البورصة المصرية تخسر 90 مليار جنيه في ختام تعاملات الثلاثاء    بنك مصر يرعى الاتحاد المصري للتنس للعام الخامس على التوالي    أستاذ جامعي: إصلاح التعليم يتطلب تخفيض أعداد المقبولين بكليات الآداب والحقوق والإعلام والتجارة    خلال زيارتها لمصر.. مايا مرسي تستقبل قرينة رئيس دولة البوسنة والهرسك    هل تنخفض أسعار المقررات التموينية خلال مايو ؟.. «التموين» تُجيب    توريد 77283 طن قمح في كفر الشيخ    رئيس وزراء مصر وبيلاروسيا يشهدان مراسم توقيع اتفاق بين البلدين لتعزيز نظام التجارة المشتركة    الرئيس السيسي يستقبل أمير الكويت اليوم    استشهاد «حسن».. سائح تركي يطعن جندي إسرائيلي في القدس (التفاصيل)    مقتل خمسة أشخاص وإصابة العديد الآخرين جراء الفيضانات بولاية «جامو وكشمير»    وزير التعليم ومحافظ القاهرة يفتتحان المعرض السنوي وورش عمل طلاب مدارس التعليم    «بكاء ومشادة».. مفارقة مورينيو تهدد صلاح بالرحيل عن ليفربول    بطولة إفريقيا للكرة الطائرة.. «سيدات الأهلي» يواجه سان دوني    الإسماعيلي يزف بشرى سارة للاعبيه قبل مواجهة الأهلي    مصرع شخص دهسه قطار الصعيد في أبوقرقاص بالمنيا    الأرصاد تكشف حالة الطقس المتوقعة اليوم وموعد ارتفاع درجات الحرارة    توقعات برج الثور في شهر مايو 2024: تحديات ومشكلات على كافة الأصعدة    إحالة حرامي الهواتف بالموسكي للمحاكمة    مدبولي: العلاقات الوثيقة بين مصر وبيلاروسيا تمتد في جميع المجالات    رئيس "كوب 28" يدعو إلى تفعيل الصندوق العالمي المختص بالمناخ    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    أسعار السمك والمأكولات البحرية بسوق العبور اليوم الثلاثاء    فالفيردي: جاهز لمواجهة بايرن ميونيخ    القيعي: يجب تعديل نظام المسابقات.. وعبارة "مصلحة المنتخب" حق يراد به أمور أخرى    عضو إدارة الأهلي: دوري الأبطال ليس هدفنا الوحيد.. ونفقد الكثير من قوتنا بدون جمهورنا    جهاز مشروعات التنمية الشاملة ينظم احتفالية لحصاد حقول القمح المنزرعة بالأساليب الحديثة    بلينكن يتوجه للأردن لبحث سبل زيادة المساعدات إلى غزة    رئيس الوزراء الفلسطيني: لا دولة بدون قطاع غزة    تتزعمها سيدات.. مباحث الأموال العامة والجوازات تُسقط أخطر عصابات التزوير    أول بيان من «الداخلية» عن أكاذيب الإخوان بشأن «انتهاكات سجن القناطر»    وفد شركات السياحة المصرية بالسعودية يكشف تفاصيل الاستعداد لموسم الحج    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    مساعد وزير الخارجية الأسبق: الجهد المصري لا يتوقف لتهدئة الأوضاع في غزة    طرح فيلم "أسود ملون" في السينمات السعودية .. الخميس المقبل    رئيس جامعة المنيا يفتتح معرض سوق الفن بكلية الفنون    مستشار زاهي حواس يكشف سبب عدم وجود أنبياء الله في الآثار المصرية حتى الآن (تفاصيل)    ساويرس يوجه رسالة مؤثرة ل أحمد السقا وكريم عبد العزيز عن الصديق الوفي    لحظة إشهار الناشط الأمريكي تايغ بيري إسلامه في مظاهرة لدعم غزة    الصحة: الانتهاء من مراجعة المناهج الخاصة بمدارس التمريض بعد تطويرها    كيف علقت "الصحة" على اعتراف "أسترازينيكا" بوجود أضرار مميتة للقاحها؟    عشان تعدي شم النسيم من غير تسمم.. كيف تفرق بين الأسماك الفاسدة والصالحة؟    "البيئة" تطلق المرحلة الثالثة من البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة    رئيس جامعة بنها يفتتح معرض الزهور الأول احتفالا بأعياد الربيع    المهندسين تبحث في الإسكندرية عن توافق جماعي على لائحة جديدة لمزاولة المهنة    ميدو يعلق على الجيل الجديد في كرة القدم    رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورنا يحسم الجدل بشأن حدوث جلطات بعد تلقي اللقاح    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    أقدس أيام السنة.. كيف تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بأسبوع آلام السيد المسيح؟    «الثقافة» تطلق النسخة السابعة من مسابقة «أنا المصري» للأغنية الوطنية    طلاب النقل الثانوى الأزهرى يؤدون امتحانات التفسير والفلسفة والأحياء اليوم    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    ألقوه من فوق مبنى.. استشهاد فلسطيني على يد قوات الاحتلال في الضفة الغربية    مساعد وزير الصحة: قطعنا شوطًا كبيرًا في تنفيذ آليات مواجهة تحديات الشراكة مع القطاع الخاص    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لي نصيباً في سعة الأرزاق وتيسير الأحوال وقضاء الحاجات    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أئمة المساجد يحرمون الزواج من العريس الذي يريد إنجاب طفلين فقط
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 24 - 07 - 2010

إذا أردت أن تبحث عن حقيقة هذا المجتمع الذي نعيش فيه فعليك أن تبحث دائما عن المستتر، أما المعلن فهو متهم وفي معظم الأحيان لا تثبت براءته. إعلانات تنظيم الأسرة تملأ كل مكان من لافتات إلي راديو إلي تليفزيون.. والرأي الديني الرسمي المعلن هو إجازة تنظيم النسل بل التشجيع عليه.
لكن السؤال هو: هل هذه الإعلانات وهذه الآراء الدينية الرسمية المعلنة في وسائل الإعلام هي المحرك الرئيسي لدماغ هذا المجتمع؟ إذا كانت الإجابة نعم.. فأين تكمن المشكلة؟ ومن أين يأتي البلاء؟ ولماذا تتزايد أعدادنا زيادة مطردة؟.. «بالبلدي».. لو كانت هذه الآراء الرسمية هي المؤثر الأول في عقول البسطاء «ماكانش حد غلب».
وحتي لا يكون كلامنا مجرد كلام مرسل قررت أن أقوم بتجربة شخصية أعرف من خلالها الآراء الحقيقية والنصائح التي يدلي بها أئمة المساجد والزوايا للمصلين السائلين حول مسألة تنظيم الأسرة.
«أختي تقدم لها عريس مناسب جدا وعلي خلق وقد صلت صلاة استخارة وشعرت بارتياح تجاهه لكن المشكلة هي أنه يشترط عليها الاكتفاء بطفلين.. هل أوافق علي هذه الزيجة يا سيدنا الشيخ؟».. كانت هذه هي القصة التي اختلقتها وقصصتها علي عشرة من أئمة المساجد والزوايا في 5 مناطق متفرقة هي «صفط اللبن» و«ناهيا» - ب «بولاق الدكرور» - و«كوبري القبة» و«المطرية» و«شبرا».. وإليكم تفاصيل تجربتي.
- الإمام رقم1: « تنظيم النسل كلام كفر لكن قليلا من الخداع يتمم الزيجة»
تختلط الألوان بالبشر في منطقة «ناهيا» ب«بولاق الدكرور» - لأن المنطقة عبارة عن سوق شعبية كبيرة - إلا أن اللون الأسود - لمُرتديات النقاب - هو الغالب علي كل الألوان. توجهت إلي زاوية «السنية» هناك حيث التقيت إمام الزاوية «إبراهيم أمين».. قصصت عليه الأمر فلم يجبني إجابة مباشرة.. قال «الصين بها تقريباً مليار نسمة، وهم عالم كفرة، لكن هؤلاء أغرقوا الدنيا بمُنتجاتهم وأعمالهم، ونحن 80 مليونا لكن لا نستطيع أن نفعل أي شيء ولا أن نُغرق حتي أسواقنا بمُنتجاتنا، إذن الفكرة ليست في العدد، بل في الجُهد».
