فاروق عبدالسلام ليس مجرد وكيل أول لوزارة الثقافة بل يمكنك القول إنه الرجل الثاني في الوزارة الذي يعرف كل صغيرة وكبيرة، لذا كان ينبغي علينا الالتقاء به خاصة بعد الاتهامات التي ذكرها «توفيق عبدالحميد» في حواره معنا العدد الماضي. سألنا «فاروق» عن تعليقه حول ما ذكره «توفيق» بخصوص الفساد الذي اصطدم به في البيت الفني للمسرح.. ففوجئنا به يخرج مائتين وخمسة جنيهات قائلاً: «هذا المبلغ في جيبي منذ 3 أشهر لم يقل ولم يزد».. واقعة تحتاج إلي تأمل خاصة أنه يكشف في السطور التالية عن عدد من المفاجآت فيما يتعلق بأسباب استقالة «توفيق» من منصبه. قلت له: إيه حكاية استقالة «توفيق عبدالحميد»؟ قال لي: مالها؟! قلت له: إنه يتهمكم بإعاقته في تسيير العمل ومحاولة «تطفيشه» من مكانه؟! قال لي: «توفيق عبدالحميد» فنان كبير ونظيف وشريف، لكنه خجول، هذا الخجل هو سبب ضعفه في الإدارة الذي يترتب عليه عدم قدرته علي مواجهة المشاكل، فأنا قد لا أتفق مع «أشرف زكي» في تدخله في شئون عمل «توفيق عبدالحميد» من خلال البيت الفني للمسرح، لكن في الوقت نفسه لا أتفق مع «توفيق عبدالحميد» في الاستسلام لتدخلات «أشرف». وماذا كان بإمكانه أن يفعل؟ كان عليه أن يواجه ويشتكي وخاصة أنني كما قلت لك مكتبي مفتوح للجميع وفي أي وقت، لكن «توفيق عبدالحميد» يحب دائماً أن يؤثر السلامة دون الدخول في مشاكل، لدرجة أنني لأول مرة أري رئيساً للبيت الفني للمسرح يدير عمله من بيته!! لأنه كان يواجه عقبات ومشاكل تعوقه عن إنجاز عمله بسهولة ويسر ومنها مشاكل قال إنها كان يتم زرعها له بطريقة المؤامرات لإعاقة حركته؟! - أياً كان الأمر، كان عليه ألا يترك موقعه وكان عليه أن يدير عمله من مكانه، أليس هناك من أبناء البيت الفني للمسرح من يحتاجون إلي المساعدة والخدمة، هؤلاء من ينظر إلي شكاواهم ومشاكلهم؟! ومن الذي يحلها لهم؟! «توفيق عبدالحميد» أنجز مسرحياً؟! نعم أنجز ونفذ أعمالاً مسرحية جيدة، ولكن الإنجاز المسرحي أو الفني وحده لا يكفي، فهناك أيضاً من يحتاجون إلي إنجاز إداري، «توفيق عبدالحميد» جاء إلي البيت الفني للمسرح ليس للعروض المسرحية فقط، ولكن لتذليل العقبات وحل المشاكل أمام الموظفين، وهو ما يجعل إدارته للعمل منقوصة!! ربما «أشرف زكي» لم يكن يترك له مجالاً للتحرر في العمل والتعامل مع الإدارة بحرية كاملة؟! - أعرف أن أشرف يحاول الإمساك بكل خيوط اللعبة ولا يريد أن يشاركه أحد في التحريك وهذا ليس فقط صعباً، وإنما مستحيل خاصة أن «أشرف» «لاخم» نفسه بمليون حاجة «قطاع الإنتاج الثقافي» بوزارة الثقافة و«نقابة الممثلين» و«اتحاد الفنانين العرب» و«الهيئة العربية للمسرح» وفوق هذا كله تعلقه الشديد بالبيت الفني للمسرح الذي لا يريد أن يخرج من بين يديه. وأين سيطرتكم علي الموقف؟ - تجنباً لما كان متوقعاً، قمت باستصدار قرارين من الوزير في آن واحد وبرقمين متسلسلين متتاليين واحد ل «أشرف» والآخر ل «توفيق» يمنحهما صلاحيات الوزير في إدارة شئونهما.. ويستطرد «عبدالسلام» قائلاً : علامة الاستفهام هنا لماذا لم يستغل «عبدالحميد» القرار كسلاح قوي في يده يذلل له كل العقبات؟! والإجابة واضحة أن «توفيق» كان ينأي بنفسه عن المشاكل ويفضل عدم المواجهة لدرجة أنه من شدة خجله ورفضه للمواجهة لم يقابل الوزير - فاروق حسني - إلا بعد شهر من تعيينه رئيساً للبيت الفني للمسرح، وبعد أن قمت بلفت نظره لضرورة مقابلته ليشكره. معني ذلك أن أي رئيس سيتم تعيينه للبيت الفني للمسرح سيعاني مثلما عاني «توفيق عبدالحميد»؟ - أي رئيس للبيت الفني للمسرح عليه أن يمارس عمله بحزم وقوة وبالصلاحيات الممنوحة له دون الموافقة علي تدخل أي أحد في عمله، خاصة أن العمل في النهاية يصب عند «أشرف زكي» كرئيس لقطاع الإنتاج الثقافي وكل واحد يجب أن يقف عند حدود عمله فقط. ولماذا لم يتم تعيين مدير للمسرح القومي حتي الآن رغم مرور عشرة أشهر علي فراغ المنصب الذي كان يتولاه «توفيق عبدالحميد» قبل رئاسته للبيت الفني للمسرح؟ - أولاً المسرح القومي الآن يمر بمرحلة تطوير شامل ومتابعة العمل فيه تدار من خلالي أنا شخصياً وأقوم برفع التقارير الأسبوعية إلي الوزير لمتابعة الموقف. وكم يتبقي علي الانتهاء من عملية التطوير هذه؟ - عام بالتمام والكمال من الآن وأنا أستقبل تقريراً جديداً كل يوم أحد من كل أسبوع يفيد بمراحل التطور في العمل وما تم إنجازه، منذ يومين استقبلت تقريراً يفيد بإنجاز أكثر من 40% من العمل في المسرح، أيضاً تلقيت تقريراً مشابهاً يفيد بإنجاز أكثر من 70% من متحف الحضارة بالفسطاط الذي قارب علي الانتهاء.. نحن نتابع الأعمال بدقة ونتمني الانتهاء منها سريعاً لولا عراقيل وزارة المالية التي تمدنا بالتمويل اللازم أو الإضافي لأي عمل حسب ما يتوفر لها من موارد. لم تجب عن سؤالي.. لماذا لم يتم تعيين مدير للمسرح القومي حتي الآن..؟ - نحن الآن في مرحلة دراسة «فك» مديري المسارح ب «اثنين» مدير للمسرح ويكون مسئولاً عن المسرح كمبني وكيان وإدارة ومدير للفرقة التابعة للمسرح ويكون مسئولاً عن برنامج العروض الخاصة بالفرقة مع تشكيل مجلس أعلي يكون تابعاً لقطاع الإنتاج الثقافي لمباشرة العمل ومتابعة الخطة المسرحية المقرر إنجازها في جميع مسارح الدولة، ومع الانتهاء من هذه الدراسة - التي من المقرر أن تنتهي قريباً - سيتم استيفاء جميع المناصب. وأين خطة المسرح والبرنامج المسرحي للمسرح القومي من التنفيذ؟ - هذا الأمر كنت أتناقش فيه مع «أشرف زكي» وطلبت منه أن يستكمل الخطة المسرحية للمسرح القومي. ومن سيتولي رئاسة البيت الفني للمسرح؟ - لم نحدد أسماء بعد.