى
وثيقه البنود الكامله لاعاده تشكيل الجماعه عالميا لتنافس تنظيم القاعده
سافر المرشد محمد بديع إلي الأراضي المقدسة قبل أيام، لكي يؤدي العمرة، وقد اصطحب أسرته معه، وعاد بعد قرابة خمسة أيام، غير أنه لم يكن يقضي الوقت في القيام بالنسك وحده . وإنما قابل كذلك عددا من الإخوان في التنظيم الدولي .. معيدا إلي الواقع ظاهرة استغلال أعضاء جماعته للمشاعر المقدسة (حجًّا أو عُمرة) في التغطية علي أنشطة سياسية واتصالات تتستر بزحام المؤمنين.
إن الجماعة تعيش ظروفا محورية هذه الأيام، بغض النظر عن انشغالها المتوتر بمسألة عرض مسلسل وحيد حامد، أو ما يتردد بخصوص الانتخابات وتحالفاتها، أو حتي الوهم الكبير المعروف باسم جمع التوقيعات علي مطالب البرادعي التي يدعون أنها تجاوزت نصف المليون، ذلك أن بديع يعطي أولوية خاصة لما يصفه بأنه مسائل التربية والمهام الأساسية للتنظيم المحظور .. مع انشغال أقل بموضوعات الانتخابات.
لا يعني هذا أن الاهتمام بالانتخابات قد تراجع لدي التنظيم .. ولكن بديع يقول لمن حوله إن الجماعة قد انشغلت بمسائل الحصول علي مقاعد مجلس الشعب والنقابات وأنه يري أن عليها أن تتجه أكثر لمهمتها في توطيد الأوضاع الداخلية .. والاستجابة إلي المتغيرات التي جعلت دائما هناك مشكلات بين الجماعة في الداخل والأفرع المختلفة للتنظيم الإخواني الدولي في الخارج.
ويتسق هذا مع طبيعة بديع نفسه باعتباره من الجناح القطبي في الجماعة المؤمن بأفكار سيد قطب، وباعتبار أن الانتخابات والاستغراق في السياسة قد دفع الجماعة إلي مجموعة هائلة من المشكلات التي فجرت الكيان من الداخل، وباعتبار أن بديع نفسه جاء مرشدا انتصارا علي مجموعة كانت تري أن علي التنظيم أن يمضي قدما في اتجاه السياسة والاشتغال بها.
هذه المعضلة صنعت أمرين: الأول هو أن الجماعة صار عليها أن تواجه تحدي التحول من جماعة إلي حزب أو ما يشبه ذلك .. وهو ما يتنافي مع قناعات الأجيال المسيطرة علي الكيان الإخواني.. الذين لايؤمنون في عمق تفكيرهم بذلك وليسوا مستعدين للتنازل عن صفتهم كجماعة لكي يصبحوا حزبا أو حتي حزب توجد خلفه جماعة.
والثاني هو أن الانغماس في السياسة قد أدي إلي نشوء جيل من السياسيين الإخوان الذين أصبحوا أكثر شهرة ومكانة ممن يقودونهم داخل الجماعة .. وبالتالي أصبحت هناك فجوة ما بين هؤلاء وأولئك.. بل خشية من الكبار والتنظيميين المختفين في أن تؤدي تلك الأوضاع إلي انهيار قواعد السمع والطاعة والتسلسل القيادي.. ما يؤجج احتمالات الانشقاق والانقلاب وتفجير الاختلافات العلنية، وهو ما جري بالفعل في غضون عملية الانتخاب المطعون عليها التي جاءت ببديع مرشدا هناك شك في شرعيته الإخوانية.
بمعني أوضح، الترتيبات التي تتم الآن داخل الجماعة هي نوع من الاستجماع للجم العناصر التي تحولت إلي كوادر أكبر من التنظيم وقياداته، وفرض السيطرة الأشد قيودا علي القيادات المستحدثة سياسيا لصالح القيادات القابضة علي الجماعة، وإعادة فرض مزيد من الأجواء والضوابط السرية علي الكيان الذي يدرك أنه لا يمكن أن يعيش إلا تحت الأرض.