رأيت كلام الإمام إبراهيم أمين معقولا جدا.. لكنني عندما استرسلت معه في الكلام أخذ يحيد عن رأيه الأول.. فبعد أن كان يري أن العدد ليس مهما بدأ يطمئنني أن أختي ستتمكن من إقناع زوجها وفرض رأيها عليه بعد الزواج.. فقال «الرجل قبل الزواج يكون مثله مثل المُمثل عبدالفتاح القصري في فيلم نورماندي 2 حينما يُخبر زوجته: كلامي ماينزلش الأرض أبداً.. لكن بعد الزواج الكثير من الأمور يتغير وكلامه كله بينزل».. وكأنه ينصحني أن أجعل أختي المزعومة توافق علي الزيجة ثم تحاول فرض رأيها فيما بعد.. وبغض النظر عن نصائح الإمام بخصوص الحياة الزوجية التي تعني أن الزوجة عليها أن تضحك علي زوجها أو «تاخده علي قد عقله» إلي أن تقع الفأس في الرأس إلا أنني وجدتني لا أفهم إذا كان يري أن ما يطلبه زوج أختي المزعوم حلال أم حرام.. وأثناء حواره شردت بذهني أتأمل أجواء المسجد فرأيت عددا من الرجال والشباب والأطفال يغطون في النوم في ساحة المسجد.. وقد رصدت هذا المشهد في أكثر من جامع فيما بعد.. تساءلت في خلدي «ألا يتأمل هذا الإمام ذلك المشهد الذي يصعب علي الكافر لأولئك البشر الذين لا مأوي لهم.. ألا يفكر في السبب قبل أن يدلي بآرائه؟».. كدت أن أقذفه بهذا السؤال حتي تذكرت أنني لست جالسا معه بصفتي صحفيا لكن علي أن أتقمص شخصية وعقلية أحد هؤلاء الغلابة الذين يمتصون هذه الآراء كل يوم.. وأثناء تفكيري قاطع خاطري ما أضافه الإمام «إبراهيم»: «الرسول - صلي الله عليه وسلم -أعطي أمراً في عهده لصحابته بأن يضعوا المني خارج رحم المرأة أثناء عملية الجماع، لكن كان هذا بشروط، منها أن تكون المرأة مُتعبة أو مريضة..».. وهنا تأكدت أنني لا أفهم رأي هذا الإمام.. هل يري أن زواج أختي المزعومة من هذا الرجل حرام أم حلال؟ فسألته السؤال بوضوح: «ياسيدنا الشيخ.. ما رأيك في مسألة تنظيم الأسرة؟» .. وهنا قذفني في وجهي برأيه قائلا: «النعرات الكاذبة التي تطلعلنا خارج إطار المسجد والتي تدعو إلي التنظيم أو التحديد وتقول لك: جيب 2 وبس، فهذا كلام الكُفار!». لكن عاد الإمام إلي نصائحه الخاصة بالعلاقة الزوجية مؤكدا علي رأيه الأول بأنه ما يجب علي الفتاة أن تضيع فرصة الزيجة وبعد الزواج الأمور ستختلف: وحتي يفهمني أكثر أخذ يحكي لي قصة جحا والحمار فقال: «يحضرني في هذا الشأن قصة الملك الذي كان يُريد أن يُعلم حِماره اللغة الإنجليزية، فتطوع جحا بأن يُعلم الحمار، فأخبره الملك إن لم يُعلم الحمار سيكون جزاؤه الموت، فطلب جحا من الملك مُهلة 20 عاماً لتعليم الحمار، وافق الملك وأغدق عليه الملك بالجواري والقصور وكُل ما تشتهي الأنفس، وحينما تعجب الناس مِمَا فعله جحا، وقالوا له أنه لا يمكن أن يتمكن من تعليم الحمار.. فقال لهم جحا أنه خلال ال20 عاما قد يموت الحمار أو يموت الملك أو يموت جحا نفسه».. وأراد الإمام بهذه القصة أن يقول لي: لا تقف في وجه زيجة أختك وبعد الدخلة الأمور ستختلف.. شكرت الإمام وخرجت من الزاوية وقد تعلمت أمرين:
أولا: قليل من المكر والخداع لبلوغ الهدف ليس عيبا.