في هذا السياق تحصلت مؤخرا علي وثيقة تستهدف تعديل أوضاع التنظيم الدولي للإخوان، وإعادة ترتيبه، بحيث يستوعب الضغوط التي تمارس علي إخوان مصر، وتسعي إلي جعل صفاته أكثر دولية / فوق قطرية/ وبما يؤدي إلي فقدان الإخوان في مصر هيمنتهم الكاملة علي التنظيم بطريقة جزئية .. وهو أمر له انعكاساته كما سوف أوضح فيما بعد.
تقول الوثيقة:
بعد مرور ما يقرب من ربع القرن علي أسلوب العمل في التنظيم العالمي، فإن الواجب يقتضي مراجعة اللائحة التي تنظم هذا العمل، خصوصا أن التحديات الأمنية قد ازدادت بشكل لم يكن موجودا مع بدايات العمل، ولم تدخل في الحسبان عند إقرار اللائحة إضافة إلي عوامل كثيرة قد طرأت تخص الساحتين العالمية والإقليمية وتخص عمل الأقطار ولا يجب تجاهلها، وأهم هذه العوامل:
1- التفاوت الكبير في السماح للجماعة بالعمل العلني والمشاركة الفعالة في بعض الأقطار يجعل من غير الطبيعي أن يتم تحجيمه أو تعويقه بسبب ظروف مصر التي تعاني المزيد من الضغط والمنع من السفر بما يمنع من مشاركة طاقات مؤهلة موجودة خارجها من تحمل مسئوليات بشكل رسمي طبقا للائحة، وهو أمر تسبب فيه بشكل كبير النص الذي يفرض وجود ثمانية أعضاء من بلد المرشد، يعني مصر، كأعضاء في مجلس الشوري العالمي وبالتالي في مكتب الإرشاد من بين ثلاثة عشر عضوا هم أعضاء المكتب، وقد تكون المبادرة الأخيرة بوجود إخوة برلمانيين يمكنهم السفر والتنقل أمر جيد إلا أنها ستظل مرهونة بردود فعل النظام.
2- إن دور مكتب الإرشاد الحالي لا يتناسب مطلقا مع قيادة حركة عالمية بسبب أن جميعهم من المنطقة العربية.. فالخمسة أعضاء غير المصريين يتم اختيارهم عن طريق مجلس الشوري الذي لا يعرف أعضاؤه غيرهم، وبالتالي فإن معظم لقاءات المكتب تضيع في أمور المنطقة العربية.
3- الذي يناسب قيادة الجماعة مكتب الإرشاد من توسع الجماعة وازدياد رقعة انتشارها هو الاهتمام بتناول الملفات الكبيرة من عمل الجماعة والقضايا الرئيسية من قضايا الأمة من قبيل الصراع الصهيوني في فلسطين، وملفات التربية والتخطيط والتنسيق مع الحركات الإسلامية، والعلاقة مع القوي علي الساحة العالمية.
4- من الضروري أن يجري العمل في مصر بصورة قطرية كباقي الأقطار وما يتطلبه ذلك من أن يكون لمصر مراقب عام ومكتب تنفيذي للإرشاد باعتباره مسمي تاريخيا ومجلس شوري قطريا، علي أن يتفرغ فضيلة المرشد للمسئولية العالمية مع نائبه من داخل مصر.. إضافة إلي أعضاء مكتب الإرشاد العام الذين يتم اختيارهم من مصر والمقترح ألا يكون عددهم ثمانية بل أقل، علي أن يكونوا متفرغين لمهمتهم العالمية.
5- أما بخصوص اللائحة وأساليب العمل، فهناك مقترحات عدة مطروحة للتعديل والتطوير، علي سبيل المثال المقترح التالي للدراسة كنموذج لأي مقترحات أخري في هذا الخصوص:
أولاً:
أ - تقسيم الأقطار الأعضاء في التنظيم العالمي إلي مناطق جغرافية علي الشكل التالي: - منطقة شرق العالم العربي وتشمل: العراق - الأردن - سوريا - لبنان - إضافة إلي دول الخليج.
منطقة غرب العالم العربي وأفريقيا وتشمل: مصر - ليبيا - تونس - الجزائر - موريتانيا - السودان - دول أفريقيا الأخري.
منطقة آسيا وتشمل دول آسيا كلها - أستراليا - اليابان ويمكن تقسيمها إلي منطقتين إذا دعت الحاجة.
منطقة الغرب وتشمل: الأمريكيتين وأوروبا.
ب - تكون أساليب العمل في هذه المكاتب وفق القواعد التالية:
تكون هذه المكاتب مسئولة عن إدارة العمل في مناطقها ويتشكل لها مجلس شوري ومكتب تنفيذي، تنتقل إليهما اختصاصات مكتب الإرشاد العام ومجلس الشوري العام علي ألا تتجاوز هذه الاختصاصات حدود المنطقة.
يقوم مكتب كل مجموعة بإنشاء أجهزته وترتيب لقاءاته ورسم سياساته وفق لوائح محددة يعتمدها مكتب الإرشاد العام.
يكون مسئولو المكاتب أعضاء في مجلس الشوري العام بحكم مناصبهم كما يكونون أعضاء في مكتب الإرشاد العام.
يقوم مكتب المجموعة بعرض محاضر لقاءاته وما يصدر عنه من قرارات بصفة دورية علي مكتب الإرشاد العام.
للعلم بها ولضمان مطابقة السياسات المتبعة للسياسات العامة للجماعة.
تنشئ كل مجموعة أمانة فرعية تقوم علي حفظ مستنداتها وأوراقها، وتكون صلة مكتب الإرشاد العام والأمانة العامة للجماعة بهذه المجموعات عن طريق هذه الأمانات الفرعية.
في حالة حدوث خلاف داخلي أو نزاع بين دول المجموعة الواحدة أو في قطر واحد منها ويستدعي تدخل مكتب الإرشاد في حال عجز مكتب المنطقة عن الحل، فإنه يمكن إحالة الأمر إلي محكمة الجماعة أو تكوين لجنة من عضو أو أكثر إضافة إلي المكتب الموجود في المجموعة الإقليمية لحسم الأمر حتي لا يشغل مكتب الإرشاد العام عن دوره علي المستوي العالمي.
تقوم كل مجموعة بوضع خطة تمويل ذاتية لها، كما يتم التنسيق بينها وبين المجموعات الجغرافية الأخري عن طريق الإرشاد.
ثانيا: مجلس الشوري العام
نظرا للضرورات الأمنية الملحة يتم تقليص أعداد أعضاء المجلس لتقليل حجم الاجتماع الواحد ليكون علي الشكل التالي:
ثلاثة إخوة من كل منطقة جغرافية يختارهم مجلس شوري المنطقة (3*4=12) 2 - خمسة إخوة من بلد المرشد بمن فيهم المرشد (5)
سبعة إخوة من أصحاب الكفاءة يتم اختيارهم مع بداية كل دورة جديدة (7) المجموع الكلي (24 عضواً)
وتبقي مهمة المجلس واختصاصاته كما هي منصوص عليها في اللائحة القديمة.
ثالثا: مكتب الإرشاد العام
أ - يقترح أن يتم تكوينه علي الشكل التالي:
فضيلة المرشد العام (1)
ثلاثة من بلد المرشد بمن فيهم نائبه (3)
نائب من الخارج من بين أعضاء المجلس يرشحه المرشد (1)
مراقبو المناطق (4)
أمين عام يرشحه المرشد ويوافق عليه مجلس الشوري (1)
يتم تعيين جهاز مالي يتولي تأمين متطلبات العمل بالتعاون مع المناطق، ويتولي الإشراف علي هذا الجهاز أحد الإخوة أعضاء المكتب بتكليف منه.
مجموع أعضاء المكتب (10)
ب - تكون مهمة مكتب الإرشاد العام كالتالي:
المهام المنصوص عليها في المادة 29 من اللائحة الجديدة.