ثانيا: أما تنظيم النسل فهو حرام ومن ينادون به كفار.
الإمام رقم2: « تنظيم النسل كفر وتنظيم الدخل بخل»
دخلت أكثر من مسجد وزاوية ببولاق الدكرور لكنني لم أجد الإمام فرحلت إلا أنني اكتشفت أنها ليست ظاهرة مقصورة علي منطقة ناهيا ولا حتي علي بولاق الدكرور فعندما دخلت زاوية «النيل» بإمبابة قال لي أحد القائمين علي المكان أن غياب الأئمة عن المساجد ليس أمرا استثنائيا فمن العادي أن يغيب الأئمة المعينون من قبل وزارة الأوقاف وينوب عنهم متطوعون..
وبعد دخولي إلي أكثر من زاوية ومسجد في منطقة ناهيا دون جدوي، دخلت إلي زاوية «رياض الصالحين» فوجدت علي الباب المدهون باللون الأصفر ورقة مدونا عليها أرقام تليفون الإمام «عماد بيومي». اتصلت به وحكيت له قصتي المزعومة.. وكان إجراء الحوار علي التليفون سهل علي لأنه مكنني من إخراج ورقة وقلم لتدوين كل كلام الإمام وهذا ما لم أستطع فعله مع بقية الأئمة حتي لا أثير ريبتهم.. قال لي الشيخ عماد بيومي بحسم «الرجل الذي يطلب من امرأته تنظيم أو تحديد النسل يُرفض فوراً، وعلي أي امرأة مسلمة أن ترفض مثل هذه الزيجة المشروطة بما لا يرضي الله.. هذا الرجل ليس عنده دين، ولا يعرف أي شيء عن الدين، فما يقوله حرام، فكيف يشترط عليها أن تُنجب بحساب ؟!.. وكيف يقول لها: دعينا نحسبها بالورقة والقلم؟!.. غير أنه من الواضح عليه أنه يحسبها بالسحتوت، وبخيل للغاية». وهنا لفت انتباهي كلام هذا الشيخ إلي اختلاط المعايير في هذا المجتمع.. فتنظيم النسل كفر وتنظيم الدخل بخل.
قلت له «لكن يا سيدنا الشيخ، أختي تحب هذا الشاب المتقدم لها.. فماذا أفعل؟» فأجاب مستخفا بكلامي «براحتها بقي، أنا قلت اللي عندي.. فما يطلبه منها معناه أنه لا يفهم شيئاً، فهذا زواج وعيشة عُمر، الرجل الذي طلب منها هذا لا يؤمن بالله ولا يعرف الدين، ولا يعرف أن الأولاد يأتون له بالرزق، وشخصية هذا الرجل تفتقد لما تحتاجه المرأة من شعور بالأمان والاستقرار لأنه بطلبه هذا لا يؤمن بالله».. شكرته وأغلقت التليفون.