متابعة الأجهزة المركزية التالية: التربوية، السياسية، الإعلام، التخطيط، الاستثمار. 3- يكون مسئولا عن القضايا التالية:
فلسطين.
الحوار مع أصحاب الديانات السماوية.
الشيعة والسنة.
قضايا الأقليات في العالم: الفلبين، كشمير، وغيرها.
التنسيق مع الحركات الإسلامية الأخري صاحبة التوجه الفكري المشترك. 6- قضايا الفكر العامة.
الاتصال بالقوي العالمية.
تفرغ مكتب الإرشاد العام لمهمة رسم السياسة والتخطيط دون التقيد بالتنفيذ والذي ستسأل عنه المجموعات الإقليمية وإعفاء المكتب من هذه المسئوليات.
إحكام الصلة والمتابعة عن طريق عمل الأمانات الفرعية.
اختصار المسافات بين القيادة والقواعد لضمان إحكام الصلة «بصورة أكبر» بدوائر عمل الجماعة.
يمكن إسناد مسئولية الأجهزة والنشاطات إلي أعضاء في مجلس الشوري لضمان متابعة هذه الأجهزة دوريا عن طريق المجلس.
يقوم كل جهاز بوضع خطته علي أساس الخطة العامة للجماعة وبجداول زمنية يمكن المحاسبة عليها.
ملاحظة: هذه صورة مقترحة للفكرة، ويمكن بالطبع تعديل بعض تفاصيلها أو الإضافة إليها بما يعمل علي تحقيق الأغراض المرجوة.
انتهت الوثيقة .. ولنا عليها مجموعة من الملاحظات التحليلية:
الملاحظة الجوهرية التي لم تكتب مباشرة في هذه الوثيقة (المقترح) هي أن الجماعة تريد أن ترسخ صفاتها العالمية قفزا فوق ما تقوم به في مصر .. أي أنها سوف تجعل من مهمتها في مصر (جزءا من كل) .. ما يشير إلي مجموعة من الأمور:
إن التفكير القطبي القائم علي أن الدعوة عالمية وتستهدف تأسيس الخلافة الإسلامية عاد ليرسخ وجوده .. ما يعني أننا بصدد جماعة تعطي شئون الدول الداخلية لبشر من خارجها.. وهو ما يعيدنا من جديد إلي التصريح الشهير لمحمد مهدي عاكف الذي قال فيه: (طظ في مصر وأبومصر) حين أيد أن يحكم مصر ماليزي أو باكستاني.. غير أن القيادة الجديدة للجماعة المحظورة باعتبارها خبثا من المرشد السابق تطبق هذا بأساليب مختلفة وغير معلنة.
حديث الجماعة عن التواصل من خلال التنظيم الدولي مع التنظيمات الإسلامية الأخري، لايخفي أمرا مهما، وهو أن التنظيم يريد أن يستعيد قبضة السيطرة علي الحركة المتطرفة دوليا بعد سنوات من بزوغ تنظيم القاعدة بصورته العالمية وقيادته للصوت المتأسلم دوليا.. ما سحب البساط بين أجيال الشباب المتمرد من الإخوان.. وتؤكد هذا المعني طريقة التقسيم الجغرافية التي تقترحها الوثيقة.. فهي إلي حد كبير تحاكي التوزيع الجغرافي لتنظيم القاعدة.. وإن كان الأخير لديه تقسيمات أكثر تنوعا علي مستوي المناطق.. وهو ما تغطيه جماعة الإخوان من خلال تنظيماتها القطرية.
لا أستطيع هنا، تحليلا، أن أستبعد أن هذا التحرك الإخواني قد لا يكون مرتبطا فقط بالتطورات الواقعة داخل تنظيم مصر.. وإنما أيضا بنوع من الحوار الدائر مع دول لها ارتباطات نوعية وتاريخية مع تنظيم الإخوان.. فإما أرادت هي منه أن يقدم نفسه بديلا للقاعدة .. فيرفع عنها ضغوطا مختلفة تعانيها من التنظيم الإرهابي الدولي.. وإما أن التنظيم الدولي للإخوان يقدم نفسه لأداء تلك المهمة.. ما يخلق له فائدات إقليمية وعالمية.. بمعني أنه سيكون مطروحا كأداة في يد قوي إقليمية أو دولية لديها مواجهات مع تنظيم القاعدة.