- الإمام رقم3: « إذا كانت الحالة المادية لا تسمح اكتفوا بطفلين»
علي الرغم من أن إمام مسجد «الخازندار» بشبرا، الشيخ «عبدالرحمن الديك» هو رجل قادم من الماضي الذي يبدو بعيدا بالنسبة لي كشاب في مقتبل العمر حيث إن سنه قد قاربت الثمانين إلا أن آراءه أعطتني أملا في المستقبل. جلس معي الشيخ العجوز بقفطان يقترب من اللون الرمادي وعمامة بيضاء وأخذ يحدثني بالأمثال الشعبية التي أراد بها إقناعي بتنظيم الأسرة.. ومن شدة محاولته إقناعي أدركت أنني قد أتقنت دور السائل البسيط الخائف من معصية الله.. قال لي أمثلة صعيدية «حلاوة الدرية - أي الذُرية - فيها ولد وبنية - أي ولد وفتاة فقط».. وأخذ يشرح المثل قائلا «بمعني أن الذرية ليست بالعدد وإنما بالمُتعة التي يكون توافرها أسهل إذا اكتفي الزوجان بطفلين فقط»، ثم قال لي بخفة ظل «بورة أبرك من بستان».. وشرح لي المثل قائلا «أي قد تكون المرأة التي لا تُنجب أفضل من التي تُنجب، وأيضاً هناك مثل قائل: كل ما تخف يفرز الجنديلة، وهو مثل مُتعلق بالزراعة بمعني أنه كلما خف عود الذرة كُلما ازدهر وكشف عن جماله .. وأخذ يشرح لي الشيخ الفرق بين التحديد والتنظيم، فيجوز الاتفاق بين الزوجين علي تحديد النسل لا علي تنظيمه، والتنظيم أن يتم ترك مُدة بين كُل طفل وآخر حتي يأخذ الطفل الأول وقته تصل إلي 3 سنوات، وفي الجُزء الثاني من سورة البقرة آية رقم 233 يقول الله تعالي في كتابه العزيز: «والوالدات يُرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة».. والتنظيم له وسائل مُتعددة يعرفها الأطباء مثل الحبوب وغيرها، لكن التحديد هو أن يتفقا علي أن يأتيا بولد وبنت فقط أو بولدين وهكذا، وهذا حرام، إلا إذا كانت صحة المرأة ضعيفة فلا تسمح صحتها بأن تلد أكثر من اثنين، أو صحة الرضيع الذي تأتي به للدنيا ليست جيدة، وبالتالي هنا تستطيع أن تُحدد النسل، أو أن اللبن في صدر المرأة لا يُشبع وليدها، وهو ما يؤثر بالتالي علي الرضيع، كما أن الأوضاع الآن في مصر تعني أنه يجب مُراعاة الحالة المادية للوالدين لأن الإتيان بالأطفال هذه الأيام عبء ثقيل.. وهنا لاحظت أن هذا الشيخ الحكيم حرص علي أن يقول لي الرأي الرسمي الذين أعلنه الأزهر الشريف والمعلن من قبل دار الإفتاء، وأضاف إلي أسباب إجازة تحديد النسل الحالة المادية.
- الإمام رقم 4: « طفلان صالحان أفضل من 10 عالة علي المجتمع»
الشيخ علي «إمام مسجد سيدي عمرو الأنصاري» ب«كوبري القبة» الذي قارب الثمانين هو الآخر قال لي «الرجل الذي يطلب من امرأته تنظيم النسل لا يرتكب فعلا حراماً، خاصةً أن الظروف الاقتصادية الآن صعبة، ثم إن المرأة تُنجب طفلين صالحين أفضل من 10 عالة علي المُجتمع.. فهذا معناه أن هذا الرجل يُراعي امرأته، لهذا تتوكل علي الله وتتزوج من هذا الرجل، والله سيُكافئها، غير أنه أيام الرسول - صلي الله عليه وسلم - كانوا يقومون بتحديد النسل لكن ليس بنفس طُرقنا الطبية الآن».. واستطرد قائلا «ما لا يجوز هو أن تكون المرأة حاملاً وتُجهض طفلها بدعوي التنظيم، أو تُرضع طفلاً وتكون هي حاملاً في الوقت نفسه، فهكذا الاثنين لا يأخذان حقهما، وهو ما لا يوصي الله به، بل أوصي علي العكس بأن تُعطي المرأة لكُل طفل حقه».