بافتراض أن هذه القوي الإقليمية لم تستجب للعرض الإخواني المطروح من خلال هذا التطور إن تم، فإن في الساحة قوي إقليمية أخري متمثلة في إيران، لديها الرغبة والخطة منذ حرب غزة في نهاية 2008 - بدايه 2009 في أن تخلق نوعا من التحالف الموحد للقوي المتطرفة تحت قيادة إيران وبوجود حزب الله داخلها .. غير أن هذا التصور يبقي قيد متغيرات عديدة.
خطورة هذا التحرك في اتجاه منافسة القاعدة، تكمن في أمر مهم .. وهو أن القاعدة ليست فقط أسلوبا في العمل من خلال الإرهاب وإنما هي كذلك خطاب سياسي له عمق متطرف جدا .. ولكي تقوم الجماعة بالتنافس علي هذا المستوي فإنها لابد أن تذهب إلي المزايدة علي خطاب القاعدة، إذ لن تقدم نفسها في البداية علي أنها الأكثر عصرية واعتدالا كما تحب أن تقدم نفسها للغرب الآن، لأنها لو فعلت فإنها سوف تخسر الأجواء التي تفرز عددا كبيرا من المتطرفين. وإذا كان (الاقتراح - الوثيقة) يطرح مبررات نقاشه علي مستوي التنظيم إلا أن هناك متغيرات جرت منذ 25 عاما .. فإن هذا يعيدنا إلي الحالة التي أنشأت تنظيم القاعدة في غضون نفس الفترة .. أي حين قاد تحالف الإخوان الدولي برعاية بعض الدول عملية تجنيد الشباب للجهاد في أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي، ما أدي إلي نشوء ظاهرة الأفغان العرب.. التي أفلتت بمضي الوقت من سيطرة الإخوان.. بعد أن أنتجها (أشهر مجند للشباب العربي وجامع للأموال كان هو الإخواني الفلسطيني الأشهر الشيخ الراحل عبدالله عزام وقد قتل بأيدي بعض من جندهم).
- إن التنازل عن الأغلبية المصرية في قيادة التنظيم الدولي، وفق هذا المقترح المتداول الآن بين قيادات التنظيم الدولي، إنما يعني أن محمد بديع يريد أن يقدم نفسه كقيادة دولية أكثر من كونه قيادة إخوانية مصرية، ولكي تدنو له هذه الرغبة فإنه يطرح تنازلات من جانب تنظيم مصر لصالح أن يمنحه الآخرون في أقطار غير مصر هذه الوضعية ويدينوا له بها.. متجاوزا علي المشكلات التي كانت تتفجر بين الإخوان في مصر وغيرهم حيث كان الآخرون يقولون إن جماعة مصر تفرض هيمنتها علي التنظيم الدولي.
من الناحية العملية لن يكون هذا التنازل من إخوان مصر جوهريا، ولن يفقدهم السيطرة الكاملة، ولكنه سوف يعطيهم مواقع أقل، تحفظ لهم الأغلبية وترضي الآخرين من الناحية الشكلية .. وتوزع المسئوليات بطريقة تجعل قيادات الجماعة في مصر أكثر تفرغا لمهمتها المتطرفة داخليا .. أي أنه تحلل من أعباء .. واستجلاب لمكانة في ذات الوقت.
هذه الوضعية الدولية التي يريد بديع أن يكتسبها إنما تعطيه الفرصة، شخصيا أو علي مستويات أخري، لكي يقوم بإجراء الاتصالات مع القوي العالمية .. كما نص علي ذلك البند (7) من النقطة (ب).. وهذا اعتراف مهم.. وله مدلولاته.