- الإمام رقم 5: « دعا لي بالهداية»
توجهت إلي مسجد «النصر» بمنطقة «صفط اللبن» حيث قال لي الشيخ «سليمان عبد ربه عبدالله» إمام المسجد.. «الأطفال عزوة للمرأة وسند لها في الدنيا، وهي لا بُد أن تتمسك بأحقيتها في الإنجاب، وعدا ذلك فهو حرام حرام».. ويُضيف: «مُدعو التنظيم أصبحوا يتدخلون فيما لا يعنيهم بين الرجل وزوجته، فهل يعلم هذا الرجل الذي سيتزوج أختك عِلم الغيب؟!.. ومن أين له هذا العِلم؟!.. وبعدين تحديد وتنظيم إيه؟!.. هذا كُله كلام غير صحيح.. فمثلما قال الله تعالي في كتابه العزيز: «يهبُ لمن يشاء إناثا ويهبُ لمن يشاء الذكوا.. أخبرته بأن الرجل الذي يريد الزواج من أختي يتعلل بضرورة التنظيم لأن دخله المادي لا يسمح، نظر لي الشيخ نظرة صامتة ودعا لي بالهداية!.
- الإمام رقم 6: « تحديد عدد الأطفال يمنع الرزق »
كما فعل إمام مسجد صفط اللبن دعا لي «د. حسن عوض» إمام جامع «الفرقان» ب«المطرية» بالهداية قائلا «ما يقوله هذا العريس شك في الله تعالي نفسه والعياذ بالله.. وعندما يتذوق الرجل حلاوة طعم الإنجاب، سيقول لزوجته هاتي 10 مش بس .2 والله تعالي يقول في كتابه العزيز: «نحن نرزقكم وإياهم».. فالرزق بيد الله، وماحدش بيبات من غير عشا..».. ونصحني الإمام قائلا «هي فقط تُحاول أن تُكلمه وتُقنعه بضرورة أن يجتهد قليلاً في عمله حتي يُحسن من دخله، فالطفل يأتي من عند الله ومعه رزقه، وبالتالي منع الأطفال من أن تأتي يعني منع الرزق من عند الله».
- الإمام رقم 7: « ربنا قادر علي الظروف الاقتصادية»
رفض إمام مسجد «الشيخ غراب» ب«كوبري القبة» - ذكر اسمه بحُجة أن السائل والمسئول لا يتعارفان حتي لا يُفضح السائل! - رغم ارتداء هذا الإمام الملتحي للجينز و«التي شيرت» إلا أن رده علي سؤالي كان الأعنف.. وقال لي في عنف «علي أختك أن ترفض ذلك لأن أهل العِلم حرموا هذا طبعاً.. ومن أين يعلم هذا الرجل علم الغيب؟.. فإن كان يتعلل بالظروف الاقتصادية، فالفقير يأتي آخر الليل يُغنيه الله، والغني يأتي آخر الليل يُفقره الله».. وحينما سألته: «كيف هذا يا مولانا؟».. لم يجبني وأضاف «غير أن 99 % من الفتيات الآن يلدن بالطريقة القيصرية.. ومن الممكن أن تلد هي بهذه الطريقة والطبيب يُخبرها بأن رحمها قد حدث له أي شيء لا يُمكنها من الإنجاب بعدها، وهكذا زوجها يُقدر البلاء قبل وقوعه».. أبديت إعجابا واصطنعت علامات الاندهاش علي وجهي وسألته عن اسمه للمرة الثانية حتي أرسل له أختي تستقي من علمه فقال لي: «تستطيع سؤال الأخوات بدلاً مني!».