التركيبة بهذه الطريقة إنما تري ضمنيا أن الجماعة وجدت نفسها في طريق داخلي مسدود.. ومن ثم فإنها تريد أن تقفز علي هذا الوضع بإعادة شحن نفسها بعناصر من الخارج ومن خلال كيان أكبر يكون قوة دافعة للتنظيم السري داخل مصر.. ولغيرها.. وتعتقد الجماعة أن الأمر بهذا الشكل سوف يجعلها قادرة علي مواجهة الضغوط الأمنية التي تعوق عملها المتطرف في الداخل.
وأيضا، يؤدي هذا إلي خلق جماعة ضغط دولية متعددة الأطراف، تقوم بالتحرك بناء علي توجيه التنظيم الدولي من أجل هذا الفرع أو ذاك، علي سبيل المثال القيام بمظاهرات في أماكن مختلفة .. وهو ما سبق أن قامت به الجماعة فعليا علي مستوي عشرة أشخاص ضد السفارات المصرية في أنحاء مختلفة من أوروبا وبعض الدول العربية .. إبان حرب غزة كذلك.
- المسألة الأهم وغير المعلنة بصراحة في هذا التحرك الذي عبر عنه المقترح تتعلق بالتمويل، إذ بالعودة إلي الضغوط الأمنية التي أدت إلي ضرب شبكات الاقتصاد الداخلي للجماعة في مصر، فإن التنظيم السري يواجه مشكلة تمويلية .. لا تعني أنه قيد أزمة .. ولكنها تشير إلي أنه لا يمكنه أن ينفق علي شئونه بنفس الدرجة التي كان عليها الموقف من قبل، ومن ثم فإن إحياء التنظيم الدولي بهذه الطريقة يريد أن يعيد تنشيط قنوات التبرع والتمويل من الأفرع الإخوانية الأشد ثراء .. وهو ما سوف يصب في النهاية في أيدي قيادات إخوانية مصرية.
يشار في هذا إلي البند الذي يقول بوضوح ما يلي: (يتم تعيين جهاز مالي يتولي تأمين متطلبات العمل بالتعاون مع المناطق ويتولي الإشراف علي هذا الجهاز أحد الإخوة أعضاء المكتب بتكليف منه).
- لا يخلو التحرك من سعي إلي علاج مشكلات تنظيمية معقدة، يشير إليها المقترح بعبارة ضمان التواصل بين القاعدة والقيادة، لكنه أيضا يضع آلية لحل المشكلات التي تنشأ في الأفرع أو فيما بينها .. كما جري مثلا في الجزائر حيث جري انشقاق علي جماعة الإخوان وفي الأردن حيث تبدي انشقاق غيره، وصولا إلي اقتراح (محكمة إخوانية) خاصة لحل هذه المشكلات .. كما لو أن التنظيم يبتدع لنفسه آليات دولة ليس لها وجود.
في الآونة الأخيرة انشغل الجمهور بالموضوعات التي يثيرها مسلسل «الجماعة»، وقد ثار جدل كبير حول ذلك، وبغض النظر عمن يقول أن المعلومات المذكورة في المسلسل صحيحة وغير ذلك، فإن الواقع يشير إلي أن العبث الذي مارسه حسن البنا في بداية حياته قد تحول إلي مصيبة كبيرة، وخطر عظيم، وبالتأكيد فإنه لم يكن ليتخيل أنه سوف يبلغ ما وصل إليه قبل مقتله كما أن كل من ساهموا في تأسيس هذا التنظيم من المحتلين أو من القصر الملكي لم يكونوا ليدركوا أنه سوف ينمو بطريقة سرطانية مذهلة .. تصل إلي مرحلة حالية يطور فيها نفسه علي مستوي دولي .. وبحيث يقدم نفسه بديلا منافسا لتنظيم القاعدة.
عبد الله كمال
يمكنكم مناقشة الكاتب وطرح الآراء المتنوعة على موقعه الشخصى
www.abkamal.net
أو موقع روزاليوسف:
www.rosaonline.net
أو على المدونة على العنوان التالى:
http//alsiasy.blospot.com
أو على صفحة الكاتب فى موقع الفيس بوك أو للمتابعة على موقع تويتر:
twitter.com/abkamal
البريد الإلكترونى
Email:[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.