- الإمام رقم 8: « الرجل الذي يطلب من زوجته تحديد النسل لا يؤمن بالقضاء والقدر»
التقاني الشيخ «حنفي» إمام «مسجد النور» ب«المطرية»، وهو مسجد يتوسط ساحة السوق.. كان الشيخ «حنفي» جالسا وسط المسجد بفانلته الداخلية وبنطاله الأبيض والمُحجبات والمُنتقبات كانوا يمررن من أمامه وكأنه مشهد اعتدن عليه. لم ينتظر الشيخ حنفي إلي أن أكمل حكايتي المزعومة فقاطعني بحسم «طبعاً ما يطلبه هذا الرجل حرام لأنه ببساطة ماحدش مغسل وضامن جنة.. فالإنسان الذي يطلب من امرأته ذلك يعني أنه لا يؤمن بالقضاء والقدر لأن كُل مولود يأتي ومعه رزقه، وكما يقول الله تعالي في كتابه العزيز: «يهبُ لمن يشاء إناثا ويهبُ لمن يشاء الذكور».. إلا أن استمراره في الاسترسال بشكل حتي يصعب فهمه أحياناً وصل به للمُقارنة بمثال عجيب، فقال: «العراقيون الذين كانوا أغنياء من عند الله في عهد صدام حسين، وفجأة وصل بهم الوضع الآن - بعد الغزو الأمريكي - إلي ما لا نُريد أن يُكتب علينا والعياذ بالله.. أرأيت كيف لا يوجد أحد عنده علم الغيب؟ والحال لا يبقي أبدا علي ما هو عليه.. فكيف يعلم هذا الرجل أن الله يُريد له أن يُنجب؟!.. والمرأة عليها في هذه الحالة أن تُكلم رجلها بالحُسني وفي ساعة صفاء وهكذا يلين ويذعن لطلبها».
- الإمام رقم 9: «من يستطيع أن يقول لله «لا»؟ »
منعني أحد المسئولين عن المسجد من الدخول. تعجبت جدا خاصة أننا كنا في وضح النهار.. أصررت علي دخول الجامع بحجة أنني أريد أن أصلي العصر.. فالتقاني الإمام «الشاذلي حسن» وحدثني بلهجته الأسوانية وبشرته السمراء لكنه لم يُعطِني رداً واضحا محدد الملامح، كل شيء لم يكن واضح الملامح حتي إن زاويته نفسها التي تقع في منطقة صفط اللبن لم يكن لها اسم معروف إنما الكل يطلق عليها اسم «زاوية الشيخ الشاذلي» بشارع «الشاذلي حسن» - كما يُلقبه القاطنون هناك - فحينما سألته إذا كان طلب الرجل من امرأته التنظيم حلالاً أم العكس، أجاب: «لو كان الرجل صالحاً وسينفع المرأة في الدنيا تتزوجه ولو كان العكس لا تتزوجه».. وحينما أخبرته أن أختي مُترددة بشأن شرعية طلبه إنجاب طفلين لا أكثر، لم يُجب سوي ب: «هذا في علم الغيب.. فكما قال الله تعالي في كتابه العزيز: «يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء ذكورا».. فقد يُعطي الله تعالي لهذا الرجل توءمين، ويُريد أن يهبه الله ذرية أخري، فهل سيقول لله لا ؟!»..
- الإمام رقم10: «ارسل لي أختك لأقنعها»
رد الفعل الغريب كان أيضاً من جانب «عم حسن» - كما يُحب أن يُلقبه الناس - إمام جامع «الخلفاوي» ب«شبرا» حول مسألة الفتاة المزعومة، حيث قال: «العَطية عَطية ربنا، والفتاة تُصلي صلاة استخارة لتعرف إذا كان يُحبها أو لا يحبها، غير أن حديثه معناه أنه بيهزر معاها»!.. هكذا فسر «عم حسن» الموضوع علي أنه مجرد هذر ليريح دماغه.. قلت له «الموضوع جاد جدا ولا يحتمل الهذر» فأجاب «حتي لو الرجل لا يهذر فلا أحد يستطيع أن يمنع ما قدره الله..» وطلب مني الإمام إرسال أختي له بعد صلاة الظهر واستأذن ليكمل إفطاره.
راقبت «عم حسن» وهو يطلب من فتاة صغيرة محجبة لا يتجاوز عُمرها العاشرة - أن تشتري له ب2 جنيه جبنة وبجنيه فول، ورأيت الفتاة تركض بعيداً لتُلبي طلبه، وسط أناس كثيرين نائمين داخل الجامع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.